أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الإسلام السياسى والغرب-مناطحة أم حب وغرام.















المزيد.....


الإسلام السياسى والغرب-مناطحة أم حب وغرام.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-من تفجيرات بوسطن نبدأ .

كشفت سلطات ولاية ماساشوستس هوية منفذى تفجيرات بوسطن، مشيرة الى إنهما شقيقان من منطقة قريبة من الشيشان في روسيا وذكرت أن المشتبه به الذي مازال على قيد الحياة يدعى جوهر تسارنايف ويبلغ من العمر تسعة عشرعاما، أما شقيقه الذي قتل برصاص الشرطة بعد مطادرته فهو تامرلان تسارنايف ويبلغ من العمر 26 عاما وأوضحت المصادر نفسها أن الشقيقين حصلا على حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة منذ نحو عام.

لنا أن نتوقف ملياً أمام هذا الحادث الإرهابى ليس لكونه بشعاً فحسب بل لأن سيناريو المشهد يعطى رؤي كثيرة غريبة وشاذة فنحن أمام شابان ينحدران من أصول شيشانية يجدا إقامة فى الولايات المتحدة بل يتم منحهما معاش ضمان إجتماعى كونهما بلا عمل .. يتفتق ذهنية الشابين الإقدام على عمل إرهابى بعد أن تشبعا بفكر إسلامى متشدد عن طريق التردد على مواقع إسلامية متطرفة فيصنعا قنبلة وينتقوا يوم حافل بحضور مدنيين فى أكبر وأعرق مارثون رياضى بالولايات المتحدة يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر حتى تكون الحصيلة وفيرة من الضحايا .
مشهد همجى بالفعل ولكن يحمل فى طياته الكثير من الغرابة فالشابان تستضيفهما أمريكا وتمنحهما إقامة ومعاش ويتزوج الأخ الأكبر فتاة أمريكية , ولا توجد يد أمريكية ملوثة بدماء الشيشان بل كانت أمريكا داعمة للشيشانين فى مواجهة الروس ,وامريكيون أبرياء من شباب وعجائز يمارسون رياضة فى إحتفالية جميلة لا ناقة لهم ولا جمل .
بماذا يمكن أن نفسر هذا الحادث الإرهابى بعد أن نعلم أن الشابين ليس لهما علاقة بتنظيمات أصولية إسلامية أى هما منظمة فى حد ذاتها.. هل يمكن أن نقول بأن الثقافة الإسلامية الأصولية المتطرفة كفيلة أن تنتج إرهابى همجى لا عقل له ولا انتماء ولا ولاء إلا نداء البغض الإسلامى .. هل المسلم فى ظل ثقافة إسلامية مشروع إرهابى أم نحن أمام حالة اغتراب لثقافة متحجرة فى مجتمع حضارى إنسانى فضحت عمقه المتخلف أم هى حالة نفسية تبحث عن تنفيس عنفها وشراستها متظللة بفكر دينى يمنحها اللذة والمعنى والقضية.

- الإسلام الجهادى والغرب العاشق المحتضن .
ظاهرة الإرهاب الإسلامى جديرة بالبحث والتدقيق لما تفرضه من مشاهدات كثيرة تجد تفردها وشذوذها , فالإرهاب فى العالم أصبح إسلامياً بإمتياز بالرغم أنه بلا قضية تستدعى هذا الفعل العنيف ضارباً بعرض الحائط بأى معايير إنسانية حضارية ليخيل للمتابع أن الإرهاب الإسلامى يمارس العنف والوحشية لذاته فليس هناك قضية حيوية ذات إعتناء تطلب ذلك . !
تروج الميديا بأن الإسلام إرهابى بالضرورة كونه يحتوى على نصوص مقدسة تحث وتدعو للإرهاب والقتل وأن المسلم كلما إقترب من تراثه فهو مشروع إرهابى وقنبلة قابلة للإنفجار لتحظى هذه الرؤية على الكثير من التأكيدات من خلال تصريحات وخطب وممارسات الإسلام الأصولى الجهادى ولدينا مشهد بوسطن مثالاً.
كل الشواهد تدين الإسلام بالإرهاب وأعتقد أن هذا حادث ومتعمد إما بواسطة هؤلاء الهمج الجدد الذين يفتون ويسلكون سلوكاً همجياً تجعل أدلة الإدانة واضحة جلية لا تقبل الشك فهاهو القاتل فى يده سكين وتحت أبطه القرآن ليجهز على ضحيته مردداً آياته المقدسة خاتما بصيحات " الله اكبر" بتهليل وتكبير .. كما يسهم الغرب أيضا فى تصعيد مشهد الإسلام الإرهابى بغية خلق عدو وميدان لتصويب النيران والإنتباه , ولا مانع من تحقيق أجندات تلح على الصعود فهاهو الإرهاب الإسلامى قد ضرب برجى التجارة فلنغزو العراق .!!

نعم الإرهاب العالمى الآن ذو صبغة وتوجه إسلامي ولكن هناك تعسف فى التعاطى مع هذا المشهد من حيث التحليل وسبر أغواره الداخلية .. نرى القاتل ذو أصول إسلامية ويحمل أيدلوجية إرهابية يستمد مكوناتها من تراثه الإسلامى لنحظى على مشهد إرهابى بإمتياز لا يحتاج لمجهود لمعرفة هويته ولكن هناك خطأ فى هذه المعادلة فهى تفتقد لأرضية الصراع الطبقى والمصالح الحيوية , فالمشروع الإسلامى ليس مشروعا حضاريا سياسياً إقتصادياً مناهضاً للمصالح الغربية ليكون هناك ما يستدعى التناطح والصراع , بل لا وجود لمشروع من الأساس حتى يدفع للتحدى والتصادم فكل مانحظى عليه مجموعة من العبارات المتشنجة ليست بذات معنى ولاجدوى سوى رغبة بعض الحمقى المغيبين فى مناطحة طواحين الهواء.. أى ببساطة شديدة نحن أمام ظاهرة صوتية لا تخلو من التشنج فلا يوجد صراع حضارى سياسى إقتصادى بين الإسلام والعالم حتى نعتبر الإرهاب الإسلامى إرهاصات مشروع يلح على الصعود طالباً تحقيق مصالحه تحت الشمس .

الإرهاب الإسلامى ليس حتمياً بالضرورة بالرغم أن النص القرآنى متواجد على الدوام يحمل بين طياته الكثير من الآيات الداعية للقتال والغزو والإرهاب فليس معنى ورودها بكثافة أن يبقى حياً وفاعلاً فحرى بنصوص الكتاب المقدس المثقلة بالنصوص الإرهابية أن تتواجد وتطل برأسها ليكون الإرهاب الدينى فى النهاية هو إرهاب ورغبات سياسية تتظلل بالمقدس .
يكفى أن نقول أيضا أن هناك الملايين من المسلمين يستنكرون الأعمال الإرهابية والإسلام المتشدد , كما أن الإرهاب الإسلامى لم يكن متواجدا منذ 40 سنه فقط , فهل لم يكن هناك مسلمون قبلها أم هى عودة الوعى للمسلمين أم هى حالة إحباط وتخبط لمجتمعات إفتقدت بوصلتها أثر تحطم مشاريع قومية مع غياب مشروع حضارى ثقافى يستوعب المسلمين ليجدوا سبيلهم فى التشرنق داخل التراث وإستحضار مشروع النبى والصحابة والزمن الجميل ... لا يكون الإسلام السياسى فى تمظهراته الإرهابية إلا تعبير عن حالة مجتمعات متخبطة مفلسة تترنح باحثة عن طوق نجاة وهمى لتعضدها الرأسمالية الريعية الطفيلية وتصعد من الخطاب الإسلامى كحلم خلاص ولتقدم فى الطريق لذة وتعويض نفسى لشرائح من الشباب المحبط فى أن ينفس عن غضبه وعنفه من خلال مشروع جهادى يجد ذاته فى داخله خالقاً قضية ذات معنى تعطى إحساس بوجوده وقيمته فى عالم سحقه وهمشه .

نقرأ لبعض المثقفين تحذيرات للغرب من خطورة التهاون مع الإسلاميين فى بلادهم ونقد للسياسات الغربية التى تفتح قنوات إتصال مع الجماعات الأصولية فى بلدان الشرق الأوسط والأقصى لتصل حدة النقد إلى وصف ساسة الغرب بالمتخاذلين والأغبياء كونهم لا يدركون شراسة الأفاعى الإسلامية بل تصل قمة تطرفهم فى إستقباح السماح بتواجد جاليات إسلامية .
من الحماقة الفكرية تصور أن الإسلام الجهادى يشكل أى درجة من درجات القلق على الغرب وحضارته ومدنيته فلا يوجد أى سبب يدعو للظن بإحتمالية ورود أى درجة من الصدام والإستنزاف وهذا يرجع لأسباب عديدة يكفى أى واحد منها لتبديد وهم المواجهة والإستنزاف فلا يوجد أى درجة من درجات الندية بين الغرب المتقدم بحضارته واقتصاده ومنظومته وسلاحه وهؤلاء القابعين فى كهوف جبال تورابورا مسلحين ببعض بنادق الكلاشينكوف بلا مشروع حضارى , يضاف إلى ذلك عدم وجود تناقض مشاريع وتناطح مصالح إستراتيجية كما ذكرنا بل هناك من ينفرد ويتفرد و يدير العالم وفقا لمصالحه قابضاً على كل الخيوط بيديه وآخر يتحرك فى إطار صيحات غضب وكراهية تنفس عن فشله وإحباطه وإحساسه أنه فى النزع الأخير ... فلن تجد للمشروع الإسلامى أى معنى أو خطة أو ايدلوجية تعبر عن مصالح قوية تفرض نفسها لتتصارع مع الغرب كما كان المشروع الإشتراكى فى نهضته بل على العكس سنجد الفكر الإقتصادى للإسلام السياسى يُصنف فى إطار الرأسمالية الإقطاعية الريعية وهذه الرأسمالية الوضيعة تابعة لا تعيش ولا تقتات إلا فى حضن الرأسمالية العالمية التى تمنحها المدد الريعى .

لا يظن أحد أن الغرب مخدوع وغافل يعيش حالة من التيه عن إدراك أبعاد الإسلام الجهادى , فالغرب يحتضن الإسلام السياسى والجهادى ويمنحه الحضور ويفتح له المجال للفعل و من الخطأ تصور أنه إبتدأ أخيرا يتوجس من الإرهابيين لتنتابه حالة هلع من نعيق خطاباتهم الجهادية الخشبية التى تعلن عن الكراهية والعنصرية , كما من الخطأ أيضاً تصور أن مفاهيم التحضر والحريات وحقوق الإنسان هى التى تشل يد الغرب عن نزع جذور الإرهاب وحصار المد الإسلامى الجهادى فكل الأمور تتم فى الحضانة الغربية لتربية الأفاعى فلتدعها تعيش وسنستفيد منها حتماً.

نتصور ان الغرب لا يعى أبعاد تصعيده لتيارات الإسلام السياسى فى بلاد المنشأ أو إحتضانه لجاليات وشخوص إسلامية على أراضيه كأن هذا خطأ وخطيئة سياسية نتيجة غفلة وغباء ساسة الغرب بينما العكس هو الصحيح فهناك أفضل توظيف وإستثمار للإسلام السياسى بل نقول أنه ساهم فى ظهورها إلى الحياة وتقديم الدعم لها منذ بدايات القرن العشرين لتفى غرضها فى محاصرة اليسار والأفكار الإشتراكية والنزعات التحررية كما إستخدمها لاحقاً فى إجهاد الإتحاد السوفياتى فلا يكون رعايتهم لتيارات الإسلام السياسى أو إستضافتهم ومنحهم حق اللجوء السياسى كون هذا من نسق مبادئ الغرب وإحترامه لحقوق الإنسان فى الحرية والكرامة والأمان والحماية من الإضطهاد والملاحقة فهذه الأمور مظاهر زائفة تخفى البرجماتية الغربية ,, فالغرب المتقدم ليس من الهطل أن يغفو عما تحمله رؤوس الإسلاميين من أفكار متعصبة عنصرية وأطنان من تصريحات العداء للغرب الصليبى الكافر يرافقها أيدلوجية تدعو للجهاد ضد الصليبين فهو يدرك ذلك ويثق انه سيعرف كيف يستثمر هذا النعيق والطحن بلا طحين فى المكان المناسب .!
الغرب يدرك كل الأفاعى فهو من أسس وساهم لنشأة معظم التنظيمات الجهادية وتشهد على ذلك ملفات مخابراته والمباركات والصفقات التى تمت فى سفاراته لذا عندما يحتضنها فبغية توظيفها واضعاً حدود الملعب الذى ستلعب فيه بل إنه يضع فى حساباته إحتمالية خروجها عن قواعد اللعبة فى المستقبل كشئ متوقع من لدغ الحيات ولكن ليست كل السموم قاتلة بل منها يمكن انتاج ترياق مفيد , فخطط إستثمار لدغاتهم متواجدة– نقول أنه إستثمر وجود الإسلاميين واستخدمهم كعملاء ليسوا بالضرورة فى حالة وعى بعمالتهم لتنفيذ سياسات وإرهاب من يخرج عن الطوق وفى حالة جنوحهم ولدغاتهم فلنرفع راية النضال ضد هذا العدو الأخضر امام شعوبنا ونروج لفكرة صراع الحضارات .

لن نجد من يذكر لنا متى تناقض الغرب مع الاسلام السياسى فالعكس هو الصحيح فلن نجد كيان سياسى حظى على كل الدلال والحنو والغرام الغربى مثل تشكيلات الإسلام الأصولى فلننظر إلى المملكة السعودية ودول الخليج فهل سمعنا انتقادا واحدا غربيا أو حتى عتابا لتلك الممالك التى تعيش القبلية منذ سبعون عاما بلا حريات ولا ديمقراطية ولا برلمان بل انتهاكات صارخة للإنسان والمرأة بينما الغضب الغربى حاضر بقوة امام انتهاك حقوق الإنسان للدول المارقة خارج الطوق الغربى .
من يدقق فى سياسات الغرب سيجد أننا امام قوادة ترفع شعارات الشرف , فما معنى أنه يناهض الإرهاب ويسمح بتواجد قيادات الإرهاب والميديا الإعلامية والفقهية لهم على أراضيه .. ماذا يعنى تجفيف منابع الإرهاب وهو يغض الطرف عن مصادر التمويل والدعم القادمة من بنوك الخليج والمدرك حساباتها لديه فحرى به إذا كان يقاوم ويحاصر الإرهاب ان يقطع عنهم الإمدادات على الأقل .

هناك نقطة جديرة بالإهتمام والإعتناء فى ظل دراسة العلاقة بين الإسلام السياسى والغرب ألا وهى إدراك أنه لا توجد قوى مهما بلغت من القوة والجبروت والهيمنة قادرة أن تنزع ثقافة شعب وتغيرها قهراً بمعنى أن الغرب لم يدفع المسلمون دفعا ً لتبنى تراثهم أو الإنصراف عنه بل من خلال هذا التراث يبنى سياسته لإستثمار هذا المزاج الإسلامى فى تحقيق مصالحه وليكون الإسلام السياسى هو القادر على تحقيق رؤيته .
كفاءة الغرب أنه يدرس مجتمعاتنا دراسة جيدة , وتنبؤ " الفوضى الخلاقة " التى ستأتى بما يسمى الربيع العربى إثبات على مدى دراسته العميقة لمجتمعاتنا .. انه يرصد ويتابع ليتلمس كل ثنايا مجتمعاتنا وإفرازاتها ليدعم الإفرازات التى تناسب مصالحه ويدعمها ويعضدها ويضعها فى أجندته كورقة بديلة .. الغرب يكتشف أسباب تخلفنا ويتعاطى مع الثقافة القادرة على إنتاج المزيد من التخلف فلم تعد السياسات تعتمد على عملاء مدفوعى الأجر بل على دراسة إجتماعية سيوسولوجية نفسية للشعوب لدفع هذه الثقافة أن تنجز فعلها .. إنهم ببساطة يوظفون عمالة غبية غير مدفوعة الأجر تنجز ما يشتهى إنجازه بكل إخلاص وحماس .

دعونا نخوض فى الرؤية الإستراتيجية للغرب نحو تصعيد الثقافة والحضور الإسلامى ومن خلال السياق سنجد أن كل الإرهاصات التى تبدو فى المشهد العالمى بالنفور من الإسلام الإرهابى وخطابه العدائى إدعاء مزيف أمام شعوبه وهومتوقع ومُدرك ومَحسوب أبعاده وإمكانية إستثماره فهم لا يتركون شيئا دون أن يستفيدوا منه .
الغرب دعم ظهور الإسلام السياسى منذ بدايات القرن العشرين لوقف المد اليسارى وإنتشار الفكر الإشتراكى لذا حافظ على كل الانظمة التقليدية وفى مقدمتها آل سعود وليدعم الأحزاب والتيارات الراديكالية الإسلامية كالوهابية والاخوان المسلمين لتكون حائط صد لإنتشار الأفكار اليسارية ولم يتوانى تلامذة الغرب من الحكام العرب كالسادات فى إستنساخ هذه الرؤية وإستثمارها ... إذن نشأة فكرة تصعيد الإسلام فى المجتمعات العربية حتى تكون بمثابة مخلب قط أمام ظهور الأفكار اليسارية والإشتراكية جاء بعد ادراك الرأسمالية مدى قوة وسحر الفكر الإشتراكى وصعوده وتغلغله فى بلدان العالم كفكر تحررى داعى للحرية والعدالة والمساواة وليزداد توهجه مع نجاحات وتصاعد الإتحاد السوفيتى لذا فلنضع اكثر الأفكار الصلدة أمامه لوقف زحفه وتمدده ليحاصره .. يظهر الدعم الغربى لتشكيلات الإسلام السياسى بل أكثرها تشددا فى حرب افغانستان حيث التنسيق التام والدعم السخى لإجهاد الإتحاد السوفيتى وتوريطه فى مستنفع لا يخرج منه إلا مجهداً ولترتفع الرايات الإسلامية فلا بأس فى سبيل محاصرة الشيوعية والنيل منها فهى العدو الحقيقى الجدير بالإعتناء والتضحية .

الغرب خطط لحضور الثقافة الإسلامية على يد الأحزاب الإسلامية لتمييع الصراع الطبقى وتعطيل حراك المجتمعات وفقد بوصلة صراعها فتتلهى الجماهير فى وهم قضية الإسلام المُنتهك والمُضطهد لتكون قضيتها ومعركتها الذهنية فلا راية تعلو فوق راية نصرة الإسلام فى ظل غياب تام للوعى والقضايا الحيوية.

الغرب يدرك جيداً أن حضور الثقافة الإسلامية وتصعيدها كفيل بتقويض تلك المجتمعات ودفنها فى مستنقع التخلف فهى لا تمتلك أى أدوات للنهضة بل على العكس ستهرول بالمجتمعات نحو المزيد من التخلف كونها تستمد حلول عصور قديمة لتعالج بها عصرها وبما أنهم مفلسين ومتصادمين مع عجلة التاريخ فسيكونون تابعين للأقوياء على الدوام لذا لن يكون هناك أى مشكلة من هذا البائس الذى يجلس سانداً ظهره على حائط يفرك أصابع قدمه ويلعن الغرب طيلة اليوم ففى النهاية سيزحف على بطنه طالبا الحماية والطعام والسيارة .

بالرغم أن فكرة الصراع الطبقى رؤية ماركسية إلا أن الغرب الرأسمالى يدركها جيداً كفكرة علمية لتكون سياساته هو تشويش وتشويه وتمييع هذا الصراع لذا لا يتوانى أن يلهى جماهيره عن هذه القضية بخلق مشروع عدائى يبث فيه كل التوجس والقلق فهاهو الدب الروسى والطوفان الأحمر والروس القادمون لتتوحد الجماهير أمام هذا الخطر الداهم .. بعد سقوط الإتحاد السوفياتى كان لابد من صعود عدو جديد يكون هو الخطر القادم فليكن هذا العدو الأخضر الذى يريد القضاء على حضارة الغرب ومنجزاته ومن هنا تتشرنق الجماهير وتتلهى بهذا العدو الذى يريد النيل منها فهم أشرار بل أكثر عداواة وشراسة من الروس بعملياتهم الجهادية التى يمارسونها بهمجية تتارية ولتأتى كتابات تحذر من الخطر الأخضر فى سياق إستراتيجية الغرب وأجندته فى خلق العدو وفتح ميدان لضرب النار ولا مانع من تصعيد فلسفة صراع الحضارات لتخدم هذا الإطار ولتستمر ميزانيات ومافيا السلاح كماهى .
لا تعرف من أبدع هذه الفكرة .. هل الإسلاميون الذين يجيشون الشباب لمواجهة الغرب الصليبى ويضللون الجماهير عن قضاياهم بتلك المعارك الدونكشوتية أم الغرب الذى يجيش شعوبه ضد العدو الأخضر .. أعتقد أنها نظرية قديمة اتبعتها كل الأنظمة فى إلهاء الشعوب عن قضاياها الرئيسية بخلق عدو وجعله فى مرمى ضرب النار .

بعد هذا العرض للإسلام الإرهابى أو الجهادى وظروف وجوده والمنشطات التى تدفع لكى يطفو على السطح وهذا الغرام الغربى لتلك التنظيمات الذى يمنحها الوجود من خلال حبل سرى يمدها بالحياة بالرغم أنها تتنكر منه فهل لنا أن نطرح سؤالا ما العمل ؟
نحن أمام فعل وظاهرة إرهابية تنال من الأبرياء تجد دعماً من شيوخ أصوليين تكون خطاباتهم وفتاويهم داعية ومحفزة لممارسة الإرهاب لينزلق شباب فاقد البوصلة والوعى لا يمتلك إلا إحباطاته وأزماته النفسية الراغبة فى تنفيس طاقات عنف تلهمها ثقافة عنيفة تجد تصعيداً من مشايخ التطرف فلا تقل لى أن هذا الفعل العنيف غيرة على الإسلام ولا هى رغبات فى إعتلاء الحوريات الفاتنات بل البحث عن تحقيق رغبات عنيفة لبشر مأزوم .
إذن نحن أمام حالات مجتمعات مشوهة نفسياً وعالم غربى يستثمر هذه الحالة ويريد حضورها لتحقيق مصالح وغايات ولكن لدينا أبرياء يذبحون على مذبح الإرهاب فما الحل ؟ أليس من حقنا أن نطارد أصحاب الخطابات الإرهابية ونعتقلهم فهم يحثون على ممارسة الجريمة على الأقل ..أليس من حقنا أن نسحق رؤوس هذا الفكر الإرهابى العنصرى أم اننا هكذا لا نعالج القضية من جذورها بقطف الأوراق وترك الجذور فطالما التربة صالحة لإفراز الإرهاب مع رعاية غربية وقوى رجعية فستنتج أوراق يانعة دوما .

ولكن أى منطق هذا يقول إمهلونا نتعاطى مع الجذور لنحاول إقتلاعها فهل ننتظر لنجد الفروع تبتر رؤوس البشر أليس من الواجب ان نبتر الفروع والأوراق الشريرة أولا ثم نعتنى بنزع الجذور التى ستستغرق زمناً .. الا يتعاطى المجتمع الإنسانى مع القانون لمكافحة الجريمة فلا ينتظر معالجة أسباب الجريمة وتبديدها .
الشيوخ الذين يروجون للجهاد داعين شباب غض جاهل للإندفاع نحو قتل المدنيين والأبرياء لابد ان يحاصروا ويحاكموا .. ومن يدعو للغزو والقتل والسبى وسحق الجماجم لابد أن يحاكم أو يوضع فى مصحة عقلية .. من الخطأ ترك منابع فكر الإرهاب ممثلة فى شيوخ ودعاة وأيدلوجيات تبذر وتحرث الأرض لننتفض بعد ذلك على ثمار البذور .
-الشيخ العريفي سفك الدّماء و سحق الجماجم و تقطيع الأجزاء شرف للمسلم الحق.!
http://www.youtube.com/watch?v=nWjcZFBoLQY
الشيخ مرجان وإشادة بالعمل الإرهابى ببوسطن وأمله فى المزيد .
http://www.youtube.com/watch?v=2hUmqbHKwHQ
من أحلام الشيخ الحوينى المريضة يتأسس الإرهاب فهو يدعو لغزو الغرب ونيل العبيد والسبى
http://www.youtube.com/watch?v=1F7VLGGE7hs

لابد من محاكمة ومحاصرة ثقافة تنتج الشر ولكن يتحتم محاصرة الظروف الموضوعية التى تجعلها تطفو على السطح فهى العلاج الناجع للقضاء على الإرهاب والتطرف ولكن هل ننتظر حتى نخلق الوعى والإستنارة بمحاصرتها وتجفيف المنابع وهل نتوسم فى الغرب أن يكون له موقف مناهض من هذه الخطابات الداعية للإرهاب أم انه يصرف النظر عنها كون هذا يخدم مخططاته ويسمح بغرام الأفاعى .
ألا تكون دعوتنا لمحاصرة كل الجرذان التى تدعو للعنف والإرهاب معقولة .. أليس من المنطقى مطاردة وإعتقال كل الأصوات الناعقة بالخراب والإرهاب كقضية لا تقبل المساومة فالحريات ليست وجهة نظر فلا معنى لتقبل من يقول : دعنى اذبحك وأهينك وأأسرك لأنى أراك كافر لا تستحق الحياة .

لا أخفى أن هناك تعقد فى المنتج الإرهابى الإسلامى وأن عناصر إنتاجه وإمداده بشريان الحياة قائمة ولا توجد بشائر نحو الإنفراجة وزوال الغمة .. فلدينا شعوب محبطة تعيش فى كنف رأسمالية طفيلية ريعية منحطة ولا يلوح فى الأفق أى مشروع طبقى جديد ذو ثقافة جديدة وعلى الضفة الأخرى من المحيط هناك أذكياء يريدون لهذه المنطقة ان تعيش هكذا ليستثمروا كل تخلفها بخلق العدو الجديد الذى يلهى شعوبها بالخطر الأخضر القادم الذى يريد النيل من حضارتها وانجازتها.
هل نسحق رؤوس الإرهاب فكراً وتحريضاً وسلوكاً أم ننتظر أن يتطور المجتمع وينصرف الغرب عن إمداده لها بشريان الحياة .

دمتم بخير .
" لو بطلنا نحلم نموت .. طب ليه مانحلمش ".



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة تدمر شعوبنا-لماذا نحن متخلفون.
- صور ومعانى- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فيروس الإسلام السياسى المُدمر-مصر تحترق.
- شعوب لا تعرف معنى الحرية– لماذا نحن متخلفون.
- لا يجرؤون !–الأديان بشرية الهوى والهوية.
- هكذا يسألون وهكذا يجيبون وهكذا هم متخلفون-لماذا يعترينا التخ ...
- لا يفل الفنتازيا إلا الفنتازيا-خربشة عقل على جدران الخرافة و ...
- لماذا يعادون كل ماهو جميل وودود – الدين عندما ينتهك إنسانيتن ...
- تناقضات فى الكتابات المقدسة– تناقضات قرآنية–الأديان بشرية ال ...
- أفكار مدببة – خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .
- يؤمنون ليحققون ألوهية الإنسان-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- وهم المطلق والكمال واللامحدود-خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- قضيتان للمناقشة مع القراء حول مساوئ الديمقراطية .!!
- سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.
- إنهم يركلون الكرسى– لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- ثقافة الكذب المقدس-لماذا نحن متخلفون .
- ثقافة القبيلة والقطيع-مُستبدون ومَقهورون– لماذا نحن متخلفون ...
- الله القوى- نحن نخلق آلهتنا.
- رؤية موضوعية للإسلام والمسلمين وعلاقتهم بالتخلف-لماذا نحن مت ...
- كافر من يرفض الشريعة-تديين السياسة أم تسييس الدين .


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الإسلام السياسى والغرب-مناطحة أم حب وغرام.