أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمي قدري - ((قراءة في قصيدة (دثريني ...دثريني) للشاعر محمد عبدالفتاح الشربيني ووجعه المثقل بهم الانسانية واستحضار روح الوطن ))















المزيد.....

((قراءة في قصيدة (دثريني ...دثريني) للشاعر محمد عبدالفتاح الشربيني ووجعه المثقل بهم الانسانية واستحضار روح الوطن ))


ميمي قدري

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


للشاعر محمد عبدالفتاح الشربيني ووجعه المثقل بهم الانسانية واستحضار روح الوطن ))
بقلم ميمي قدري:

قال الشاعر الراحل
الاستاذ / محمد عبد الفتاح الشربيني

دثريني ... دثريني

والثمي الروح بعطر الخالدين

رجعي الشجو عناء وانين

وانتفاضات سنين

ونمي

ودعي العبق الساجد يترنم

في سماء القاهره

دثريني في ثياب من حنان وانتظام وامان

واملأي العين دموعا

بعد ما جفت دهورا ثم تاقت للبكاء

واعيدي نغمه التوحيد في فجر الحسين

اين أنت الأن ياصوت الحسين ؟

صوت فينا اليوم لفظا

صرت خطا وفنادق

وطريقا ودوائر وميادين مرور

وسياجا وحدائق

اين انت الأن ياصوت الضمير

واللسان اليوم يشد وبالخوارق

دثريني ..

واجمعي روحي من قلب المدينه

واجمعي اشلاء جسمي طهري اليوم عيونه

أرسلي الدمع حنانا لا يغيض

حلقي اليوم طيورا.. تطم النسمات اعطار الطهاره

واقهري اليوم ظلاما .. من عيون الخائنين

واقهري الظلم دفينا بالعيون القاهرة

ووقفت اليوم أتلو دمعة للصابرين

يا منارات التحدي.. يابنة الماضي الجريح

ابعثي الصوت قويا وشجيا

حركي النبض طبولا ونفيرا

انني القى بقايا تتهدم

ورمالا تتحطم

وربيعا باسق الدمع حزينا

انني القى مع الصحو افولا و اختناقا يترنم

وانتحارا ومشانق وفناء وحدائق

يابنة الماضي الحبيب يابنة اليوم الحزين

دثريني دثريني

والثمي الروح بعطر الخالدين

رجعي الشجو غناءا وأنين

دثريني دثريني

شعر محمد عبد الفتاح الشربيني

القصيدة :
مثقلة بهم الوطن والإنسانية.... فالشاعر يحاول دق أبواب قلوب وعقول المتلقي
استخدم شاعرنا الرمزية الخلاقة لإيصال المعنى ومصارعة من يريد اغراقنا في بحر من الظلمات
أبهرنا الشاعر بالصور الشعرية المتعددة ...... سكنتني الدهشة وأنا أتنقل بين شوارع القصيدة بقصورها الشاهقة .. أول مالفت انتباهي هو البحر الذي استخدمه شاعرنا:
(بحر الرمل)!!
بحر الرمل من البحور الغنائية الرائعة
تفعيلته الأساسية هي : فَــاعِــلاتُــنْ
بحر معلوم ومشهور ويستعمله الشعراء المعاصرون بكثرة لسهولته وانسيابه
وهو ايضاً من البحور الطيعة لشعر التفعيلة
هذا البحر من البحور الصافية : اي انه يتشكل من تفعيلة واحدة هي فاعلاتن تتكرر في السطر بحسب الحالة النفسية والدفقة الشعورية للشاعر

مثلاااا : بأول السطر استعملها شاعرنا مرتين
دثريني = فاعلاتن

...
وهكذا باقي القصيدة تتوزع بالقلة والكثرة حسب الحالة النفسية والشعورية لشاعرنا
القصيدة قراءة جيدة لحالة الشاعر وقوته الشعريه مثلا نشهد هنا لشاعرنا انه متمكن من العروض وايضا له ارتكاز ثقافي عقائدي فقوله دثريني يعود الى الامر الألهي العظيم ... ربما لعظيم التجربة التي مر بها شاعرنا لاذ بهذا الاستفتاح

هنا وأنا أقرأ شاعرنا محمد عبدالفتاح الشربيني من خلال قصيدته
لاحقتني أسراب من وجع ... فشاعرنا يتألم..يصرخ بصوتِ يتيم لا أذن تسمع ولا قلوب تشعر... شاعرنا في مجمل قصيدته يُحلق في مجرات الحزن الذي يشق صدى الآهات التي تملأ الأن أسوار قاهرة المعز.... يبكي .. يصرخ ... يغضب ........يشتاق يتحسر ... يكتب ابداعاً بقطرات العشق الذي يملأ قلبه....... مبدعنا الجميل يوجه حديثه لروح الوطن المُحلقة في قلوبنا جميعاً (القاهرة).... القاهرة هنا هي الحبيبة الحاضرة الغائبة التي يبحث عنها ... ينبش بأنينه في سراديب الذكرى يتحسر على ماضيها وشموخها..... يتمني ..يحلم... أن يعود النبض الصادق كالطبول والنفير ليستيقظ ضمير الغافلين..
القصيدة تعبر تعبيرا صارخا عن عشق الشاعر لوطنه وعن حزنه الذي يملأ أركان كيانه وعن حالته النفسيه
فمثلا

(تكرار كلمة دثريني دثريني )
يدل على حالة نفسية متهالكة فهو يريد ان يختفي من عينيه هذا الواقع المر
الذي نعيشه ونحيا تفاصيله المؤلمة
يريد ان يختفي كطفل يخاف الغيلان والاشباح فيلوذ بالغطاء لكي لا تتكشف له امام عينيه (الاشباح)
ويلح على التي أمامه وتملأ قلبه وعقله بقوله (دثريني دثريني)
......

(والثمي الروح بعطر الخالدين)

يتجلى بهذا المقطع الصوفية التي تتوسلها التجربة وتتكئ عليها ايضا ...فالروح / والعطر / والخالدين كلها كلمات ذات قاموسية ايحائية تشيي بالصوفية والتقديس للتجربة التي يمر بها شاعرنا

تتجلى في هذه القصيدة مسحة من حزن ولوحة من شجو وآلم والتوق لفجوات الأمل القادم من سبحات الاستنجاد بالرموز الدينية التي استعملها
مثل حضور شخصية الحسين رضي الله عنه وما يمثله
من عزيمة ومناوأة البعد الروحي الخيِّر هذا الصوت الذي يريد شاعرنا استرجاعه حين يناديه أين أنت ؟ ليؤكد ان الخير دوما حاضر بالنفس ولو انهزم في لحظة من اللحظات وان موقف الحسين هذا الذي يناديه هو مناجاة الانتصار والصبر والمجاهدة والتضحية
في قوله
دثريني في ثياب من حنان وانتظام وامان

واملأي العين دموعا

بعد ما جفت دهورا ثم تاقت للبكاء

واعيدي نغمه التوحيد في فجر الحسين

اين أنت الأن ياصوت الحسين ؟



شاعرنا هنا
لم يقتل قصيدته بجرس القافية الصارخ
بل استعمل القافية باقتصاد لكن فيه جرس موسيقى رائع نسمعه من خلال اختياره للحروف وانسجامها في ما بينها
مثل حدائق / مشانق

ايضاً نجد بعض الكلمات التي تدل على ثورته تتمثل : في الطبول / النفير
تتهدم
تتحطم
شاعرنا هنا يشعر بالتحسر على الماضي الحبيب والحزن من حاضر نا الشقي
في قوله
يابنة الماضي الحبيب يابنة اليوم الحزين

شاعرنا ينهي قصيدته بالأمل المنتظر
والحلم الغافي على كتف الأحداث
يتمنى تحقيقة ولكنه الحلم البعيد .....البعيد

الشاعرة والأديبة (عزة فتحي سلو)
الشهيرة بميمي قدري

5-2-2013



#ميمي_قدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحي عاشق
- الإبتسامة الحائرة
- حصار من نار
- أمي: سيدة نساء الأرض
- (بمناسبة اليوم العالمي للمرأة)- لله دركن يانساء العرب
- آه يابلد ....عمر كان نفسه يعيش!!
- ومضات
- القصة الأخيرة
- تبارى الدمع باكياً
- هجيرالإنتظار
- براءة زمن
- حبيب أكبر من حلم العودة
- حكاية عشق
- روحٌ وحيدة
- الى الأبد حبيبتي
- وسألتُك َ ماذا تريد ؟
- نداء
- ما كان خلف الطريق
- أولوية الروح المنهجية في شاعرية سمرالجبوري( دراسة تقريبية مو ...
- انسكبت تراتيل الوجد


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميمي قدري - ((قراءة في قصيدة (دثريني ...دثريني) للشاعر محمد عبدالفتاح الشربيني ووجعه المثقل بهم الانسانية واستحضار روح الوطن ))