أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا قال الأسد؟















المزيد.....

ماذا قال الأسد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نزل خطاب الأسد كالماء البارد على تلك الرؤوس الحامية والنارية الكبيرة والصغيرة، في عواصم البداوة ومدن الملح أو في عواصم الاستكبار والإثم والعدوان والاستعمار التي كانت تعطي المهل، وتمنح الأيام، وتطالب بالرحيل، وتتوقع سقوط سوريا بأيام معدودات، وكانت تتوقع خطاب الخضوع، والركون والاستجداء، فرأت نفسها أمام خطاب التحدي والانتصار، ووجدت تلك الرؤوس الحامية نفسها في المربع الأول بعد سنتين من ضخ المال والسلاح وتجنيد آلاف الأقلام والأبواق المأجورة هنا وهناك للنيل من عزيمة الرجل وثنيه عن ترك سوريا لقمة سائغة بفم تلك الوحوش والذئاب الكاسرة والضباع الضارية التي دمرت شعوب المنطقة وضربت العيش والاستقرار بها تحت مسمى الثورات والربيع العربي وتركتها أثراً بعد عين، مع الإعلان الرسمي اليوم عن إفلاس تونس "الثورة".

وبغض النظر عن المبادرة التي أطلقها الأسد كسبيل للخروج من الأزمة، التي قد تكون عرضة لتجاذبات ونقاشات كثيرة، فقد قال الأسد كل ما يعتمل ويختلج في نفوس وضمائر السوريين، من فضح للمؤامرة الكونية وأبعادها، ومن يقف وراءها ويمولها، وأعلنها بصراحة الواثق المنتصر، بأن لا حوار مع القتلة ومع الإرهابيين، و"الدمى" وسنطارد آخر مرتزق وإرهابي في جبهة النصرة التي اعترفت أمريكا، راعية الثورات الليفية، بوجودها، لا بل زودتها وبما يخالف القانون الأمريكي، وتحديداً قانون الباتريوت لمكافحة الإرهاب، بمبلغ 25 مليون دولار. لا حوار مع الدمى المتحركة التي صنعت وفبركت في الدوائر الغربية والاستخباراتية المعروفة فهذه لا محل لها من الإعراب في سوريا، مستقبل سوريا يصنعه السوريون أنفسهم، وفي سوريا، ولن يكون القرار في سوريا، والحل إلا بيد السوريين، وبإرادة الشعب السوري البطل صانع المعجزات، ومسطـّر هذه الملحمة الأعظم في تاريخ البشرية التي تجلت بالصمود ومواجهة أعتى هجمة في التاريخ البشري وأوسع عدوان تتعرض له دولة مستقلة وذات سيادة، تنقض عليها 130 دولة دفعة واحدة، لجلب الديمقراطية على الطريقة الأمريكية لها.

ومن قلب دمشق، ويا للغرابة والعجب، "التي تدور المعارك على بعد أمتار من القصر الجمهوري"، حسب خطاب الإعلام المضلل إياه، وفي تلك القاعة الشامية الفخمة، في دار الأوبرا، دار الموسيقا والأوركسترا و"أورنينا" السورية، واللحن السوري الأول في التاريخ كرسالة على العمق الحضاري السوري الضارب في التاريخ، وكرمز للتمدن والحضارة والإبداع والتألق السوري الدائم، كانت كلمات الأسد تصل لمئات الملايين من المتابعين، حيث تم نقل الخطاب مباشرة عبر مئات القنوات التلفزيونية، لتنسف تلك الوقفة، وذاك الظهور خطاباً "ثورياً" كاملاً عن الحالة الأمنية الحقيقية في دمشق والضواحي، التي تم تطهير معظمها من رجس العصابات الإرهابية المدعومة أطلسياً، ومسهل لها تركياً، وممولة من منظومة النعاج البدوية الصحراوية.

لقد كان الأسد، وبطريقة جد دبلوماسية يفرض شروطه، شروط المنتصر، ويضع تصوراته، ويرسم ورؤيته لما هو قادم، وهذه لا يفعلها المهزومون. وضع الكرة في مرمى من يدعم ويسلح ويمول الجماعات التكفيرية التي تخرب وتدمر في سوريا، موضحاً للجميع طبيعة الصراع الذي تحاول ماكينات الإعلام تزييفه وتقديمه بلبوس رومانسي ثوري طاهر جذاب، قائلاً بأن الحل الأمني والعسكري لم يكن خياراً سورياً بل خيار الخارج التدميري، الذي يرفض حتى اللحظة السماح لأدواته بالحوار والتوصل لمخرج سلمي، والذي-الخارج- ما زال يسهل تدفق "الثوار" المسلحين، من كل حدب وصوب، ومما هب ودب، وقبّ على وجه الأرض، وحتى من جنسيات "أوروبية"، كما أعلن الرئيس الأسد ذلك صراحة. ألقى الضوء على الوضع العسكري بفشل الإرهابيين في السيطرة على أية بقعة من الأرض السورية خلافاً لما ينضح به إعلام التضليل. تكلم عن فشل المسلحين الذين تم استبدالهم بجبهة النصرة، التي لن يكون مصيرها بأفضل من مصير المسلحين، ملقياً الضوء، في الوقت ذاته، على التاريخ المشبوه للقاعدة التي تم تصنيعها غربياً وإطلاقها لتعيث فساداً وخراباً في الدول المستهدفة أمريكياً وإسرائيلياً. رفض أي كلام عن تقسيم سوريا غامزاً من طرف ماكينات التضليل التي تتحدث عن إقامة دويلات طائفية وإثنية هنا وهناك. تحدث عن بطولات نادرة وفردية للشعب الذي تصدى للعدوان والإرهاب. لم يخف الأسد حزنه وأسفه لما حل من خراب ودمار تسببت به آلة العدوان البربري، غير أن الثقة بإعادة البناء والإعمار، كانت أكبر بكثير وأوسع من مساحة الأسى والحزن. أنـّب الأتراك، ضمناً، الذين أساؤوا لعلاقات حسن الجوار التقليدية بين الشعوب المتحضرة، وسخر وتهكـّم من تلك الدول المجهرية، التي لا تاريخ ولا أصل لها، وتحاول أن تصنع تاريخاً وحضوراً من خلال بعث عصبيات الجاهلية، وتصدير الفتن والقتل لدول الجوار. لام الغرب على تدخله في شؤون الدول الأخرة في عودة مريبة ومرفوضة للحقب الاستعمارية التي ودّعتها البشرية، آخذاً عليه تحريضه لأتباعه وأذنابه في تأجيج الصراع. وجـّه الشكر للدول الصديقة، لروسيا، وإيران، والصين، والبريكس، في رسالة تحذيرية لرموز العدوان، بأن سوريا ليست لوحدها في الميدان، ولن تكون فريسة أو ذاك الهدف السهل المستباح، والنزهة المريحة لذئاب الناتو، مشدداً على استقلالية وسيادة سوريا ووحدتها وأن سوريا لن تقبل الوصاية ولا ترضى الخنوع ، ملوحاً على أن العالم لم يعد ذا قطبية أحادية، والقرار الدولي قد سحب تماماً من يد الغرب والأطلسي. لم ينس الرجل فلسطين، ولم ينس قضيتها ومحوريتها وأهميتها وأشار لخلفيتها في الصراع، رغم خيانة وتخاذل البعض المتربح والمتاجر بهذه القضية المقدسة، التي جدد التزام سوريا بها. بالمطلق، سوريا ستبقى سوريا، لن تكون نكرة، ولا دمية، أو لعبة بيد الغير، ستبقى كبيرة كما عرفتموها، وصانعة للتاريخ للقرار.

باختصار، الاسد لم يسقط، ولا تبدو أيامه معدودة، كما يشاع، وهو غير مستعد للرحيل الآن، وبمشيئة الآخر. إنه الخطاب الشامل الكامل، خطاب المنتصر، المتفاءل، والكلام هنا لقيصر الكرملين، فلاديمير بوتين، ولا يهم كل تلك الأصوات النشاز، وكل ذاك التشويش، ونقيق الضفادع، ونعيق الغربان، في إمبراطوريات الظلام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاء لله: وفاة المدعو ربيع العربي
- متى يتوقف كهنة الوهابية عن بيع صكوك الغفران؟
- سوريا: لماذا لم تقع الحرب الأهلية؟
- تأكيداً لشتيمة مظفر النواب: خالد مشعل ينسب نفسه لقحبة بدوية ...
- العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم
- من هم هؤلاء القتلى؟
- فظائع الوهابيين ضد الوهابيين: حرق جرذان الناتو في سوريا
- الديموخراسية وربيع العرب
- إلى وزير ما يسمى بالمصالحة الوطنية: تباً لمصالحتكم
- لماذا لم أنشق؟
- ثورات بلا ثوار...وربيع بلا أزهار
- خبر عاجل: انهيار اسعار المواشي والنعاج
- متى يتوقف أردوغان؟
- مصر: ملهاة مرسي العياط
- زين الهاربين بن مرسي
- إسرائيل نمر من ورق ولكن أنتم أمة النعاج
- إلى كهنة آل سعود: لماذا لا تحارب الملائكة في غزة؟
- طوبى للشبيحة
- النعاج
- ربيع العرب: صراع الهمجيات الأصولية


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا قال الأسد؟