أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية














المزيد.....

استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 19:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قلناها ونعيد قولها: لو يعي اليسار السياسي أنّ اضطلاعه يإيمانه الديني مطلوب من طرف الشعب وجماهير الناخبين، لأصبح قوة محترمة تساهم في اختراق ما يسمى بالاستقطاب الثنائي (بين الإسلام السياسي والعلمانية) وفي القضاء عليه ومن ثمة في تلبية شروط التعددية والتعايش التعددي.

ومن المؤسف أن ينتظر المجتمع التونسي واقعة استشهاد واحد من أبرز رموز اليسار حتى يتبيّن له من جهة أنّ الإيمان ليس حكرا على الإسلام السياسي ومن جهة ثانية أنّ كل واحد من المؤمنين، بما فيهم اليساريون، يحق له الاضطلاع بإيمانه وبآثار هذا الإيمان طالما أن يتوفر لديه المنهاج المناسب.

رحمك الله يا شكري بلعيد وعسى ألا يذهب دمك المهدور هباءً بل تحدث واقعة فقدانك النقلة النوعية لدى يسار مؤمن يكنُّ له الشعب كل الحب الذي يستحق.

في هذا السياق نعتقد أنه ليس من باب الصدفة أن صرحت السيدة بسمة الخلفاوي أرملة الراحل الكبير شكري بلعيد في يوم تشييع جنازته بالذات إنّ واجبنا العربي الإسلامي يملي على القوى الديمقراطية الآن أن تتحد. وهي تدري ما تقول كزوجة لزعيم يساري مؤمن راحل، وكناطقة (رمزية) باسمه.

إذن بعد أن استشهد بلعيد، ها أنّ اليسار التقدمي يبدو مهيئا لاسترجاع وعيه "العربي الإسلامي" بما يتضمنه هذا الأخير من بُعدٍ ديني طالما أثار الجدل كلما اقترن بمفهوم "اليسار" وطالما تعرض للنسف على امتداد عقود بسبب عوامل عدة. فالحرية إيمان والإيمان حرية وبالتالي فإنّ حاثة اغتيال بلعيد قد تكون منعرجا حاسما على طريق التحرر والانعتاق لهذا البلد ولأهله وربما أيضا للعرب قاطبة.

من هذا المنطلق نأمل أن يكون حدث استشهاد المناضل السياسي اليساري فرصة تاريخية لتفادي الحرب الأهلية في تونس والتي يهدد بها من حين لآخر الانقسام الحالي بين الإسلام السياسي والعلمانية. ومن هنا نطرح فكرة أنّ الطرفين مطالبين بإقناع بعضهما البعض بالحق وبالحقيقة قدر المستطاع. وهذا بحد ذاته صراع ليس بالهيّن. أما أن يتمادى الطرفان في السير العشوائي على نهج الإقصاء من غير الاحتكام للمنهج العلمي فذلك لن يقود البلاد إلا إلى لهاوية لا قدر الله.

ومن الآليات العلمية التي تقع على خط يساري مؤمن هادف إلى تأليف الوسطية الحق، نقترح مفهوم جمهورية الخلافة الديمقراطية. وهذه الأخيرة ديمقراطية تونسية وعربية نابعة من صميم الثورة الحقة.

إنّ نظام الجمهورية كان دوما موجودا في الدستور التونسي وفي مؤسسات الدولة . لكن الكثير من المواطنين كانوا غير راضين به لأنه لم يحقق لهم طموحاتهم. ومن أسباب هذا الفشل في إقناع هذا الشق الواسع من المجتمع (الذين أصبحوا سلفيين وأصوليين على الأخص) هو عدم توفير النظام الجمهوري لهم الضمانة المعنوية وما تفترضه هذه الأخيرة من سلوكيات ومعاملات (من سياسة) متجذرة في الذات ونابعة من الذات.ّ

في هذا المستوى ولكي يكون المؤمن والدهري منسجمَين في داخل نظام حكم يوفر لهما حظوظ التصالح مع الذات وبالتالي درأ الانقسام، نلوذ بمزج مفهوم "الديمقراطية" مع مفهوم أصلي لا مفرّ من التعامل معه بجدية ألا وهو مفهوم "الخلافة" كترسيخ لمبدأ إسلامي مركزي: الاستخلاف.

فالاضطلاع بالاستخلاف هو الذي سيعطي المواطنين الذين لم ينسجموا مع الدولة الحالية (غير المتوازنة) فرصة تمكين ذواتهم، مما سيجعلهم يمارسون سيادتهم الاستخلافية فيصبح نظام الحكم معبرا عنهم ومنسجما مع تحقيق إرادتهم.

فقط من هذا المنظور ستفنى الحاجة للتحزب باسم الإسلام. إذ إنّ التحزب الإسلامي في القلب وفي العمل وفي السلوك وفي العلم، لا في المؤسسة السياسية.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل
- تَعرَّينا...
- شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام
- هذا ما يريده الشعب التونسي، فماذا تريد -النهضة-؟
- هل طاب من الخطاب ما يمحو الاستقطاب؟
- هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟
- ما معنى أن تكون لنا وزارة للغة؟
- من أجل إحداث وزارة للشؤون اللغوية
- هل وحّدتنا صواريخ غزة؟
- الجبهة والتحالف في تونس: قطب ثالث بلا منهاج؟
- مشهدٌ من الوفاق ولا العيش 23 سنة أخرى في الأنفاق
- اعطوا الشباب مشروعيةً يعطيكم ثورة حقيقية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية