أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - السذاجة وتسلل العملاء الى الداخل















المزيد.....

السذاجة وتسلل العملاء الى الداخل


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 17:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



إن أشد الوسائل فتكا بالتنظيم السري هي تلك التي تعمل بأقرب ما يكون للتنظيم و/او من داخله .
ومن داخل التنظيم هناك ثلاث طرق شديدة الخطورة :
الأولى: أن تتمكن السلطات المعنية المعادية من تجنيد عناصر من داخل التنظيم نفسه ، أو تتمكن من زج كادراتها الأمنية المدربة في عضوية التنظيم بشكل أو بآخر . وهنا يصبح الجهاز الأمني على إطلاع فيما يجري في التنظيم او المجموعة صغرت ام كبرت ، ويستطيع متابعة أنشطتها ورصد أعضائها ، كما ملاحظة صلاتها بالجماهير والبيئة المحيطة .
وبمقدار ما يرتقي المجندين الأمنيين في التسلسل الهرمي للتنظيم ، بمقدار ما تزداد السيطرة الأمنية على المنظمة المحددة بما يكفل اتقاء شرها وكشف المحاولات العملية الجدية التي تقرر القيام بها وتوجيه الضربات لها حين اللزوم وكيفما يلزم .
هناك وسائل عدة للتسلل وأغلبها يستند على شرطين هامين : 1- السذاجة والإستغفال . 2- وجود عناصر في الداخل تسهل تمرير مثل هذه المحاولات وقبول العناصر المدسوسة .
الثانية : وهي التحقيق مع المعتقلين الضعاف بوصفهم من أهل البيت ، والحصول منهم على المعلومات المتعلقة بالأشخاص والسياسات والمواقف والممتلكات المادية من سلاح واموال وبيوت سرية ومقرات ، كما كشف علاقات التنظيم مع البيئة المحيطة به ومع غيره من التنظيمات الأخرى .
إن الإنهيارات في التحقيق تقدم المعلومات الثمينة للعدو وتمكنه من توجيه الضربات الإعتقالية القاسمة للمنظمة المعينة .
ومن المفيد التذكير أن الإحتلال الإسرائيلي تمكن من توجيه ضربات ماحقة وساحقة للفصائل الوطنية والإسلامية إعتمادا على إعترافات العناصر والكادر والقادة. لقد مارس أساليب التحقيق بنجاح باهر بحيث كان يتمكن من القيام بحملات إعتقالية شديدة التأثير ويحصل في النتيجة على المعلومات عن الأشخاص ويتعرف على الأسرار وطرائق التفكير ...معلومات شديدة الأهمية ويحصل عليها بثمن رخيص من العناصر الجاهلة وغير المدربة كما من المتواطئين وضعاف النفوس المتخاذلين ، كما أنه بالإضافة الى المعلومات كان المحققون يجندون أعدادا كبيرة من المنهارين في التحقيق ويستخدمونهم داخل السجون وخارج السجون ، ليصبحوا من طرف العدو ومتسللين الى صفوفه ومن كوادره المجربة كما يتظاهرون .
الثالثة : السيطرة من خلال تقديم الأموال والمساعدات العينية بما فيها السلاح والمساعدات الإقتصادية من جهات صديقة للعدو وتتظاهر بأنها صديقة للتنظيم ، حيث يتم تتبع حركة هذه المساعدات ومعرفة العناوين التي تذهب اليها وبذلك يسهل رصد العلاقات الداخلية للتنظيم ،كما يسهل إغراق التنظيم بالمساعدات عندما يكون ذلك مناسبا وتجفيفها في ظروف أخرى واستعمالها كوسيلة ضغط عند اللزوم ، كما ويسهل تتبع النشاطات العسكرية والسيطرة على الأجنحة التابعة لها .
دس العناصر المعادية الى الداخل :- اليكم قصة توم دانيال العميل الأمريكي الذي تسلل الى القاعدة في العراق :
العميل طوم دانيال الذي خدع القاعدة في العراق .."

او كما سمى الشيخ ابو اللواء الصوري وقصته بسيطة جدا : هو انه عميل امريكى قام بتربيه لحيته وقراءة عن الاسلام والسلفية الجهادية وافكار القاعدة وتلقي تدريبات خاصة وسلمته المخابرات الامريكيه جواز سفر وهويه مزوة بأسم (تيسير جودت عبد الهادي ) لبنانى الجنسيه وذهب لاختراق القاعدة ونجح بالفعل بعد ان عرفهم بنفسه على انه لبنانى يعيش في المكسيك واتى من امريكا اللاتينيه من اجل الجهاد وسرعان ما اصبح طوم او ابو اللواء قائدا في تنظيم القاعدة ويقوم بالتخطيط للتفجيرات ضد المراقد والمقدسات الشيعية و يجند لها عشرات الشباب كما كان يقوم بأرسال مقاتلين من القاعدة للهجوم على القواعد الامريكية و يقوم بأبلاغ عن الهجوم مسبقا ليتم قتل هؤلاء او اعتقالهم .. كما ساهم في مقتل ابو مصعب الزرقاوي الذي كان صديقه المقرب و ساهم بعد ذلك في اغتيال ايوب المصري .
المضحك في الامر ان طوم كان خطيبا و اماما بأتباع القاعدة اثناء تجمعهم للصلاة او في مناطق تدربهم".وقام بكشف نفسه وعاد لحياته الطبيعية بعد انتهاء مهمته
ماذا يستفاد من الرواية ؟
أولا: كان لا بد من توفر درجة من السذاجة حتى يتم قبول شخص في تنظيم حديدي مغلق كهذا ، لا بد أنه ادعى بأنه مرسل من قبل شيخ ما موجود في مكان ما ، ولا بد أن آخرين سهلوا له الدخول . ولكن تجربتنا في بلادنا توظف فيها السذاجة . فما أن يتردد على الجامع بضع مرات ويعطي آذانا صاغية للدروس ويرفع قليلا من شأن الشيخ بكثرة الأسئلة الساذجة المصحوبة بالتبجيل والتقدير والإحترام ، حتى يقربه الشيخ ويأخذ الشيخ نفسه بالسعي لاستقطابه ل: شباب المسجد او لحفظة القرآن أو الراغبين في تعلم أحكام التجويد ...وشيئا فشيئا يصبح واحدا من الجماعة ويشفع ذلك بإبداء إهتمام بهذا الشيء أو ذاك فيضموه الى لجان الزكاة أو أي من الفرق الموجودة وربما الى العناصر المسلحة .
في الجامعات يكفي أن يتردد الشخص الراغب في الإنخراط مع جماعة معينة بأن يشاركهم أنشطتهم ويساهم في فاعلياتهم ويذهب معهم في الرحلات حتى يصبح من المقربين وخاصة بالإعتماد على الوصولية وبعض النفقات البسيطة والتقرب من هذا الشخص أو ذاك . وبعد ذلك يصبح وكأنه منهم ويرتقي في السلم الهرمي للجماعة .
وهناك الإنتقال من تنظيم الى آخر ، حيث استسهل المتسلل الدخول الى فصيل معين وبعد ذلك يكتشف أن الفصيل الآخر هو الأفضل بسبب من محاولة مندس آخر لاستقطابه فيأتي مع عدد آخر للفصيل الذي يسارع الى قبوله بزهو وافتخار ..
ثانيا :إن عقلية منظمة ومدربة ومتطورة ، قد أدخلت على مجموعات يملؤها الحماس والقوة الروحية ، فكان من السهل على توم أن يتغلغل ويصبح له وزن بما له من ميزات ، فما ن يتملق الشيخ مرة ومرات حتى يعطيه حظوة ، وما أن يبدي مهارة في العمل حتى يتقدم الصفوف ثم يرتقي .وإذا أبدى مزيدا من التقى ومزيدا من الرغبة في العبادة ، هنا يصبح المتقد على سواه ويؤم المسلمين الأصليين في صلاتهم .
جاء شاب من إذنا من قرى الخليل الى الأقصى في بداية سنوات الثمانينات ، وبينما كان يتجول شاهد حلقة ملتفة حول شيخ يكرز عليها، وعليه إمارات التقى والإندماج .ناداه أحد معارفة ليجلس مع المجموعة ويعرفه على الشيخ الأبيض الذي ليس له مثيل في التقى والورع والفهم . يقول الراوي :"عندما اقتربت شاهدت الشيخ وإذا به أحد عملاء المخابرات الإسرائيلية وسبق وأن استدعيت لمقابلته ، فما أن وصلت حتى لملم نفسه وانسحب .." وكان هذا الشيخ يستقطب المجموعات للدرس وينفتح عليها وتنفتح عليه ويلمح بكلمة من هنا وهناك عن تأييده للعمل الوطني وأحيانا يسمي اسم فتح أو يلمح باسمها (لم تكن حماس موجودة ولا يعقل أن يلمح باسم فصائل اليسار ) واذا كان بعضهم مقربا من فتح فإنه ينفتح على الشيخ مع العلم أن العمل التنظيمي كان سريا .
جاء ألماني ؟! الى جامعة بيتلحم بصحبة اثنين من الإسلاميين ، وقد استخدموه دعاية للإسلام . فهذا الألماني فتح الله عليه وأسلم وها هو يقرأ الفاتحة ويطلبوا منه أن يقرأها وهو لا يجيد لفظها بالكاد ، فيظهر المستمعون إعجابهم بهذه اللقطة الهائلة .غير أن آخرين قالوا لهم بأنهم يشتبهون به وبتدينه وما أن عرف بذلك حتى غادر الجامعة بغير رجعة . إن من السهل على الأجنبي المدرب والذي يحظى بقليل من المساعدة من متبرع أو من مكلف ، من السهل عليه أن يتغلغل ويقتنص الكثير من الأسرار . ثم يعامله السذج بأنه صديق للتنظيم ويستمروا في تزويده بما تيسر من أخبار ومعلومات ، وهو بنفسه يستقصي بطرائق ذكية . وكانوا أحيانا يقسموا أنفسهم فهذا مناصر لهذا التنظيم وذاك مناصر للآخروهذا يساري أو مراسل لصحيفة يسارية ... .
وكان صحفيون يهودا وأجانب قد تغلغلوا وصادقوا مستويات نشطة وحتى قيادية في الإنتفاضة الأولى بحجة انهم ينشرون الأخبار ويكتبون التقارير المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني ، ثم مع الأيام تبين أنهم أنصار الشاباك والموساد .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف انتقلت حماس الى المحور المعادي لمحور الممانعة
- تفاعل صباحي مع الرفيق عايد حول مصر
- فتوى السنة والإئتلاف السوري
- لماذا يذبحون الأطفال في سوريا والعراق؟
- مرسي بوقا للإدارة الأمريكية
- يوم الإنقسام
- أيها الفلسطينيون أدرسوا تاريخكم
- سأفتح النار باستمرار
- هل حقا انتصرتم في القصير؟
- خمسة حزيران مهم للمراجعة
- سوريا الى أين ؟
- إننا نفتح النار
- أنا أفتح النار ..سأفتح النار -3
- سأفتح النار
- مناشدة حارة للأخ مرسي
- الإسلام السياسي مع كامب ديفد
- في موضوع ثورة التحرر الوطني الديموقراطي
- تواصل النقاش مع الرفيق غازي الصوراني
- مع مازن العجوري
- تفاعل مع الرفيق غازي الصوراني


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - السذاجة وتسلل العملاء الى الداخل