أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان















المزيد.....

أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 23:17
المحور: كتابات ساخرة
    



سألني أبو صابر عن التمييز بين المسرح العربي الساخروالكوميدي؟
قلت: في المسرح تحديداً يمكن التمييز بوضوح بين المسرح الساخر والكوميدي، فالمسرح العربي الساخر كان أقرب إلى الكوميديا السوداء، وقد تكون أبرزها مسرحيات محمد الماغوط الساخرة السياسية التي كتبها لدريد لحام مثل ضيعة تشرين، وغربة وكأسك يا وطن، فقد كانت أعماله مرآة عكست آمال وأحلام البسطاء وما يعانون من قهر على امتداد الوطن العربي.
قال: وفي المسرح العالمي..ماذا عنه؟
قلت لأبي صابر: ظهر فن السخرية السياسية في جميع الآداب القومية، فنجد ملهاة أريستوفان أو ما يدعى ارسطوفانيس تسخر من المجتمع الإغريقي في القرن الخامس الميلادي.
وصاحبنا هذا مؤلف مسرحي كوميدي يعتبر من رواد المسرح الساخر في اليونان القديمة، لم يبق من أعماله سوى إِحدى عشرة مسرحية، وكانت مسرحياته تغص بالنكات والمبالغات والنقد السياسي اللاذع.
قال: وماذا عن مسرحيته (برلمان النساء)؟
قلت: تتحدث المسرحية عن فترات الحروب الإغريقية مع الممالك المجاورة، وتتناول قضية السلام من خلال وجهة نظر المرأة.
قال بتعجب: وجهات السلام من خلال وجهة نظر المرأة؟
قلت: نعم... تقول مسرحيته «برلمان النساء» باجتماع ليسستراتا بنساء أثينا، في مطلع الفجر ورجالهن نائمون في مجلس حربي قرب الأكربوليس، ويتفقن على أن يمنعن عن أزواجهن متع الحب حتى يعقدوا الصلح مع العدو، ثم يرسلن رسولاً إلى نساء إسبارطة يدعونهن إلى معاونتهن في حملة السلم الجديدة.
ثم يستيقظ الرجال آخر الأمر من نومهم فيعون النساء أن يعدن إلى بيوتهن، وتأبى النساء العودة فيحاصرهن الرجال بدلاء ملأى بالماء الساخن وبسيل من الكلام؛ وتلقي ليسسترا (منقذة أثينا) على الرجال درساً تقول فيه:
لقد صبرنا عليكم كثيراً في الحروب الماضية... ولكننا كنا نفرض عليكم رقابةً شديدة، وكثيراً ما كنا نسمع، ونحن في منازلنا، أنكم قد أخطأتم في تقرير أمر من الأمور، فإذا سألنا عنه قال الرجال: "وما شأنكن أنتن والمسألة عن هذا؟ اصمتن".
وسألنا "كيف يحدث يا زوجي أن تسير الأمور بهذه السخف على أيدي الرجال؟". ويجيب زعيم الرجال بقوله إن النساء يجب أن يبتعدن عن شئون الدولة، لأنهن عاجزات عن تصريف شئون الخزانة العامة.
(وتتسلل بعض النساء في أثناء هذا النقاش إلى أزواجهن وهن يتمتمن بحجج من نوع حجج أرسطوفان).
وترد ليسسترا على ذلك بقوله: "وكيف لا يستطعن؟ فطالما دبرت الزوجات شئون أزواجهن المالية لخيرهم ولخيرهن".
وتبدي من الحجج القوية ما يقنع الرجال آخر الأمر بعقد مؤتمر من الدول المحاربة، ويجتمع مندوبو هذه الدول، وتهيئ لهم ليسسترا كل ما يستطيعون أن يشربوه من الخمر.
وسرعان ما تلعب الخمر برؤوسهم فيوقعون المعاهدة التي طال انتظارها.ليزاستراتا دعت مجموعة من نساء أثينا بما فيها لامبيتو الإسبارطية ونساء من مختلف الدويلات الإغريقية إلى اجتماع للبحث في قضية السلام بين المملكتين المتحاربتين (إسبارطة وأثينا) بطريقة لم يعهدها أحد من قبل بمشاركة نساء إسبارطة، حضرت النساء وأعلنت ليزاستراتا خطتها بأن على نساء أثينا أن يعلن الإضراب بامتناعهن معاشرة الرجال وأزواجهن وعشاقهن في الفراش إلى حين عقد هدنة مع محاربي إسبارطة كون محاربي المدينتين يخرجون للحرب طوال حياتهم، فهم خارج المنزل والفراش الزوجية، يحاربون الممالك المجاورة الأخرى، بعد التردد تتفق النساء جميعاً في إسبارطة وأثينا على هذا الشرط القاسي ويضطر الرجال عقد هدنة لتصبح المملكتين تعيشان في سلام.
قال: والله شددتني للموضوع...وبعد؟
قلت: لكن النساء تمادين أكثر عندما فكرن في الاستيلاء على البرلمان وإصدار القرارات لصالح المملكة ولصالحهن، وبالتالي لصالح الدولة القومية باستلامهن خزينة المال وخضوع الرجال لهن ويحتجزن أنفسهن في قلعة دفاعية محصنة ضد البرلمانيين والحراس ورجالهن وبمجرد اقترابهم من القلعة يسكبن ماءً حاراً عليهم.
القرارات التي تصدرها النساء في البرلمان قرارات اشتراكية (مشاعية) طوباوية بحيث يصبح المجتمع مجتمعاً واحداً دون فوارق اجتماعية واقتصادية وسياسية يعمل الجميع في حقل كبير بدلاً من عدة حقول صغيرة مجزأة ويسكن الجميع في بيت كبير ويملك الجميع حماراً كبيراً بدلاً عن حمير صغيرة، ويشرب الجميع الشاي من إبريق واحد كبير.
قال أبو صابر: حميراً بحجمنا؟
قلت: وربما اكبر!!
قلت: وحين أصبحت السـلطة العليا في أثينا عام 429 ق.م. في يدي كليون Cleon دابغ الجلد الغني ممثل المصالح التجارية التي تدعو إلى القضاء قضاءً مبرماً على إسبرطة منافسة أثينا في السيادة على بلاد اليونان، سخر أريستوفان في مسرحية له مفقودة تدعى “البابليون” سخريةً لاذعة من كليون وأساليبه السياسية قدم بسببها إلى المحاكمة بتهمة الخيانة وحكم عليه بغرامة.
قال: وهل سكت أرسطو فانيس؟
قلت: لا بل ثأر لنفسه بعد عامين من هذا الحكم بإخراج مسرحية "الفرسان"، وكانت أهم شخصية في هذه المسرحية هي شخصية ديموس Demos (أي الشعب)؛ وكان لديموس هذا رئيس خدم يدعى “الدباغ”، ولم يكن أحد يجهل من المقصود بهذه الألقاب حتى كليون نفسه الذي كان ممن شاهدوا المسرحية.
قال: هل كان الهجاء فيها لاذعاً؟
قلت: نعم ...كان الهجاء فيها لاذعاً شديداً إلى حد امتناع الممثلين جميعاً عن تمثيل دور الدباغ خوفاً.
قال: ولكني قرأت بأنه هاجم السفسطائيين وغيرهم.
قلت: صحيح يا أبو صابر فقد هاجم أريستوفان أصحاب الفكر الجديد - في ذلك الوقت- من السفسطائيين، وجرّح أفكارهم ورماهم بأقذع التهم، ولم يترك أي فرصة تمر في مسرحياته دون أن يستثمرها لتسفيه الفلاسفة بوجه عام، وفي مقدمتهم سقراط مثلما فعل في مسرحية"السحب".
قال: فعلاً أنهم وجدوا في فن السخرية ميدان تألقهم وإبداعهم.
قلت: لكن في برلماننا تدعو البرلمانيات على ضرورة إنصاف المرأة وإقامة العدل في ظل أجواء الديمقراطية.
قال: أن على المجتمع والحكومة أن يوسع دور المرأة في العملية السياسية بدءا بمشاركتها الفاعلة في البرلمان العراقي ومساهمتها في صنع القرار السياسي إضافة إلى تمثيلها لمؤسسات الدولة على مختلف الصعد تمسكا بحقوق الإنسان.
قلت: أن احترام حقوق المرأة تمثل جانباً كبيراً في اطر حقوق الإنسان.. اننا اليوم بحاجة إلى أن تكون المرأة ذات خبرة وانفتاح في الأفكار لإثبات وجودها خاصة الخبرة التشريعية لأهميتها في تثبيت الحقوق عبر القوانين التي تسهم في تشريعها.
قال: ينبغي أن تكون (ليزاستراتا) في البرلمان العراقي لتفكر بطريقة ما لإيقاف نزيف الدم من التفجيرات التي تداهمنا كل يوم والكواتم التي تكتم أرواحنا، والمداهمات التي ترعبنا، والسجون التي اكتظت بناسنا، وهو أقل تقدير من المطالب التي نتوخاها في البرلمان، بعد أن طوينا مطالبنا الضرورية والتي كتبناها على الورق (فنقعها المسؤولين بالعصير، وشربوها)!!
المرأة البرلمانية مشغولة جداً بحالها وأحوالها..أقول ذلك بعد أن (غسلنا أيدينا من النواب الرجال)....ونصرخ بصوت عال: واااااااااااااا ليزاستراتا
قلت: رحم الله عمرو بن معدي كرب القائل:
لقد أَسـمـعـتَ لونـاديـتَ حـيّاً ** ولكن لا حـيـاةَ لمـن تُنـادي
ولو نارٌ نفـحـتَ بها أضـاءت ** ولـكن أنتَ تـنفُخُ في رَمَادِ



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان