أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كاتب عربي يطلب الدفن في تل أبيب














المزيد.....

كاتب عربي يطلب الدفن في تل أبيب


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


أمامي رواية عربية جديدة صغيرة الحجم لكنها كبيرة الهم والغم والسخرية المرة السوداء من حياة هذه الأمة يتناول فيها المؤلف حياة ومصير شاب عربي يرى أمامه الآفاق مسدودة فيفكر في حل غريب لمأساته.
صدرت هذه الرواية المهمة عن منشورات مومنت كتب رقمية بلندن، تحت عنوان "ادفنوني في تل أبيب" للروائي السوداني "معتصم الشاعر"، في طبعتين، ورقية وإلكترونية، وتقع في أربع وسبعين صفحة، وقد صمم غلافها الفنان الكوردي هكار فندي. وهذه الرواية هي الإصدار الثالث لمعتصم الشاعر ضمن مشروعه الروائي زهرة الربيع، والذي يناقش فيه قضايا الإنسان العربي في ظل الربيع الذي تعيشه المنطقة، لقد جاءت هذه الرواية صغيرة في حجمها لأنها جزء من روايته الأشمل أنشودة العريش والتي أجل نشرها قليلا لأسباب خاصة كما ينوه بذلك الروائي.
يقول الناقد السوداني حسام الدين صالح عن هذه الرواية إن بطلها منتصر الظافر، شاب عاش حياته وفق سيناريوهات كتبها لجيله آخرون، فجعلوا منه أخرق لا يفكر إلا بسطحية، ولا يهتم إلا بالقشور، جعلوه فارغ الذهن ليكون جاهزا للتعبئة، وقد سرت عدوى بساطته إلى السرد، وكادت الرواية أن تكون عملا سطحيا لولا عمق سخريتها.
ويواصل الناقد قائلا: لقد تعرض منتصر لهزات عنيفة بعد تخرجه في الجامعة، لكن الأمل قد عاد إليه بعد أن وعده أبوه بحل مشكلاته إذا ساعده في الوصول إلى البرلمان، لكن الأب ينكر نسبته إليه بعد فوزه، فتبلغ مأساته ذروتها، فيحاول أن ينهي حياته لكنه يفشل، فيرى في اسمه سخرية منه، فيسمي نفسه هيومان أكس، ويقرر الهجرة إلى إسرائيل، لا لشيء سوى ليُدفن هناك، إنه قام بعمل انتقامي، هو في الحقيقة محاولة رمزية لتدمير الذات المجتمعية والثقافية والدينية أيضا، كأنه يريد أن يقطع كل جذور الانتماء، ويتخلص من هويته كما أنكره أبوه، وذلك بالانتماء إلى عدو أمته التي يراها مسرح مأساته.
وبالفعل يتوضح لكل قارئ للرواية تلك السخرية المريرة القابعة خلف الحل الذي توصل اليه ذلك الشاب العربي بطل الرواية بعد أن أعيته السبل في وطنه فلجأ إلى حيلة غريبة للالتفاف على مصيره.
إن ما قام به منتصر جزء من عقلية أمته التي لا تعرف ردود الأفعال الموضوعية، والتي لا تهتم بالإنجاز المعرفي وقدرته على صناعة حياة أفضل، وإن اهتمت فهي لا تطبق ما علمت. وكما قال حسام الدين صالح فإن الربيع العربي لم ينعش الظمأ إلى تغيير هذه العقلية، بينما يقول الكاتب نفسه إن الربيع العربي أفرز ظاهرة في غاية الخطورة، يسميها "موت المثقف". لقد انتحر الكثير من المثقفين العرب، وعادوا إلى الحياة في صورة أشباح سياسية، لقد أغراهم عالم السياسة السفلي، بخطبه الجوفاء وجدالاته الخرقاء ولا أخلاقيته وتزييفه وانتقائيته، ونسي المثقف أن يستفيد من هذه الأجواء في التبشير بالوعي والمعرفة والإبداع، وهذا الفراغ الثقافي والمعرفي الناتج عن موت المثقف، سيكون له أثر كارثي، لو لم يتم تداركه، ولن يكون الربيع العربي سوى لحظات عابرة من تاريخنا، ما لم يحدث تغيير جذري في العقلية العربية، يمكنها من صناعة الفعل الخلاق والإدارة الحكيمة لردود الأفعال فيما بتعلق بها ومحيطها العالمي على السواء".
معتصم الشاعر، كاتب روائي سوداني شاب، من مواليد العام 1982وهو مهتم بالشأن العربي، وله مشروع روائي يحمل اسم زهرة الربيع، صدر منه حتى الآن ثلاث روايات، الأولى أهزوجة الرحيل (2011) عن شركة صوت القلم العربي بمصر، وهي الرواية التي بلغت شهرة واسعة نتيجة تنبؤها باللحظات الأخيرة للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أما روايته الثانية فهي في انتظار العرب أو في انتظار السلحفاة، والصادرة عن شركة إي كتب- لندن، في العام 2012 وهي رواية تناقش التفاعل العربي مع قضايا البلاد العربية المنكوبة، وآخر الروايات الصادرة حتى الآن هي ادفنوني في تل أبيب، وهي رواية تبحث عن السبب الخفي وراء هجرة الشباب العربي إلى إسرائيل، وقد صدرت عن منشورات مومنت.
ومعتصم الشاعر أيضا كتب القصة القصيرة والمقالة والنقد لعدد من الصحف السودانية، درس الإنتاج التلفزيوني ويهتم بالأفلام الوثائقية وقد كتب السيناريو وقام بإخراج ومونتاج فيلم عطر من عرق المتعبات، والذي قام بإنتاجه صديقه القاص والروائي والصحفي السوداني حسام الدين صالح والدكتور موسى محمد آدم. يواصل معتصم حاليا دراسته في مجال الصيدلة وله عدة أعمال روائية تحت الطبع.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرةُ فوزي كريم: تشكيلٌ جانبيٌّ لشاعرٍ
- السياب لَحْظَتنا
- قبل أن تغادر بطبعتين ورقية ورقمية جديد الشاعرة هيام كامل عرا ...
- الروائية السورية لينا هويان الحسن: أكتب لأمدح الصحراء ولأهشم ...
- مواطنو الربيع العربي بين التنكيل والتمثيل
- معنى السجال الثقافي
- لنَكْتُبَ الشِّعْرَ نثراً وَلَوْ بٍحُرِّيَّة..
- عن الشعر والمنفى والشيوعية: حوار مع عواد ناصر
- سنوات كازابلانكا رواية عراقية عن اقتلاع الجذور والموت برداً ...
- حكاية الطريق..
- الطريق الثالث: يسار عالمي جديد أم تنظير لهيمنة قادمة؟
- مفاهيم الرواية الشعرية وأَبْدَالاتها الكتابية حيرة في المصطل ...
- حدود التدنيس وقوة المقدس في لحظتنا الراهنة
- الشعر والمعنى
- قصيدة حب - من الشعر الانكليزي المعاصر
- وفاء كتاب الحراسة
- الانقِلابُ العثمانيُّ
- ستَّ عشرةَ طريقةٍ لاصطيادِ فراشةٍ
- قلْ وداعاً للناشر العربي
- سلوى النعيمي: أرى شيئاً من البذاءة في الكتابة عن المواقف وال ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - كاتب عربي يطلب الدفن في تل أبيب