أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - فوبيا التغيير تفتك بالعالم العربي















المزيد.....

فوبيا التغيير تفتك بالعالم العربي


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1175 - 2005 / 4 / 22 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

التغيير سُنّة الحياة. وما دام هو سُنَة الحياة فقد أصبح حتمياً. فالعجز عن التكيف والتغيير مرادف للاندثار. وكما أن الطفل



يتعلّم بالتقليد فكذلك الإنسانية. وهذا ما وصفه ابن خلدون في مقدمته حين قال" المغلوب مولع بتقليد الغالب".

العالم العربي الآن ليس مشغولاً بأهمية التغيير وضرورياته ومجالاته وطرائقه وعوائقه وتحقيقه، بقدر ما هو مشغول من أين ومَنْ يأتي بالإصلاح والتغيير الثقافي، وهل يأتي من الداخل ، أو من الخارج؟

في رأيي أن القضية محسومة حسماً واضحاً. وهي تتلخص في أن التغيير، أي تغيير سواء كان سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً إذا حلَّ استحقاقه ولم يتم من الداخل، فسوف يتحتم تحقيقه من الخارج رعاية لمصالح الداخل والخارج التي أصبحت وحدة واحدة في زمن العولمة، وثورة المعلومات، والسوق الحرة، والشركات العابرة للقارات، والحدود الثقافية المفتوحة.

والنقطة المهمة هي أن عيون العالم مفتوحة علينا قبل أن تكون عيوننا مفتوحة علي أنفسنا. وأن العالم يرانا بوضوح أكثر مما نري أنفسنا بوضوح، وهذا طبيعي وواقعي. والحال هذه هي حال كافة الشعوب. ولكن الاختلاف بيننا وبين الشعوب الأخري هو أننا عندما نري أنفسنا لا نريد أن نعرفها، وعندما يرانا الآخرون لا نريد أن نعرف أنفسنا عن طريق الآخرين أيضاً. وأننا من ناحية أخري ولعدم معرفتنا بأنفسنا، وعدم استطاعتنا بالتالي تشخيص أمراضنا التشخيص اللازم لنقصان المعرفة لدينا، نهمل معالجة أمراضنا التي تستفحل يوماً بعد يوم إلي أن تصبح أوراماً خبيثة أشبه بالأورام السرطانية، لا ينفع معها الطب العربي التقليدي. وتحتاج هذه الأورام إلي أطباء راسخين في العلم لكي يزيلوا لنا هذه الأورام!

من ناحية أخري، فنحن لا نمانع في تغيير مناهجنا العسكرية وخططنا الحربية، ونستقدم للتدريب والإعداد خبراء من كافة أنحاء العالم. وكذلك نفعل في الاقتصاد والاجتماع والتعليم. ولكن الأمر عندما يصل إلي الإصلاح السياسي والتعليمي نقف متيبسين رافضين ممتنعين أمام أية جهود خارجية للمشاركة في عملية الإصلاح. ولهذا أسبابه الكثيرة وعلي رأسها أن معظم أنظمة الحكم في العالم العربي تربط بين التعليم والثقافة وبين السياسة. وأن هناك أنظمة ديكتاتورية عربية تخشي الثقافة وتغييرها خوفاً علي مكتسباتها.

ألم يقل هتلر ذات مرَّة : "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسستُ مسدسي".

إن الثقافة التي تخشي الآخرين، والاقتراب منهم، والتلاقح معهم، هي ثقافة هشّة، ومريضة ومهزوزة، ولا أمل كبيراً في إصلاحها من الداخل. وعندما كانت ثقافتنا ثقافة قوية وواثقة من نفسها، لم تخشَ التلاقح مع الثقافات الفارسية واليونانية والهندية، وغيرها من الثقافات السائدة في القرن التاسع الميلادي، وقبل هذا التاريخ، ومن خلال الترجمة ونهوض الفلسفة والعلوم الطبيعية العربية في العصر العباسي (749-1258م) وفي عصر الخليفة المأمون (813-833م) علي وجه الخصوص، رغم بطء التلاقح بين الحضارات والثقافات القديمة لبطء الاتصالات. ولقد استطاعت الثقافة اليابانية أن تملك قدرة الانفتاح علي الثقافات الغربية دون أن تفقد هويتها الوطنية، وأن تتلاقح مع هذه الثقافات بعد الحرب العالمية الثانية، وتستفيد منها في علمها وتطورها وصناعتها وحتي في أدبها وفنونها المختلفة. كذلك الحال كان مع الثقافة الكورية والثقافة الصينية وغيرها من الثقافات.

"فمهمة المثقف ليست هجاء أو مدح ما يجري في العالم؛ أي تقبيحه أو تجميله لأنهما فعلان عبثيان، بل المطلوب هو تحليل الواقع وفهمه عسي أن يغدو التدخل الواعي في صيروراته ومساراته ممكناً" (العفيف الأخضر، مراهنة علي ضبط تلاقح الحضارات والثقافات، جريدة "الزمان"، 19/6/2002 ) وهذا ما قامت به الثقافات الأخري من أجل أن تتغير.

-2-

في العالم العربي الآن ومنذ سنوات، موجة من الخوف من كل ما يأتينا من الغرب من أفكار وخطط وطرق ومسالك ومخارج ومشاريع. وهذا الخوف له مصطلح في علم النفس هو (سنتوفوبيا (Centophobia أو (سينوفوبيا (Cenophobia وهو الرُهاب (Phobia أو الخوف المرضي القاتل) من كل الأفكار والأشياء الجديدة. و (الفوبيا (Phobia كلمة يونانية الأصل، دخلت اللغات الأوروبية، ومنها الإنكليزية، ككلمة موصولة مع ما يُراد وصف حالة الخوف المرَضي منه. ثم أصبحت هذه الكلمة تستخدم كبديل، له معني أعمق، عن معني مجرد (الخوف (Fear وهو (الرُهاب (Phobia.

لقد اجتاحت الغرب بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 موجة مرضيّة ، وهي الخوف من المسلمين وليس الخوف من الإسلام كما يُشاع. فالدين الإسلامي موجود في الذاكرة الغربية وفي الثقافة الغربية منذ قرون طويلة. والغرب فتح للدين الإسلامي المعاهد العلمية والجامعات الراقية واهتم بالدراسات الإسلامية أكثر مما اهتم بها العالم العربي وجامعاته. والأبحاث التي انتجها الغرب عن الدين الإسلامي كانت أكثر قيمة علمية من معظم ما انتجته المعاهد والجامعات العربية.

إذن، الخوف كان من المسلمين وفقهاء المسلمين الذين اختطفوا الإسلام لصالح الارهاب الدولي، وليس الخوف من الإسلام الذي ما زال يُدرَّس ويُدرَس في أرقي المعاهد العلمية في الغرب، وتُكتب في موضوعاته المختلفة أرقي الرسائل العلمية الجامعية. وما يُكتب في الغرب عن ظاهرة الرُهاب من الإسلام (فوبيا الإسلام) أو (إسلاموفوبيا (Islamophobia ما هي إلا من الخرافات و (التهاويل) الغربية التي يقوم بها الإعلام الغربي الرخيص. فمثل هذه الفوبيا غير موجود في الأكاديميا الغربية بقدر ما هي متغلغلة في الميديا الغربية والميديا الإثارية الاستفزازية الفضحائية علي وجه الخصوص. وهذه الفوبيا علي شكل ومثال (الفوبيا العربية) أو الخوف من العرب (آرابوفوبيا (Arabophobia التي انتشرت في الإعلام الغربي علي إثر حرب 1973 وما صاحبها من حظر تصدير البترول للغرب، وما تبع ذلك من هجوم الرساميل العربية علي أسواق الغرب.

-3-

تجتاح العالم العربي الآن موجة ما يُطلق عليه (الفوبيا الأمريكية(Americanophobia أي الخوف والترصد والحذر والابتعاد ومحاربة كل ما تقوم به أمريكا في العالم العربي، حتي مساعدات القمح الأمريكي اتهمت بأنها قمح مسموم وتُضعف قدرة العرب الجنسية. ومردُّ هذه الفوبيا ما قامت به السياسة الأمريكية الخارجية من دعم متواصل لاسرائيل وتجاهل الحقوق العربية في فلسطين تحت ظروف وضغوط داخلية وخارجية. كما أن هذه الفوبيا قد تعاظمت في المدة الأخيرة عندما شعر العرب بأن أمريكا أصبحت ليست "القوة العظمي Super Power" الوحيدة في العالم فقط، ولكنها " القوة الأعظم Greatest Power" كذلك. وأنهم علي خلاف شديد وعميق وعداء مُستعر مع هذه القوة الأكبر جبروتاً. وانسحبت هذه الفوبيا علي الغرب ككل كذلك، لا سيما عندما بدأ "الاتحاد الأوروبي" يعتبر كل أعمال "الجهاد" في فلسطين وافغانستان والعراق ولبنان هو ارهاب وعلي الأنظمة العربية نزع سلاح هؤلاء الإرهابيين، وهو ما سُمّي ب "فوبيا الارهاب".

-4-

ما علاقة كل هذا الكلام بالتغيير في العالم العربي؟

سوف نفهم هذه العلاقة عندما نربط التغيير العربي المنشود بالجهود الدولية الغربية التي تبذلها أوروبا وأمريكا علي وجه الخصوص من أجل دفع عجلة التغيير في العالم العربي إلي الأمام لصالح الغرب وأمريكا أولاً، ولصالح المنطقة ثانياً.

فمن الواضح أن التغيير في العالم العربي لن يتم علي كل المستويات بدون دعم معنوي وسياسي واقتصادي وثقافي ومالي غربي. فالعرب يدٌ واحدة. واليدُ الواحدة لا تُصفِّق. وحتي اليد الواحدة العربية لا تصلح أن تصفق مع يد الغرب، لأن يد العرب مشلولة الآن وبحاجة إلي علاج طويل الأمد من الشلل السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي. وقد أدي هذا كله إلي اصابة العرب بمرض (فوبياوي) جديد، وهو مرض (تروبوفوبيا (Tropophobia وهو الخوف من التغيير والخوف من الانتقال من حال إلي حال، كما أنه الخوف من اتخاذ القرار. واستفحل هذا المرض بالعرب، فأدي بهم - علي جهلهم - إلي حالة من الإنكار والاستكبار الفرعوني المقيت (فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين) (العنكبوت، 39) والتعالي عليه.

فعندما شخّص تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعامي 2002، 2003 الأمراض العربية المستعصية (الأمية، الفقر، الفساد، الديكتاتورية العسكرية والحزبية والقبلية، التخلف العلمي، اضطهاد المرأة..الخ.) أنكر العرب شعوباً وحكومات ونخباً الحقائق الواردة في هذين التقريرين. وهاجمتني بعنف ريما خلف رئيسة فريق المُعدين لهذين التقريرين، عندما استعملت حقائق هذين التقريرين في نقد الحالة العربية في مؤتمر (مؤسسة الفكر العربي) (مراكش 1-4 ديسمبر 2004). وعندما صدر التقرير الثالث لعام 2004 قبل أيام، رفضت الدول العربية جميعها استضافة المؤتمر الصحافي السنوي لْمُعدي هذا التقرير للإعلان عنه ونشره، وغامر الأردن وحده بهذه الاستضافة، ورُمي معدو التقرير (وكلهم جميعاً من النُخب العربية الثقافية من مختلف الأطياف والاتجاهات) بالتآمر مع الغرب، واتهموا بقبض اموال طائلة من صناديقه (أنظر مقال عبد الوهاب الأفندي، أحد أعضاء فريق الإعداد، "القدس العربي"، 5/4/2005).

-5-

كيف يمكن العلاج من مرض فوبيا التغيير (تروبوفوبيا (Tropophobia هذا؟

يقول الطبيب النفساني المغربي د.أحمد شيشاني في إحدي مقالاته"أمراض الفوبيا هي نوع خاص من أمراض نوبات الهلع والذعر الشديد ، وهو خوف كامن مزمن وغير مبرر وغير منطقي من سلوك معين يؤدي لقيام المريض بمحاولات واضحة للهروب من موقف، لمواجهة الشيء أو الظرف الذي يعتبره المريض خطرا علي حياته".

فهل فوبيا التغيير (تروبوفوبيا (Tropophobia سببها هروب العرب من التغيير ذاته، وكرهاً له وخوفاً منه؟

عندما سُئل الأطباء العرب النفسانيون عن كيفية العلاج من هذا المرض، أجاب أحدهم وهو الطبيب المصري عادل صادق في كتابه "حكايات نفسية" قائلاً : "العلاج يستلزم دراسة كاملة لطفولة المريض والمواقف والصدمات التي تعرض لها . وهناك نوع من العلاج يُسمّي العلاج السلوكي. ومعناه إعادة تدريب وتعليم المريض أنماطاً جديدة من السلوك، لكي يكون قادراً علي مواجهة المشاكل دون خوف. ويتم ذلك عن طريق تعريض المريض تدريجياً أو بشكل مفاجئ للموقف الذي يثير مخاوف".

ولعل في هذه الإجابة العلمية الواضحة هي المفتاح الذي يقودنا إلي التخلص من فوبيا التغيير (تروبوفوبيا (Tropophobia ويقودنا إلي التغيير.

فلا مهرب للعرب من الخوف من التغيير غير مواجهة التغيير ذاته، وركوب أمواجه المتلاطمة.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد البغدادي و- الميديا كارتا
- العرب بين تحديات العصر وعوائق التغيير
- العراق في العام الثاني بعد الميلاد
- لماذا ننادي بثقافة التغيير؟
- عودة الوعي السياسي الفلسطيني: -حماس- أنموذجاً
- البغدادي وتجديد الفكر الديني
- محنة العقل العربي: البغدادي أنموذجاً
- الإرهاب الحلال والإرهاب الحرام!
- هند وأحمد وبينهما لينا النابلسي - إن أردتم!
- ماذا بعد -الاستقلال اللبناني الثاني- ؟
- كيف يغسل الأردنيون عارهم بالعراق؟
- عار أعراس الدم الأردنية
- لماذا تحوّلنا إلى تيوس ننطحُ الصخرَ ؟
- بورقيبة ينهض من قبره
- أسطورة الحريري في الحياة والممات
- شمس العراق تسطع على لبنان ومصر
- الملك عبد الله والإعلام الظلامي
- الدرس المفيد من العراق الجديد
- من فلسطين بدأ الإرهاب ومنها ينتهي
- الحب في زمن الإرهاب


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - فوبيا التغيير تفتك بالعالم العربي