أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ليس للدهر صاحب














المزيد.....

ليس للدهر صاحب


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما كتبت مقالتي السابقة "درس في الديماغوغية" توقعت أن تلقى غضبًا، لا سيّما في أوساط وأتباع حزب التجمع الوطني الديمقراطي.فنحن قوم لا نقبل التعرض لمواقفنا بنقد خاصة ان كان لاذعًا ولا نستسيغ المحاججة حتى وإن انطوت على مقولات ما زالت تنتظر إجابات وتوضيحًا.
نقاشي مع مقولات حزب "التجمع" كان وسيبقى نقاشَ من يرى بهذا الحزب قوّةً وعنوانًا سياسيًا له مكانته بين أوساط حيوية في مجتمعنا العربي في إسرائيل ولأنّه حزب صاحب مشروع وطني سياسي، كما كتبت مؤخرًا النائبة حنين زعبي، لنا حق على قياداته أن يتحمّلوا النقاش وأن لا يلجأ بعضهم إلى لغة لم ينجح أعداؤنا بها فكيف سينجح بها معنا ذوو القربى؟ فلجوء مغترب أمريكي من أصل فلسطيني للتقريع والتشهير والتهجّم الشخصي لن يعفي من في حقّه كتبت ما كتبت وسأكتب، كما ولن يرغمني نائب مستجدّ على ساحة النضال "البرلماني الصهيوني" بأن أجيبه بلغة تستفز حتى الإمام الذي حضّنا على الحلم فهو كالنار التي تزيد الندّ طيبًا، خاصةً وأن في الجليل تطيّرُ النسائمُ ما يخبئه السرو وتعرف الأهالي ما يحاول الناطور إخفاءه.
لا أعرف كم من القرّاء تابعوا مسلسل "الخربة" الذي شاهدته في حينه وأشاهده معادًا هذه الأيام. من المفارقات الطريفة أن حلقة ليلة الثلاثاء تطرّقت إلى موضوعة الديماغوغية ومعناها. كان الحوار بين أعضاء الحزب القومي الثلاثة في تلك الخربة مبعثًا للتفكر، فمن خلاله يستعرض كاتب السيناريو، بلغة ثاقبة بسيطة شعبية ساخرة، عبثية ما آلت إليه أوضاع الحزب الحاكم واهتراء ما كان مرّة أيديولوجيا قوميّة بعثيّة جذابة برّاقة ثورية. يجيب الرفيق، قائد الخلية القومية، رفاقه قائلًا: ديماغوغية يعني تضليل! كلمة تختصر كل المعاني التي شرحتها قواميس السياسة واللغة،فالديماغوغي هو من يسعى لاستمالة الناس إلى حزبه وصفّه بدعوات كاذبة أو مموّهة أو متملّقة وحقائق مهجّنة ومشوّهة. هي، من ناحية أخرى وسيلة عمل انتهجها السياسيون سابقًا والأحزاب كذلك من أجل انتزاع سلطان أو زيادة وزن وحجم، إلى حدّ بعيد لا تعتبر شتيمةً ولكن من يوصف بها عليه الحجة بدحضها أو تفنيدها أو تسويغها بما قد يخدم ما يصطلح عليه بالمصلحة العامة وسلامة الجمهور وأمنه.
قبل أسبوع كتبت النائبة حنين زعبي مقالًا بعنوان"من هنا ننطلق: بناء استراتيجية نضال بدل حصار التمايزات". ما كتبته النائبة حنين،على الرغم ممّا شابه من خلط مواضيع هامة واشتباكها والقفز من مسألة إلى أخرى بربط سطحي وضعيف، إلّا أنّه يستوجب النقاش.
في صالح النائبة يسجّل أنّها الوحيدة، تقريبًا، التي تحاول من حين لآخر أن تكتب في النظرية ومقادير حزبها الذي يسعى ليقنع الجماهير بصحة رؤاه ومواقفه. غياب ردّات الفعل ومناقشة ما كتب يدلّ على ضعف قيادات أحزاب وحركات وانتهازية بعض "المثقفين". النائبة حنين تتهم بما تتهم فيه الحزب الشيوعي والجبهة وسكوتهم ليس علامة نضج وفيض مسؤولية. سكوت الحركة الإسلامية عن اتهامها كحركة لا تملك برنامجًا سياسيًا لا يبرر بسلوك المسؤول الراشد الرزين.
لست ناطقًا باسم تلك الأحزاب والحركات ولا أكتب باسمها. لن أتردّد بنقاش ما يستدعي عندها من نقاش ومساءلة، لكن جاءت البداية،بعد الانتخابات مباشرة، من عند النائبة فجاء النقاش. هل عاد التجمع مجدّدًا لاتهام القيادة الفلسطينية "باتخاذها قرارًا سياسيًا بعدم تفعيل اراداتها السياسية ومخزن الغضب الشعبي الذي يستطيع أن يملي شروطه على إسرائيل ..." هل حقًا تتهم النائبة حنين القيادة الفلسطينية بالتساوق مع أمريكا والوسطية الإسرائيلية بإبقاء الأوضاع القائمة على ما هي عليه؟ هل لنا أن نفهم أن النائبة تتّهم، مرّة أخرى، قيادة فلسطين بالتآمر على مصالح شعبها ومستقبل الوطن؟ لقد تخطّى التجمع هذه المرحلة عندما قام قادته قبل عام ونصف بزيارة الرئيس محمود عباس وأعلنوا أنّ التجمع لم يتهم محمود عباس بالتفريط وأن هذا تجنٍّ لا يقبله التجمع! فهل تغيّرت مواقف وتبدّلت أحوال؟
"للتجمع مشروع وطني واضح غير خاضع للتمايزات التي لا معنى لها عندما يتعلق الأمر بحقوقنا كشعب فلسطيني على جانبي الخط الأخضر" قالت النائبة حنين قليلًا وأبقت كثيره غامضًا. فإلى أين سيفضي هذا المشروع وحدوده جانبي الخط الاخضر؟ هل ما زال حل الدولتين قائمًا في حساباتكم الحقيقية أو أنّه يساق كشعار يساير الواقع وآخرين؟
تقول النائبة أيضًا "نحن كفلسطينيين نحمل مشروعًا وطنيًا نجيب به على المشروع الصهيوني كأصحاب وطن". ما المعنى وما الترجمة العملية لهذا الموقف والشعار؟ إسرائيل الدولة إلى أين وكيف؟
الأخطر هو ما تنهي به النائبة مقالها واعدةً: "التجمع سيبدأ جديًا بدراسة آليات مثل العصيان المدني وتطوير حركة مقاطعة للبرلمان حتى ونحن داخله..." هل يعرف القرّاء، خاصة الشباب منهم، ما يعني العصيان المدني؟ هل حقًا يستطيع حزب حصل على ثلاثة مقاعد في برلمان صهيون أن يجرَّ أقلية تعدادها مليون ونصف إلى عصيان مدني بمثل هذا التنظير والاستعداد والمغامرة؟ كيف نبلع هذه الجرعة وفي الأجواء ما زالت تتداعى نبرات حناجر نوّابنا العرب تردّد التزامهم وولاءهم للدولة وبرلمانها وأكثر؟
ما كتبته النائبة حنين جدير بالنقاش الوطني المسؤول من جميع القادرين ومن قادة التجمع في الطليعة، فهو يفصح عن مكنونات حزب طامح للصدارة، قد يصير نيزكًا ودعاءً في سماء الشرق التي ما زالت تبحث عن شمسها وعن صاحب. فليس للدهر بصاحب من لم ينظر في العواقب.
[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليكَ أيّها الأشرف
- درس في الديماغوغية
- والدنيا لمن غلبا
- دَبّة صوت
- إنتخابات في اسرائيل
- تحطِّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا....
- عندما يكون العدل ورطة
- أما في الأرض من لبيب
- صوت صارخ في الصندوق
- تقاسيم على صبا تشرين
- شرعية على صفيح ساخن
- الضياع في غزة
- هل سنحبك يومًا أمريكا؟
- ونجّنا من الشرير
- في وحدتكم ضعفنا
- خسارتنا أمام -البارسا-
- عندما تصير أمريكا ملاذًا
- الزهايمر ... نسخة فلسطين
- سعاد
- الشيخ والمحكمة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ليس للدهر صاحب