أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سوريا في المزاد العلني















المزيد.....

سوريا في المزاد العلني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعبثون بمصير الوطن في ساحات القدر، ويتلذذ بآلامها آلهة الإجرام، السفهاء أصبحوا فنانين في مزج دماء الأطفال وأشلاء النساء مع ترابها، مر جحافل الأوغاد على جثثهم، فنكروهم، خبثاء الماضي أصبحوا أنصاف آلهة يتحكمون بمصير الأمة، أسالوا دمها وأسالوا، لكنها أبت إلا أن تسيل في أودية الحرية والإباء، فوقف الطاغية على ضفاف أحواض دم الشهداء مراراً لينعت الآخرين بالتهم نفاقاً، سوريا يحكمها المراهق المتيم بالسلطة، فأصبح يتلذذ عبثاً بأشلاء الإنسان الرافض له ولعبدته.
بشار الأسد لا يتوانى في بيع الأمة ضمن كل المزادات الدولية، بدون ثمن، مقابل الحفاظ على السلطة والسجون ومراكز العهر وأقبية السلخ الأمنية، كان كارهاً التعمير و التطوير إلا لشريحته الفاسدة، لذا فهو يدمر ما يتمكن منه، ويقضي على الإنسان بكل أبعاده وأشكاله، يستثني منهم المتشدق لتأليهه، يسير مع كل أنواع الفساد ليحافظ على الذات الغارقة في الإجرام، يخطط لقيامتين، واحدة في قاسيون، وأخرى في القرداحة، أيهما المسموحة له بتبيان مفاهيمه عن فلسفة نقد النقد حول ضحالة وجوده، ومن على شرفات مخدعه ينشر تلعثمه في ثقافة الضياع الذي لم يدركها يوما إلا من خلال التمجيد، حتى القناعة بأنه كائن ما في موقع ما يخططون له البعض من الإئمة الإيرانيين، رغم عمق التاريخ والحضارة السورية لم يتشكل له فكر حضاري يُمَكنهُ من التعبير عن قول ما فيه شيء من الإنسانية تجاه وطن عاش فيها شكلا لا روحا.
ذكروا له أن الحوار ممكن، صدق فتجبر، شكك بالحضور، ووضع متطلباته ببنود، بعد أن مده الروس والأميريكان ببعض القصائد النثرية حول أبعاد البقاء في قصر الرئاسة أو معبد القرداحة، فطلب المزيد، وفرض شروط إبعاد الثوار المتجهون إلى أسوار مهجعه، وبالمثل رفضت المعارضة وجوده مع حاشيته، فكان التلاعب بأطراف المعارضة، أظهروا عوضاً عنهم ( القطب المعارض ) للمعارضة وليست للسلطة، والذي لا يسأل عن الثورة أو الثوار، يسألون أروقة موسكو الدبلوماسية عن مقترحات بشار الأسد وشبيحته، فيسمعون برضى ويهللون للحوار، أي كان ومتى ما كان، ولا يهمهم المقترحات والشروط والنتائج، المهم أنهم مقبولون من السلطة الطاغية، ومدعومون من روسيا و يراعون من أميريكا، وليذهب الشعب إلى مستنقعات العدم والشهداء إلى غياهب العتم الفكري، لما لا مئة ألف شهيد ويزيدون و مئات الآلاف من الجرحى، وملايين من المشردين، ونصف سوريا المدمرة لا تعادل غياب بشار الأسد ومجرميه من قصور الفساد في سوريا، إنها رغبة روسيا وأئمة ولاية الفقية، مدللي نصر الله.
خرج من مؤتمر القاهرة مجموعة ( تيار ديمقراطي ! ويا أسفي على كلمة الديمقراطية) يتلاعبون بمصير الشعب السوري بخدعهم ونفاقهم، قسم منهم نقلتهم السلطة بطائرتها إلى قاعات المؤتمر، مع تقديم كل الخدمات، وكل متطلبات السفر والإقامة، والقسم المخفي تلبى طلباتهم من أموال مافيا الكرملين الأممية، والأنقياء شكلاً يدعمون من البيت الأبيض، وغذيت القاعة بمجموعات من الإخوة الكرد وأشخاص من الأقليات المتنوعة، الذين لا يعكرون الحوار مع السلطة الراضية عنهم. وكان البيان الختامي موقعاً أثناء الرحلة ومن على متن الطائرة وعرضت على الجماعة قبل الفطور الذي سبق المؤتمر.
التيار الديمقراطي أو ما سمي بالقطب الشمالي ( الديمقراطي – الروسي !) يتشدقون لجنيف – 2 القادمة، يحلمون بالحكومة المأمولة المؤقتة أو المرحلية، مع بشار الأسد أو من ينوب عنه، لا يهمهم، هناك من يفكر عنهم، ويرسم الآتي، مع الشعب السوري أو بدونهم، الذين سوف يهاجرون أو إن كانوا في الغربة، حيث المخطط أفراغ الوطن من الشعب، المهم لا معارضة بعد اليوم، ولا ثوار يتحكمون بالحوار ويهددون القصر الإلهي، لهذا طلبوا أن يحصروا المقاتلون الثوريون وحتى الإنتهازيون منهم في زوايا العدم والنسيان، فكان المطلوب منهم اليوم، الشح في المساعدات لتيارات معينة، وإنعدامها لآخرين، والذين كانوا يقدمونها سابقاً، وفي مقدمتهم السعودية وقطر وغيرهم، وتقليص دور تركيا كطرف لوجستي مهم ومن جميع النواحي، الكل يرضخون إلى ضغوطات من الأوروبيين، وخاصة الأميريكية، لإضعاف تأثيرات الثوار الميدانية وتقزيم المعارضة في الخارج، وهذا ما يرى في الأسابيع الأخيرة، خلال المعارك الفظيعة التي تجري على أطراف القصير وحلب ودرعا، وبالمقابل دعم روسي إيراني ومن جحافل نصر الله، لبشار وشبيحته، فقط لفرض الحوار، مع إبراز وجود القطب المتهاون، بديلاً عن المعارضة والثوار.
سيكون في حزيران جنيف – 2 الروسي البحت، وهي البوابة التي ستبقي الطريق سالكاً للكرملين في النهل من خيرات الشرق، وتثبت له عنجهية التشدق إلى أيام الإتحاد السوفييتي، فهو بوتين رجل ال - ك ج ب - الذي لا يمكن أن ينسى حب العظمة المندثرة. وهناك يتنازل أوباما الغارق في مخلفات إلإنهيار الإقتصادي، والمرعوب من المواطن الأميريكي الذي يدفع الضرائب ويحاسب، والذي لم يتمكن مستشاريه الأميريكيين من خلق خطة لسوريا القادمة، ولا من تكوين جبهة معارضة متكاملة، وفشلهم في إبراز الإئتلاف الديمقراطي، سيظهر القطب الموافق سلفاً على الحوار، وبغياب الإتلاف، إن لم يكن بضموره المبان، مثله مثل المجلس الوطني الإخواني، مسببي إنحراف الثورة الآني، والمهم محاولات عزل مطلق للثوار والشعب السوري. فالقاعات محجوزة منذ اليوم للقطب، ربيبة السلطة ومسانديها، وسينيب عن السلطة سفاء الرجال ومجرميها، الذين لم تلطخ أياديهم بدماء الشعب! والحديث عن وجود وعدم وجود بشار الأسد سيكون خط أحمر - أفظع من خط أوباما والأوروبيين في حال استعمال السلاح الكيميائي - وسيكون البند التالي سيد البنود، الكل حر بإنتخاب ذاته في العام القادم، وما أدراك ما الإنتخابات، حراسة الشبيحة والذين تدربوا على القتل الجماعي والجرائم الذي تجاوزت حدود قدرات الإنسان، والكل المنتخب أو المرشح سيمر تحت خيمتهم خيمة التقطيع والتمثيل بالجثث، فأربح يا تيار ديمقراطي ويا ميشيل كيلو والمجموعات المشاركة في مؤتمر القاهرة، زعيمكم الأوحد وإلى الأبد هو بشار الأسد، ويا ويلتاه ماذا ينتظر الشعب السوري من مصير على أيدي المجرمين والسفاحين الذين تخرجوا من أكاديمياتها.
مؤتمر الحوار، سيعقد، يسبقها الآن تمثيلية مؤتمر أصدقاء سوريا في الأردن، مثلما سبقها مؤتمر القاهرة لأختيار الأشخاص الذين سيحضرون بقبول أو غياب أطراف المعارضة، والكرد في الطرفين مجموعات تلهث بدون إرادة، السلطة سترفض ومن ثم ستتثاقل وتضع شروطها، وستقبل الكثير منها، وسيتشكل أثنائها لجنة لتشكيل حكومة أنتقالية، سترفضها المعارضة والسلطة معاً، لكنها إما ستستمر كمرحلة زمنية مثلها مثل غيرها من المشاريع العديدة التي مرت وأندثرت، أو أنها ستبقى إلى حين موعد الإنتخابات السورية، لكن المؤتمر سينبثق عن تيار معارضة المعارضة، المقربة في بعضه من السلطة، وهذه المعارضة المتمثلة بالقطب والحكومة الإنتقالية التي ستتشكل وستحمل بعض الأعباء عن السلطة في مواجهة الثوار سياسياً ومعها المعارضة النقية، والعملية ستستمر إلى حين الإتفاق النهائي بين أصحاب القرار، وعلى رأسهما روسيا وأميريكا، والمؤتمر في أبعادها النهائية سينتهي بدون نتيجة فعلية، فالمزاد العلني سيبقى مشرعاً لكل المارقين والمجرمين والإنتهازيين ولكل العروض التي من الممكن أن تظهر مستقبلاً.
أي ذنب اقترفت يا سوريا الوطن ويا شعبها العريق، ليتحكم بك هؤلاء الطغاة والمجرمين كبشار الأسد ووالده المقبور وشبيحته، ويقرر مصيرك هؤلاء الإنتهازيين والفاسقين.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدرات الحركة الثقافية في غربي كردستان
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري - الجزء الثاني
- إسرائيل حاضرة في الصراع السوري ... الجزء الاول
- محرفي مفاهيم الثورات
- المتاجرة بالثورة السورية
- لنبحث عن موت الكردي حاضراً!
- محررو جرائد مصرية يتحولون من البلطجية إلى شبيحة
- مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان- حول مقالة الكاتب إبرا ...
- السلطة والبعث السوري يبيعون أرض كردستان للكرد!
- يا عالم، هذه صراعات حزبية وليست مسيرات كردستانية
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الثاني-
- جدلية الإسلام السياسي مع ثورات الشرق - الجزء الأول
- العدالة في قفص إلإتهام لدى السلطة السورية
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات ...- الجزء الثاني -
- ثورة الشعب السوري تدفع ضريبة الثورات... - الجزء الأول -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً - الجزء الثاني
- ثوار سوريا يحتاجون لزيارة - الناتو - لا - كوفي عنان -
- الأبعاد المختلفة في ثورتي آذار كردياً وسورياً- الجزء الأول
- نبيل العربي والظواهري يرجحان كفة النظام السوري
- الهوية الوطنية والديمقراطية في الدستور السوري


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سوريا في المزاد العلني