أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - مازوشية ثورية














المزيد.....

مازوشية ثورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 10:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة اقتراب عيد الأم، واليوم العالمي للمرأة، ومع اقتراب الذكرى السوداء الثانية لما يسمى بالثورة السورية، لا مانع البتة، من إلقاء الضوء، على الواقع الأليم، والأسود، والمظلم الذي ينتظر المرأة السورية، وما تسمى بالمرأة العربية، بشكل عام، مع ربيع الماسون الملتحون، وحفلة تنصيب الجماعة، إياها، على عروش الحكم في المنطقة، برعاية، وتوصية، ودعم أمريكي وإسرائيلي مباشر، وبأموال آل وهاب.

ولا نأتي بجديد إذ نقول أن كل الثورات عبر التاريخ القديم والحديث كانت عبارة عن تحولات جديدة، وانقلابات مجتمعية على مجمل المنظومات القيمية، والفكرية، والثقافية والسلوكية السائدة، مع تآكل وانهيار، وفقدان صلاحية القيم المجتمعية القديمة بفعل الزمان وعملية الفرز والاصطفاء الاجتماعي، وضرورة استبدالها بمنظومة جديدة تتناسب والواقع الجديد ومستحدثات الحقب الزمنية المعاشة، وكل هذا في سياق الصيرورات الاجتماعية والحتميات التاريخية القادمة والحاصلة، ومهما حاولت القوى الماضوية إعاقة تقدمها ووصولها.

غير أن الملفت في "الثورات العربية"، وربيعها الدموي الفوضوي "الغرّاق"، وليس الخلاق، أنه شكل انقلاباً نوعياً، وبنيوياً، على المفهوم التاريخي الإيجابي والرومانسي للثورات وعرضها للتشويه، وتنكر لكل قيم العصر الحديثة، ورفض كل منظومات الثقافة والفكر والسلوك العصرية وأنماط الحكم التي تسود وتتقدم في العالم أجمع، وانكفأ للماضي البعيد ليستجلب أنماطاً سلطوية، وقيماً ثقافية وفكرية بالية وبائدة وفاقدة الصلاحية، من كهوف وأعماق التاريخ، لم تفلح أو تنجح في حينها، ليضعها على الطاولة مجدداً، وليجعلها وصفة لهذه المجتمعات المبتلية بشتى صنوف الظلم والقهر والعبودية والاستبداد. وبدلاً من تقديم منظومة جديدة و"ثورية"، تتناسب وقيم العصر عاد لينبش من ذاكرة التاريخ والزمان كل تلك التجارب المريرة والسوداء الفاشلة التي لم تجلب سوى المآسي والدماء، معيداً بذلك إنتاج ذات المأساة والكارثة البشرية الجماعية التي حلت بهذه المجتمعات.

ولا يخفى على المرء، ما في تلك المنظومة القيمية والسلوكية والثقافية الصحراوية الرثة من نظرة دونية وترثيثية وانتقاص للمرأة بشكل عام، وما تعرضت له من حيف وضيم تاريخي وعمليات استرقاق، وكانت هدفاً "شرعياً" للسبي والاغتصاب، وانتهاك طفولتها وبراءتها، وتشويه لطبيعة دورها الوظيفي، والبيولوجي والإنساني العام، وكيف خرجت تماماً من دائرة الفعل والتأثير والأثر، وأضحت سكينة عزلتها، وأسيرة النظرة المجتمعية التقليدية المريبة لها. ويحفل التاريخ والتراث الصحراوي، بالكثير مما لا يسر من ممارسات طالت المرأة، ومن احتقار لقدرها، وكيانها، ومكانها الريادي الاجتماعي.

وفي المجتمعات الناطقة بالعربية والتي "ثارت"، و"تحررت"، (ورجاء ممنوع الضحك)، توجه "الثوّار" فوراً صوب المرأة باعتبارها شغلهم الشاغل وهوسهم الدائم، لإعادة وضعها في ذات الإطار والمنظور التاريخي المجتمعي التقليدي عنها، وصدرت، في الدول "الثورية"، لذلك تشريعات وقوانين "جديدة" تبيح تعدد الزوجات، وملك الإيمان، وتفرض الزي "الشرعي"، والنقاب الصحراوي، على المرأة، وتم تحجيم دورها المجتمعي، وتقليص حركتها، والحد من نشاطها، ومورست بحق "السافرات" (غير الثورات)، شتى أنواع التخوين والازدراء، والتهديد والوعيد.

وفي سوريا، كانت "القوى الثورية" الجديدة، بشكل عام، هي عبارة عن مجموعات مسلحة تنتمي لتيارات الإسلام السياسي المعروفة كجبهة النصرة، وجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة في سوريا، التي طغى على "ثوارها"، و"قواها الثورية" الطابع السلفي القاعدي الوهابي بنسخته الأشد فتكاً وإجراماً ووحشية وتخلفاً، مستجلباً، وضامـّاً بين صفوفه مرتزقة ولمامات وأجانب من أربع أطراف الأطراف، ومن تلك التيارات الجهادية والسلفية والظلامية الميليشياوية المنظمة، ومدربة من قبل شركات أمنية غربية معروفة، الغارقة في الجهل والتخلف والتوحش وداء الحقد والتكفير والكراهية والنظرية الدونية للمرأة، وترافق مع ذلك ظهور وإطلاق جملة من الفتاوى المضحكة والمخجلة فيما يتعلق بفقه الوطء والنكاح والدعارة "الحلال" وانتهاك خصوصية المرأة وتشويه العلاقة المقدسة بينها وبين الرجل، لتتحول إلى مجرد ممارسة حيوانية شهوانية تفقدها أي بعد عاطفي ووجداني وإنساني. ومع ذلك لم نسمع أي رد فعل، أو تصريح علني، أو بيان "ثوري" يتيم لا من "الثورا"، ولا من "الثائرات"، اللواتي بدا أنهن "مسرورات" بالعودة لعصر الحرملك، والجواري، والإماء، والقنان، وليالي شهريار، والعيش بين غابات "اللحى" وجلابيب "الخلفاء" المعصومين الثوار، وظهرت فضائح جنسية مخجلة ومشينة موثـّقة و"مصورة" طالت "الثورا" ورموزهم و"ثائرات" سوريات. وأغرب ما حرر بهذه "الثورة" هن حيزبونات وشمطاوات ومطلقات وعانسات الثورة السورية، اللواتي كن يصفقن ويهللن ويطبلن ويزغردن لعبوديتهن الجديدة، ولوضهعن الجديد، ويفرحن لـ"انتصارات" و"فتوحات" جبهة النصرة الوهمية، وعصر "الفتح" الثوري الجديد، ولإجرام جماعة الماسون الملتحون في فصول الذبح، والنحر، والاغتصاب، والخطف والقتل، والذين لا ينظرون إليهن إلا كناقصات عقل ودين ومفسدات، مثل الكلب والحمار، للصلوات، ونجسات لا يجوز مصافحتهن لأنهن يبطلن ويفسدن وضوء أولئك الفحول الذكور من أتباع آل وهاب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة
- لص حلب أردوغان أمام العدالة الدولية
- الجبناء
- مأساة رياض حجاب
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟
- توضيح هام حول آليات ومسؤولية النشر
- ماذا قال الأسد؟
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نضال نعيسة - مازوشية ثورية