أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الحمّار - شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة














المزيد.....

شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 17:10
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


أعتقد أننا شعب تابع لنخب مهووسة بانتقاد السلطة. فلا النخبة السياسية ولا النخبة الفكرية ولا النخبة الثقافية قادرة على نسج البديل عن السائد مادامت غير متحررة من هذا الهوس. هذا في حال أن نتصور أنّ كل هذه النخب ترغب في تغيير ما هو سائد وفي حال أن نكون أسخياء إلى درجة أن لا نؤمن بوجود نخب رجعية ترغب في دوام الوضع السائد.
إذن فتحرر النخب من الهوس بحدّ ذاته فعل ثوري. ولكنه فعل غير موجود اليوم. مع أنه ضروري لربط الصلة بين النخب في ما بينها، وبين النخب من جهة والشعب من جهة ثانية، وبين مكونات المجتمع في ما بينها. ويتمثل هذا العمل في نسج التصورات المشتركة والتي من شأنها أن تشغل بال وإرادة كل الفاعلين فتكون نتيجتها على مرّ الأيام والأشهر والأعوام جسما متحدا متكوّنا من جملة الأحاسيس والأفكار الإيجابية المتفق على متابعتها إلى أن تترعرع وتكبر وتصبح واقعا معاشا.
بينما الذي نشاهده الآن هو مجتمع يعود القهقرى بعد أن كان واثقا في إمكانياته لخلع أيّ أي نظام مستبد. أما ما يسمى بـ"الثورة المضادة" وبـ"عودة التجمع والتجمعيين" وبـ"الأزلام" وما إلى ذلك من التسميات التي يترنم بها هذا المجتمع ويترنح على إيقاعها فهو تبرير جاء به السياسيون لتبرئة ساحتهم وأخَذَه عنهم الإعلاميون للحفاظ على شيء من المنطق والمصداقية في علاقتهم مع الجمهور. بينما رجوع المجتمع إلى الوراء داءٌ ذاتي وليس اعتداءً خارجيا على الذات. وهو دليل قاطع على تصحر الفكر وخلوّه من البديل الشامل، ولو كان في طور الجنين، ناهيك أن يكون هنالك جسما متكاملا في طورٍ متقدم من التشكل من شأنه أن يسد الطريق أمام فكر المحافظة والاستبداد الذي تمثله السلطة.
ولا يكون الرجوع إلى الوراء نتيجة مباشرة لشيء اسمه الثورة المضادة وما إلى ذلك إلا في حال يصبح الضعف الأصلي حالة عادية تعيد إنتاج نفسها ومبرراتها، ما قد نخشى أن يكون قد حصل بعدُ.
إنّ كل سلطة مهما كان البلد الذي تحكمه ومهما كانت ثقافة ذلك البلد وديانة شعبه، تنزع بصفة طبيعية إلى تطويع المحكومين لأغراضها بما يستوجب ذلك من تعسف وظلم يصل إلى استعمال العنف وإدانة الأحرار من مفكرين وفنانين وسياسيين. وكان ينبغي على النخب أن تركز هذا الإيمان لدى الشعب، وإلا فكيف نذعن لفكرة أنّ السلطة منبثقة عن الشعب وفي الوقت ذاته نتذمر من قهر السلطة للشعب من دون توفر الموارد الضرورية ضمن البنية الفوقية؟
وسلطة الترويكا في تونس اليوم تقهر الشعب، و بصفة طبيعية، لا لشيء إلا لأنّ الشعب ونخبه مشغولون فقط بإثبات هذا القهر ولا يأبهون لضرورة التحرر من الهوس ومن ثمة لتأسيس البديل المضاد للقهر. أي لم تكن سلطة الترويكا لتقمع مسيرة 9 أفريل 2012 ولا لتتغاضى عن أعمال العنف التي قامت بها روابط "حماية الثورة" في كل المناسبات التي نعرفها، ولا لتزجّ بالإعلامي سامي الفهري وبغيره في السجن، من بين أفعال أخرى، لو كان الشعب ونخبه مُنَظمين ومتعاونين، وذلك بأن ينتظموا مثلا في شكل فئة تُعنى بالنقد والتنديد وأخرى ببناء الأفكار وبنحت التصورات وتأسيس الاستراتيجيات وإعداد البرامج، أو بأن تتناوب الفئات والفرق تارة على التمزيق والتفكيك (النقد والتصدي) وطورا على الحياكة والغزل .
لماذا يريد كل الشعب التونسي أن يقوم بنفس العمل؟ لماذا هذه الأحادية في التفكير والسلوك؟ ألم يحن الوقت لكي تنوّع القوى الفاعلة التي تقود الشعب فكريا وسياسيا نشاطاتها حتى تتراءى لها، ومن ورائها للشعب بأكمله، سبل التكامل والتعاون من أجل الهدف المشترك ألا وهو التحرر الشامل من الانزياح نحو التفكير التآمري ( لمّا لا تكون هنالك مؤامرة حقا)، وهو من سمات التخلف الفكري؛ ومن التكلس العقدي والإيديولوجي والسياسي، وهو من دواعي الجمود السياسي والتحجر الديني؛ ومن التأزم الاجتماعي والاقتصادي، وهو من نتائج التواكل وغياب التصور المستقبلي.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام
- هذا ما يريده الشعب التونسي، فماذا تريد -النهضة-؟
- هل طاب من الخطاب ما يمحو الاستقطاب؟
- هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟
- ما معنى أن تكون لنا وزارة للغة؟
- من أجل إحداث وزارة للشؤون اللغوية
- هل وحّدتنا صواريخ غزة؟
- الجبهة والتحالف في تونس: قطب ثالث بلا منهاج؟
- مشهدٌ من الوفاق ولا العيش 23 سنة أخرى في الأنفاق
- اعطوا الشباب مشروعيةً يعطيكم ثورة حقيقية
- جبهة شعبية دون تطبيع العلاقة مع الدين؟
- الله رب (النهضة) وربنا جميعا
- ما البديل عن أسلمة المجتمع؟
- ألاَ تجوز النظرية المادية في الإسلام؟
- هل نحن مجتمع ضال؟
- الشرط الأساس ليجتازَ اليسارُ خط التماس
- أنا سني غير معتزلي إذن أنا أفكر
- أيُشترط أن نكون معتزلة لنقدّم العقل على النص؟


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الحمّار - شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة