يسوع المسيح ... إبن من هو

أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 21:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»... 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.
هكذا تنبأ أشعياء النبي سبعمائة سنة قبل أن يولد يسوع المسيح ...
و قبل أشعياء النبي تنبأ داوود الملك عن المسيح الرب قائلا ... 7إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 8اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. 9تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ».
و من بعد داوود تنبأ إبنه سليمان قائلا ... 4مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ؟ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟...
و في ملء الزمان بعد مئآت السنين تحققت النبوات ... 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». 34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
و ليوسف أيضا خطيب مريم تكلم الرب في حلم .... 18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. 20وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا....
و عندما إعتمد يسوع في نهر الأردن شهد الآب من السماء له ... 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
و تكررت الشهادة عن نفس الحادثة ... 21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ».
و يوحنا المعمدان إبن زكريا كان يكررر هذه الشهادة فكتبها عنه يوحنا إبن زبدي تلميذ المسيح ... الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَهذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ».
و في صراعه مع إبليس ... الشيطان رئيس سلطان الهواء ... فبعد أن مسحه الآب بالروح القدس و القوة و شهد له من السماء هذا هو إبني الحبيب ... فلما ذهب صائما إلي البرية حتي جاع أخيرا تقدم إليه المجرب , سأله مشككا ثلاث مرات ... إن كنت أنت إبن الله ... و لم يجبه يسوع بسوي إنه ... مكتوب ...
و فوق أحد الجبال إذ كان يسوع مع بعض تلاميذه تجلي لهم بصورة خاصة ... و هذا هو ما رأوه و ما سمعوه ... 28وَبَعْدَ هذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَل لِيُصَلِّيَ. 29وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا. 30وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، 31اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. 32وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. 33وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: «يَامُعَلِّمُ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. 34وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ ذلِكَ كَانَتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا فِي السَّحَابَةِ. 35وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا». 36وَلَمَّا كَانَ الصَّوْتُ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَدًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ.
هذه هي الشهادات الحسية و النبوية التي تكلم بها الروح القدس عن يسوع المسيح و نقلها إلينا كتبة الوحي ... أما الشهادات العقائدية المبنية علي هذه الشهادات النبوية فهي تملأ العهد الجديد إلي آخر سفر الرؤيا ... كل من تقابل مع يسوع المسيح يشهد عنه ...
ففي أحد المرات كان التلاميذ بمفردهم في سفينه تعبر بهم بحيرة طبريه فهاجت عليهم الرياح حتي كادت السفينة أن تغرق .. فأتاهم يسوع ماشيا علي الماء و خرج اليه بطرس و مشي علي الماء أيضا فلما شك أنقذه ... 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».
13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا:«قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». 17فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ...
و حينما كان يخرج الشياطين من الناس الذين تسلطت عليهم كانت الشياطين تصرخ أحيانا ... 11وَالأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ حِينَمَا نَظَرَتْهُ خَرَّتْ لَهُ وَصَرَخَتْ قَائِلَةً:«إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».
و لما قبض اليهود علي يسوع أوقفوه أمام رئيس الكهنة ليحاكمه فابتدأوا يستجوبونه ... 70فَقَالَ الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ». ... و لم يستنكر اليهود هنا أن يكون لله إبن ... فالنبوات التي عرضت بعضها عليكم و غيرها مما تذخر به الكتب اليهودية تتكلم عن إبن الله ... و اليهود يؤمنون إن لله إبنا ... لكن مشكلتهم كانت مع يسوع ... أي أن يقبلوا أنه هو يسوع إبن الله ...
... حتي الضابط الروماني الذي صلبه بعد أن شاهد أحداث الصلب و شاهد الأحداث التي جرت حول الصليب و في الطبيعة و بعد أن سمع كلمات يسوع الأخيرة ... إغفرلهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ... 37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 38وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. 39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ، قَالَ:«حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!»....
و في تبشير الكنيسة و التلاميذ بالمسيح تقابل واحد منهم يدعي فيلبس مع وزيرا حبشيا راجعا إلي بلاده بعد أن عيد في أوروشليم و كان الوزير يقرأ في سفر أشعياء فبشره فيلبس بيسوع المسيح و لما طلب الوزير أن يعتمد سأله فيلبس عن إيمانه فأجاب ... فَأَجَابَ وَقَالَ:«أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ»
و بعد أن تقابل بل شاول الطرسوسي الذي صار بولس الرسول مع المسيح و هو في طريقه من أوروشليم إلي دمشق ليضطهد المسيحيين ... صار خادما للمسيح و صار يكرز في المجامع اليهودية في أوروشليم ... 20وَلِلْوَقْتِ جَعَلَ يَكْرِزُ فِي الْمَجَامِعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ»
و في أعظم رسائله التي كتبها بولس عن الإيمان المسيحي قال بولس للكنيسة التي في مدينة روما في هذه الرسالة ....
1بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، 2الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، 3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. 5الَّذِي بِهِ، لأَجْلِ اسْمِهِ، قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ،....
أما مشكلة المسلمين في هذا الأمر ... في مشكلة غريبة و ملتوية ... لماذا .. أولا لأن المسلمين ربطوا الأبوة و البنوة بعلاقة جنسية بين رجل أب و إمرأة أم ينتج عنها إبن ... فهل تكون لله صاحبة يضطجع معها و ينجب منها ولدا ... و سيصرخ المسلمون حاشا لله هذا كفر ... أني يكون لله ولدا و لم تك له صاحبة ... و الأمر الملتوي في قصص القرآن .. إنه لكي تحبل مريم أم عيسي مسيح القرآن ... فالله يجسد لها بشرا سويا ... أي جميل الصورة ... فينفخ فيها ... ثم يتقدم إلي أكثر خصوصية فيقول القرآن ... و مريم إبنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه ... و من هنا حملت به مريم و لما ولدته إنتبذت به مكانا شرقيا ... فبالرغم من أن القرآن يتكلم بلغة مكشوفة عن إتصال جري بين أم عيسي و مخلوق بشر سوي ... فالقرآن يحذر المسلمين أن يقولوا عن مسيحهم أنه إبن إلاههم ... و هنا سأتجاوز هذه المشكلة الإسلامية و سأجيب هنا عن السؤآل الهام ... كيف يكون يسوع المسيح إبن الله؟ ... بل و من الأجدر أن نسأل ... هل يمكن أن يكون لله إبن؟ ... و لنبدأ الحكاية من أولها ...
في البداية قال الله ... «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا .... 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ ....معني هذا الكلام بكل ساطة إن الله له في ذاته صورة – أزلية أبدية حية لها جميع صفات الله لأنها فيه – فخلق الله الإنسان علي هذه الصورة ... أي أن الله جسد صورته هذه في خليقته للإنسان المخلوق علي صورة الله ... و بالتالي فإن القانون الأعلي الذي يحكم طبيعة الإنسان و مبادئه الأخلاقية هو تلك الصورة التي في الله ... و بالتالي فإن الإنسان بالخليقة هو إبن لله ... و لماذا ليست جميع الكائنات و المخلوقات الأخري ليست أولادا أو أبناء لله ... لأنه لم يقل عن أي مخلوقات أخري إن الله خلقها علي صورته كشبهه ... الإنسان فقط هو المخلوق علي صورة الله ... فيجوز أن يقال عنه إنه إبن الله ... و ماذا عن سفر التكوين الأصحاح السادس ... 1وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ .... هؤلاء هم أبكار المولودين من النساء ... فكان كل بكر يدعي ابن الله أو الإبن الإله ... و ذلك مثل حواء التي دعت أول مولود لها قايين ... أي إقتنيت رجلا من عند الرب ... أو إقتنيت رجلا هو الرب ... أما ما جاء في سفر أيوب عن أبناء الله المكتوب عنهم ... وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ ... هؤلاء هم الملائكة المعينين للبشر ... فالسموات لها قوات و ملائكة و خليقة لا يمكن حصرها ... لكن البشر لهم ملائكة معينين من قبل الله علي خدمتهم ... فيقول في مزمور 91 لأنه يوصي ملائكته بك ... و لا يقول ملاكه ... و في العهد الجديد يقول يسوع عن الأولاد ... لأن ملائكتهم يعاينون وجه أبي الذي في السموات ...
فالأن حين سقط الإنسان قال الله للحية التي أسقطته ... 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ ... و هذا إعلان للخليقة كلها إن هناك قادم إلي العالم ... نسل من المرأة فقط من دون الرجل ... هو وحده أو الوحيد الذي يكون قادرا أن يسحق رأس الحية ... دونا عن جميع بني البشر المولودين من مشيئة رجل ... هذا النسل الذي سيسحق رأس الحية نسل المرأة مولودا ليس من رجل بل من الله ...
هذا المولود هو الصورة التي عليها خلق الله الإنسان ... لابد أن يولد من إمرأة ... ليأخذ طبيعة الجسد البشري ... القابل للضعف و الجوع و العري و حتي الموت ... حتي تجروء الحية القديمة أن تحاربه ... هي لا تستطيع ان تحارب الله في صورته الإلهية ... لكنها حاربته في صورته البشرية ...
لقد حل الله بصورته الإلهية التي عليها خلق الإنسان قديما فخلق لذاته جسدا في رحم إمرأة بدون مشيئة رجل و حل أو تجلي هو في ذلك الجسد الخاص ... المكتوب عنه ... لذلك القدوس المولود منك يدعي إبن الله ...
فلماذا يجب أن يموت ... لأنه هو في ذاته ... صورة الله المتجسد أي إبن الله هذا ... هو القانون و الناموس و القاضي الذي يملك دينونة البشر بحسب أعمالهم و خطاياهم ... فإذا مات القضي ... مات الناموس ... فلا يستطيع أحد أن يحكم علي الإنسان بحسب خطاياه ...
الإنسان الآن لا يقف أمام الله ليحاكمه كزان او قاتل او سارق ... بل هل انت قبلت موت المسيح عنك ام قررت ان تقف امامي لتري هل أذهبت حسناتك سيئاتك ؟ ... الذي قبلوا موت المسح عنهم قبلوا ان يموتوا مع المسيح فأعطاهم الله حياة جديدة بطبيعة جديدة في المسيح ... لا شئ من الدينونة الآن علي الذين هم في المسيح يسوع ... هؤلاء في ايمانهم و إختبارهم هذا سالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ... لهم حياة أبدية في المسيح
أما السالكين حسب الجسد فهؤلاء الذين رفضوا كفارة المسيح إبن الله عنهم ... و قرروا أن يقفوا أمام الله للحساب مقدمين له أعمالهم الصالحة و حسناتهم التي يظنون أنها تذهب سيئاتهم ... فماذا تكون النتيجة ... أجرة الخطية هي موت ... لا يوجد بار و لا واحد ... الجميع أخطأوا و أعوزهم مجد الله ... ليس من أعمال لكي لا يفتخر أحد ...
قدم كل ما تملك لقاض عادل أمامه قانون مكتوب صريح ... القاتل يقتل .. قدم له سيرتك الذاتية و كل أعمال خدمتك لمجتمعك ... القانون يقول القاتل يقتل ... فإذا كان هذا هو الحكم الأرضي فكم بالحري حكم الإله القدوس العادل ... أي خطية أمام الله هي خطية و حكمها الموت ... فإما أن تقبل موت المسيح عنك و تقبل أن تموت معه عن ذاتك و كبريائك ... و إما أن تموت أنت عن خطاياك فإلي جهنم و بئس المصير ... الله إله محب رؤوف و طويل الروح و كثير الرحمة ... لكنه إله عادل .. القانون الذي يدينك مات عنك لكي تحيا انت معه في حياة جديدة ...
هذا هو سبب تجسد المسيح ... هو صورة الله التي حلت أو تجلت في الجسد المولود بعمل الله من مريم ...حتي أنه بموته فقد سحقت الحية عقبه و بقيامته فقد سحق هو رأس الحية ... القدوس المولود منك يدعي إبن الله ...

#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات