أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - البر الثانى














المزيد.....

البر الثانى


أشرف العوضي

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 16:24
المحور: الادب والفن
    



منذ فككت طلاسم الحرف والكلمة وأنا اقرأ كل ما تقع عليه عيناى بدءا مما يخطه شيخنا على اللوح الخشبى من آيات الذكر الحكيم عندما كنا نتعلم فى كتاب القرية ونحن لم نتجاوز الرابعة مرورا باللوحات الإرشادية المثبته على جابنى الطرق ومداخل القرى إنتهاء بقصاصة الجريدة التى لفت فيها الخالة عزيزة حبات الطعمية حيث تعودنا ان نأكلها ممزوجه بأحبار الصحف والمجلات ذات الورق المقوى .
الى أن إكتشفت ذات صباح بارد رجل أسمر نحيف يرتدى نظارة طبية مقعرة أقرب الناس شكلا بالرئيس السادات حيث كان نوبى الأصل يعمل فى بيع الصحف والمجلات يأتى بها فى قطار السابعة الذى ينطلق من المنصورة فى السادسة ويصل قريتنا التى لا تبعد عن المدينة سوى دقائق بعد ساعة كاملة حيث كان عليه ان ينتظر فى كل قرية يمر بها عدة دقائق ينزل اناسا ويركب اخرين .
وعرفت فى ما بعد ان عم نصر هذا مثقف كبير له وجهات نظر عميقة فى امور الحياة وأنه من القلة التى ساعدت السادات الذى يشبهه على التخفى من البوليس الحربى عندما هرب وإختبئ لدى صديق له بالقرب من بحيرة المنزلة وأن عم نصر هذا هو من سهل إنتقاله من المنصورة الى حيث كمن بالقرب من البحر شهورا طويلة فى زى صياد .
ولأن عم نصر كان صديقا لأبى فقد إتخذ من فناء بيتنا مكانا يجمع حوله زبائنه من محبى القراءة حيث يبدأ بمهارة ودراية وبأصابع حادة خشنة فك ربطة الصحف من الدوبارة الطويلة التى صنعت خصيصا له من حبال التيل الناعم التى ظلت معه حتى اختفى ولم أره مرة ثانية .
كان عم نصر يعرف مالذى يحبه كل شخص من ابناء قريتى هذا قارئ نهم عميق يعطيه العدد الجديد من الهلالوالاخر موظف يتابع كل صغيرة فى القطاع الحكومى يعيطه الاهرام وهذا الشاب ومن معه جمعوا قرشا فوق قرش ليشتروا مجلة الشبكة وملاحقها الملونة ذات الصورالعارية وهذا متدين يعطيه مجلة اللواء الاسلامى التى كان يصدرها الاخوان فى السبيعنات.
اما انا ورفاقى فقد كان يعطينا مجلات ميكى وسمير ومختصرات آجاثا كريستى المشوقه وبعضا من حكايت كليلة ودمنه والف ليلة وليلة .
ولكن أكثر ما علمنى إياه عم نصر وما زلت اذكره إلى اليوم أن اقرأ بعيون محبه وعقل مفتوح وقلب يتسع لكل الاراء وأن أحب ما أعمل لذا كنت أحكى له فى كل مرة أراه فيها عن ما قرأته بالامس واكتشف أنه سبق وقرأه حتى بعد أن بدأ يعطنى كتابات لنجيب محفوظ والعقاد ويوسف ادريس من الكتب الستعمله التى كان يجمعها من بائعى الروبابيكا والمثقففين المفلسين .
لقد علمنى هذا الرجل الذى لم يدخل مدارس ولم ينل شهادات عليا يعلقها وراء حائط فخم أن الرحابة والافق المفتوح لا تعلم فى اكاديميات وان الثقافة العميقة التى تخلق اناسا يضيئون الدنيا ويقودون الملايين نحو النور اهم واجمل ما فى الحياة .


البر التانى
عقول جميلة

ابهرنى وما زال فيلم راسل كرو المشع عقل جميل ربما للاداء العبقرى للمثل الاقرب الى قلبى وربما للنص المكتوب وربما للتحفة السينمائية ككل .
ولكن الان بعد سنوات من المشاهدة ادركت سر ذلك التماهى . ذلك الاحساس الذى غمرنى بعبقربة عالم الرياضيات الذى عانى مرضا اقرب ما يكون الى الفصام او التوهم والسر هو الايمان بما يفعل حتى لو كانت امكانياتنه غير مكتملة
السر فى اليقين والثقة وهما من اوصلتا العالم الامريكى ناش صاحب القصة الاصلية الى الفوز بنوبل فى الاقتصاد رغم اعاقته الذهينة التى ذكرنا
واليقين بما نصنع هو من جعل مطبوعتنا الدانة فى عام واحد جزءا لا يتجزا من عقول قراء كثر لاننا نصنعها من اجلهم نجوب الدنيا لنفتش عما يفيدهم يثرى حياتهم ينفعهم لم نحبث عن اثارة رخيصة ولم نسع وراء ربح مادى سريع
فجرنا قضايا وازلنا الركام عن امور ظن الكثيرين انها اندثرت فمن الصين شرقا حيث لفتنا نظر العالم العربى الى احدث مشفى يعالج السرطان بالتبريد الى الجنوب فى اوغندا ومحميات وقبائل وديانات علة شفا الاندثار
ذكرنا المسلمين وهم يطوفون فى مكة حول بيت الله الحرام المطهر المقدس بحلم ابرهة الحبشى ببناء كعبة تقضى على كعبة العرب وكان مصيره الموت وكان مصيرها ان تحولت لمقلب نفايات . فى عام واحد سافرت الدانة الى كل بقاع الارض عبر الخطوط القطرية وفى عام واحد نقلت الدانة نبض قطر والعرب الى الدنيا
ولاننا نؤمن اننا نخاطب العقول الجميلة فها هى الدانة تتوجه الى عالم اكثر رحابة الى العالمية عبر اللغة الانجليزية اللغة الاكثر انتشارا واللغة المشتركة بين كل شعوب الارض
لذا نتمنى ان نبهر القارئ الغربى ايا كان مكانه او عقيدته كما ابهرنا القارئ العربى وان ننقل للقارئ الاخر حضارتانا الجديدة ثقافتنا العربية الاصلية قيمنا التى نعتز امالنا وطموحنا فى ان نتبوا المكانة والمكانة التى نستحقها كتراث وحضارة حكمت العالم لاكثر من الف عام وكان لعقولنا الجميلة الفضل الاكبر فيما وصلت اليه الحضارة الغربية من تقدم وازهار عبر ابن سينا والخوارزمى وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم . لذا نقدم الدانة من عقول جميلة محبة الى عقول اجمل .

اشرف العوضى



#أشرف_العوضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من رواية دحل الحمام 4
- فصل من دحل الحمام 3
- رواية -دحل الحمام-: إبداع في تداخل أجناس السرد
- - دحل الحمام - .. موزايك أشرف العوضي
- د. عفاف عبد المعطي تكتب عن دحل الحمام لأشرف العوضي
- فصل من رواية دحل الحمام
- محمد هديب يكتب عن «دحل الحمام».. فسيفساء رشيقة تسرد الحكايا ...
- أمير تاج السر يكتب عن , دحل الحمام وكتابة الحرير
- لحظات إنسانية متشابكة ومعقدة عن ريف منسي
- فصل من رواية الهيش
- دحل الحمام
- السيد - صبري موسي - من حقل النقاء
- الشرخ


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف العوضي - البر الثانى