أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - الفوظى الخلاقة وثقافة النظام الأبيسي















المزيد.....

الفوظى الخلاقة وثقافة النظام الأبيسي


ميس اومازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلنا يعلم ان الأقطار التي عرفت ثورات شعوبها والتي تعرفها والتي في الأنتضارفي شمال افريقيا والشرق الأوسط ,هي في مجملها اقطارتسودها انظمة غير مشروعــــةبمفهوم الأختيار الأرادي الحرللشعب .وبالتالي تكون كل الأدوات المعتمدة من قبلها
لتدبير شؤون هذه الشعوب غير مشروعة ,وان كان لها من جدوى انما لأدامة السلطةالسياسية ونهب ما امكن من الثروات .هذا النهب الذي لا يخرج هوذاته عن كونــــه اداة لأستمرار هذه السلطة لما يسمح به من الأكثار من الحماة ,بشراء الذمم وتقويةاداة الردع من امن مدني وعسكري .بل يتعدى الأمرذلك الى استمالة الأجنبــــــــي بتخصيص حصة من هذه الثروات لخدمة مصالحه لمطالبة خدماته عند الأقتضاء .الأمر الذي يبعد اعتبارمصالح الشعب عن دائرة اهتمام هذه السلطة, مادام انــــــه لا يعتبرسوى عاملا في مزرعتها بمفهوم القن في الأنظمة الغابرة الذي تنحصـــــرحاجياته في الحاجيات الحيوانية من اكل وشرب وتناسل.

...........
عدم مشروعية هذه الأنظمة وادراك رموزها لصفتها هذه اوجب عليهم استعمال كل الأدوات المستطاعة للحفاظ على وجودها. لتكون هذه الغاية مبررة لكل وسيلة ,والتي على رأسها التمييز بين المواطنين من خدام للنظام مفتوحة امامهم الأبواب لقضاء مآربهم وهم على درجات ,ومجرد عبيد في مزرعة النظام همهم الوحيـــدالتعبير عن وجوده واسداء ماتراه من خدمات ,على رأسها الخضوع لأوامرهامن حيث اداء الضرائب والأستجابة لأوامر السخرة .وادوات النظام غير المشروع كما ذكر هي ذاتها ادوات الأحزاب السياسية, ليس فقط المسموح لها بالتواجد علىالساحة بل وايضا هذه التي ترنو الى ما يطلق عليه بالتغيير الجذري للنظام, والتي غالبا ما تعمل في الخفاء او يفرض عليها نوع من التنازل لفائدة بقائها.فالملاحظ وفق ما يفصح عنه الواقع هو ان أي حزب سياسي يتولى امر تدبير شؤون الشعب الا وعمل على نفس نهج النظام الذي عاش تحت ظله ,وكأنه ارث اكسبه الواقع صفة المشروعية .لذا لا غرابة فيما نسمعه من محاولات اخونة المصرييــــــــن على يد رموز السلطة السياسية المشكلة من جماعة الأخوان المسلمين. كما لا عرابة فيما نسمعه من محاولة اسلمة تونس ,ليبيا ,توركيا وحتى المغرب في انتظار الأنظة المهددة بالزوال في الأقطار المعنية.
..........
بحكم كون الأنظمة المذكورة ولصفة عدم مشروعيتها انظمة ديكتا توريـة, فان الأحزاب السياسية التي عاشت تحت ظلها وايا ما كانت درجة الرضى عنها,ان هي تمكنت من بلوغ كراسي المسؤولية سواءا بعد اسقاط النظام على اثرثورة شعبية ,او حتى في ظل بقاء النظام لا تخالف سلوك أي من هذين النظامين من حيث محاولة تثبيت رموز الحزب والمتشبعين بمبادئه حيث يمكنهم نشرباقــــي المنخرطين .أي تخصيص وتمييز الخدام عن باقي المواطنين. ولنفس غاية النظام السابق .مبررين ذلك بان مؤسسي هذا الحزب والمنظوين تحت لوائه هم الأصلح لتصريف واعمال برنامجه قصد تحقيق ما سبق وتضمنه ,ليسقطوا من حيث لايدرون في جبة نظام الحزب الوحيد ,الذي هو النظام الديكتاتوري في اوظح صوره ,والذي كانوا بألأمس يعيبون على الغيرامر اختياره اداة لتصريف شؤون الشعب.
..........
و الملاحظ اعتبارا لما ذكرسيوف يتبين له ان كل الحكومات التي عرفتها الأنظمةالمثار عليها, سواءا منها التي تحقق سقوطها او التي ما تزال متشبثة بامل البقاء,كانت غايتها الأساس الحفاظ على النظام الذي تعمل في كنفه. حتى اذا ما تم سقوط النظام بهدف ارساء اركان نظام بديل عادت حليمة لعادتها القديمة باختيارنظام على نفس نهج سابقه بعيدا عن امل الشعب الثائرفي نظام آخر.لم تستطع ليس فقط الأحزاب السياسية ادراك كنهه, بل وايضا النخب التي طالما انتضرالمواطن قيامهابواجبها وفق ما تقتضيه روح المواطنة, والتي كثيرا ما ابانت عن طموحها في اسداء الخدمات المنتضرة منها من اجل اسعاد ابناء الوطن.فيتظح انه من العسيرعلى ابناء اقطارنا الأنتقال من انظمة متخلفة مستبدة الى انظمة مؤسسات حقيقية ,ما دام ان ثقافة بكاملها تستوجب تخليصها من شوائب بدونها وحدها يمكن تحقيق الهدف .
............
ثقافة النظام الأبيسي الذي تكون فيه الكلمة الأولى والأخيرة للأب الأعلا الذي تنظوي تحت لواء سلطته العائلة الكبيرة هي ثقا فة انظمة اقطارنا.غير انه اذا كان هذا النظام قد اسفر عن بقائنا على الأقل لروابط التكافل والتظامن والرحمة التي كانت تميزه ,ويعتمدها لبقائه, فان هذه الروابط عرفت تلاشيا حتى كادت تفتقد ولوداخل المحيط الأسري الضيق. ويعود ذلك الى عديد من الأسباب, يكفي منها ذكرالأنتقال السريع من الحياة القروية البدوية الى حياة المدينة والحضر,وكذا الى الزيادة المهولة في عدد السكان الأمر الذي اسفر عن ظهور النزعة الفردية والنفور من الغيرما لم يكن يرجى منه تسهيل قضاء الحاجيات الخاصة .ويظهر ذلك جليا في الأعتماد الشخصي على اختيار الشريك ذكرا كان او انثى بعد ان كان بيد الأبوين. وفرض على الفرد من الجنسين الأعتماد على كفائته الخاصة وذمته مالية كانت او فكرية من اجل الظفر بهذا الشريك .ولا يغرب عن بالنا بناءا على هذا ما تعرفه مجتمعاتنامما يعرف بتاريخه بالتحرش الجنسي الذي لا يخرج عن نطاق البحث عن هذاالشريك ,وان كان بطرق لم تكن من المألوف في اطارالنظام الأبيسي الأصلي المنبثق عن التطورالتلقائي والطبيعي.
............
هذا النظام الأبيسي الغير الطبيعي باعتباره متجاوزا لما طرأ على الجماعة من تطوراحتفظ على ثقافة اضحت هي بدورها متجاوزة ,فاصبح يعيش فكرا ماضويامتغلغلا في معظم سلوكاته في الوقت الذي تعيش الجماعة المحكومة عالمامعقدا سريع الحركة ,لم يستطع النظام مسايرته لخوفه الشديد من الجديد وما قديحمله من اسباب انهياره .الأمر الذي يدفعه الى مزيد من تشديد القبضة على كل مجالات حياة المواطنين ,وباعتماد التمييز المومأ اليه بين خدام وعامة الشعب الذين ينضر اليهم على انهم مجرد اقنان .فتفتظح التفرقة هذه لما يتميز به الخدام من تسهيلات لقضاء مآربهم ليس فقط في الأدارة حيث يستقبلون على انهم اهل الدار,وفي القضاء حيث لا يسري القانون في حقهم الا اذا كان في صالحهم, بل ايضافي السوق حيث تكون المقتنيات ذات الجودة الرفيعة من نصيبهم ويذعن الغيرللقبول بما يسد الرمق.لينتج عن هذا السلوك تبعات هي بذاتها سبب خراب هذا النظام ’وهي المحسوبية والرشوة .لينفرط العقد المجتمعي وتعم الفردانية وانعدام الثقة حتى بين افراد الأسرة الواحدة .وهو ما تحقق في الأنظمة التي اسقطت رموزهاوالتي ما تزال تحاول البقاء في اقطارنا.
...........
لا يستغربن القارىء المحترم اذن من اقدام نظام بشار الأسد في سوريا على مناداةالأجنبي من الروس والفرس للوقوف الى جانبه في وجه الشعب المقهور,لأن هذا الأجنبي هو قرشه الأبيض الذي وفره ليومه الأسود ,والذي نهب من ثروات الشعب السوري بعد ان تبين له غلبة هذا الشعب على الزبانية والخدم الذين ارسى عماد وجودهم من اجل البقاء. كما لا يستغربن من محاولات البعض حماية الأنظمةالتي اسقطتها الثورات من مثل السعودية التي استظافت بنعلي التونســـــــــــي ضدا على رغبة الشعب في محاكمته وكذا الحيلولة دون المساس بشخص الرئيس اليمني ومقربيه.
..........
فادوات النظام المعتمدة من تمييز بين المواطنين في الدرجة والمقام وتخصيص مصالح للأجنبي وابراز سلطة الأب الأعلى في شخص رئيس الدولة والملك حتى انه لا يخلو اسمه ولو في لوائح تعريف الأزقة والشوارع ,جعل من عامة الشعب مجرد قطيع يقتاد وفق رعباته وعن طريق الزبانية .ونشر في اوساطه من حيث لا يدري اسباب الثورة .هذه التي سوف يتولاها شباب يعيش عصره يدركه ويعيه خلاف رموز النظام وزبانيته بل وحتى الأحزاب والجماعا ت السياسية والنخب المثقفة, التي فوجئت بالتيار الشعبي الجارف يقتلع ما لم يكن مفكرا فيه والذي هورموز السلطة السياسية . بل ادى في بعض الأقطار الىالتهديد بتقويض اركان الدولة بالكامل.
.........
لم تسقط الأنظمة اذن وفق ماذكر ما دام ان ثقافة النظام الأبيسي الماظوي هي ثقافة من تولى امرتدبير امور الشعب في الأنظمة المعنية ,في مصروتونس بصفة واظحة .كما انها لم تتغيرفي ليبيا والمغرب الكل بالشكل المرتقب من قبل شعب كل قطرمنها ,لأن من تولى السلطة خارج زمن الشباب الثائر,وليس له بديل عما الفه من سلوكات النظام الذي قام مقامه بعد ابعاد رموزه الأصليين .لأنه هو نفسه منها بالرغم من ادعاء محاولات افشاله من قبل من اطلق عليهم فلولا كما في تونس مصر ليبيا .اوتماسيح وعفاريت في المغرب .فالحزب او الحماعة السياسية التي اسفرت عنهاصناديق الأقتراع في الأقطار التي اعتمدتها هي هيآت متشبعة بالفكرالشمولي الأسلامي ,الذي يتخطى حدود الدولة شانه شان الفكر الشمولي لدى الهيآت السياسية المتمركسة .هذا الفكر الذي لا يقبل مزاحمة الغيرله ,وبالتالي لا محيد له عن محاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة .وهذا لن يتاتى له الا باعتماد نفس نهج النظام السابق من تقسيم المواطنين الى خدام وعامة (اقنان )الى جانب شراء الأجنبي بواسطة قسط من ثروات الشعب ومصالحه.لتبقى الشعوب الثائرة في دورتها في الدائرةالمفرغة الى غاية امساك نخبة جديدة تعي وتدرك زمانها بزمام الأمور,وهي المحاولات الأصلاحية التي تقوم بها اليوم في كل من تونس مصر ,ليبيا والمغرب لتنضاف اخيرا توركيا الى اللائحة ,ويبقى امرالشعب السوري بين يدي ابنائه البررة واحرار العالم من اجل تحقيق اهدافه.
..........
ان ثقافة النظام الأبيسي الماظوي بامراضها الفتاكة المفقدة للحريةوالكرامة والعدالة الأجتماعية بسبب البعد الزمني عن تطبقاتــــه الطبيعية السابقة والتطور الذي عرفته مجتمعات اقطارنا التي اضحت مجموعة بشرية داخل عالم هو نفسه قرية صغيــــــــرة ترى نفسها متخلفة في كل المجالات بالمقارنة مع غيرها ,حيث اعيد الأعتبار للفرد باعتباره اس الجماعة ومنح اسباب المبادرةالحرة التي مكنته من فرض والأستفادة من دولة بمؤسسات ديموقراطبةحقيقية واعتماد لجان متخصصة في تدبير شؤون الشعب ,اقول هذه الثقافة تعين اليوم ووجب التخلص منها ووضعها في مكانها بمتحف الفكر التنظيمي الأجتماعي بدون ذلك سيبقى حالنا حال حمار الرحى.



#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقال العلم الأمازيغي وخدعة الأنفصال
- تعليق على مقا ل(ادريس جنداري)
- الفكر الحر,احمد عصيد نموذجا وعش الدبابير التعريبي
- احمد عصيد(اسلم تسلم) ومصاصي الدماء
- ماذا قاله احمد عصيد مخالفا للواقع؟
- خريطة العالم الجديد
- ئيمازيغن والمجهود المظاعف من اجل البقاء
- ألأمازيغية والفكر الشمولي(تعليق رفيق عبد الكريم الخطابي)
- الأعانات الدولتية والمواطنة
- الفتنة قادمة يا ابناء شمال افريقيا
- الأمازيغية وفظح المستور
- شمال افريقيا والفتنة الكبرى
- الأسلام ,فرنسا والأمازيغ
- الأسلام والعنف بشقيه المادي والرمزي
- الأمازيغ والعقال الأسلامي
- امريكا لا تناصر الأسلام في الحكم
- هل حقا اسلمت الشعوب المغزوة؟
- حمال وجه
- تغيير العقليات
- هل حقا انتصرت حماس؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميس اومازيغ - الفوظى الخلاقة وثقافة النظام الأبيسي