أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم















المزيد.....

الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 07:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصطدم جمال عبد الناصر بالإخوان المسلمين الذين تآمروا عليه. فقتل من قتل وسجن من سجن بسبب أفكارهم المتطرفة. ودار دولاب التاريخ وإذا بالإخوان المسلمين يتربعون على كراسي الحكم في مصر وتونس والمغرب وقريبا في غيرها من البلاد تحت عدة مسميات وبدأوا يفرضون تدريجيا افكارهم المتطرفة على تلك البلاد كما فعل الطالبان في افغانستان، محولين النساء إلى أكياس قمامة وخيام متنقلة، كما كان يسميها الرئيس محمد السادات فكان هذا احد اسباب اغتياله.

ولا ننسى ان الإخوان والطالبان هما توأمان من أب وأم واحدة تربطهما أواصر القرابة امتدادا بمحمد الذي اعمل السيوف في رقاب معارضيه وهدم تماثيل الكعبة كما فعل الطالبان في افغانستان مع تماثيل بوذا وكما فعل اخوتهم بتمثال أبو العلاء المعري في سوريا، وكما فعلوا بتمثال طه حسين في مصر ويودون لو تمكنوا هدم الأهرامات وابو الهول، وكما فعل الجهاديون في جمهورية مالي الذين تعدوا على معالم تمبكتو التي تنتمي الى التراث العالمي. ومن شابه أباه ما ظلم.

وقد تدخل الفرنسيون عسكريا في جمهورية مالي لإيقاف الهمجية الإسلامية وما زالوا هناك يحاولون استئصالها بالقضاء على المجموعات الإرهابية التي تمولها قطر وغيرها من دول الخليج. وقد سبق ان تدخلت فرنسا في ليبيا مع غيرها من الدول عسكريا للإطاحة بحكم القذافي وكانت النتيجة نشوء عصابات ارهابية متطرفة في هذا البلد تدرب جهاديين من عدة دول ومن بينها تونس ترسل بهم الى سوريا لمناهضة نظام بشار الأسد والتي ستتحول حتما إلى وكر للإرهاب العالمي إذا لا سمح الله سقطت في براثن الإخوان المسلمين. وفيما يخص تونس ذاتها، رحب الغربيون كما رحب الكثيرون من أحرار الدنيا بما سمي بثورة الياسمين والتي انقلبت إلى كابوس يؤرق كل أحرار وحرائر تونس وغيرها من الدول العربية. ونفس الأمر جرى في مصر. فبعد مظاهرات ميدان التحرير التي رأى فيها الكثيرون بشائر بزوغ شمس الديمقراطية في مصر وفي غيرها من الدول العربية، إذا بنا امام طغمة همجية لا تختلف في مشروعها عن الطالبان في افغانستان حديثا، وعن التتار الذين عاثوا في بغداد الفساد، كما يعيث بها اليوم الإرهابيون من كل هب ودب.

ولا بد هنا من وقفة متأملة امام تصريح خطير لوزير الحربية الإسرائيلي موشي ديان عام 1968: "اذا استطعنا اسقاط عسكر جمال عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، فسنتنسم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أراضي مصر. فلتكن تلك هي غايتنا وحربنا بمساعدة اصدقائنا الأمريكان"

ومن هنا علينا ان نتيقن بأنه لا حاجة لقنبلة ذرية لتدمير الأمة العربية. يكفي أن تضعوا في الحكم الإخوان المسلمين، وهم يتكفلوا بتحويل تلك الأمة أو ما تبقى منها إلى ركام ودمار.

لسنا ممن يرون فيما يحدث مؤامرة من الغرب على العالم العربي والإسلامي. ونتعشم ان لا يكون الأمر كذلك. وإن كان عشمنا في مكانه، فلا بد من البحث عن حل لما يجري في وطننا لنتفادى الهاوية التي نحن على حافتها. وأظن ان الغربيين ذاتهم يجهلون ما يفعلون. وقد صرح الرئيس الأمريكي ذاته في إسرائيل ردا على سؤال لأحد الصحفيين انه وغيره من الرؤساء الغربيين في حيرة امام ما يجري في سوريا ولا يعرفون ما يمكنهم فعله، فلا يسعهم إلا لعب دور المتفرج امام المصائب التي تحل بسوريا. والعالم العربي والإسلامي اصبح مثل الثوب البالي، ترقعه من هنا فينثقب من هناك.

وحقيقة الأمر الغرب ليس على دراية بالعقلية الإسلامية. فالجامعات الغربية لم تقم بدورها في توعية السياسيين والمسؤولين، إما عن جهل أو خوفا من قول الحقيقة. هناك افلاس تام في النظام التعليمي الغربي فيما يخص الإسلام. وفي يومنا هذا كل استاذ جامعي أو مثقف يتجرأ على قول الحقيقة في الغرب سوف يتهم بمعادات الإسلام (أو ما يطلقون عليه الإسلاموفوبيا) وسوف يطاح برأسه معنويا أو فعليا. فالمحاكم الغربية ذاتها أصبحت عميلة للتفكير الإسلامي كما كانت الدول التي سيطرت عليها ألمانيا النازية عملية للفكر النازي. لقد سيطر الخوف على عقول المفكرين الغربيين. ومن يعيش في جو من الخوف يفقد المقدرة على التفكير السليم ويفتقر للأخلاق. على الغربيين تحرير أنفسهم من براثن الخوف من الإسلاميين قبل أن يسعوا للتغلب على سيطرة الإسلاميين في البلاد العربية والإسلامية. فما الفائدة من بعث الجيوش الغربية لتحرير مالي وغيرها من براثن الجهاديين إذا كانت البلاد الغربية ذاتها محتلة من قِبَل الإسلاميين؟

إذا اراد فعلا الغربيون التخلص من التيار المتطرف الإسلامي في بلادهم وفي العالم، عليهم أن يبدؤوا بتحرير عقولهم من التبعية للفكر الإسلامي وذلك بتعرية هذا الفكر وكشف مضاره على البشرية. يجب تفكيك هذا الفكر من اساسه بالتصدي لجذوره. فما دام هناك اعتقاد أن القرآن كتاب منزل وأن النبي محمد هو اسوة حسنة، فسوف يستمر التيار المتطرف بالنمو كالسرطان حتى يقضي على الحضارة في كل مكان يسيطر عليها الإسلاميون بصورة أو أخرى.

التغلب على التطرف الإسلامي لا يتم من خلال السيطرة العسكرية، بل من خلال تفكيك الأسس الفكرية التي يقوم عليها هذا التطرف. ولنذكر هنا ما يقوله الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب ان تبنى حصون السلام".



--------------------------------------
اطلبوا واهدوا كتبي
http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 9000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com




#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 118: أثر الختان على العلاقة مع الأهل
- مسلسل جريمة الختان 117: آثار صدمة الختان على الطفل
- مسلسل جريمة الختان 116: الغرب وازدواجيّة المعايير
- مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإ ...
- نسخة جديدة من القرآن بالتسلسل التاريخي
- مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار
- مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
- مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
- مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال
- مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم