أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - إليكم أيها السادة















المزيد.....

إليكم أيها السادة


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إليكم أيها السادة يامن نامت عيونكم في الليل وغفت جفونكم على الوسادة وتركتم عباد الله ينهشهم الفقر والمرض والفاقة وكل همكم المال والجاه والسيادة أين أنتم من هموم الآخرين وعذابهم وقد نسيتم كيف كان أمر الله في عباده وقد هلك قبلكم هارون عصره وقد كان ظالم في حكمه وزيادة فهل فيكم متعض أيها السادة .
عشوائيات النهروان موطن الفقراء والمحتاجين ومقام كل من حاربه الزمان وعصفت به نائبات الدهر ترى وجوههم يعلوها الغبار من كثر ما لامسها الحرمان والتعب وعيونهم ترى فيها نظرة الحزن باكية من كثر الهموم والألم وترى في ملامحهم شكوى الإهمال عن عمد بعد أن نال منهم الزمان واشتدت بهم الفاقة والعوز والمرض نساء وأطفال وشيوخ لكل منهم معاناة يصعب معها كتابة سطورها لما فيها من العذاب والشجن ففي كل يوم وعند منتصف الليل يأتي وقت برنامج ( أليكم ) الذي يعرض على قناة الاتجاه ويسرد بحسرة وألم معاناة عشرات العوائل من الفقراء والمحتاجين الذين تكتظ بهم عشوائيات النهروان فهناك الأرامل والأيتام والمطلقات والمحتاجين من المرضى والمقعدين وكبار السن الذين يعيشون في بيوت تضيق بهم لقلة ما بها من خدمات فلا سقوف أمنة تحميهم من عواصف ومطر الشتاء وبرده ولا حيطان عتيدة تقيهم خطر السقوط والانهيار فهي عبارة عن علب صفيح تراصفت بخجل أمام أكوام الطين التي تلصق بعضها ببعض وأعمدة الخشب تحمل سقوف بيوتهم نخشتها الأرضة ونامت بين طياتها الديدان والصراصير وسكنت حولهم الجرذان والقوارض وغيرها من الزواحف ناهيك عن أفواج الذباب التي لا تغادرهم صيفا وشتاء تلك حالتهم البائسة فبيوتهم عارية لا سياج لها وأبوابها غطائها من القماش أو بطانية قديمة لا تصلح حتى غطاء لكلب هصور ونوافذها فتحات أتخذها الذباب ممر له ومقرا ولا تجد في مطبخهم غير أواني قديمة أكل عليها الدهر وشرب وتجد ثلاجتهم معطلة وقد أصبحت مكان لحفظ حاجاتهم ويطبخون طعامهم على جولة نفطية أو صوبة قديمة وليس لديهم ماء صالح للشرب ولا كهرباء غير الوطنية التي تسرح وتمرح كيفما تشاء عند الليل يخشون البهائم والكلاب وتراهم يوصدون أبوابهم بما ملكت أيمانهم من قطع الخردة والحديد وفي الصيف لا ينام في بيوتهم ألا الموتى والراقدون في غيبوبة من شدة الحر والبق الذي ينهش أجسادهم ولعدم وجود مبردة أو حتى كهرباء تنعم عليهم بالنور ودوران المروحة التي تهتز ببطء وكأنها هي الأخرى عاجزة عن الرحمة بهم وفي الشتاء ترى بيوتهم تزخ الماء كالشلال من السقوف بينما تفيض أرض الدار بمياه الأمطار وتصبح أوحل من خربة البهائم وتراهم يناءون بأنفسهم في الليل بزوايا الدار عسى أن يجدوا مكان يقيهم بلل المطر وشدة البرد حتى يبلج الفجر فيما يغادر آخرون الى أماكن أخرى طلبا للمأوى ويبقون على هذا الحال أيام وليالي الى حين انقطاع المطر وجفاف الأرض وإيجاد يد المعونة لإصلاح سقف البيت وترميم ما تهدم من بيت الطين هم ليس كباقي البشر فهم يفطرون بالخبز مع الشاي ويذهب أبناهم الى المدارس بثياب البيت ودون مصرف جيب وفي المدارس تبقى أعين أبنائهم تلاحق ما في أيدي الأطفال الآخرين وإذا كان لهم في يوم من الأيام وجبة غداء شح عليهم العشاء ويباتون ليلهم جياع الى الصباح وعندما يطلب الأطفال العشاء حين ينال منهم الجوع تجيبهم أمهم بأن عليهم النوم مبكرا لنسيان العشاء والصباح رباح والعيد كارثة المواسم بالنسبة للأيتام وطلباتهم لا يمكن التكهن بها وهم يشاهدون غيرهم من الأطفال ويرغبون بما لديهم وترى الأم تلوذ بالأعذار والحسرة تأكل قلبها وما لها من ذنب غير أن الله تذكر والدهم وبقي الصغار يعانون مرارة اليتم وقسوة الحرمان .
عائلة أبو عباس قصة فيها من المأسي ما يبكي القلب دما ويقرح العيون على ما بهم من هول الأمور وعظمها أبنهم الوحيد عباس عامل في شركة الزيوت قسم المنظفات وقد أصيب بمرض في جهازه التنفسي بسبب استنشاق روائح التايد والصابون مما عطل وظيفة الرئتين لدية وانتابته نوبات من الاختناق وهو لايزال في ريعان شبابه دخل المستشفى عدة مرات ولم يتمكن الطب من تحسين حالته حتى بعد أن أجريت له فتحة في الرقبة ولمدة سنتين وبعد عدة محاولات تم أخراجه من المستشفى على شرط أن يرافقه جهاز يعمل على تغذيته بالهواء ويعمل بالطاقة الكهربائية وسعر الجهاز 90 مليون دينار تم وبمساعدة الخيرين تزويده بالجهاز من أحد المستشفيات بكفالة ضامنة من أحد الموظفين وارتبطت حياة أبو كرار بالجهاز الذي تطوعت والدته بالعمل عليه وكيفية استخدامه كذلك دخلت دورة على كيفية أطعامه عندما يمتنع عن تناول الطعام بسبب صعود الضغط لدية أو نزوله وزيادة الكالسيوم والدة عباس لم تذق طعم النوم منذ سبع سنوات فهي دائمة السهر مع أبنها الوحيد خوفا عليه من الموت عند انقطاع التيار الكهربائي أثناء الليل وتقول أقضي الليل معه أراقب الجهاز وأقوم بتشغيل المولد عند انطفاء الكهرباء وبين هذا وذاك أقوم بصلاة الليل والدعاء له بالشفاء الى حين انبلاج شمس الفجر وقيام الآخرين من نومهم وعباس عاجز عن الحركة ويجلس على كرسي متحرك وتنتابه نوبات من الصرع وقد فقد النطق بسبب عدم صعود الدم الى الدماغ وتراه وكأنه إنسان ميت ولكن النفس لازال فيه وعينيه تتربص في كل مكان وعباس يحتاج الى جهاز لاستخراج البلغم في بعض الأحيان لكي يتمكن من التنفس وسعره مليون ونصف دينار ويحتاج الى سرير خاص يقدر سعره بمليون دينار كما ويحتاج الى عدد من الأشعة لتخطيط الدماغ وتحفيزه لغرض النطق ومنبهات للنطق وكل ذلك وحالتهم المادية دون الصفر وما بقي في بيتهم من وسادة ولا أناء بسبب العوز فوالده رجل مريض ويحتاج الى أجراء عملية للقلب كما أن والدته أمرآة كبيرة وقد أجريت لها عملية سابقه وتركت عباس لمدة أربعة أشهر بسبب العملية حيث بقي مع والده طيلة تلك الفترة وقد تصدق عليهم الكثيرون ولكن الحال أصبح لا يطاق وعباس لديه طفلان بعمر الزهور وهو دائم النظر إليهم بعين الحسرة والألم فيما يأخذ الأطفال بالعب حول أبوهم المقعد ترى دموعه تنهمر على خديه ولسان حاله يقول اليكم أيها السادة أشكو محنتي .
07700075031 هاتف البرنامج قناة الاتجاه



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة البعث على عربة الديمقراطية
- الثعلب والكويت وأبو خميس
- المرشحين غير مؤهلين
- كذبة نيسان شعب يموت ورئيس يحتضر وبرلمان يغط في غيبوبة
- عندما أتخذ العرب القرار وركبهم العار
- بغداد عاصمة الثقافة
- أوباما والربيع الاسرائيلي
- هل تعود الغربان الى عش الحمائم
- هل يخرج العراق من نفق الانفلات السياسي
- الكويت بؤرة الشر
- رقية والطائفية
- همسات في أذان المتظاهرين
- بيان
- كيفما يولى عليكم تكونوا
- قلب أسير
- كان كذب
- يمينا تراصف ... أنت شيوعي
- رسالة العمل النقابي
- أدب الصمت
- الخيال


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - إليكم أيها السادة