أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة















المزيد.....

صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابعة الدقيقة ، لجولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، في كل من الكيان الصهيوني ، ورام الله ، وعمان يصل إلى ثلاث استنتاجات رئيسية هي :
أولا : أن أوباما ، لم يعد مجرد ، رئيس أمريكي ملتزم بدعم (إسرائيل) عسكرياً وماديا ، لتظل أقوى دولة في المنطقة ، بل ارتدى عملياً عباءة الصهيونية ، واندغم بأيديولوجيتها.
وثانياً : أن أوباما تراجع بشكل مطلق ، عن أبجديات الحل المزعوم للتسوية ، التي طالما رددها ، في مطلع ولايته الرئاسية الأولى ، وتراجع عنها ، بشكل مذل ، منذ تشرين ثاني 2010 .
وثالثاً : أن الهدف المركزي ، من زيارته ، هو ترتيب أدوار دول الإقليم وحل خلافاتها ، بهدف حشد الجهود ، من أجل إسقاط النظام في سوريا.
وبخصوص الاستنتاج الأول ، بشأن "صهيونية أوباما " فإنه يستند إلى جملة معطيات ، وحيثيات ، أبرزها ما يلي :
أولاً : إطرائه عشية الزيارة ، وأثنائها ، غير المسبوق ، على اليهود واليهودية ودورهما في التاريخ ، وكأنهم صانعي الحضارة في هذا العالم ، وتأكيداته أثناء الزيارة .
ثانياً : تأكيده بأن التحالف مع إسرائيل ، أبدي وإستراتيجي ، وأن بقاء إسرائيل قوية ، جزء أساسي من الأمن القومي الأمريكي " " وأن من المصالح الأمنية القومية الرئيسية للولايات المتحدة ، الوقوف دائماً مع إسرائيل ، لأن ذلك يجعل كلا الدولتين أقوى ).
ثالثاً: الخطاب الصهيوني بامتياز ، الذي ألقاه أمام جموع غفيرة من طلاب الجامعات (الإسرائيلية) ، بترتيب من السفارة الأمريكية ، والذي تضمن العديد من الفقرات العنصرية الصهيونية أبرزها :
1- عندما حض فيه قادتهم على العودة إلى المفاوضات " تابع " أنكم أمل الصهيونية ورافعتها " ، ما دفع العديد من المراقبين ، للتساؤل حول هذا الاهتمام الأوبامي بالصهيونية ورفعتها ، متجاهلاً حقيقة عنصريتها .
2-وصفه لفصائل المقاومة الفلسطينية ، بأنها إرهابية ، وأن الجانب الفلسطيني ، هو من أضاع فرص التسوية ، في أنابوليس وغيرها .
3- بكائيته على أطفال " مستوطنة سديروت " ، من صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية ، وتجاهله للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني ، ولأطفال فلسطين ومعاناتهم ، وتجاهله للمجازر الصهيونية المتصلة ، وخاصة المجزرة التي ارتكبها في عدوان 2008 -2009 وراح ضحيتها (1500 ) شهيد ، من بينهم ، عدد كبير من الأطفال والنساء ، والشيوخ .
4-وصفه للحركة الصهيونية ، بأنها حركة تحرر وطني ، وأن ما أسماه " الأمة اليهودية " تمكنت بفعل الصبر ، والكفاح المتصل ، المزعوم على مر آلاف السنين ، من تحقيق استعادة دولتها على أرضها!!. وهذا يعني في المحصلة ، أن العرب على مر السنين – حسب خطابه البائس – هم سلطات احتلال لأرض ( إسرائيل) !!!
5- وصفه لاستعمار ، الحركة الصهيونية الكولونيالي لفلسطين ، بأنه تنفيذ لما أسماه بحق اليهود ، في العودة إلى " أرض الميعاد " ، وذلك في توظيف رخيص ، ومكشوف للنص الديني ، ووضعه في غير سياقه وفي سياق تكييف حتى للميثولوجيا .
6- تأييده لقيام دول ، على أساس ديني عنصري ، عندما طالب الجانب الفلسطيني ، بالاعتراف بيهودية الدولة ، مناقضاً مادة في الدستور الأمريكي ، الذي وضعه الآباء المؤسسون ، ترفض قيام الدولة على أساس ديني وعنصري .
والسؤال هنا : إذا كان أوباما ، يؤيد قيام دول ، على أساس ديني وعنصري ، فلماذا لا يطالب ، بتغيير الدستور الأمريكي ، لتصبح أمريكا دولة مسيحية ، خاصة بالجنس الأوروبي الأبيض ، الذي احتل معظم أمريكا الشمالية ، وقضى على سكانها الأصليين ، من الهنود الحمر ووضع ما تبقى منهم ، في معازل خاصة ( Reservations).
ولا يخفى على أوباما ، حقيقة أن مطالبته الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة ، يعني مباركته لنظام " فصل عنصري " ، وتسهيل مهمة حكومات العدو الصهيوني ، في طرد ما يزيد عن مليون وربع مليون فلسطيني ، يعيشون في وطنهم في مناطق 1948 ، وشطب حق العودة لما يزيد عن سبعة ملايين لاجئ فلسطيني ، والمكفول بالشرعية الدولية وخاصةً القرار 194 .
رابعاً : دفعه عملياً لرئيس لوزراء التركي ، رجب طيب أردوغان لأن يتراجع عن وصفه " للصهيونية " ، بأنها عنصرية وفاشية .
وكان أردوغان ، قد قال ، أمام منتدى تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة مؤخراً ، "إنه يجب اعتبار الخوف المرضي من الإسلام "الإسلاموفوبيا" ، جريمة ضد الإنسانية ، مثلها مثل الصهيونية ومعاداة السامية ، والفاشية. ، ومرتكبة للجرائم في هذا العالم " حيث صرح أردوغان بأن تصريحه بخصوص الصهيونية " أخرج عن سياقه" .
أما بخصوص الاستنتاج الثاني ، المترتب على الاستنتاج الأول بشأن صهيونية أوباما ، والخاص بتراجع أوباما ، عن أبجديات التسوية المزعومة ، فيمكن الاستناد إلى المعطيات والحيثيات التالية :
1-أنه في الوقت ، الذي ركز فيه الرئيس الفلسطيني ، على وقف الاستيطان ، وعلى مرجعية الشرعة الدولية ، الخاصة بحدود 1967 لم يشر أوباما لا من قريب ، ولا من بعيد ، لموضوع الاستيطان وراح يتحدث بعبارات مبهمة ، حول حل الدولتين ، لكنه ارتباطاً بصهيونيته لم يفصح عن مكان الدولة الفلسطينية ، وحدودها ومرجعيتها ، ورفض ربط القضية بالأمم المتحدة وقراراتها ، تاركاً الأمر لميزان القوى المختل لصالح (إسرائيل ) ، ولما تقرره حكومة العدو الصهيوني ، التي تعتبر القدس بشطريها ومحيطها ، عاصمة أبدية ، وموحدة للكيان الصهيوني وتعتبر أن الكتل الاستيطانية الضخمة ، في الضفة الغربية جزء من ( إسرائيل ) ، وتعتبر أيضاً منطقة الأغوار الحدودية ، منطقة إستراتيجية لا تقبل إطلاقاً بالتخلي عنها .

2- أنه يطالب الدول العربية ، بالتطبيع الكامل ، مع إسرائيل دون انتظار التسوية المزعومة ، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، بمعنى أنه يحث الدول العربية ، التي لا تزال متلكئةً في التطبيع مع إسرائيل ، أن لا تظل ملتزمةً ، بالشرط الذي وضعته مبادرة السلام العربية ، وهو الانسحاب الإسرائيلي ، من الأراضي العربية المحتلة ، مقابل التطبيع الكامل ، وأن تبادر إلى رفع العلم الإسرائيلي فوراً في عواصمها.
وبخصوص الاستنتاج الثالث في أن الهدف المركزي من زيارته هو ترتيب أمور دول الإقليم ، وحل خلافاتها ، بهدف حشد الجهود من أجل إسقاط النظام في سوريا ، وتطويق إيران ، وعزل حزب الله اللبناني فيمكن الاستناد إلى الحيثيات التالية :
3- أنه أقنع نتنياهو ، أن يوافق على الاتصال ، برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فوراً ، وأن يقدم له الاعتذار ، عن حادثة السفينة مرمرة ، وأن يوافق على دفع التعويضات ، لأسر الشهداء الأتراك ، في حين تحدث بلغة غامضة ، عن فك الحصار عن غزة ، كل ذلك بهدف تنسيق الخطط والمواقف ، لشل الدولة السورية ، وإسقاط نظام الرئيس الأسد .
واللافت للنظر هنا ، أن نتنياهو بطلب ، وضغط من أوباما هاتف أردوغان ، أثناء جلوسهما معاً في مطار" اللد" ودون أن يلجأ أو حتى يتشاور ، مع مجلس وزرائه المصغر ، لأن الهدف وكما قال نتنياهو " هو تنسيق المواقف مع تركيا ، وأن تفاقم الأزمة ، في سوريا كان دافعاً ، وأنه تمة أهمية ، أن تركيا (وإسرائيل " اللتان تتشاركان حدودياً ، مع سوريا تستطيعان التواصل مع بعضهما البعض ، إزاء تحديات إقليمية أخرى " .
وما يلفت الانتباه هنا ، ليس مجرد قبول أردوغان الاعتذار ، بل تصريحاته ، حول العلاقة التاريخية والحميمة ، بين الأمة التركية والأمة اليهودية ( المزعومة ! ) .
4- حث أوباما للأردن ، لأن تتجاوز حالة التردد ، لتأخذ دورها حيال سوريا ، مذكرا الملك عبدالله الثاني ، بأنه أول من طالب الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل ، وسهر أوباما على إنجاز المصالحة بين أردوغان وزعيم حزب العمال الكردستاني ، عبدالله أوجلان ، المعتقل منذ عام 1999 في جزيرة إمرالي في بحيرة مرمرة التركية ، حتى تتفرغ تركيا للموضوع السوري ، في دعم الجماعات المسلحة ، وكذلك استثماره استقالة ، رئيس الوزراء اللبناني ، نجيب ميقاتي ، في هذه المرحلة الدقيقة ، وتقديم ضمانات للرئيس اللبناني ميشال سليمان ، في حال تحول الحدود ، مع سوريا إلى خاصرة رخوة ، ناهيك عن زيارة وزير خارجيته جون كيري ، إلى بغداد ومطالبته حكومة المالكي ، بعدم السماح للطائرات الإيرانية ، المحملة بالأسلحة والذخائر ، من عبور الأجواء العراقية باتجاه سوريا . .
5- مطالبته المجتمع الدولي ، وضغوطه المستمرة على الاتحاد الأوروبي لإدراج حزب الله اللبناني ، في قائمة الفصائل الإرهابية .
6- الدور الخفي له من خلال أمير قطر – رئيس القمة العربية – بإسناد مقعد سوريا في القمة ، لرئيس التحالف الوطني المستقيل ، معاذ الخطيب بدلاً من الرئيس السوري بشار الأسد ، في سابقة خطيرة ومنافية لميثاق الجامعة العربية ، وخاصة المادة (8) منه .
7- طمأنته الحكومة الإسرائيلية ، بأن الولايات المتحدة ، من واقع حرصها على أمن (إسرائيل ) ستفعل كل ما هو ضروري ، لمنع إيران من حيازة السلاح النووي بالوسائل الدبلوماسية ، بالتنسيق مع المجتمع الدولي ، وطالباً منها ، عدم إرباك مخططات أميركا ، حيال المنطقة .



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
- لا خير يرتجى من زيارة أوباما
- الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
- استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
- في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا ...
- نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
- شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
- كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
- نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
- الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
- باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
- على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
- مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
- مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
- حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
- فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
- اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
- صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس ...
- الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
- ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة