أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟














المزيد.....

لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 06:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدعي الحكومة في العراق ان للمظاهرات المشتعلة في محافظات الأنبار والموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين أبعادا طائفية. وتشترك مع السلطة ايضا قوى من متزلفيها وطباليها من رجال دين وبرلمانيين وكتبة من الصفوف الثالثة، والجميع يتحدث عن ضرورة تشكيل حكومة وطنية، بشراكة وطنية، ولجان وطنية، لتضمن السلامة الوطنية، والنزاهة الوطنية وهلمجرا، وطنية لدرجة باتوا معها "مهزلة" وطنية. ان أولئك الذين يشككون في الطبيعة الاحتجاجية والمطلبية لهذه المظاهرات لا يملكون شيئا سوى العمى عن رؤية أي شيء لا يدخل المال في جيوبهم. ولكن كيف يمكن لشخص رؤية أي شيء حوله بينما هو يرتدي نظارات الطائفية الكالحة ؟!

فلنر كيف بدأت الطائفية.

شكلت الحكومة الحالية في العراق منذ البدء من مجاميع وأحزاب اسلامية طائفية وبرعاية وتوجيه الجيش الأمريكي. نصبوا حكومة تعمق وبشكل منهجي، الكراهية الطائفية، وترسخ تجرئة الجماهير وتدمر البنية المدنية للمجتمع، وترسخ دونية المرأة بسن القوانين الدينية، وتقسم المجتمع الى مناطق وجماعات و“كيانات“ طائفية وعرقية وإثنية. هذه الحكومة توظف مأجوريها من رجال الدين والشيوخ والأئمة ورؤساء القبائل، تفتتح مقرات تسميها حكومية، ومكاتب تسميها حزبية، بينما هي في الواقع أعشاشا لنفح السموم والترويجات المعادية للمرأة ولتقسيم البشر على اسس خرافية ونشر الافكار التوهينية والوهمية. ماذا يمكن أن نطلق على حكومة قررت اغراق شوارع وأحياء العراق بالآلاف من بوسترات الخميني وملالي الدين كما لو أنهم نجوم بوب ؟! ما هي المشاعر التي تخلقها هذه السياسات وماذا يمكن ان نسمي ذلك ؟ وئام وطني؟ وحدة وطنية ؟ ماذا يمكن أن ننعت هكذا حكومة ؟.

قادة السلطة في العراق بما في ذلك قادة التحالفات البرجوازية المدعية بالعلمانية ك"الكتلة العراقية" التي انكشف داخلها اوكار من الوهابيين وجماعات القاعدة وحزب البعث، لدرجة أن رئيسها، السيد إياد علاوي بدأ منذ فترة بحملة تبرير بانه لا يتفق مع الكل في الكتلة وبأن نهج كتلته اللا طائفي اصيل ومتجذر وباق وهكذا. ولكن عفوا، هل نتوقع شئ اخر من اناس قدموا وثائق مزورة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية تؤكد قدرة العراق على إنتاج أسلحة الدمار الشامل من اجل تبرير شن الغارات واحتلال المجتمع وقتل مئات الالاف من البشر من قبل اصدقاءهم الامريكان؟!

السيد نوري المالكي، من جهته، حريص على استخدام يده لخط عبارات تمجد العراق وقيم المواطنة والوطن، ولكن في الداخل، عميقا وراء الكواليس، فانه ينكفأ مع أصدقائه في الجمهورية الإسلامية، جمهورية المشانق، لحفر وتعميق خنادق الكراهية الطائفية. يريد ان يلعب اللعبة التي خول له ان يلعبها. ولكنه نسي ان دور الرجل القوي سرعان ما سيصطدم بماهيته الاصلية، ماهية الدين والطائفة لا ماهية رجل الدولة. فحزبه غير قادر اساسا على تجهيزه ايديولوجيا باي مداد للقيام بدور ”زعيم“ لان ايديولوجية الحزب تعتمد على التعريف الطائفي للمجتمع ومفاهيمه مستقاة من الدين وتقسيم البشر الى الشيعة والسنة اي نفي الهوية المواطنية، فكيف يتسنى لهكذا احزاب ان تدعم رجالها للتحول الى رموز وطنية ؟! غير ممكن. وبينما يعتبر السيد المالكي ان ترويجاته ومنجزاته الطائفية مقبولة، فان أي مطلب من الجماهير، سواء كانت في البصرة او الحلة او كربلاء، او الانبار والموصل وبعقوبة، من المحرومين والمحاصرين باليأس والفقر، اي مطلب لانهاء القمع والدونية، يسارع لاتهامه بالطائفية والتواطئ مع الارهابيين والتكفيريين، حتى لو اثبتت له الجماهير آلاف المرات أنها لا تبغي حكما دينيا ولا تبيت نوايا طائفية وليس في يديها شعارات طائفية او بعثية فانه ذلك لن يكون كافيا.

قبل اسابيع وعندما كتب صحفي أمريكي في صحيفة نيويورك تايمز أن هناك مؤامرة قطرية سعودية لدعم الاسلاميين السنة للاستيلاء على السلطة في العراق، فقد كان ذلك في الواقع إشارة امريكية إلى فشل الإسلام السياسي الشيعي للسيطرة على الوضع و" تطبيق الديموقراطية" والتلويح لهم بالعصا الامريكية. هذا الاستقطاب الرجعي في المنطقة بين الاسلام السياسي السني والشيعي قائم ولكن فقط قائم إلى الحد الذي يريدون من خلاله اهماد المظاهرات الجماهيرية، اما بتدمير الثورات وسحقها، أو بتجييرها لخدمة اهداف الدول الاسلامية الموالية للغرب والتي تريد جلب الاخوانجية والسلفية وبقية برابرة القرون الوسطى المجرورين جرا من الكهوف.الا ان المظاهرات، الاحتجاجات، والجماهير نفسها، ليس لديها علاقة بهؤلاء، لم تنخدع بهم، وان خدعت بجرها الى انتخابات صورية فهي اليوم تخرج مرة اخرى لتعلن اانه لن تخدع مرة اخرى. في مصر، وتونس وسوريا وفي العراق نفسه، لا شيء مما تقوله الجماهير له صلة بحكم اسلامي لا سني ولا شيعي، لا كراهية طائفية ولا انتقام مذهبي. ان المطالب واضحة ولا تتضمن اكثر من انهاء التعسف والحريات والمساواة، فهل تلك طائفية؟. سيجيبون بنعم.

ولكن العنصر الحاسم اليوم لم يعد ما يقوله هؤلاء بل كلمة الجماهير، وليشتد تعسفهم، فكلما اشتد بطش الطغاة، صلبت عود الجماهير.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتتوسع دائرة مطالب الاحتجاجات ورقعتها لكل العراق
- اطلقوا سراحهم الان ! الى جميع النقابات العمالية ومنظمات حقوق ...
- هل لديكم مقدسات اخرى لتكمموا افواهنا بها؟!
- سيكولار، حاجة الى الحرية !
- شبح ثورة جماهير سوريا يحوم فوق رؤوس ساسة البرجوازية العراقية ...
- فقدان الجمهورية الاسلامية لنفوذها سيسدل الستار على كل حركة ا ...
- المارد الجماهيري واسلاميو الكاميرات
- مسرحية وجمهور
- البرجوازية وآفاق ثورتها المضادة
- اليسار العمالي؛ السلطة السياسية ومستلزمات العمل المشترك
- الارض واحدة، والانسان واحد
- ديمقراطية ال 1 %
- حول نفوذ منصور حكمت على الشيوعية والشيوعيين في العراق
- يغرقون المجتمع بالدم والحرمان والتخلف ثم يعقدون مؤتمرات ”وطن ...
- التعددية الثقافية والمسوجني *
- حكومة علمانية لا شراكة طائفية
- رسالة الى مصر 8
- رسالة الى مصر 7
- رسالة الى مصر 6
- حول الوضع الخطير في ديالى - الدولة العلمانية هي الجواب


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام شكري - لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟