أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سعيد موللا - صناعة المستقبل














المزيد.....

صناعة المستقبل


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 12:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علينا أن نعترف أن الفكر الديني متجذر لدى شعوبنا.
وجميع الحركات الجريئة والنهضوية في الدول العربية والاسلامية، لم تستطع مخاطبة الطبقات الشعبية قليلة الثقافة .
هذه الطبقات كانت تفتقد لجوهر العيش الكريم، تعيش في حالة من الفقر وشح التعليم، وغياب الفرص، إلى عزلة ضمن قيم رتيبة متوارثة . لذلك بدت لها رياح التغيير .. بذخ لا تقوى على دفع فاتورته .

و لأن تلك الحركات اقتصرت على مخاطبة النخبة، نذكر المعتزلة في العراق .. و أخوان الصفا في مصر، وسواهم.. فهي لم تنتشر ولم تستطع الحفاظ على وجودها .
نعم حركات على تميزها المعرفي وجرأة طرحها، لم تستطع طرق باب الطبقات الشعبية وهم السواد الأعظم للشعب .
لذلك عندما اندثرت، غاب تأثيرها تماماً، واقتصرت معرفتنا بها على ما قرأناه في أمهات الكتب.

يقيني أن عملية التربية و ما يتضمنها من توجيه حر، خال من التابوهات، والاعتماد على التحليل العلمي والتجربة والمنطق، أمور هامة وجوهرية، لخلق مجتمع متفق مع أهدافه ومصالحه.

وأظن أن الديكتاتورية في تركيا وتونس ساهمت بالقسر، في فرض إيقاع جديد على المجتمع، واستئصال الهيمنة الدينية الرجعية منه وهي عملية بنوية ساهمت في إيجاد دولتين علمانيتين، لكنهما بقيتا غير ديمقراطيتين . فالديمقراطية وإن كانت حاجة ملحة، لكنها ارتبطت على الدوام بحالة من نضج الوعي، وإدراك بأهمية الحرية في تقدم وانتاجية المجتمع .

المؤسسة الدينية تحاول وعلى مر الزمان بقاء أدواتها قائمة، فدور المسجد معروف، وبالتالي التواصل مع أئمة المساجد والتأثير بهم، وهم أهم المنابر المعرفية المتواصلة من غالبية طبقات الشعب.

وأذكر بأن المؤسسة الدينية تحاول مصادرة وزارة التربية في أي دولة إسلامية أو عربية، وتعتبر ذلك قضية مصيرية ومحورية، لديمومة هيمنتها، وبالتالي تسيدها الفكري .

بالمقابل لا بد من تحرير المجتمع من قبضة الهيمنة لأي فكر، وأشدد لأي فكر.

لا بد من فتح الأبواب والنوافذ لتبقى مشرعة للتيارات الفكرية الحداثية، والتفاعل معها حتى الانتقال إلى مرحلة الخلق والابداع فيها.

هذا أمر عشناه في أواسط القرن الماضي، وكان تأثيره جيداً، ولو أن الأنظمة استطاعت بناء أنظمة ديمقراطية لكنا اليوم جزء من منظمة ديمقراطية، ولكان وضعنا أفضل بكثير، على الأقل ما كنا بحاجة لدفع هذه الفاتورة الضخمة من الضحايا والدمار .
يبقى أننا اليوم أمام رهان كبير وصعب، خاصة بعد إصرار الدينيين وصم نظام الأسد بالعلماني، وهم يقومون ذلك بمكر وبسوء نية، لأن هذا النظام لم يحمل من العلمانية شيء، يغمزون بأن العلمانية أدت إلى حالة متردية، وهم مدركون أن ذاك النظام قدم للتيار الديني الأصولي والمتشدد، أكثر بمليون مرة من مما قدمه لقضية الحريات والفصل بين السلطات وجميع القيم العلمانية .

أظن أن العلمانية ستدق بابنا بقوة، وسيتمسك بها حتى من حاربوها لجهل في جوهرها، وأعيد التذكير بمقولة أردوغان رئيس الوزراء التركي، لولا النظام العلماني في تركيا لما وصل حزب التنمية والعدالة للحكم، لقد وصل الحزب للسلطة بعد أن بات يتمتع بجوهر ديمقراطي وهو بذلك يختلف كثيراً عن جوهر النهضة التونسي، والأخوان المسلمين المصري الاقصائيين حتماً .

نحن نحتاج إلى جيلين و ربما ثلاث من العمل الدؤوب ، لكن شعوبنا لا شك ستتطور، ولن تعود إلى الوراء، لأنها بذلك تخالف قوانين الطبيعة، وهذا غير جائز.

نحن اليوم مدعوون للبذار و زرع الغراس ونعلم أننا لن نكون من يقطف الثمر ولا من يتلذذ بطعمه سيكون المتنعمون بذلك أولادنا وربما أحفادنا !!

لكننا وبهذا الغراس إنما نقوم باستثمار قيم .. نقدم الكثير لأجل الأجيال القادمة، تقدم مستقبلاً خالياً من التبعيات والهيمنة ومن أي نوع ...

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة
- عن اجتماع جنيفا
- هواجس المحظيات
- نهاية المطاف
- قائد من الداخل
- إنها الحرب
- الثورة السورية بعد سقوط الطاغية
- وجهة الأسد بعد السقوط
- حقائق يجب معرفتها
- كلمة لا بد منها
- الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين
- توحيد الجهود
- لونا الشبل خلفاً لجهاد مقدسي في وظيفة الناطق بوزراة الخارجية ...
- طبول الحرب تقرع
- أحلامنا واقعاً
- عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لينا سعيد موللا - صناعة المستقبل