أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التضامن من اجل بديل اشتراكي - ازمة الحركة النقابية: أي دور لليسار؟















المزيد.....

ازمة الحركة النقابية: أي دور لليسار؟


التضامن من اجل بديل اشتراكي

الحوار المتمدن-العدد: 4132 - 2013 / 6 / 23 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة المؤتمر الاخير لنقابة ا.م.ش الذي اعقب وفاة زعيم البيروقراطية، بعثنا برسالة الى النقابيين الديمقراطيين داخل هذه النقابة نحثهم فيها على نهج سياسية نقابية مستقلة عن البيروقراطية معتبرين ان المؤتمر هو مؤامرة لانقاد البيروقراطية المنهارة وليس مؤتمرا لاستعاد الديمقراطية وربط النقابة بهموم ومصالح الشغيلة. الرسالة تم تعميمها من خلال اللوائح وبعض المواقع الالكترونية.
مباشرة بعد اندلاع الازمة داخل أ.م.ش قمنا بنشر عدد من المقالات عبر المواقع الالكترونية بهدف توسيع وتعميق النقاش حول هذه الازمة وسبل تجاوزها. بطلب من الرفاق في جريدة النهج الديمقراطي وبمناسبة فاتح ماي قمنا بإعداد مقالة تركيبية لمضامين هذه المقالات تعميما للفائدة وتوخيا لتعميق النقاش في صفوف مناضلي اليسار النقابي.
بنية الطبقة العاملة المعاصرة: المقصود بالطبقة العاملة التي نتحدث عنها هم كل من هم مضطرون لبيع قوة عملهم، اليدوية أو الفكرية، لتلبية حاجياتهم الاجتماعية الضرورية. أي كل الذين لا تسمح حصتهم من القيمة المضافة التي ينتجونها بمراكمة ثروات تعفيهم من بيع قوة عملهم لتلبية حاجياتهم الاجتماعية. ويدخل ضمن هذه الطبقة كل الذين واللواتي لا تختلف شروط وجودهم وحياتهم الاجتماعية عن وضع الاجراء، أي الذين لا تتعدى قيمة حصتهم من التوزيع الاجتماعي قيمة حصة العمال من فائض القيمة بغض النظر عن شكل الحصول على هذه الحصة.
ضمن هذا التصنيف يدخل المهندس والعاطل والعامل في وسائل الاتصال الحديثة وعامل النظافة والموظف والممرض وعمال المناجم والبناء والنقل والفلاحة ومستخدمي البنوك والشركات العمومية والخاصة... المعيار الحاسم هو العلاقة بوسائل الإنتاج والتوزيع الرئيسية في المجتمع (المالكين وغير المالكين) وقيمة الحصة من التوزيع الاجتماعي لفائض الانتاج. ونتيجة هذه العلاقة نفسها وشكل اشتغال النظام الرأسمالي لا توجد طبقة عاملة متجانسة مهنيا واجتماعيا، وتبدو حالات الانقسام الفئوي صفة ملازمة لتطور الرأسمالية، فقد عمقت اعادة الهيكلة الاقتصادية وخوصصة الخدمات العمومية وتفكيك علاقات الشغل والقوانين الاساسية المنظمة للشركات والقطاعات العمومية من حالة الانقسام. فعلاوة على الانقسام القطاعي ازداد النسيج الاجتماعي للطبقة العاملة تمزقا مع ظهور فئات وأوضاع مهنية جديدة (العمل المؤقت والعرضي والجزئي والعمل من الباطن...) كما غير تزايد عدد النساء في سوق الشغل طبيعة الطبقة العاملة.
شروط عمل هشة ووضع اجتماعي مفكك: حسب احصائيات مندوبية التخطيط هناك اكثر من 40٪-;- من النشاط الاقتصادي غير المهيكل في المدن الكبرى (الدار البيضاء) والعالم القروي. وهناك اكثر من 1,2 مليون وحدة انتاجية تشغل حوالي 2 مليون شخص في شروط عمل غير رسمية. وتمتص تجارة الشارع والباعة المتجولين فئات واسعة من العمال العاطلين عن العمل (حوالي 5.6 من العمال، حسب مندوبية التخطيط).
اما التمييز في العمل والأجور فهو ظاهرة عامة. فالتصريح بالعمال لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يتوقف على رغبة ارباب العمل. ولا يتجاوز عدد المصرح بهم 2345000 أجير، بينما 15,5 % من الشركات لا تصرح الاب اجير واحد (رب العمل او احد اقاربه) اما عدد المستفيدين بشكل كامل فلا يتعدى 18 %. وأكثر من 43 الف شركة لا تؤدي الحد الادنى للأجر لعمالها (حوالي 37 % من الاجراء) هذا دون احتساب 7 ملايين من المتقاعدين الذي لا يتعدى تعويضهم الشهري 600 درهم. بينما لا يتمتع 7,4 مليون باي تعويض عن الشيخوخة.
نستخلص من كل هذه العناصر القاعدة المادية لأزمة العمل النقابي:
ازمة العمل النقابي: ان ابلغ دلالة على عمق ازمة الحركة النقابية هو تدني تمثليية النقابات للعمال. ففي الوقت الذى كانت فيه نقابة الاتحاد المغربي للشغل تنضم 600000 عامل من اصل ساكنة لا تتعدى خمسة ملايين نسمة! يقل بكثير عدد المنتسبين الى النقابات اليوم (أكثر من 20 نقابة) عن 5٪-;-. صحيح ان الحرب التي يشنها ارباب العمل على العمل النقابي والنقابيين ودعم تشكيل نقابات صفراء موالية وارشاء القيادات قد ساهم تقليص القاعدة الاجتماعية للنقابات، لكن هذه العوامل غير كافية لتفسير ازمة العمل النقابي.
ومن بين تجليات هذه الازمة انفصال النقابات وخاصة المركزيات النقابية عن الواقع الجديد للطبقة العاملة. فإذا ما سلطنا الضوء على بنية الطبقة العاملة الحالية وشروط العمل سنجد ان الغالبية العظمى من الشغيلة ليست في وضع النضال من اجل الدفاع عن مكتسبات (غير موجودة اصلا) بل في وضع النضال من اجل انتزاع حقوق وهذا لا يتطابق مع الواقع الحالي للحركة النقابية.
كما ان دينامية الأزمة الرأسمالية ونظام تراكم ليبرالي استعماري لا يتوافقان مع الحفاظ على المكاسب الاجتماعية بالنسبة لغالبية القطاعات العمالية. فالمعاقل العمالية التي كانت تتمتع باستقرار العمل وتشكل العمود الفقري للحركة النقابية (المناجم والوظيفة العمومية والقطاع العام) قد تم تفكيكها بعد عقود من اعادة الهيكلة. وكون النقابات لا تنظر الى العمال والموظفين إلا كزبناء مهنيين ولا يهمها، وفي احسن الأحوال سوى حياتهم المهنية كما لو ان العامل والموظف الة ميكانيكية لا حياة لها خارج العمل، فقد وجدت النقابات نفسها تبعا لهذه النظرة منفصلة عن المسالة الاجتماعية ومجرد وسيط مهني لا شرعية اجتماعية لها في منظور الغالبية الساحقة من العمال والموظفين. وقد تقلص افق الحركة النقابية نتيجة لهذه العلاقة المصلحية والزبونية المتبادلة، حتى اصبحت بدون افق سياسي واجتماعي وكأن العمل النقابي والحركة النقابية ليس لديهما ما يقولانه حول القضايا السياسية العامة والمشاكل الاجتماعية الرئيسية في المجتمع. يشكل هذا الانفصال عن المجتمع وقضاياه احد اسباب ضعف الحركة النقابية وتقلص شرعيتها الاجتماعية.
ان أزمة الحركة النقابية ليست مجرد أزمة تنظيمية أو يمكن اختزالها في الطبيعة البيروقراطية لقياداتها. فغياب الديمقراطية وتسلط القيادات البيروقراطية على الاجهزة النقابية هو واحد من جوانب الازمة فقط. اما الازمة الحقيقية وقاعدتها المادية فجذورها متشابكة مع العولمة الرأسمالية وأزمتها ومع التحولات التي عرفها الصراع الطبقي خلال هذه المرحلة من تطور الرأسمالية.
وعلى عكس مرحلة الازمة الكبرى التي عرفتها الرأسمالية خلال القرن الماضي وانتصار الثورة الاشتراكية والتي سمحت بتحسين شروط العمل والحياة والنضال بالنسبة للطبقة العاملة العالمية، فان تحصين المكتسبات الاجتماعية والديمقراطية في ظل الازمة الحالية لم يعد يتوقف على قيام وماسسة تعاون وتوافق طبقيين، بل يتطلب احداث تغيير جذري في العلاقات الطبقية. من هذه الزاوية تبدو الحركة النقابية التاريخية عاجزة، ليس فقط عن تعديل موازين القوى لصالح الطبقة العاملة، بل عاجزة عن تنظيم المقاومة لصد الهجوم وتارة تمثل طرفا وشريكا رئيسيا في هذا الهجوم.
هذه هي الخلفية التي تدفعنا الى تطوير النقاش حول ازمة العمل النقابي ونقله من مظاهر الازمة وتداعياتها الى عمق القاعدة المادية والطبقية التي نعتقد انها تشكل الاسباب الفعلية والحقيقية لهذه الازمة. ان هدفنا طبعا، ليس هو السجال او قراءة مسارات الصراع الطبقي، بل ان هدفنا وحافزنا هو فتح نقاش جماعي مع كل النقابيين المدافعين عن مشروع نقابي بديل حول الخطوات والمبادرات والتحالفات والتكتيكات الممكنة لبلوغ هذا الهدف. لقد سبق ان اطلقنا هذا النقاش مع نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي تحت رفض ولامبالاة بل واستخفاف من قبل كثير من النقابيين، وتمت مقاطعة الملتقيات النقابية الديمقراطية التي كانت تحتضن هذا النقاش والهجوم وتشويه المبادرات التي كان هدفها تعبئة وتجميع القوى النقابية المناهضة للخط البيروقراطي بهدف تشكيل وبناء توجه نقابي طبقي ديمقراطي يكون العمود الفقري لإعادة تنظيم الشغيلة وبناء حركتها النقابية.
وها نحن اليوم على بعد عقدين من انطلاق هذا النقاش فهل يمكن تجاهل الاسئلة التي طرحتها الملتقيات النقابية الديمقراطية: ما هو دور اليسار داخل النقابات تدبير المشروع النقابي البيروقراطي ام بناء مشروع نقابي بديل؟ وهل يتوفر اليسار على مشروع نقابي؟ كيف يرى اليسار علاقة النضال النقابي بإستراتيجية النضال الشامل من اجل التغيير؟ ما هي رؤية اليسار لإعادة توحيد الحركة النقابية ودمقرطة منظماتها وتحريرها من الفساد والاستبداد البيروقراطيين؟ اية علاقة بين النضال النقابي والنضال الشعبي العام؟.



#التضامن_من_اجل_بديل_اشتراكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض بين الخط النقابي الديمقراطي والخط النقابي البيروقراط ...
- رسالة التضامن من اجل بديل اشتراكي للرفاق والرفيقات في تيار ا ...
- تجميع قوى اليسار الجذري وآفاق إعادة تشكل يسار اشتراكي ثوري
- نقاش في أطروحات الاول للنهج الديمقراطي
- نحن وتيار النهج الديمقراطي: هل نسير في نفس الاتجاه؟
- حول الاختيارات التكتيكية لجماعة المناضل ة
- من أجل بديل ديموقراطي شعبي تحرري
- حول البرنامج والشعارات والتكتيك
- اليسار الماركسي وأفق بناء قطب معادي للرأسمالية
- مع الشعب في كفاحه من اجل تغيير النظام من اجل دستور ديمقراطي ...
- في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية
- مع كفاح الشعب الفلسطيني مع حركة التضامن الاممي
- حول المسلسل التاريخي لحركة النضال من اجل الحقوق الإنسان الأس ...
- راهن الحركة النقابية ومهام اليسار الاشتراكي الجدري
- من فزاعة الإسلاميين إلى فزاعة الأعيان
- الطبقة السياسية- في إجماع وطني ضد الأغلبية الشعبية
- تيار التضامن من أجل بديل اشتراكي يدعو إلى مقاطعة انتخابات 12 ...
- الاستراتيجية الديمقراطية لتيار التضامن من اجل بديل اشتراكي
- فشل استراتيجية النضال الديمقراطي وافاق استراتيجية سياسية بدي ...
- حول مسالة المجلس اوالهيئة التأسيسي


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التضامن من اجل بديل اشتراكي - ازمة الحركة النقابية: أي دور لليسار؟