أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - حوار خالد البيومى مع الروائى أشرف العوضي















المزيد.....

حوار خالد البيومى مع الروائى أشرف العوضي


أشرف العوضي

الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 13:31
المحور: الادب والفن
    


أشرف العوضى: جيلنا صنع الثورة .. والربيع العربى خلق جيلا جديدا من الكتاب والمدونين
162 مشاهدة
24 مايو 2013

1




أشرف العوضى روائى وقاص وصحفى من مواليد المنصورة، يكتب الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية والثقافية، وهو يمتلك ماكينة سردية متجددة على الدوام، مقاومة للصدأ وعوامل التعرية، وهو مشغول بإنسان الظل فى الريف المصرى، فى جوهره وفوضويته وحياته وموته، أصدر ثلاث روايات هى: عفاريت شجرة السرو، حذاء السيد المنسى، الهيش، ومجموعة قصصية بعنوان: النوبى، ومن كتبه النقدية: هؤلاء لم يهبطوا من السماء، شاعر المنافى، المساءات الباردة، وكتاب توثيقى بعنوان: حياة أمة.
■-;- «الهيش» هو عنوان روايتك الأخيرة.. وهو عنوان إشكالى.. لماذا اخترت هذا العنوان؟
- الهيش ليست روايتى الأخيرة ولكنها روايتى الأولى التى كتبتها عام 1999 وصدرت.
فى مصر عام 2001 ثم اعيد طبعها فى عام 2008 واخيرا فى طبعتها الثالثة 2013 والهيش هى تلك النباتات البرية المتشابكة التى تكون سياجا على شواطئ نيلنا العظيم الخالد ويعيش بداخلها حيوانات برية ضالة وكثير ممن يبحثون عن مأوى وساتر من اعين الغرباء والحق أقول إن العالم الموازى للريف كما كتبته عالم مسكون بالغربة والألم، الغربة التى تتكدس فى ملامح الوجوه والأرواح لدى أبناء القرى المسحوقة، تلك التى تنتظم فى عيش الكفاف، عالم تتحول فيه الوقائع، الى سياق منسجم تماما مع جغرافيا المكان، وتتشابك شخوصه بكل ما تحمله من توق الى الانفلات من النص، مع رغبتها فى ان تتوهج، وتضىء اللحظة التى تسكنها داخل هذا المكان/ الهيش الذى كان فى عقلى تحولت فيه مصائر الأبطال الى حالات تتعالق مع مصائر الأمكنة، ليصبح المكان/ القرية «هنا» هو البطل، إلى جانب تلك الذوات المهشمة والمسحوقة.
■-;- لماذا اخترت الريف فضاء لروايتك وأنت تقيم فى المدينة سواء فى داخل مصر أو خارجها؟
- أنا ابن الريف المجاور حيث كانت قريتى تبعد فقط عن المنصورة خمس دقائق فكنت أرى من برج حمام جدتى المدينة بكل انوارها وبهرجها فى الوقت الذى نعيش فيه مفردات القرية المصرية فى السبعينيات والثمانينيات العمدة والخفر والنيل وماكينة الطحين وطقوس الدفن والموت وحفلات الزار والمولد وعادات الزواج وتلك الدهشة التى تعلوهم حين يذهبون الى المدينة المتاخمة لهم وتلك السعادة التى تعتلى وجوههم بحصولهم على أشياء تبدو لآخرين بسيطة بل وساذجة فمن يأتى منهم فى ذلك الزمن بحذاء جديد من عند باتا او علبة حلويات من عند أحمد أمين أو حتى عيش فينو وطعمية سخنة يظن ان المدينة منحته الشىء الكثير، كنت أحب فى ناسنا البساطة والمحبة والبيوت المفتوحة وطبعا تلاشت كل المفردات التى ذكرت.
ولكن بقيت القرية التى اعرف بتلك الدروب القديمة وتلك الوجوه السمراء التى تعانى وهذا اظنه من حسن حظى، وهل تصدق انى لم اكتب حرفا واحدا فى اى من اعمالى عن الغربة حتى الآن بل لم أحلم إلا عن مصر فأنا رغم البعد المكانى مربوط وملتصق بايامى فى مصر.
■-;- الغرائبية حاضرة على مستوى الزمان والمكان والشخوص، وكتاباتك موصولة بالمفارقة والدهشة.. هل شخصيتك كذلك أم أنها تقنية فنية؟
- لا يستطيع كاتب ان يتحدث عن سمات شخصيته بدقة الا ان يكون شخصا مدعيا او نرجسيا وما تراه فى نصوصى مما ذكرت هو نتاج لمخزون وتجربة حياتية ازعم انها كانت قريبة جدا من الناس فأنا كائن اجتماعى كان دائما لدى تلك الأذن المنصتة للحكائين من الذين تظن انهم بسطاء فى حين انهم العمق بعينه وتلك العين التى تسجل ما يظنه الآخرون غرائبى وعجيب أنا مدين لشخوصى المفعمين بالحياة بذلك الصدق الذى أحاول ان يكون بين ثنايا نصوصى.
■-;- ما الفرق بين عالم الريف عند محمد البساطى وسعيد الكفراوى والريف عند أشرف العوضى؟
- الفرق هو الزمن والتطور والتغيير الذى طرأ على الريف انت تحكى عن اثنين من احب الكتاب الى قلبى واذا قلت ان البساطى والكفرواى وقبلهما بالنسبة لى عم خيرى شلبى وقبلهم المعلم الاول يوسف ادريس قد خلقوا الريف البكر بكل هذا الطقس المهيب والشاعرى والواقعى أيضا.
فإن جيلنا من رأى تلك اللحظة الفارقة فى التغيير لحظة وصول الحداثة مع عودة للقادمين من العراق وليبيا والسعودية بأجهزة التسجيل والمراوح والتليفزيونات الملونة وبطاطين جلد النمر.
لحظة بناء البيوت بالطوب الاحمر وخلق ثقافة أخرى لأبناء الفقراء لحظة تلاشى جيل الكبار من شيوخ البلد والاعيان وتجار القطن ونظار العزب إلى وجود طبقة من المتعلمين والاشتراكيين.
لحظة عودة المحاربين من نصر أكتوبر العظيم بنياشين الفخر لينتهى بهم العمل موظفين فى مصانع الزيوت وفراشين فى المدراس الفقيرة الاختلاف ايضا فى التكنيك والتجربة ويبقى الفيصل الموهبة والخبرة والثقافة العميقة لدى جيل الكبار والتى يفتقدها الآن كثير ممن يتصدون لكتابة الرواية.
■-;- إلى أى حد تحضر الأيديولوجيا فى نصك؟ وما رأيك بالأيديولوجيا فنيا؟
- أنا كما ذكرت غير معنى بما وراء النص من ايديولوجيا تدفعه دفعا او تلوى ذراعه لفكر معين فشخوصى هى التى تفرض فكرها ولست أنا لأنها كائنات حية نابضة ودائما اترك للمتلقى جمع فسيفساء النص والتى تقف فيها القرية المصرية بكل ما تشى به مفرداتها، فى كل تفصيل، لتدفع بالنص الى أن يفر من أسر الأيديولوجيا والمعانى الثابتة فى الكتابة الموجهة، صدقنى أحاول أن أقيم عالما متخيلا، مستنبطا من الواقع، يتمدد فى حكاية، مشحونة بصور وشخوص مهزومين ومرتبكين ومتوترين ومنسلخين عن ريفهم، وشبقين حتى، أود ان أكتب نصا عن مكان رأيته وعشته فى طفولتى ومطلع صباى يتحكم بمصائر من يقطنونه، وتتحرك فيه ذواتهم المهشمة والمهمشة.
■-;- ما العلاقة بين ذاكرتك وكتاباتك؟
- أنا اكتب الآن ما أسميه بخامات الكتابة عن تلك الشخوص والاماكن التى رأيت وعشت مدينا لهذه الذاكرة وتلك العين العدسة ربما اخلق الآن فى نصوصى عالمى الخاص ناسيا، جغرافية المكان التى ربما لا توجد إلا فى ذهنى ولا اخفيك ان كثيرين من ابناء قريتى يحاولون فك طلاسم المكان وشفرات الناس علهم يعثرون على شخص يعرفونه او مكان ربما كتبت عنه ولكنها تبقى الظلال والبذور فقط.
نصوصى نبت حقيقى لتلك الذاكرة وايضا أؤمن بالبناء الفنى للنص دون تركيب أو تعقيد، فبنية النص لدى واقعية، تنهل من اليومى وتفاصيله، لتتشكل فى إيوانه، كما أنى اسند فعل السرد الى الحكى بأساليب يتم تعاطيها فى الحكى اليومي، لكنها ايضا تكون بالفصحى لتمنح المجال السردى فى النص حيوية الواقع وتأثيراته.
■-;- ماذا ينقصك كروائى؟
- الحق ليس هناك روائى مكتمل ينقصنى دائما وابداً الاطلاع والقراءة اكثر كذلك التجربة الحياتية الثرية اكثر واكثر ايضا خلق تكنيك فنى فى كل نص يواكب تطور الحياة والطفرات الهائلة التى حققتها الرواية فى العالم كما ينقصنى دهشة الطفل الصغير اللائذ بحضن أمه ليلة عيد وفى يده قطعة من كباب رخيص انتظارا لعودة ابيه من الصلاة ينقصنى الآن التفرغ والاخلاص للرواية اكثر حيث ان عملى الصحفى كمسؤل عن مجلتين اخذ كثيرا من طاقتى الابداعية واهم شىء افتقادى لمصر التى احب واعشق فالبعد عنها يفقد الكاتب الكثير من خامات الكتابة التى حدثتك عنها فالغربة وان كانت مريحة مادية ولكنها قاتلة لاى ابداع حقيقى.
■-;- إلى أين تسير الرواية بعد الربيع العربى؟
- الربيع العربى خلق جيلا جديدا من الكتاب والمدونين رأى وعاصر وعانى فقد كانت الثورات بالنسة لجيلنا من الشباب درسا فى كتب التاريخ نتحدث عن نتائجه ولكن ان نكون جزءا من صناعتها بل وقودها دمها ونارها فهذا ما فجر طاقات كثيرة لحكى ما حدث.
ربما ان الوقت مبكرا لكتابة الثورة والربيع العربى ولكن بكل تأكيد على جميع كتاب الرواية اعادة حسابتهم والتوقف قليلا قبل البدء فى اى مشاريع جديدة وجميعنا نذكر ان شيخ الروائين نجيب محفوظ قد توقف بعد ثورة 1952 لمدة ربما تقترب من عشر سنوات حتى عاد لكتابة الرواية واخيرا ان المناخ العام الآن للرواية أظنه مناخ الترقب لأن الاحداث الحالية ايقاعها اسرع بكثير من خيال أى روائى.



#أشرف_العوضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر العربية
- الملف
- الصوت يا خواجة
- البر الثانى
- فصل من رواية دحل الحمام 4
- فصل من دحل الحمام 3
- رواية -دحل الحمام-: إبداع في تداخل أجناس السرد
- - دحل الحمام - .. موزايك أشرف العوضي
- د. عفاف عبد المعطي تكتب عن دحل الحمام لأشرف العوضي
- فصل من رواية دحل الحمام
- محمد هديب يكتب عن «دحل الحمام».. فسيفساء رشيقة تسرد الحكايا ...
- أمير تاج السر يكتب عن , دحل الحمام وكتابة الحرير
- لحظات إنسانية متشابكة ومعقدة عن ريف منسي
- فصل من رواية الهيش
- دحل الحمام
- السيد - صبري موسي - من حقل النقاء
- الشرخ


المزيد.....




- الرباط.. معرض الكتاب الدولي يستقبل زواره ويناقش -الرواية وعل ...
- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - حوار خالد البيومى مع الروائى أشرف العوضي