أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيماء المزوغي - -سيّدي القائد-: ظلّ الله على الأرض














المزيد.....

-سيّدي القائد-: ظلّ الله على الأرض


سيماء المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 01:05
المحور: كتابات ساخرة
    


أخرجوا من أرضنا، من برّنا، من بحرنا
من قمحنا، من ملحنا، من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ
أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!
درويش


الرجم حتى الموت في حفرة، هي العقوبة التي تنتظر وزير التربية والتعليم الإيراني "كامران دانشجو" ومديرة المتحف الوطني "آزادة آردكاني" بعدما نُشر مقطع فيديو لهما وهما يتبادلان القبل بحميمية في مصعد كهربائي..
هذه الحادثة أعادتني إلى إيران التي زرتها حديثا، فأينما حللت تجد صورة الإمام الخميني وصورة أية الله الخامينئي، ذكرتني الصور بصورة بن علي التي كانت معلّقة في كل مكان: المطاعم والمقاهي والفنادق والإدارات العامة والحكومية والساحات والشوارع.. عندما تسأل من هذا؟ يخبرونك "إنه سيّدي القائد" يقصدون أية الله السيد علي الحسيني الخامنئي. قلت وقتها: "لو كانت تونس إيران هل يعلّق شعبنا صورة راشد الغنوشي ويناديه "سيّدي القائد"؟ كنت أعتقد أن رئيس الجمهورية الإسلامية هو أحمدي نجاد لأكتشف أنه مجرّد مصرّف للأعمال، أما القائد الأوحد هو الخامينئي، الناهي والآمر والحاكم والمقرّر والمرشد.. لذلك كلما أتذكر أحمدي نجاد أتذكر لا إراديا المنصف المرزوقي، لا يملكان حولا ولا قوّة غير السمع والطاعة..
ما ألمني وقتها أنّ الإيرانيين عندما يتحدّثون عن الثورة التونسية يقولون: "ستنتصر الثورة الإسلامية التونسية التي نباركها.." هل تنتصر "الثورة التونسية الإسلامية" لترجم شعبها وتجلده وتقطع أطرافه من خلاف؟ هل تنتصر الثورة لتنصّب قائدا واحدا أوحد ينشر لونه ومذهبه وإرادته؟ من أدرانا أن إرادته هي إرادة الله؟
أتساءل إن كان جسد القائد الطاهر يشتهي الطعام الشهيّ مثلنا؟ أم أنّه تعوّد على طعام واحد في انتظار موائد الجنّة؟ أتساءل إن كان يستهويه الخمر حتى يرتدي التحرّر والانطلاق والنشوة وشاحا في انتظار خمر الجنّة؟
أتساءل كيف يعرف طعم "الحلال" إن لم يتذوق طعم "الحرام"؟
أتساءل إن أحبّ القائد يوما ما امرأة -ليست له- أو اشتهاها أو حتى صوّرها في خياله قبل أن تنام وعندما تستيقظ؟ أم أن الاستمناء والاحتلام رجس من عمل الطبيعة البشرية وهو كائن من نور؟
لا أعرف كم من مرّة رجمتم يا بني الإنسان "الشيطان وأتباعه" لكني أعرف كم من مرّة أعاد إغواءكم لارتكاب نفس "الخطيئة"، فالبشر خطاؤون، لكن الفرق بين القائد الذي يرجم وبين الرب أنه يغفر الذنوب جميعا ولو كانت مثل زبد البحر.
بأية لغة بشرية يفهم القائد أن العالم يتغيّر كل يوم والجهل المقدّس يتعفّن في العقول "النورانيّة" يوما بعد يوم؟
أيُرجم من قبّل وعشق ولا يُرجم من وضع خنجرا من نار على رقاب شعبه، يضطهد حرّيته وحقّه في الاختيار ويّحدد مصيره ويجّرم تفكيره ويّدين صوته إن علا مخاطبا العقول وقال "لننتفض ضد إرادة القائد وأكل القائد ولون القائد وجنّة القائد.."؟
أتُقطع يد من سرق رغيفا لجوعه ولا تُقطع يد من سرق أمل شعب بأسره واغتال جنّتهم على الأرض؟
مهلا سيّدي القائد، أينما كنت في بلاد الفرس أو بلادنا أو أيّ مكان على الأرض، كل حجارة العالم لا ترجمنا فقد وصلنا نقطة اللاّعودة لأن الأفيون الذي حقن أجيالا وأجيال لم يعد له تأثير في دمائنا، حتى رصاصكم لا يخترقنا، لأن نور العلم الذي يجعلكم تغمضون أعينكم غزا عقولنا واستأثر بأرواحنا وجعلنا لا نفكّر إلاّ في جنّة على الأرض نصنعها نحن بأيدينا وبعقولنا نحن، تُسمى -مثلا- تونس..
نحن جيل لا يُرجم لأننا ببساطة نأبى السجود دون إيمان..



#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنكون شعبا.. متى أردنا
- سافرات محجبات منقبات مغتصبات
- عقلي ملكي ليس ملك أحد
- إلى روح بلعيد الأب الشهيد
- لا عنوان إلاّ أنت
- النهضة أشدّ من القتل
- في أخر حوار للشهيد شكري بلعيد
- كشْ شيخ!
- يا معشر الأعراب عودوا إلى خيامكم وإبلكم هنا تونس 2
- أنت على الأرض ..لا يوجد علاج لذلك
- أبطال من كرتون
- ماتت الحكومة وتعفنت والدفن مؤجل
- تونس : فقدتك أمي
- الشعب التونسي : الخاسر الأكبر
- بن علي لم يهرب بن علي لم يهرب .. شعب منكوب وحكومة شرعية في و ...
- أنا يوسف يا أبي
- نار لأصحاب الغفران
- المرزوقي يتخذ بن سدرين زوجا له
- تلك التي قيل عنها سافرة هي الحرّة بنت الحرّة هي البربرية و ا ...
- من قال أنّ الترويكا ترأسنا أقول له أنّ مثلّث برمودا يأسرنا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيماء المزوغي - -سيّدي القائد-: ظلّ الله على الأرض