أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - الي ماذا يشير عجز الاله ؟















المزيد.....

الي ماذا يشير عجز الاله ؟


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الله علي كل شي قدير" جملة كثيرا مايرددها المؤمنون بفكرة وجود اله .ولكن عندما تطلب منهم اثبات صحة مايذهبون اليه .فانهم يستدلون ببعض القصص والاحداث التي وردت في كتبهم المقدسة والتي تتحدث عن قيام الذي يفترض ان يكون الها بانزال غضبه علي مناهضيه .

تاريخيا ..تشير كثير من الوثائق الي عدم صحة تلك الاحداث .اي بمعني اخر لايوجد ما يثبت بان تلك الاحداث قد حصلت بالفعل .وانما هي مجرد قصص اسطورية مستمدة من اساطير الامم السابقة .بل وتهدف الي تاكيد فكرة ان اله تلك الاديان قادر علي فعل اي شي علي من لا يؤمنون به .وغالبا ما يستخدم مؤسسي تلك الاديان مثل تلك الفكرة لمنع اي صوت متشكك من معرفة صحة ما يزعمون .

اذا سلمنا جدليا بان الله موجودا فاننا لا نستطيع ان ندحض فكرة انه عاجز .وكل الادلة التي بحوزتنا تشير الي انه "ليس قديرا علي كل شي " حسب ما يذهب اتباعه .كما انه لايتحكم في الكثير من الظواهر الكونية او تقرير مصير البشرية .

في بعض البلدان الاسوية تحدث الكوارث الطبيعية من حين لاخر .وغالبا ما تحصد المزيد من الابرياء .وفي بعض اجزاء العالم تحصد الامراض مئات الاطفال من وقت لاخر .في افريقيا والدول العربية يقوم الحكام الباطشين بقتل الاف الابرياء ..

وكل ذلك يحدث امام الله اذا ما اعتبرنا انه "سميعا بصيرا " .واذا ما افتضرنا انه قادرا علي كل شي لما سمح بحدوث ذلك .فالله عادل حسب ما تزعم الكتب السماوية .وهذا العدل يمنعه من قبول فكرة ان يقوم انسان ما بقتل الاخر دون ان يتكفل بحمياته .

فان كان الانسان البسيط يرفض فكرة ان يُقتل انسان امامه .فما بالك بالاله الذي يقولون لنا بانه عادل .فالعدل يلزمه بان يتدخل ليوقف القاتل عند حده ويحمي الضحية من القتل .

قد يقول قائل :ان الله قد يجازي القاتل في العالم الاخر .ولكن ما الذي تجنيه الضحية من ذلك .فانا علي سبيل المثال احب الحياة .ولا اؤمن بالجنة .وبما ان الله عادل فانه يجب عليه ان يحترم ارادتي ولا يسمح لاحد ان ينتزع مني حياتي .واذا افتضرنا انه سيعاقب قاتلي فماالذي استفيده انا من ذلك ..هل ستعيد تلك العقوبة حياتي .مثل هذا الامر اشبه بالانتقام .بل ويجعل من الاله ظالما .

لا نستطيع ان نقول للاله ان كان موجودا لا نستطيع ان نقول له غير عادل او عاجز.فالاله يجسد الكمال في كل شي .وطالما انه كامل في اي شي فلا يمكن ان يكون غير عادل وعاجز في ذات الوقت .انما هو قادر وعادل .

وعجز الاله او عدم قدرته ينفيان فكرة وجوده .كيف ؟: الله موجود وخالق الكون يعني بامكانه ان يسيطر علي كل شي .ويسير الكون بصورة جيدة لا تودي الي الحاق الضرر بمن فيها .

الله موجود يعني ان يُوقف القاتل عند حدوده .او يمنع حدوث كوراث طبيعية او انتشار الاوبئة والامراض.

الله موجود يعني الا يرضي الظلم لعباده .او يقبل بفكرة استعبادهم او اضطهادهم .يعني الا يسمح للضبع ان يلتحم الحمل .يعني ان يوفر غذاء اخر للضبع بدلا من ان ياكل الحمل ..ياكل شي اخر لايؤدي الي الحاق الضرر باي كائن حي .

الانسان علي سبيل المثال حينما يصنع شيئا ما فانه قد يملك القدرة علي السيطرة عليه .وبما ان الله اكبر واعظم من الانسان ،وبما انه خلق الكون فطبيعي ان يسيطر عليه او يتحكم في تقرير مصيره .

ونحن لا نستطيع ان نقول بان الله الذي خلق الكون عجز في السيطرة عليه .الانسان صنع السيارة .بل انه قادر علي التحكم بها .فهو يحدد السرعة ..ويتحكم بالمقود ويمنعها من الارتطام بالاشياء الاخري .والله كخالق للكون بامكانه ان يتحكم في اي شي فيه بما فيه المصلحة لما هو مُتحكم به .

انا لايمكن ان اقبل بفكرة ان يغض الله الطرف عن قيام علي بقتل احمد .او التحام الضبع للحمل في وقت يمتلك فيه القدرة لمنع حدوث ذلك .لكن بامكاني ان اقبل بفكرة قيام ذات الاله بحماية احمد والحمل من عليا والضبع .

الله موجود يعني ان يعمل علي نشر السلام والمحبة والخير والعدل .لا غض الطرف عن الظلم والاضطهاد والقهر والحروب والفقر والكوراث الطبيعية.

قد يقول قائل :ان الله يهدف من وراء ذلك الي اختبار مدي ايمان المؤمنين به .ولكن طالما انه "يدرك كل صغيرة وكبيرة "كما انه "يدرك ما في القلوب التي في الصدور "فما الداعي لاختبار الانسان .الاختبار غالبا ما يكون بهدف معرفة ما بداخل المُختبر "بضم الميم " ولكن الله يدرك ما بداخل اتباعه مسبقا .

مثلا الله يبتليني بشي ما .بيد انه يدرك في ذات الوقت ردة فعلي قبل ان يقوم بعملية الاختبار .وطالما انه يدرك ذلك مسبقا فلا جدوي من عملية الاختبار.

الله يبتليني بالفقر .وهو يدرك مسبقا باني اكره هذا الفقر .ويدرك احتمالية ان اقوم بالسرقة او قتل الاخرين من اجل التخلص من تلك الحالة .فلماذا يختبرني . من يختبر الناس لا يعلم عنهم شيئا . ولكن الله يعلم عنا كل شي بالتالي لا يمكن ان يختبرنا .

هذا للشخص الراشد الذي بامكانه ان يعلم بان الله يختبره .وبالتالي يستطيع ان يفعل ما يرضي الله . ولكن الطفل ذو الست سنوات قد لايدرك ذلك .وبالتالي فقد يفعل ماهو سالب لذاته والاخرين . "أ " مثلا طفل يبلغ من العمر ست اعوام .توفي والديه ولم يتركا له ما يسد رمقه . كما انه لم يجد من يعتني به .اضافة الي ذلك فهو لا يستطيع العمل .مثل هذا الطفل قد يضطر ليسرق ليسد به رمقه .والسرقة هنا شي غير اخلاقي .لانها تضره وتضر الاخرين .والله موجود لا يمكن ان يسمح بحدوث ذلك .

الله موجود يعني ان يمد يد العون لنا .ويدعمنا في المواقف الحرجة ويساعدنا علي تجاوزها . الله موجود يعني ان لا يقبل بفكرة التعاسة والاحباط . فكم من محبط ويائس يدعو الذي يفترض ان يكون الها يدعوه لمساعدته وانقاذه من تلك الحالة السيئة . بيد انه لايجد ذاك الاله حتي في اهلك الاوقات .فما فائدة وجود اله خامل .

قد يقول قائل :ان لكل شي سبب .اي مالم يقم ذاك الانسان بالمبادرة فان الله لا يمكن ان يساعده .ولكن ما هو موقف طفل عاجز عن المبادرة .فهو لايستطيع ان يفعل اي شي ليساعده الله او يخرج من موقف محرج . وعدم القدرة علي المبادرة كانت بسبب الله .لانه لم يمنح الطفل الفرصة ليبلغ سن الرشد الذي يساعده للقيام بقعل المبادرة .وهنا يكون الله ظالما .لانه لم يمنحه القدرة للمبادرة او ينقذه من ذاك الموقف دون مبادرة شخصية .

اخرون قد يقولون ان الله موجود .كما انه قد تدخل بالفعل وساعد بعض الناس واخرجهم من مواقف سيئة واجهتهم . محمد صديقي ..يؤمن بوجود الله .في احدي المرات واجهته مشلكة عجز في حلها . ولانه كان يدرك بان الله سينقذه من ذاك الموقف قضي اكثر من يومين في التعبد والدعاء .وبعد اليومين نجح في تجاوز ازمته . وحينما سالته عن ذلك اعلن بان الله ساعده .

تامل جيدا عزيزي القاري حالة محمد .فهو "يدرك " مسبقا بان الله سينقذه . وهذا يعني بانه سيتجاوز مشكلته تلك سوا كان اجلا ام عاجلا . لا وعيه اخبره بانه سيتجاوز تلك المشكلة لا محالة . وبناء علي تلك القناعة عمل كلما يفترض ان يعمله لتحقيق عملية التجاوز .وفي النهاية نجح في ذلك . وهنا لا نستطيع ان نقول ان نجاحه في تجاوز ازمته ناتج بسبب الدعاء. وانما بسبب ايمانه بانه سينجح .فلو اعلن مثلا "بان الله قد لايساعده " فانه بالضرورة قد يفشل في تجاوز تلك الازمة . لانه اقنع لاوعيه بان الله غير قادر علي مساعدته .وبالتالي حتمية نجاحه .

اي انسان ـ ومهما كان شدة ايمانه ـ اذا ما نجح في تجاوز مشكلة واجهته فانه لايمكن ان ينسب ذلك الشرف لله .لانه اي "الانسان " هو من تكفل بفعل ذلك . والله لا يستطيع ان ينقذ انسان من موقف سي واجهه .وانما الانسان من يفعل ذلك .لماذا: لان الله لا يتدخل في حياتنا .كما انه لايستجيب لادعيتنا .

في تجربة اجراها بعض الخبراء لقياس مدي فعالية الدعاء توصلوا الي عدم فعاليته في تحقيق الهدف الذي اجريت التجربة من اجله .ويرجع السبب في اجراء التجربة حسب ما ورد في كتاب وهم الاله للبريطاني ريتشارد دوكنز الي زعم بعض المؤسسات الدينية بان الدعاء يساعد في شفاء المرضي. وحينما طلب من البعض الدعاء للمرضي بالشفاء فانهم رغم التوسلات التي قدموها للاله الا انها لم تنجح في شفاء المدعو لهم .

نجاح الانسان في تجاوز ما يواجهه من ازمات يعني بانه من تكفل بفعل ذلك .وعدم نجاحه ايضا يرجع له في المقام الاول .وليس ل "الله" يد في ذلك .الدعوات التي نقدمها للاله من حين لاخر لا تفعل لنا شيئا .وعدم الفعل يعني ان الله لا يستجيب .وهذا بدوره يعني انه عاجز. والعجز يدحض فكرة وجوده .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة
- محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
- لا خوف علي العروبة والاسلام
- فلنتفق قبل ان نسقط النظام
- -الله- بري من محمد
- عذرا ايها المسلم..لا نسعي الي استئصالك
- نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة
- السودان..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع
- هل يخاطب الاله عباده بمبهم الكلام؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - الي ماذا يشير عجز الاله ؟