أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم















المزيد.....

الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 01:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ترددت فى نشر وكتابة هذا المقال مرتين، الأولى بعد أحداث الاتحادية التى شهدت ظهور – وأقولها آسفا – مرحلة المليشيات فى الثورة المصرية؛ حينما استخدم الإخوان وظهيرهم السلفي العنف باسم الدين، وحينما اضطر بعض الثوار ومؤيدوهم من الأحياء الشعبية بالمنطقة للرد دفاعا عن النفس.. والمرة الثانية كانت فى ليلة رأس السنة الماضية عند محاولة اغتيال مهند سمير، حيث أحجمت عن الكتابة أيضا رغم خطوة ما أراه يتشكل على الأرض وما يدفع الثوار إليه دفعا، أقولها وكلى أسف: أن يفرض على الثوار "طريق الدماء" بعد "طريق التضحيات".

اعتمدت المواجهات بين الثوار وبين النظام القديم - بوجوهه المتعددة- قبل أحداث الاتحادية على "التضحية والفداء": أن يفتح الثوار صدورهم للموت فى شوارع التحرير ومجلس الوزراء ومحمد محمود، حيث كانت المعادلة تقوم على اختبار قدرة الثوار على الوقوف أمام الموت دفاعا عن ثورتهم.

أما بعد أحداث الاتحادية فهناك من يحاول تغيير المعادلة، ليصبح "طريق الدماء" هو السبيل الوحيد أمام الثوار دفاعا عن ثورتهم، هناك من يلعب بالنار – التى لابد ستحرقه عاجلا أو آجلا – معتقدا أنه يخدع الناس مدعيا أن ناره بردا وسلاما! يحاول البعض فرض طريق الدماء على الثوار، يحاول أن يفرض عليهم معادلة جديدة تختبر قدرتهم فى التصدي للعنف المسلح والمنظم، وأعتقد أن من يراهن على غير الثوار هو واهم غير قارئ لدروس التاريخ! من يشكل مليشيا الوهم والخراب باسم الدين والدين منهم براء، سوف يجبر الثوار – مضطرين- للدفاع عن أنفسهم، وفق شروط المعادلة الجديدة.
صنعت أحداث الاتحادية تحولا استراتيجيا فى ذهن ووعى الثوار، هم الآن على قناعة بأن السلطة تريد المرور عبر طريق الدم، سواء كان المرور للوراء أو للأمام، وأعتقد أنه فى مواجهة الثوار، عاجلا أو آجلا سوف يكون الطرق "للخلف در"! كي تنكسر الصورة الذهنية التى تركتها أحداث الاتحادية عند الثوار، ذلك ثمن باهظ! لن يقدر الطامعون فى السلطة على تقديمه أبدا، أحداث الاتحادية وأقولها آسفا – بعد صمت طويل- كانت هى الفراق بين السلطة وبين الثوار! لن تستطيع السلطة شراء ود الثوار ودفع دية دمائهم إلا بالنفيس والعزيز، وهم فى السلطة طامعون، ويريدون لمليشيا الوهم أن تستدرج الثوار لمعركة، لن يكسبوها أبدا.

فى ليلة رأس السنة شاهدت تحولا فى المشهد الثوري – لم أشأ أن أفصح عنه حينه – شاهدت وجوها جديدة من الثوار، ليسوا هم رجال مواجهات محمد محمود ومجلس الوزراء، وليسوا هم من سكان الميدان فى الاعتصامات، وكذلك ليسوا من رواد المليونيات، أعتقد أنني شاهدت بداية لتشكل حشد جديد يضاف لحشود الثورة الثلاثة السابقة، أعتقد أنني شاهدت بذرة رغبة الثوار فى الدفاع عن أنفسهم بشكل مسلح، خاصة بعد محاولة اغتيال مهند سمير، وحدث جدل واسع ذلك اليوم بين هذه الوجوه الجديدة – وبعضها قديم- وبين كافة الحضور..
ناقوس الخطر يدق، المسئولية السياسية عن مرحلة العنف المنظم والمسلح فى عنق السلطة العمياء، التى لا ترى سوى الكرسي. كانت أحداث الاتحادية هى أكبر خطأ استراتيجي وقع فيه النظام الحالي، وهذا الخطأ سوف يحكم مسار الثورة -فى ظني- لمدة طويلة ويعاقب أصحابه عقابا مريرا! كان الخطأ أن يتخلى النظام السياسي عن مسئوليته، ودوره السياسي فى مواجهة الحراك الثوري وفصائل المعارضة، عندما بدأ الأمر فى مليونية "مصر مش عزبة" التى حشد فيها أنصار النظام لمواجهة الحراك الثوري وفصائل المعارضة (وبالمناسبة لا تملك المعارضة التأثير الذى يتخيله أنصار النظام على الثوار)، وتطور الأمر لفكرة الحشد فى مواجهة الحشد فى مليونية جامعة القاهرة، ولجأ النظام للمزايدة على الثوار (أصحاب المشهد الحقيقيين) خالطا بينهم وبين فصائل المعارضة السياسية له؛ مستخدما شعار الدين لحشد البسطاء من الأقاليم، على خلفية الاستقطاب الديني الطائفي والمذهبي..

واستمرت معركة تمرير الدستور حتى وصلت بنا لثلاثاء حصار قصر الاتحادية، والاعتصام الهزيل الذى أقيم على عجل ودون دعم كاف من الثوار؛ حين تصدر المشهد ناشط سياسي تحدث عن خطط اقتحام القصر! وعن تشكيل مجلس رئاسي مدني! وعن إرسال خيم وفرق إعاشة لمحيط القصر! وهذا الناشط –بافتراض حسن النية- يعبر عن أعلى درجات انخفاض الوعي السياسي، فبدا الأمر وكأن الثوار والمعتصمون أصحاب المبادئ والتضحية والفداء، يعتصمون وهناك من ينفق عليهم ويوفر لهم الإعاشة! وهذا لا ينطبق حقيقة على الصورة العامة للمشهد الثوري منذ انطلاق الثورة..

قديما كان المجلس العسكري يستخدم تكتيك المسكنات للسيطرة على الغضب الثوري، لكن النظام الجديد – وفق رؤيته السياسية منذ بداية الثورة- رأى أنه فى حاجة لحسم المعركة جذريا، وأن يفرض معادلة جديدة على المشهد كلية؛ عندما قرر للمرة الأولى استخدام حشد مؤيد ومنظم بغرض فض الاعتصام الهزيل أصلا، وكان ذلك المشهد هو من أخطر اللحظات السياسية فى مصر الثورة، والتى ستحكم مسار البلاد وتلبده بالغيوم طويلا. فى ظني أن المجلس العسكري -رغم كل تجاوزاته- نجح فى تجنب لحظة المواجهة الكبرى مع الثوار، وكذلك تجنب إعطاء الثوار المبرر فى مواجهته عن طريق العنف المسلح، لكن النظام الحالي وقع فى الفخ، خطأ النظام الحالي فى الاتحادية ومردوده على جماهير فصائل الدين السياسي، سوف يدفع للأسف بعض الثوار–بدورهم- للوقوع مجبرين فى خطأ مقابل..

هناك ثلاثة أراء أو سيناريوهات تتناول الموقف الراهن إزاء النظام الحالي، أولا: هناك من يقول: انه لا يمكن إعادة شريط الزمن للوراء، وأن "طريق الدماء" – عاجلا أو آجلا- أصبح لا مفر منه بعدما خضنا "طريق التضحيات"، وأن ميلشيا الثوار ستتشكل لمواجهة ميليشيا الوهم إذا دعت الحاجة لذلك، وأن من عرف طريق الدماء لن يتراجع عنه إلا بالدماء. ثانيا: هناك من يقول: أن خطأ سياسي واحد من العيار الثقيل كفيل بعودة جماعة الإخوان لحجمها الطبيعي دون دماء، وأن سلوكهم السياسي المتخبط كفيل بحرق ما تبقى من عمار بينهم وبين البعض. ثالثا: هناك من يقول: أن الوقت لم يفت بعد، التنازلات والتوافق من قبل جماعة الإخوان ممكنة لتحمل المسئولية السياسية للرئيس، والخروج من العنف والخراب.. هى ثلاثة مسارات مطروحة للمستقبل.. ومازال النظام القديم حاضرا فى المشهد من خلال "المؤسسة العسكرية" باحتمالات تداخلها المتعددة مع المشهد..

كنت أتمنى ألا يفرض على الثوار الدفاع عن أنفسهم بهذه الطريقة التى تلوح فى الأفق، ومازلت أتمنى ذلك، لكنها الحياة قد لا تمنح للإنسان ما يتمناه دائما.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ديوان: الطازجون مهما حدث
- طرق مطاردة الذات فى قصيدة النثر المصرية
- 25يناير2013 : سجال الأطراف الأربعة
- -الحوار المتمدن- و-أنا علماني-
- ذكروهم: التجمع الصهيونى فى فلسطين ومنظومة قيم - الطفرة - (mu ...
- فى استراتيجية الثورة: الفرصة والفرصة المضادة
- الثورة وإرث العلمانية والدين
- الثورة والأيديولوجيا الشعبية والوعي الانتقائي
- المسارين الثوري والسياسي: بين التكيف والتمرد
- -محمد محمود- الماضى والمستقبل
- الفلسطينى بين: الأيديولوجيا والتاريخ.. حين يكون الموقف مأزقا ...
- كيف يكون الشعر إنسانيا فى المساحة السياسية!
- اليسار: المصري، والفلسطيني، والصهيوني و خرافة -الاحتلال التق ...
- -الصهيونية الماركسية-وجذور: المرحلية والنسبية، فى الفكر الصه ...


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم