أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........














المزيد.....

مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........
د. غالب المسعودي
في حوار مؤثر بين عطيل وديدمونة في مسرحية شكسبير ,حينما افسد باجيو روح عطيل وحرضه على الانتقام بالقتل يقول .......
لو طاب للسماء ان تختبرني بأشد البلايا
وافسدتني بكل انواع الألآم, والعار فوق راسي
لوجدت في زاوية نفسي موضع بسيط للصبر...........
ولكن بلا جدوى..........فهناك قد رهنت قلبي
حيث يجب ان اعيش او لا معنى للحياة...........
.....
ان سيطرة ثقافة ما ,لابد ان تنتج مؤسساتها السياسية والمعروفة بالبذرة الاولى لدولة ما بعد الاحتلال, والتي من شانها ان تنظم العلاقات السلطوية بعد ان عاشت رهينة لوضعها التاريخي ,والذي استمر لعقود آنذاك, وهذا بالتالي يفرض عليها ان تتناغم مع مصالح وامن الجهات المروضة ,والتي بنيت على تفكيك العقل وتشظي الهوية ,وفي رد فعل منها كي تتخلص من اشكاليات التبعية قامت بما يعرف بالتمظهر وعدم الانتماء, لكن ثقل التابوات الكابحة, ادى بها الى تفعيل دور القداسة المزيفة, كي تصوغ عنوانا لماهيتها ينتمي الى الماضي وينفصم شكليا عن ايديولوجيات شمولية مستقرة في اعماق اللاوعي الجمعي, على شكل اقنعة , من وظائفها وهي متنوعة ,الا انها تشكل علائق ضمن سلاسل غير منفصلة بالرغم من سريتها وتوهم بمعرفة يقينية بالحاضر والمستقبل انطلاقا من ثيمة مركزية تؤلف ارتكازا جوهريا ,وتتصرف بمقتضاه وهو نظام المظلومية تمارس فيه الاتساق السرية هيمنتها وتعيد انتاج تجربتها التاريخية ضمن اطار ذاتي مؤسطر بالخرافة.
في عالم ما بعد الحداثة نجد ان الصيرورة تتجدد ولا تخرج عن بعدها الانساني, وهي عند الجيل الاول نوع من الارتباط الصميمي بشكل المعاناة .الا ان ثقافة الجيل الاول والتي تشكل جوهر ثقافة ما بعد السقوط نجد فيها الصيرورات تتناقض وتتقاطع بين المغادرة والمواطنة وحراجة السؤال ,وهي توطئة لجدل ينعقد تحت ضغط شعور بالكبت والتنور ووعي الازمة, فهي تشير الى انشطار الانا الى ذات وموضوع وبالتالي عدم التغلب على روحية الاستبداد الشرقي, مما يضع الانسان في مأزق يغلب فيه الطبع على التطبع ,لذا نجد في ثقافة الموجة الاولى على الرغم من وجود انشغال وخطوات تمهيدية ,الا ان هناك فشل في بلوغ الغاية ,ويترجم هذا بشعور من الثناء والحزن يسير حتى الختام ,لأنه غير قابل للإيصال, رغم ادعائه الحكمة واعتباره ان الحياة كتاب مفتوح ضاعت منه الشذرات.
بقيت الأسماء متفرقة في ثقافة الموجة الثانية ,ولم تكتسب المكانة المرموقة عند نزولها الى ساحة الميدان بسبب غياب مفهوم الفضيلة والخير, فكان الزهد الفردي هو عنوان الفساد الفردي مرتديا سواد الحرف في طريقة التعامل مع الاشياء ,باعتبارها احدى ضرورات الحياة ,وما معنى ان تكون شهيدا و تحاط بهالة القديسين, وظل القناع يمارس رغبته في التحرر محاولا استرجاع ما أخفاه, اي أنه يمتلك ناصية الابداع من اسلافه القريبين وعليه مرغما ترصد الواقع, ضانا انه يمثل الذات الحقيقية وليس الذات المستعارة, فتجسس على طيفه, وهو يعرف ان ابداعه طوال التاريخ الانساني مستحيلا ,فاستعاض عنه بالتمثيل مغيبا ذاته ,وهذا خارج السياق وغير كاف لتجاوز التجربة ,وانحاز الى تجارب الليل وان النقصان لا يكمن في الجهل وحده, بل في عدم الالمام في طريقة التدخل السلطوي وهو بالتالي يعمل على تدعيم مسارات النقصان.
ان التشبث والبعثرة هي جزء من كينونة الانسان لذا يعتقد مثقفو الموجة الثالثة ان الاحادية اللغوية تقوم بممارسة نوع من البوح يشكل معنى الهوية والانتماء, مغيبا بالوقت عينه معنى الوطنية ضمن تبريرات لغوية متعلقة بالانتماء الهوياتي المتأرجح بين ارض الوطن وسماء الطائفة ,بالرغم من معرفته ان الانتماء الحقيقي يكون للأرض ,وبالتالي يكون للطائفية هاجسا محوريا وموقف ,في بلد يعيش حالة الاغتراب تحت تأثير كل ما هو غير أصيل ,والمضيف يبقى مضيفا ولغته تبقى لغة تعامل هامشية الى حين.

هوامش
1-ثقافة الموجة الاولى هي ثقافة مركبة من ثقافة الشوارع الخلفية للمدن الغربية , وثقافة المستنقعات تحت ضغط الحكم التوليتاري.
2-ثقافة الموجة الثانية هي استثمار هذا الخليط لتبرير فساد السلطة.
3-ثقافة الموجة الثالثة كناتج طبيعي لفعالية الثقافتين المذكورتين اعلاه وهو التخندق الطائفي ومحاولات الانفصال..



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيفارا وثورات الربيع العربي
- الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان
- تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مأساة عطيل وثقافة الموجة الثالثة..........