أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الوهابية والعلمانية: آخر معارك التاريخ














المزيد.....

الوهابية والعلمانية: آخر معارك التاريخ


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يشهده العالم، اليوم، من تطورات دراماتيكية وحالة استقطاب حادة يمثل ذروة تحالف برابرة التاريخ الكاوبوي الأمريكي وقوى الرأسمال العالمي الليبرالي المتوحش مع البدو الصحراويين من حثالات وهمج التاريخ وبالنسخة الأشد ابتذلاً وتوحشاً وخبثاً وعنصرية ودموية للثقافة الصحراوية المتوحشة، من جهة، وبين قوى التنوير والعدالة والحداثة والأنسنة والخير والعلمانية التي قطع الجنس البشري محطات مرعبة وموحشة حتى وصل إلى صياغتها على نحو ما نراه في بعض دول العالم التي اتخذت من المنهج العلماني المتسامح صيغة للتعايش بين جميع المكونات والأعراق والمذاهب التي لا تعترف بهم الوهابية المجرمة وتصر على قتل ومحاربة واستعداء الجميع وترفض أي صيغة للاعتراف والتعايش مع الآخر.

الوهابية بهذا المعني هي مشروع صدامي حربجي استئصالي، أينما حلت، حلت الحروب والخراب والدمار. فلم تصطدم الوهابية مع الخارج وحسب، بل بداية في داخل ما تسمى بالمهلكة السعودية حيث قامت بمذابح ومجازر جماعية ضد الأسر التقليدية التي كانت متواجدة في شبه القارة الصحراوية، وعلى رأسهم آل رشيد، وليس انتهاء بجماعة الإخوان السعودية التي تعرضت لمذابح كبرى، وتصفيات جماعية على يد المجرم المؤسس الملقب بعبد الإنكليز، الذي قتل عشرات الآلاف منهم، رغم رفعهم للشهادتين وإيمانهم بالقرآن، الكتاب المقدس لدى المسلمين. ومع اكتشاف البترول في المهلكة الصحراوية، وبدأ الترويج لثقافة مالك وسائل الإنتاج، وهنا النفط، وهو المعادل الموضوعي لوسيلة الإنتاج كعائد ربحي ورأسمالي في الماركسية، ومن ثم تراكم كم هائل من الخطاب الوهابي التكفيري مستقوياً بالعائدات الخرافية للبترودولار، وقدرته على تجنيد الملايين من القاع الاجتماعي المسطـّح، بدأت المرحلة التالية للوهابية وهي، بمحاكاة للإمبريالية الصناعية المتوحشة، تصدير فائض "رأس المال" الخطابي، هذه المرة وليس السلعي أو المادي، إلى دول الجوار، وبدأت بإسقاط دول الجوار الواحدة تلو الأخرى في المعسكر الوهابي المتحالف، والمسنود عسكرياً وأمنياً، بقوى الشر العالمية المتمثلة بالأطلسي، وتقبع على رأسه الولايات المتحدة، ومن هنا نشأ ما يسمى بمجلس التعاون لدول الخليجي الفارسي كمنظمة سياسية تتبنى الوهابية وتعمل على عمولمتها ونشرها وتطبيعها وبدأت بشن الحروب و"التعاون" مع الغرب الإمبريالي في اسئصال قوى التنوير وأنظمة الحداثة والعصرنة وإحلال أنظمة متبدونة متأخونة متخلفة سلفية ماضوية ظلامية مكانها. ولا بد من أن نلحظ، ها هنا، الحلف المقدس بين الجانبين، الغربي والخليجي، من خلال إحجام الولايات المتحدة الأمريكية عن القيام بأي عمل عسكري انتقامي ضد ما تسمى بالمهلكة السعودية، رغم وجود أربعة عشر انتحارياً إرهابياً من بين التسعة عشر الذين قاموا بتفجيرات 11/09 ، ورغم كون الإرهابي الدولي والمجرم ابن لادن سعودي الجنسية، فقد ظلـّت العلاقات السعودية الأمريكية سمناً على عسل، و"آخر حلاوة"، كما يقال، فيما توجهت القوات الأمريكية لإسقاط نظام حكم الرئيس العراقي العلماني صدام حسين "المتهم" بدعم الإرهاب السعودي الوهابي . (هكذا).

واكتملت ذروة المد والتغول الوهابي الإمبريالي السعودي مع موجة ما يسمى بـ"الربيع العربي"، حيث سقطت من تبقت، فقط، من الأنظمة شبه العلمانية، خارج القوس والهلال الوهابي كتونس، وليبيا، ومصر، التي أصبحت تدار اليوم من الرياض، والدوحة، وتدور في فلك شيوخها، وتسترشد في سياستها الداخلية والخارجية، وتستأنس بفتاوي شيوخ الوهابية وابن باز الذي لا يعترف حتى اليوم، مثلاً، بكروية الأرض. ولكن بقيت، والحق يقال، سوريا، حتى اللحظة خارج إطار التهديد بالسقوط في المستنقع الوهابي، رغم سيطرة جبهة النصرة الوهابية، على بعض البؤر الوهابية، في بعض المناطق الحدودية، التي كانت فيها قبضة الدولة، أصلاً رخوة، وضعيفة بعض الشيء بسبب مركزية الأمن والقرار في الحواضر السورية الرئيسية، وليس من المستغرب، في هذا الصدد أن يكون الجسد الأكبر، والعصب الرئيس لـ" الثورة السورية"، (الإرهاب الدولي المعولم)، من القوى السلفية والظلامية تحت مسمة "جبهة النصرة"، تأكيداً لزعمنا هذا. وتنشب لذلك معركة شرسة، اليوم، هي اليوم، وبعيداً عن الطابع العسكري والأمني والإرهابي لها، معركة ثقافية، بالدرجة الأولى بين تيارين، ومدرستين واتجاهين يتصارعان على قيادة المنطقة، واستلام دفة قيادتها، سيحددان الاتجاه الثقافي والسلوكي واستشراف منظومات الفكر للإقليم خلال مرحلة طويلة قادمة. ومن هنا نرى هذا الدعم، والتورط والدعم اللا محدود، من قبل عاصمتي الوهابية المتنافرتين والمتنازعتين، على قيادة الهلال الوهابي الإخواني الجديد، وهما السعودية وقطر، اللتين بذلتا مليارات الدولارات من أجل إلحاق سوريا بالركب والقطيع الوهابي الذي يتكاثر كالنمل في المنطقة، والتكاثر تقليد صحراوي مقدس موصى بها سماوياً. وهو، بذلك، صراع، بمعنى من المعاني، بين من تبقى من قوى وتيارات علمانية وتنويرية ومتسامحة في المنطقة، وبين تيارات ظلامية وهابية تكفيرية تخوينية متشددة استئصالية جامحة.

معركة سوريا ستقرر مصير المنطقة، سياسياً واستراتيجياً وثقافياً، وستخبرنا لمن تكون الغلبة وأي تيار ثقافي وفكري سينتصر ويدوم حتى نضوب آخر برميل نفط، وحلق لحية آخر مشعوذ ودجال وهابي برشة رسل التنوير وحملة الأقلام والفكر. فلمن تكن الغلبة والفوز والكلمة النهائية والعليا وهل يكتمل القوس والهلال الوهابي أم يفصم عراه السوريون وتكون بداية نهاية وتهاوي المشروع مع أصحابه؟
لننتظر ونرى نتيجة معركة سوريا



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أعشق الثورة التركية وأمقت الثورة السورية؟
- الخروات
- الحراك التركي وفتوي قتل النصيرية: لماذا صمت أردوغان عن إهانة ...
- اللهم شماتة: انهيار المشروع الإخواني
- مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟
- هل تفلت منظومة الخليج من المساءلة والحساب؟
- حمير عبد الباري عطوان
- انتفاضة الكيماوي والعسل الثوري المرّ
- الخبث الثوري وشطارة اللعب بالمصطلحات
- العراق: الشعب يريد إسقاط الديمقراطية
- العرب وتزييف التاريخ
- القصة الحقيقية، وبالتفاصيل لرسالة أوباما المسمومة
- ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟
- هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد الرئيس باراك أوباما
- لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد بيونغ يانغ
- لماذا نخجل من ثقافتنا؟
- بيان هام من نبيل العربي: هذه هي قراراتنا
- سوريا: نعم إنها حرب كونية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الوهابية والعلمانية: آخر معارك التاريخ