أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - دور الترجمة في نشر الفكر التنويري في عصر النهضة















المزيد.....



دور الترجمة في نشر الفكر التنويري في عصر النهضة


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


(نص المحاضرة التي ألقيت في المركز الثقافي في المشتى، بتاريخ الأربعاء 6/4/2005)
مساء الخير
نشكر لكم حضوركم، ونشكر فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب، وإدارة المركز الثقافي في المشتى، على إتاحتهم الفرصة لنا لهذا اللقاء، في مدينة المشتى، هذه المدينة العريقة ذات الشعب الوطني المتحضر.
ما أن أذكر المشتى حتى تتراءى في مخيلتي صورة شاعر الجبال والوديان، شاعر السنديان والحور والصفصاف، والينابيع العذبة، شاعر البساطة والطيبة والحب والجمال المرحوم ميخائيل عيد، فلذكراه العاطرة ألف تحية، ولروحه الطمأنينة والسلام.
واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أحيي جميع الأساتذة الذين ساهموا في تعليمي من منطقة المشتى، ومن بينهم أستاذي في الصف الثاني الابتدائي فريد أسعد، وأستاذي في المرحلة الإعدادية تامر الحلو، وأستاذي في المرحلة الثانوية وفي مدرسة الحياة الشاعر محمد كامل خضر، ومن خلالهم جميع المربين الذين يحيون براعم النهضة والتنوير.

تمهيد
حالة الوطن العربي الثقافية والفكرية على أعتاب عصر النهضة
في أواخر القرن الثامن عشر كانت الأغلبية الساحقة من أجزاء الوطن العربي، رازحة تحت نير الاستعمار التركي، غارقة في ظلمة التخلف العثماني، لا تتجاوز حياتها الفكرية عوالم الشعوذة والدجل والخرافة.. بعد أن أهملت حركة التعليم، ولم يعن بفتح المدارس، وعزل الوطن العربي عن التيارات الثقافية العالمية نتيجة تحول طرق التجارة العالمية عنه، ورغبة السلاطين في عزله.وفي وصف الحالة الفكرية لتلك المرحلة كتب السائح الفرنسي "مسيو فولني" ما يلي: "إنّ الجهل في هذه البلاد عام شامل، مثلها مثل سائر البلاد التركية، يشمل الجهل كل طبقاتها، ويتجلى في كل جوانبها الثقافية، من أدب وعلم وفن، والصناعات فيها في أبسط حالاتها، حتى إذا فسدت ساعتك لم تجد من يصلحها، إلاّ أن يكون أجنبياً‍!!"(1) ويتحدث المؤرخ عبد الرحمن الجبريتي (1754 ـ 1825) عن الحالة الفكرية في الأزهر، في منتصف القرن الثامن عشر، من خلال تلك القصة التي وقعت أحداثها في القاهرة بين الوالي التركي "أحمد باشا"، والذي بعثه السلطان والياً على مصر سنة 1749م، وبين شيوخ الأزهر الذين حضروا لتهنئته بالولاية.. "فتكلم معهم وناقشهم وباحثهم، ثم تكلم معهم في الرياضيات فأحجموا، وقالوا: لا نعرف هذه العلوم!.." (2)
وفي إطار التناقضات والصراع الاستعماري على البلاد العربية، وصل نابليون إلى مدينة الإسكندرية في 29 حزيران 1798م فاحتلها.. وكان لحملة نابليون على مصر نتائج علمية معروفة للجميع... ولعب دوراً فيها وجود بعض المتعلمين المصريين الذين أتاحت لهم الظروف والأحداث الاحتكاك بعلماء الحملة الفرنسية مثل الشيخ حسن العطار (1766 ـ 1825م)، و"الذي عمل مدرساً يدرس اللغة العربية لهؤلاء العلماء فكان يستفيد من الفنون المستعملة في بلادهم".(3)
محمد علي وعصر النهضة:
كتب القنصل الروسي في القاهرة "دوهاميل" في تقريره عن حالة البلاد عندما تولى محمد علي الحكم فيها ـ 1805 ـ يقول: "إنّ مصر حين وليها محمد علي لم يكن بها أكثر من مائتين يعرفون القراءة والكتابة، باستثناء الكتبة من القبط".(4)
كان محمد علي يطمح إلى بناء دولة عصرية كبرى، وفي إطار هذه المطامح والتغيرات أفرز المجتمع المصري قيادات جديدة تحمل على كاهلها مهمة إقامة هذا العصر الجديد.. عصر البعث والنهضة والإحياء.. وكان من بينهم أولئك الذين أتاحت لهم الظروف والأحداث الاحتكاك بعلماء الحملة الفرنسية مثل الشيخ حسن العطار.."(5)
دور الترجمة في نشر الفكر التنويري
تعود جذور الفكر النهضوي والأيدولوجيا المتحضرة في العالم العربي إلى القرن التاسع عشر، عندما أخذ العديد من المترجمين والمثقفين الذين يحتكون بالثقافة الغربية يدعون للاستفادة من الحضارة الغربية مع المحافظة على الإطار الفكري والثقافي القومي الأصيل. وللحقيقة الموضوعية نقول إنّ تلك العلاقة مع الغرب جاءت في ظل حالة السيطرة والتبعية، وأتت بعد عهد طويل من الركود، كان العرب فيها أقل إبداعاً، بسبب هيمنة أجواء التخلف على كافة الأصعدة، وما تركه ذلك من ضعف وتدهور في اللغة العربية كان له تداعياته على عملية الترجمة بشكل عام، وعلى التطور الفكري.. كما كان لطبيعة البعثات العلمية والتبشيرية أثرها في طبيعة الفكر الذي تنشره.. فلما كان أعضاء البعثات التبشيرية الأمريكية والفرنسية إلى لبنان من اليسوعيين فقد غلبت في هذا البلد ترجمة الأعمال ذات الموضوع الديني، وساهمت في نشر الفكر الديني.. ولما كان كثيرون من المبشرين ليسوا طليعة أوروبا العلمانية والعقلانية في القرن التاسع عشر، بل يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالقوى الاستعمارية الأوروبية فقد حاول البعض منهم نشر الفكر الذي يدعو لتفكيك الوطن العربي إلى عصبياته الأولية كالعشيرة والقبيلة والطائفة... ولكن ذلك لم يمنع كثيرين من المثقفين في لبنان من استيعاب الثقافة العربية وتطويرها، مع الانفتاح على ثقافة الغرب منذ عهد فخر الدين المعني الثاني.. ولما كانت الترجمة في أحد أبعادها هي شكل من أشكال الحوار الفكري بالكلمة، فيمكننا القول إنّ المترجمين الأوائل أرسو أسس عملية الحوار الفكري بين الحضارة العربية والحضارة الغربية.. وكان من أبرز المترجمين السوريين واللبنانيين الأب أنطون روفائيل، ويوحنا عنجوري، وأوغسطين سكاكيني، ويوسف فرعون، ويعقوب (المجهول باقي الهوية) . (انظر دراسة الدكتور جمال الدين الشيال، بعنوان: "الترجمة والحركة الثقافية في مصر أيام محمد علي" عن دار الفكر العربي في القاهرة 1951.. الفصل الثالث).
كما ساهمت مؤسسات الترجمة في مصر، كمدرسة الألسن (1831)، والمكتب الحربي في باردو بتونس (1840) ، ومدرسة اللسان المصري لتعليم اللغات القديمة (1869)، في نشر بعض العلوم والمصطلحات والأفكار العلمية في الطب والصيدلة والفلك والتاريخ والجغرافيا والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات والعلوم الإنسانية المتنوعة.. فضلاً عن الأفكار النهضوية.. إذ حاول المترجمون الأوائل عند قيامهم بعملية الترجمة والتعريب أن يوفقوا بين الآراء التي ينقلونها، وبين الواقع والمتطلبات الفكرية والعملية للشعوب العربية. مما ساعد على ظهور أجنة حركة فكرية جديدة في العالم العربي..

ولقد كان رفاعة رافع الطهطاوي في طليعة المنادين إلى هذا الفكر العربي النهضوي.
درست البعثة التي صحبها رفاعة الطهطاوي إلى باريس سنة 1836م بالإضافة إلى "سبك الحروف وفن الطباعة" و"الفنون الحربية والبحرية"، التخصصات التالية: ـ الإدارة الحربية، والإدارة الملكية، الهندسة الحربية وعلم المدنية، الكيمياء، الطب، الرسم والمعمار، الزراعة، المعادن، الترجمة الشاملة لمختلف العلوم والفنون والآداب.(6)
كتب أستاذ رفاعة، المستشرق (كوسان دي برسفال)، يقول: إنّ رفاعة "أراد أن يوقظ.. أهل الإسلام، ويدخل عندهم الرغبة في المعارف المفيدة، ويولد عندهم محبة تعلم التمدن الإفرنجي والترقي في صنائع المعاش.."
ولقد لمس "برسفال" بعباراته هذه مقصداً هاماً وأساسياً من مقاصد دراسة رفاعة وجهوده في الترجمة والتأليف منذ كان مبعوثاً في باريس... كما كان حديثه في السياسة والدستور، ووصفه لما شاهده في باريس من مؤسسات الديموقراطية البرجوازية، مقصوداً به أن يفتح لوطنه وشعبه ساحات الديموقراطية، ويدعوه لطرق بابها بقوة، حتى يتجاوز الشرق مستنقعات الاستبداد والطغيان والحكم الفردي البغيض..(7)

المعالم الحضارية التي كان للمترجمين وللمشاركين في البعثات العلمية دوراً في إنشائها:
جاء إنشاء مدرسة الألسن (التي يعدها البعض جامعة مصر الأولى) كنتيجة من نتائج جهود المترجمين والمشاركين في البعثات العلمية في مصر، وتخرجت الدفعة الأولى منها سنة 1839م. وكان تلاميذ الفرقة النهائية يترجمون كتباً في التاريخ والأدب..
في سنة 1841م أُنشأ (قلم الترجمة) كمجمع متخصص في الترجمة، وقسّم إلى أربعة أقسام: ـ الرياضيات، العلوم الطبية والطبيعية ـ العلوم الاجتماعية ـ الترجمة التركية.. وتشعر الجامعات العربية اليوم بحاجتها إلى إنشاء قلم الترجمة هذا، الذي أنشأه الطهطاوي سنة 1841م ، فيوصي مؤتمرها الثاني (القاهرة ـ فبراير / شباط 1973م) "بإنشاء ديوان للترجمة يتابع نقل الكتب والبحوث الأجنبية إلى العربية" (انظر الأهرام ـ 12-2-1973)
وكان العائدون من البعثات التعليمية والمتأثرون بترجمة الفكر الغربي أول المبادرين لإنشاء وإصدار الصحافة فأصدرت أول صحيفة أخبار في الديار المصرية، وهي (الوقائع المصرية) ويرى الدكتور إبراهيم عبده أنّها صدرت سنة 1828م عندما كان الطهطاوي في باريس وأنّه أشرف عليها اعتباراً من سنة 1842م..(8)

ـ في مجال الطباعة: عرفت الدولة العثمانية الطباعة العربية قبل مصر، ولكن حصيلة إنتاج المطابع في تركيا خلال قرن من الزمان ـ وهو مقياس لا ينكر صدقه على حيوية الحركة الفكرية وجديتها وخصوبتها ـ (من 1728 حتى 1830م) لم تتعد الأربعين كتاباً، بينما أصدرت الحركة الثقافية التي نشأت عقب البعثات التعليمية ورواد الترجمة أكثر من ألفي كتاب خلال أقل من أربعين عاماً. نشر الطهطاوي وحده على سبيل المثال أكثر 20 عملاً مؤلفاً، و26 عملاً مترجماً..
ولا تسل عن النوعية التي تفرق بين ما طبع في الآستانة وما طبع في القاهرة، فالأول كان تكريساً للتخلف وإشاعة للخرافة ومزيداً من محاولات تعويق التقدم، أما الثاني فكان الأساس المتين والخلاق لبناء عصر التنوير والبعث والإحياء.(9) ونذكر في هذا الخصوص على سبيل المثال ترجمة الطهطاوي لكتابي: "أصول الحقوق الطبيعية، التي تعتبرها الإفرنج أصلاً لأحكامهم" و "روح الشرائع" ولعل في موقف الطهطاوي الفكري، المتحفظ إزاء مبدأ "التحسين والتقبيح العقليين"، أي الحقوق الطبيعية، هو السبب في عدم نشره لترجماته لهذين الكتابين: (روح الشرائع)، و(أصول الحقوق الطبيعية التي تعتبرها الإفرنج أصلاً لأحكامهم).(10)

من الأفكار النهضوية التي دعا رواد الترجمة إليها:
إنّ الترجمات في عصر النهضة الأول التي ركزت على أفكار القرن السابع عشر والثامن عشر لأوروبا البرجوازية، لم تسع للتعريف بالأفكار الثورية التي كانت تختمر في أوروبا، وهذا ناجم عن البنية النفسية والتربوية والاجتماعية للمترجمين الأوائل، ومع ذلك يمكن القول: إنّ نصيب الترجمة من الثمار الفكرية التي خلفها رواد عصر النهضة أكبر حجماً من نصيب التأليف.. وكان لقيامهم بترجمة الأعمال الفكرية والقانونية أثر كبير في تبنيهم لكثير من الأفكار الحديثة والنهضوية الهامة ونشرها في العالم العربي، منها على سبيل المثال لا الحصر:
أ ـ "الديموقراطية الليبرالية"، لقد أعطى مترجمو عصر النهضة مفهوم الديموقراطية الليبرالية ومؤسساتها السياسية، ودستورها، وقوانينها..اهتماماً كبيراً، وراموا من وراء حديثهم عنها، وترجمتهم لدستورها، بل وشرح مواده، ووصفهم لمؤسساتها، راموا أن يدخل هذا الفكر السياسي إلى الشرق الذي سادت وتسود فيه أنظمة الحكم الفردي وشريعة الاستبداد بالسلطات، والسلطان.. فالطهطاوي، مثلاً، يعلل اهتمامه "بكشف الغطاء عن تدبير الفرنساوية.. وأحكامهم" فيذكر الهدف قائلاً: "ليكون تدبيرهم العجيب عبرة لمن اعتبر"!
ولا يكتفي الطهطاوي بترجمة الدستور الفرنسي، والتعليق على مصادره، ومقارنتها بالشريعة الإسلامية ـ وهي أول دراسة مقارنة في تراثنا الدستوري والتشريعي ـ لا يكتفي بذلك، فيشرح مواده ويعلق عليها، ليقول لقومه، بأسلوب مباشر أو قريب من المباشر، ما يوقظهم ويخرجهم من عصور الاستبداد.. وهكذا يمكن القول بأنّ الطهطاوي من أوائل المبشرين بالفكر الديموقراطي الليبرالي في ربوع الشرق، التي ألفت طويلاً نمط الحكم الفردي.. بل لقد استطاع أن يضع كل أسس هذا النمط من أنماط التفكير والسلوك والممارسة السياسية بين يدي قومه، على الرغم من عدم انسجام هذا الفكر مع طابع محمد علي ومع ميوله ـ كحاكم شرقي فرد..
ب ـ حرية التعبير وحرية الصحافة:
لقد أغنت الترجمة الفكر العربي بتلك المفاهيم الحضارية الحديثة كحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة: ويعد الطهطاوي من أوائل المفكرين العرب الذين تحدثوا عن هذه المفاهيم، عندما علق على المادة الثامنة من الدستور الفرنسي، الخاصة بحرية الرأي والتعبير، فكشف عن إيمانه العميق بالحرية "الليبرالية" في هذا الباب، فهي كما يقول: "تقوي كل إنسان على أن يظهر رأيه وعلمه وسائر ما يخطر بباله مما لا يضر غيره، فيعلم الإنسان سائر ما في نفس صاحبه، خصوصاً الورقات اليومية المسماة بـ "الجرنالات" و"الكازيطات"..
لقد وقف الطهطاوي من النظام الديموقراطي الليبرالي الفرنسي هذا الموقف المحبذ والمؤيد، بل والمشبع بالإعجاب، والآمل في أن تستفيد منه بلاده، فتنفض عن كاهلها كابوس الاستبداد.. وكان بموقفه هذا منحازاً إلى أكثر أشكال النظم السياسية التي عرفها عصره تقدماً ورقياً واقتراباً من تحقيق آمال الإنسان في الحرية والمساواة السياسية..(11)
جـ ـ العلمانية والعقلانية:
تناقضت مشاعر وأحاسيس المترجمين الأوائل في عصر النهضة وتذبذبت حول الموقف "العلماني العقلاني": فمنهم من يمتدح "علمانية" الفرنسيين وتسامحهم الديني، يقول الطهطاوي: "لا ينكر منصف إنّ بلاد الإفرنج الآن في غاية البراعة في العلوم الحكيمة، وأعلاها في التبحر.. أكثر أهل المدينة (باريس) إنما له من دين النصرانية الاسم فقط، حيث لا يتبع دينه، ولا غيرة له عليه، بل هو من الفرق المحسنة والمقبحة بالعقل، أو فرقة من الإباحيين ـ (المتحررين) ـ الذي يقولون: إنّ كل عمل يأذن فيه العقل صواب.. وبالجملة ففي بلاد الفرنسيين يباح التعبد بسائر الأديان"(12)
ومنهم من يعلن ثقته بالعقل فيقول: إنّ الله قد أكرم الإنسان "وزينه بالعقل الذي يميز بين الحسن والقبيح، والضار والنافع، والخطأ والصواب.."(13)
وامتداداً لهذا الموقف المؤمن بالعقل وقدرته على التحسين والتقبيح، يمنح المترجمون الأوائل ثقتهم دون تحفظ "للأسباب" التي توجب عندها وجود "المسببات".. "فينبغي على الإنسان أن لا يتجارى على هذه الأسباب ويتعدى حدودها، حيث أنّ المسببات الناتجة عنها منتظمة محققة".(14)
فالمترجمون الأوائل لا يتنكرون للعقل، كما أنّهم لا ينتصرون له بشكل مطلق، فهم ينتصرون له في ميدان العلوم العلمية والإنسانية، ويتحفظون على قدراته عندما يكون الحديث متعلقاً بالعلوم الإلهية والقضايا الدينية وما هو يتصل بسبب وثيق بها.. ومن هنا شابت علمانية هؤلاء شوائب نعتقد أنّ مصدرها هو فهمهم "المحافظ" لبعض صفحات التراث العربي الإسلامي.. وقرب عهدهم بالعصر المظلم للفكر العربي الإسلامي ـ عصر المماليك والأتراك العثمانيين، وأيضاً كونهم، في هذا الحقل، يمثلون مرحلة انتقال، فاستفاد من جاء من بعدهم كثيراً من الأفكار التي قدمها هؤلاء الرواد للإنسان العربي في مطلع عصر النهضة..(15)

د ـ مفهوم الحقوق المدنية والبلدية (أو ما يقارب مؤسسات المجتمع المدني)
سجل مترجمو عصر النهضة في كتاباتهم ذلك التطور الهام الذي حدث في مصر في ظل حكم محمد علي، عندما حلّ "حق المواطنة" الذي يشمل أبناء الوطن جميعاً محل العلاقات الطائفية والدينية إلى نطاق "المراتب المدنية"، فلم يعد الأمر، فقط، أمر السماح لأهل الملل "بالتمسك بعقائدهم وعوائدهم" بل إنّ محمد علي كان "أول من أعطى لليسوعية ـ (المسيحيين) ـ الداخلين في الخدمات الميرية... مزايا المراتب المدنية".(16) وعن هذه "الحقوق" التي للمواطن على وطنه، و"الواجبات" التي للوطن على أبنائه يتحدث الطهطاوي كطور جديد من أطوار الرقي البشري والتحرر الإنساني فيقول: إنّ "أعظم هذه الحقوق: الحرية التامة في الجمعية التأنسية، ولا يتصف الوطني بوصف الحرية إلاّ إذا كان منقاداً لقانون الوطن، ومعيناً على اجرائه، فانقياده لأصول بلده يستلزم، ضمناً ضمان وطنه له التمتع بالحقوق المدنية والتمزي بالمزايا البلدية، فبهذا المعنى هو وطني وبلدي،.. وهذه أعظم المزايا عند الأمم المتمدنة.."(17)
هـ ـ فصل السلطات:
بفضل الترجمة والإطلاع الواسع كان المترجمون الأوائل هم أول المفكرين العرب الذين تناولوا قضية فصل السلطات العامة في الدولة، بأن ترجموا المواد الخاصة بذلك في الميثاق الدستوري الفرنسي (1814م)، ثم فصلوا القول في طبيعة ووظيفة السلطات الثلاث.. التي اتخذت شكلها الواضح عند منتسكيو في كتابه "روح الشرائع" (1748) وقد عرف أغلب المترجمين كالطهطاوي هذا الكتاب الذي كان أحد مقومات ثقافته السياسية أثناء بعثته في فرنسا.(18)
و ـ تعلم فن السياسة:
ونادى المترجمون الأوائل بتعليم السياسة إلى جانب الدين.. وطالبوا بأن: "يكون في كل دائرة بلدية معلم يقرأ للصبيان بعد تمام تعليم القرآن الشريف والعقائد ومبادئ العربية مبادئ الأمور السياسية والإدارية ويوقفهم على نتائجها، وهو فهم أسرار المنافع العمومية التي تعود على الجمعية وعلى سائر الرعية من حسن الإدارة والسياسة والرعاية في مقابلة ما تعطيه الرعية من الأموال والرجال للحكومة"(19)
ز ـ دور الترجمة في نشر الدعوة للحرية وللفكر القومي
بعد سنوات من قيام نظام الحكم الذي عرفته مصر في عهد محمد علي، زال نظام "الالتزام"، وتحلل نظام "طوائف الحرف"، وحدثت في مصر تطورات كثيرة أحلت فيها المناخ الذي أطلق المشاعر الوطنية والروابط القومية.. أما المفكرون الذين تجسدت في فكرهم هذه الظاهرة الجديدة، وانعكست في كتاباتهم المشاعر الوطنية، فعرفوا بها، ودعوا إليها، فكانوا أعضاء من البعثات العلمية والمترجمين والمتأثرين بترجمة الأفكار الغربية، وفي مقدمتهم رفاعة الطهطاوي.. فهو أبو الفكر الوطني في الوطن العربي على الإطلاق..
وفي تعريفه للحرية يقسمها إلى خمسة أقسام: ـ الحرية الطبيعية، ـ الحرية السلوكية، ـ الحرية الدينية، ـ الحرية المدنية، ـ الحرية السياسية..(20)
ح ـ الدعوة إلى سن القوانين والمساواة أمام القانون:
اطلع المترجمون الأوائل على عدد كبير من الكتب في القانون والفكر السياسي، وكان لاهتمامهم بهذه الموضوعات أثر مستمر في مؤلفاتهم .. ولقد حاولوا تقريب الفكر السياسي عند المفكرين الغربيين، فهذا الطهطاوي يقول عن مونتسكيو: "ويلقب عندهم بابن خلدون الإفرنجي كما أنّ ابن خلدون يقال له عندهم منتسكيو الشرق أي منتسكيو الإسلام" وإلى جانب هذا قرأ الطهطاوي في إعجاب كتاب العقد الاجتماعي لروسو، يقول: "وقرأت أيضاً في هذا المعنى كتاباً يسمى: عقد التأنس والاجتماع الإنساني، مؤلفه يقال له روسو". ويعلق الطهطاوي على هذا الكتاب تعليق إعجاب وتقدير، فهو "عظيم في معناه".(21)
تتجلى دعوة الطهطاوي للاستفادة من تجربة أوروبا في التشريع في قوله: "فما يسمى عندنا بأصول الفقه يسمى ما يشبهه عندهم بالحقوق الطبيعية أو النواميس الفطرية، وهي عبارة عن قواعد عقلية، تحسيناً وتقبيحاً، يؤنسون عليها أحكامهم المدنية، وما نسميه بفروع الفقه يسمى عندهم بالحقوق أو الأحكام المدنية، وما نسميه بالعدل والإحسان يعبرون عنه بالحرية والتسوية.. الخ.."(22)

ط ـ الفكر التعاوني، والتكافل الاجتماعي
تميز بعض المترجمين والمفكرين المتأثرين بالترجمة في المجال الاقتصادي بأفكارهم التي تجعلهم قريبين من الاشتراكيين الديموقراطيين، الداعين لمبدأ التكافل الاجتماعي، وإقامة التعاونيات في المجتمع فضلاً عن الجمعيات التي تعنى بشؤون المرضى والمعوزين، ودعا بعضهم للتخطيط والتنظيم في الاقتصاد، واشتراك الأغنياء مع الدولة، واشتراكهم معاً في شكل "شركات تعاونية" ـ أي مساهمة.(23)
ك ـ الترجمة ودورها في الدعوة لتحرر المرأة
كان المترجمون الأوائل في عصر النهضة تقدميين في موقفهم من المرأة: فهذا الطهطاوي يحرم على نفسه تعدد الزوجات، وحرم على نفسه الطلاق، طالما كانت زوجته على العهد بانية وللأمانة الزوجية مؤدية. وهذا ما جاء في تلك الوثيقة التي كتبها بخط يده لزوجته..
وكان المترجمون أول من كتب في العالم العربي الحديث في قضية التعليم العام للبنات. لقد بدأت فكرة التعليم العام للبنات تتخذ ملامحها الأولى في كتاب "مناهج الألباب" (1871) واتخذت شكلها المتميز في "المرشد المبين" (1872) للطهطاوي.(24)
وفيما يخص عفة النساء وكشفهن عن حالهن الغطاء يقول الطهطاوي: "إنّ وقوع "اللخبطة" بالنسبة لعفة النساء لا يأتي من كشفهن أو سترهن، بل منشأ ذلك التربية الجيدة والخسيسة، والتعود على محبة واحد دون غيره.." كما يقول: إنّ عقل المرأة الفرنسية "وقريحتها وفهمها ومعرفتها" هي من أصول زينتها وأسلحتها في الحياة. (25)
دور الترجمة في إبداع واغناء اللغة العربية بمصطلحات لغوية وفكرية جديدة في عصر النهضة:
إنّ الحالة المتردية للفكر واللغة العربية في بداية عصر النهضة جعل نشاط الترجمة عسيراً، وهو ما يوضحه قول الطهطاوي حول معاناته عند قيامه بترجمة النصوص من الفرنسية إلى العربية.. ومع ذلك فلقد نهض المترجمون الأوائل، وهم يبحثون عن المصطلحات، ببناء صرح مذهل في ضخامته أضافوه إلى صروح اللغة العربية، وذلك عندما أدى عملهم هذا إلى بعث مفرداتها العلمية والفنية القديمة، وتزويدها بالجديد الذي ليس في خزائن مفرداتها، ونجحوا ـ كما فعل الطهطاوي على سبيل المثال ـ في "أن يطوع اللغة العربية للأفكار والتصورات المستحدثة، وأن يضع اللبنة الأولى في التطور الحديث لهذه اللغة".(26)
ولم يغفل المترجمون الأوائل لغة البلاد العامية والدارجة، فلقد اختط أغلبهم "لنفسه ولمدرسته، في القاموس اللغوي، خطة تقوم على استعمال اللفظ العربي الفصيح، فإن لم يوجد فاللفظ الدارج، فإن ضاق الاثنان فاللفظ الأجنبي معرباً.."(27)
بعض المصطلحات التي استخدمها مترجمو عصر النهضة الأوائل في الترجمة:
حاول مترجمو عصر النهضة التعبير عن المصطلح الأوروبي (بوليتقا) بالعبارات التالية: فن السياسة الملكية، فن الإدارة، علم تدبير المملكة. أما الطهطاوي فقد أفاد من هذه الكلمة الأوربية (بوليتقا) واقترح لها مجموعة ترجمات فاستقرت كلمة سياسة ترجمة حديثة للكلمة الأوروبية، وفي استخدام الطهطاوي لكلمة (بوليتقا) إشارة واضحة إلى أنّ معلوماته حول نظرية السياسة تنبع أيضاً من مصادر أوروبية حديثة، أعجب الطهطاوي بكثير مما جاء فيها، فحاول نقله إلى اللغة العربية.(28)

ومن الجدير بالذكر أنّ ترجمة المترجمين الأوائل في عصر النهضة لم تكن دقيقة بالمعنى العصري للكلمة، نظراً لعدم وجود العديد من المفاهيم والمصطلحات في اللغة العربية تقابل تلك التي وجدت من خلال التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في أوروبا، لذلك نستطيع القول بأنّ ترجمتهم شابها بعض الهنات، فعلى سبيل المثال ترجم الطهطاوي المادة السادسة عشرة من الدستور الفرنسي على النحو التالي "يقرر الملك وحده جزاء القوانين ويأمر بإعلانها وإظهارها" والترجمة الحديثة لهذه المادة هي: "يقترح الملك القانون".(29)
في أسباب عجز الترجمة والعقل العربي عن إنجاز الفكر النهضوي:
من الأسئلة المشروعة التي تنتصب دائماً في وجه الباحث كيف استطاع الفكر الأوروبي أن ينهض ويؤسس لحالة متجددة واسعة الآفاق، في حين أن الفكر العربي الحديث لم يستطع تجاوز ما تم إنجازه من قبل الفكر الغربي، بل بقي تابعاً يتكأ على ظلال الفكر الغربي، وبالتالي على ما يترجم من ذلك الفكر؟
ولعل أسباب ذلك تكمن في أنّ الفكر الأوربي إبان وبعد نهضته قام على جملة من الأمور المتكاملة أساسها العقل والعقلانية، أمور تشمل العلوم الرياضية، والعلوم الطبيعية، والميكانيك وعلم القانون والمنطق، والفلسفة بمختلف اتجاهاتها العقلانية والتجريبية غير غافل لقوانين الطبيعة.. في كنف نهضة اقتصادية وصناعية واجتماعية.. في حين اكتفى العقل العربي بمقولات عامة مترجمة وشبه لفظية، ولم يتعرض بعمق لأسباب الانحدار والانحطاط، وابتعد عن دراسة بنية المجتمع والأمة، لمعرفة الأسباب الكامنة في البنية الاقتصادية الاجتماعية السياسية لهذا الانحطاط التي ولد في كنفها..
لقد كان الكثير من الأفكار والمقولات والمبادئ التي تمت ترجمتها وأغنت الفكر العربي أقرب إلى الرمزية منها إلى المفاهيم المتجذرة في الواقع والوعي العربيين.. مثلاً عندما نقول التفكير المادي، تكون المادة صفة ورمز وليست مفهوماً فلسفياً.. عند الحديث عن الدولة تقفز السلطة إلى الذهن مباشرة كرمز، وتتجاوز الدولة كمفهوم وبنية.. إنّ أولى مهام منهج التفكير المعرفي العربي "هي الانتقال من الرمزية والشيئية إلى المفهومية والواقعية. بهذا الانتقال فقط نرى الأشياء، بدونه لا نرى سوى خيالاتنا... وهذا الانتقال هو شرط وركيزة الانتقال من السرمدية والثورانية إلى التاريخ والتقدم..(30)
لقد أفادت الترجمة العقل العربي كثيراً، كما أضره الجمود والتوقف عندها.. إنّ الأخذ الجامد بالفكر الغربي أثر تأثيراً بالغ السوء على الفكر العربي أو العقل العربي..
من الخطأ تمثل الغرب في الثقافة العربية والإسلامية... "المهمة هي إنشاء الثقافة العربية... عربية هذا يعني مطابقة.. محيية محركة إنسانية.. العرب ليسوا كندا والسويد ولا فيتنام أو الصين. (نيف وتسعة أعشار العرب مسلمون، بعضهم بالهوية أو الشهرة ومعظمهم بالحقيقة الداخلية..) أي: الإسلامية جزء من مضامينها وخصائصها.. لكن هذا بالضبط يقتضي أموراً كثيرة، أولها:
ـ العمل بالمفاهيم (العصرية بما فيها مفهوم الديموقراطية) عملاً واعياً، فصل الدين والثقافة كمقولتين ومفهومين، وإلاّ فسنكرّر ـ كما يقول الياس مرقص ـ بعد خمسين سنة أطروحات قيلت بشكل أفضل قبل عقود من الزمن..(31)
بعض الاستنتاجات
* لم ينشأ فكر في العالم ولم يتطور ويرتقِ إلى المصاف الإنسانية بعيداً عن الترجمة..
وإذا أريد للفكر العربي أن يتطور ويرتقي فمن الضروري له أن يستوعب الفكر العالمي ويتجاوزه..
ومن الشروط الضرورية واللازمة للتطور الفكري أن تحصل الترجمة والمثاقفة على جميع الصعد الأدبية، والعلمية والفكرية والفلسفية، وأن تترافق مع حركة تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية.. يمكن القول بأنّ الترجمة في عصر النهضة كانت جزئية ومجتزأة، لم تتجرد عن الهوى، إذ ارتبطت بالسمات الشخصية للمترجمين، ولم تأخذ الطابع المؤسساتي، وشكل مراكز البحوث، وهذا ما أفقد الفكر العربي شمولية الرؤية، ولم يفسح المجال أمامه للتطور بشكل سليم، بل يمكن القول بأن الفكر العربي وقف عند الحلول الجزئية، "التي تكون بداية لمشكلات جديدة"، ولم يرتق إلى الرؤية الفلسفية الشاملة، "ومن هنا كانت الحاجة إلى رؤية فلسفية شاملة تربط الحلول الجزئية فيما بينها، بل تراها من خلالها في ترابطها وتكاملها. لهذا كان لا بد من المثاقفة الفلسفية نتيجة ناتجة عن المثاقفة الفكرية من حيث هي ضرورة نابعة من المثاقفتين العلمية والأدبية... إن المفكرين العرب الأوائل كابن رشد وابن سينا والكندي كانوا مترجمين إلى جانب كونهم فلاسفة، وهذا ما ساعدهم في وضع أعمال وصلت إلى مستوى العالمية ولم يتطور الفكر الإنساني من دونها..
أجل من الضروري ترجمة أمهات الكتب التي تشمل مجمل مناحي " المسألة الابستمولوجية: أي نظرية المعرفة وفلسفة العلوم الدقيقة وشروط إمكانية المعرفة الصحيحة..." التي تعرف بقطيعة مع النظام المعرفي المتخلف.. "من أجل تحرير الذهن العربي في أعماق جذوره من التصورات الأسطورية عن الواقع، والمادة والكون ومن أجل إخراجه "من العالم المغلق وفتحه على الكون اللامحدود" كما يقول الكسندر كويري.. ثم من أجل تعزيل كل الرواسب التاريخية المتراتبة فوق بعضها بعضاً من ساحة هذا الوعي العربي (إسلامياً كان أم مسيحياً)"(32).
* على صعيد اللغة من الضروري تبيان مسألتين:
الأولى: أن لا خوف على اللغة العربية والفكر العربي من الترجمة، فاللغة العربية التي استوعبت في عصر الترجمة الأول وفي عصر النهضة علوم وفلسفة اليونان والرومان والفرس.. قادرة على استيعاب العلوم الحديثة، وكل ما تنتجه حركة الفكر على الصعيد العالمي.
والثانية: أنّ اللغة العربية هي ثروة مشتركة للشعوب العربية.. علينا المحافظة عليها وتطويرها كي تقاوم تحديات العبث بها وتحديات العصر.. علماً بأنّ هناك نوايا خفية وراء الداعين للعبث باللغة العربية أهمها العمل على القضاء على كل ما يوحد العرب وفي المقدمة اللغة العربية..
* إنّ الوتائر المتسارعة في تطور الفكر والعلوم في العالم تبين أنّ حاجتنا إلى التعريب والترجمة كبيرة ومصيرية، والطريق السليم هو أن تتم هذه الترجمة بشكل مدروس ومنسق.. لقد آن الأوان لتأسيس مؤسسات ترجمة ومراكز بحوث علمية وفكرية تتعاون مع إبداعات الترجمة..

طرطوس آب (أغسطس) /2004 شاهر أحمد نصر
البريد الإليكتروني: [email protected]
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن: http://www.rezgar.com/m.asp?i=149
الهوامش والمصادر
ـــــــ
(1) أحمد أمين ـ زعماء الإصلاح في العصر الوسيط. ص6 . طبعة القاهرة سنة 1949. لمزيد من التفاصيل انظر: ـ الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص10.
(2) الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص11.
(3) الجبريتي "عجائب الآثار" طبعة القاهرة 1322هــ جـ3 ص35
(4) د. حسين فوزي النجار ـ رفاعة الطهطاوي ـ طبعة القاهرة. ص29
(5) علي مبارك ـ الخطط الجديدة. طبعة القاهرة سنة 1305 هـ ـ جـ 4 ص34
(6) الأمير عمر طوسون ـ البعثات العلمية في عهد محمد علي، ثم في عهدي عباس الأول وسعيد، طبعة الإسكندرية سنة 1934م. ص10-26
(7) لمزيد من التفاصيل انظر: ـ الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص45
(8) نفس المصدر ص49 – 51
(9) الدكتور جمال الدين الشيال ـ دراسة عن تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي ـ طبعة القاهرة سنة 1952م.
(10) الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص83
(11) الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص103
(12) رفاعة رافع الطهطاوي ـ تلخيص الإبريز في تخليص باريز. المقدمة.
(13) رفاعة رافع الطهطاوي ـ المرشد الأمين . الباب الثالث. الفصل الخامس.
(14) رفاعة رافع الطهطاوي ـ المرشد الأمين. الباب الرابع. الفصل السابع.
(15) الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص111 - 117
(16) رفاعة رافع الطهطاوي ـ مناهج الألباب. الباب الرابع. الفصل الأول.
(17) رفاعة رافع الطهطاوي ـ المرشد الأمين. الباب الرابع. الفصل الثاني. لمزيد من المعلومات انظر: الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة وتحقيق: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص125
(18) رفاعة رافع الطهطاوي ـ "تخليص الإبريز في تلخيص باريز. ص336. لمزيد من المعلومات انظر: أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص47
(19) رفاعة رافع الطهطاوي ـ مناهج الألباب. ص223. لمزيد من المعلومات انظر: أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص107
(20) الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص122-123
(21) أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص35
(22) رفاعة رافع الطهطاوي ـ المرشد الأمين. الباب الرابع. الفصل الخامس.
(23) رفاعة رافع الطهطاوي ـ مناهج الألباب. الباب الأول . الفصل الأول. لمزيد من المعلومات انظر: الأعمال الكاملة لرفاعة رافع الطهطاوي، التمدن والحضارة والعمران ـ دراسة: محمد عمارة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1973 ـ ص187
(24) أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص101
(25) رفاعة رافع الطهطاوي ـ تخليص الإبريز. المقالة الثالثة. الفصل الثاني ـ الخاتمة.
(26) محمد خلف الله أحمد. بحث عن (جانب من جهود رفاعة في تجديد اللغة والفكر والأدب) منشور في كتاب (مهرجان رفاعة الطهطاوي) ص153، لمزيد من المعلومات انظر المصدر السابق ص73.
(27) المرجع السابق. ص151-152
(28) رفاعة رافع الطهطاوي ـ مناهج الألباب. ص223 لمزيد من المعلومات انظر (أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص37)
(29) أصول الفكر العربي الحديث عند الطهطاوي ـ دراسة وتعليق: دكتور محمود فهمي حجازي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1974 ص56
(30) الياس مرقص ـ نقد العقلانية العربية ـ دار الحصاد ـ دمشق 1997 ص884
(31) نفس المصدر ص841 ص862
(32) دور الترجمة في تشكل الفكر العربي المعاصر ـ هاشم صالح ـ مجلة "الوحدة" ـ تصدر عن المجلس القومي للثقافة العربية، العدد 61/62 تشرين1/ تشرين2 (أكتوبر / نوفمبر) 1989. ص20-29



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل
- كيف أصبح شيخ الأدب في البلاد شيوعياً؟
- سحر السحر
- إنهم يخافون المصطلحات، إنّهم يخافون المستقبل
- رفيق بهاء الدين الحريري، يا من سرت على درب المسيح، سلام عليك
- نهاية الصهيونية
- تحية وتهنئة إلى الشعب العراقي
- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية خطوة إلى الأمام ونظرة ف ...
- أحلام التغيير بعقلية وأدوات قديمة ـ قراءة نقدية في مشروع برن ...
- لأسباب مبدئية
- عشر وصايا إلى فقراء سوريا
- الحوار المتمدن عنوان المستقبل الحضاري
- وديعة رابين والتزام بيريز ونتنياهو وباراك بها في مذكرات بيل ...
- القفزة النوعية في أدب أمريكا اللاتينية جديرة بالتمعن
- قراءة نقدية في الوثيقة التأسيسية الثالثة للجان إحياء المجتمع ...
- هل من مُنقذ لكتاب شيخ الأدب في سوريا -عبد المعين الملوحي في ...
- لماذا البعثيون كما الشيوعيين لا يقبلون النصح؟
- أخطار قمع المعارضة، وأثر ذلك في انهيار الدول
- ثورة أكتوبر قيامة المظلومين
- ألم يحن الوقت لتوحيد أحزاب الجبهة في حزب أو تآلف سياسي واحد، ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - دور الترجمة في نشر الفكر التنويري في عصر النهضة