أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - العراق من التحشيد الى التحويل














المزيد.....

العراق من التحشيد الى التحويل


مجيد محسن الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4140 - 2013 / 7 / 1 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان المعرفة بالمفهوم المبسط مزيج من المعلومات والخبرة والبصيرة ،وطبعا الخبرة هي للدلالة على المنظور العملي الاني الواقعي القصيرالاجل، بينما البصيرة هنا للدلالة على المنظور الاستراتيجي المستقبل الطويل الاجل . ولذلك لكي تكون المعرفة لابد من اقتران الخبرة بالبصيرة لجعل المعلومات في سياق منطقي، يعرف الظواهر واتجهاتها وبالتالي فان المزيج لايتاتى من الفراغ ولا من قواعد محددة سلفا، بمعنى ليس من المعقول ان يكون المعرفي من يحفظ التاريخ ولا من المعقول ايضا ان يكون المعرفي من حفظ مجموعة من الاحكام التي تنظم حياة الناس ،سواء كان ذلك في اطار ديني او وضعي لانه كما يبدو لايملك الا بعدا معرفيا احاديا هو بعد الخبرة وبمنطق مغاير فان الذي لديه ملكة البصيرة لايعدو عن كونه يتمتع بقابليات خاصة استثنائية، هى اقرب للباراسايكلوجي وبالتالي لن يكون معرفيا .
يمثل العلم مجموعة من القواعد التي تتعقب الظواهر بمنهجية معينة والتي تنتهي اما الى نظرية او الى قوانين، ولكي نتعقب الظواهر يتطلب الامر محتوى معلوماتيا بمعنى مستوى من الخبرة وقدرة على ملاحظة ومكنونات الظاهرة، والاستنتاج وصولا الى حقائق محددة وبالتالي فان المعرفي وفقا لما تقدم هو الاكثر استعداد للقيادة ،اذا ماكان هذا المعرفي يمتلك مهارات انسانية الى جانب قدراته المعرفية .
يبدو واضحا ان المهارات الانسانية اذا ما توفرت بدون القدرات المعرفية فهي تنتهي في ابعد ممكناتها الى القدرة على التحشيد، او التوجيه نحو اهداف انية محدودة وهي غير قادرة على التطوير،بينما القدرات المعرفية المقترنة بالمهارات الانسانية للقيادة تقود حتما الى التطوير لسبب بسيط هو البصيرة ازاء المستقبل ،وهي تتجه نحو التكيف الاستعداد التغيير الذي يتناسب مع المتوقع أي انها تذهب ابعد من التحشيد ،وهذه العملية مستمرة ولذلك يطلق عليها القيادة التحويلية .
اذن لايمكن ان نسلم ان الزعامة القبيلية او الوعظ الديني يمكن ان يكونا مبررا للقيادة التحويلية مالم تقترنا بالمقدرات المعرفية ،اذا سلمنا ان هناك مهارات انسانية للقيادة وليس ارثا سلطويا قبليا او نفوذا دينيا اجتماعيا.
من هنا يتاتى لنا ان غياب القدرات المعرفية سوف يقودنا الى زعامات غير قادرة على التطوير وبآفاق قصيرة الاجل وتبعا لذلك فانها لاتبارح الاني المحدود في احسن حالاتها، ومن ثم تخلق مناخا من العلاقات والممارسات لاتواكب التطورات المستقبلية وغير قادرة على اللحاق بها وهنا تبدو الفجوة اكثر وضوحا بين التحويلي والمحشد.
ان الايغال بالتحشيد يبدو اشد خطورة عندما يتعلق الامر بنظم التعلم ومنظومات السلوك الاجتماعية التي تنطلق ،من بنى ثقافية مجتمعية مستندة الى الخبرة الماضية والتي تؤدي الى نتائج متخلفة عن ركب التطور، بحيث تصبح وحدة التعلم المتحققة مجرد معلومات قديمة وهي وان تشكلت الى المستوى الضمنى العقلي فهي سوف تمثل المعرفة الفنيةknow-how التي عفا عليها الزمن ،وحتى وان تجلت الى المستوى الصريح فانها تؤدى الى نتائج متقادمة فالذي يستخدم نظام تشغيل لوتس مثلا الان هو الاكثر تخلفا ازاء وندوزا وxp مثلا، وبالتالي لن يستطيع ان يستخدم الشبكة العالمية بل قد لايعرفها ،ولنا ان نتصورالمدى الذي تقود اليه مفردة التعليم التي يعتمدها نظام قيادة التحشيد وكذلك المدى الذي تقود اليه مثيلتها في نظام القيادة التحويلية . ان هذا يبدو جليا في الفن الانتاجي التي يعتمد الاساليب القديمة والذي يكون اكثر تعرضا للتغير، بسبب حركة التطور الحتمية وبالتالي فان الحاجة الى التغيير في الفن الانتاجي يدفع الى تغيير الاساليب القديمة وكلما كانت اكثر تخلفا كلما كانت اكثر تعرضا للانقلاب، والذي قد يصل احيانا الى مستوى راديكاليا.
ان المجتمعات التي قفزت نحو الرقي كانت لديها منظومة معرفية متكاملة اسست لها وطورتها القيادة التحويلية ،ولذلك فان العراق بعد حقبة العشر سنوات مع التدفق العالي للسيولة والتحديات الامنية والاخلاقية ممثلة بالفساد الاداري والمالي ، يتطلب قيادة تحويلية تكون المسؤولية الاجتماعية احد مضامينها الرئيسية، وقادرة على ان تطور القيادات العملية ،التشغيلية، قصيرة الاجل تدعم وتحشد باتجاه عملية التحول المنشود.



#مجيد_محسن_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درع الجريرة لن يحمي من حريق البحرين
- مثقفون بلا حدود
- متى يكف الرعاف
- هل ثمة ربان في سفينة الطوفان
- سلاما الى ربوةالعلم والطاهرين
- حين رأيت وجهه الحجري
- يوم احترقت بابل
- كل عالم وغزة بخير...!
- حواجز الديمقراطية وقوى اليسار
- الدولة الدينية بين الايمان والنفعية
- البعد الاخر
- العولمة واستراتيجية البؤرة الرخوة
- خطاب لرجل الاحذية
- عيون الحريق
- قوى اليسار والقيادة الاستراتيجية
- حين حزمنا اصبر
- تراتيل لقبيلة الغجر
- دور المنظمات الإنسانية لتحقيق وصيانة الديمقراطية
- سيد الازمنة
- من برج العجل الى شعر النثر الشعبي!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجيد محسن الغالبي - العراق من التحشيد الى التحويل