أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود المصلح - يوميات 1باص ابو درويش















المزيد.....

يوميات 1باص ابو درويش


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 12:29
المحور: سيرة ذاتية
    


الباص ..ابو العبد ابو درويش
لم تكن ظهرت بعد تلك الباصات الصغيرة( الكوستر من شركة تويوتا ) ولم تكن ظهرت كذلك باصات الكيا والهونداي ، ولم تكن السيارات ( تكسي ) بالكثرة التي هي عليه اليوم ، فقط باص طويل يتسع لاكثر من ستين راكبا جلوس واكثرمنهم وقوف وكان سائقه وصاحبه ابو درويش ، وكان مكتوب على جانبيه ( شركة باصات عرابة ) وبجانب هذه العبارة كتب مسار الخط (اربد نابلس جنين ) .
اما الباص الاخر فكانمثله تماما لكن ذلك بلون اخضر شاحب وهذا ازرق باهت ، وكان الازرق لصاحبه وسائقة ابو العبد ..لكنه لم يكن لشركة عرابة بل كان لشركة جنين ..
اما السيارات ( التاكسي الاجرة ) فكان تكسي ابو قاسم مرسيدس 180 يتسع لاربعة ..لكن في الحالات الطارئة يمكن ان يضاف اثنان ، وتكسي مفيد ، وهو من النوع ذاته لتكسي ابو قاسم ، فيما بعد اختص مفيد بتوزيع الصحف المحلية على البقالات في المخيم وكانت محدودة ايضا ، تكسي (شكول ) ابو ايمن مرسيدس 190 يتسع لخمسة ركاب ، ايضا يمكن ان يزداد العد تبعا للحالات الطارئة ، وثمة تكسي ثالث واخير ( ابو ربيع ) وهو مثل تكسي ( شكول ) .
طبعا ، كانت التكسيات الثلاثة تعمل في اعمال مختلفة فالى جانب نقل الركاب من مخيم الحصن الى اربد ، كانت تحمل الصحف المحلية ولعل ( مفيد هو المسؤل عن هذه المهمة حيث يوزعها على بعض البقالات مثل بقالة ابو ابراهيم الشامي ، وابو ابرهيم العرايشي ..
وكانت تنقل الخبز من مخابز اربد ، والخضار الى بعض محلات الخضار ، وبعض البضائع للبقالات حسب التوصية ..وكان ثلاثتهم يتشاركون في هذه المهمة بكل اريحية ومحبة وتعاون ورضى . طبعا بعد فترة دخل عليهم صلاح ومن ثم اخيه بتكسيان من نوع 190 مرسيدس . لكن الوقت كان قد فات ليحملا ما كان يحمل اذ اقتاصرعملهم على نقل الركاب .
ولكن كان ثمة مهمة كبرى كان يقوم بها هؤلاء ، وهي العمل كيسارت اسعاف ، وانقاذ ، ومساعدة ، خصوصا في الليل اذ ان الاجرة ستكون مضاعفة ، واحيانا ربما تكون بالدين لاجل ، وهم ينقلون مصاب او مريض الى مستشفى الاميرة بسمة او المستشفى العسكري .. وطبعا كان يحتم على السائق منهم ان يمكث مع اهل المريض حتى ينتهي الطبيب والاهل من اكمال المهمة ، وكان لهذا اثر في توطيد العلاقة بين السائق والاهل والمريض من بعد .
ولم يكن أي احد من اهل المخيم على اختلافهم وكثرتهم يملك سيارة خاصة من أي نوع ، ولا حتى البكبات، او الجرارات الزراعية حتى هذه اللحظة . وعندما اشترى الشيخ ماجد ابو فاضل اول سيارة في المخيم كانت حادثة تكلم عنها الناس كثيرا ، ولكن في الحقيقة سبق سيارة الشيخ ماجد بعض المغتربين الذي كانوا يغملون في الخليج العربي ، وعادوا ومعهم سيارات تضع ( النمرة السعودية ) ..ثم بعد ذلك توالت الحركة في دخول السيارات الى المخيم ، حيث امتلك البعض وعلى نطاق محدود بعض السيارات ، الى جانب استمرار توافد السيارات الخليجية والالمانية ايضا اذ نشطت في تلك الايالم حركة السفر والاغتراب بحثا عن العمل في المانيا وبعض الدول الاوروبية . ولم تكن امريكا وجهة محببة للسفر في تلك الايام ، اذا اشتدت حمى السفر والهجرة والدراسة الى امريكا في اواسط الثمانينان من القرن الماضي .
وعاد الكثير من ابناء المخيم ممن كون رأس مال في الغربة ، واستثمر في الاردن ومنهم في المخيم ، وبعض من سافروا الى المانيا عادوا ومعهم زوجاتهم الاجنبيات ( خصوصا الالمانيات ) .. ولكن سرعان هربن من ويل وجحيم الاوضاع المعيشية الصعبة ، فكيف لهم ان يتحملوا وطاة المعيشة القاسية التي تفتقر لادنى مقومات الحياة الانسانية ، فأغلب الناس كانت تعيش تحت الصفر ..
كان لتلك السيارات ..سيارات الاجرة ادوار مختلفة كما ذكرنا ن ومن الادوار المهمة التي كانت تقوم بها ، ان تأخذ الناس طلبات خاصة ، كان تكون جاهة لعروس ، او جاهة لرد زوجة حردانة ، او جاهة لعطوة او صلحة ، او مشوار الى المطار او احد الدوائر في عمان .. وطبعا كان على السائق ان يكون فردا من تلك الجاهة ومشاركا فيها . وبالتالي فالسائق لديه الكثير من الاسرار والحكايات ، كما كان لدى صلاح ..فيما بعد .
تبد مدينة اربد 13 كلم تقريبا عن المخيم ، وهذا بالوقت الحالي يعني اقل من 20 دقيقة بالسيارة ، الا ان تلك الايام ، كان على من يريد ان يذهب الى مدينة اربد (وكانت قرية كبيرة تتحول تدريجيا وببطء شديد الى مدينة ريفية ) ان يصحو مبكرا وكأنه ينوي السفر ، وكان عليه ان ينتظر حتى اكتمال عدد الركاب بباص ابو درويش او باص ابو العبد ، والذي كانا يتناوبان على الدور بحيث يكون واحد في موقف باصات اربد والاخر يدور حول المخيم ، وطبعا كان على الراكب الانتظار كثيرا بل كثيرا جدا ..وما ان ينطلق الباص ، حتى يبدأ دور ( الكونترول ) بجمع الاجرة من الركاب الذين يتتابعون على طول الطريق بالصعود والنزول ، ولن الكونترول ينسى ان يطبق كل تلك التعليمات المكتوبة على جدران الباص ذات اللون الازرق من الداخل وبخط اسود واضح :
يمنع الكلام مع السائق
يمنع اخراج الرأس واليد من الشبابيك
يمنع البصق في الباص
يمنع رمي النفايات في الباص
الرجاء احترام الشيوخ والنساء
وكان للكنترول سلطة قوية في ادارة الباص من الداخل حتى ان السائق لا يتدخل بها ويترك المركله لهذا الكونترول ، فهو المسؤل عن التاحميل والتانزيل والوقوف والمسير ، وهو من يعطي الايعاز بكل هذا ، فعندما يريد ان ينزل احد الركاب يصيح باعلى صوت : وقف عنك ..وعندما يتأكد من زول الراكب ومساعدته بانزال الاغراض الكثيرة والاطفال ..يطلب من المسير قائلا بصوت عال: اقصد .
ومن هنا جاءت تسمية تلك الباصات بباصات اقصد .. بحيث اصبحت تطلق على كل باص كبير مثل باصات ابو العبد وابو درويش . وكان مثلها على طريق عمان والزرقاء والمفرق . وهي جميعها باصات مرسيدس . حيث كانت الباصات المتوجهة الى الزقاء واربد تتوقف في محطات للاستراحة ،لتنزيل او لتحميل ركاب جدد ، كما كان الركاب الذين ينون متابعة رحلتهم ، يتناولون المروبات والمأكولات ..حيث ان الرحلة تستغرق وقتا طويلا ، كما نفعل هذه الايام ونحن نتوجه للعقبة .



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة معل
- مصر حرة ..
- مصر .. حرة 2
- اليوم دور الميه
- هل المواطن العربي على قائمة الحكومات العربية ..
- حول تقرير الامم المتحدة
- غيبة الموت
- السقوط في شرك المصطلح
- أولاد الحرام ...
- المسكوت عنه .. المخفي العظيم
- هل انا مخبر ؟
- صلاة بلهاء
- من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد A ...
- بدي اهاجر بقارب مطاطي ..
- انا مش حزبي ..
- من الادب التايواني المترجم - ترجمة محمود المصلح- صباح تشو تي
- زيارة
- سرطان يمشي على قدميه .. متخفي بصورة رجل
- مافيا عن جد
- تجربة ذاتية .. صيد الخاطر 7


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود المصلح - يوميات 1باص ابو درويش