أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - دينا قدري - مصر هوتيل السعادة















المزيد.....

مصر هوتيل السعادة


دينا قدري
(Dina Kadry)


الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 06:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


** لمن لايعرفون....سجل تاريخ السينما المصرية في أفلامه القديمة الأبيض والأسود أنه كلما نزح فقير من الريف أو الصعيد إلى العاصمة القاهرة فكان أول ما يبحث عنه هو" فندق السعادة" هذا الفندق الذي آخر همة وجود السعادة فهو الذي يكتظ فيه النزلاء في غرفة واحدة خالية من كل معاني الحياة المريحة ...لا أمن ولا أمان في هذا الفندق لايخلو من السرقات والاعتداءات حيث يحصل صاحب القوة وحده على مكان في السرير القذر يلقي عليه الجسد المنهك وعلى الضعيف أن يقنع من الغنيمة بالنوم على الأرض أسفل أقدام الأقوى....
ما كان بالأمس في الأفلام تصويريا كريكاتوريا...أوشك أن يكون حقيقة مفزعة استيقظنا عليها مع صراخ جهابذة وفقهاء القانون في مصر يشاركهم أبناء مصر الشرفاء ممن اختلط تراب مصر بكيانهم وضمائرهم...الجميع يستغيث وقد أوشك الوقت على الانتهاء وتحدث الكارثة الكبرى وتضيع مصر بفساد حكامها السابقين وبفساد وجهل حكامها الحاليين...
** المادة (57 ) التي أقرها الدستور الحالي الذي خلت لجنته التأسيسية ممن يقرأ ويفهم قبل الإقرار بالمواد السابقة وانشغلوا بالتصارع على تحقيق مزيد من المكاسب والصلاحيات لرئيس مصر الغائب دائما عن مصر وما يجرى فيها ...فقد نص مشروع الدستور على المادة ( 57) والتي: " تمنح فيها الدولة المصرية حق الالتجاء للأجانب المحرومين في بلادهم من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور.." هذه المادة المبهمة التي لاتعرف من المقصود بالأجانب ولم تحدد هل هم من العرب أهلنا ؟؟؟ولم تبين لماذا حرموا من الحريات في بلادهم ؟؟؟هل حرموا ظلما أم هم محرمون لقيامهم بجرائم يعاقب عليها القانون...هل المقصود بهم الساسة والصحفيين والإعلاميين مثلا... لو كان الأمر كذلك ، وأن مصر بلد الحريات "باعتبار ما كان" لهان الأمر ولكن الحقيقة تتضح أكثر حينما تبرز اتفاقية الشراكة المصرية الأوربية أو اتفاقية التجارة الحرة( اتفاقية الجات ) التي تم توقيعها 2001 والتي تدخل حيز التنفيذ 2013 أي أيام معدودة بموادها (29 – 30- 36 -69) والتي تجعل مصر ترزح تحت سلطة اتفاقية تدفع فيها ثمنا عظيما من سيادتها ومن حرية مواطنيها ومن مقدراتهم الكثير والكثير.. فهذه الاتفاقية والتي تقع في 355 صفحة ولها ملحقات أكثر من 500 صفحة إن كانت تسمح ببعض الامتيازات كنقل التكنولوجيا إلا أنها في مادتها ( 69) " تتيح للإتحاد الأوروبي توطين مواطنين من دولة( ثالثة) في مصر" ، بمعنى أخر أنه طرد اللاجئين غير المرغوب فيهم (الإرهابيين ) الذين ليس لديهم دولة وليس لديهم أوراق ثبوتية والذين عجزت الدولة المستضيفة لهم عن احتوائهم لتصدرهم إلى مصر لتحاربهم مصر عوضا عنها ونرى بين ظلال المستقبل القريب "أيلول أسود "أخر والجدير بالذكر أن أيلول الأسود هو الاسم الذي يشار به إلى أحداث شهر أيلول من عام 1970 م، في هذا الشهر تحرك الجيش الأردني بناء على تعليمات الملك حسين ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية على أراضيها التي نزحوا إليها بعد أن دكتهم إسرائيل...
** هذه الاتفاقية تسمى الاتفاق الأوربي المتوسطي لتأسيس مشاركة بين مصر من جانب و"الجماعات الأوروبية ودولها" من جانب أخر...والسؤال إذا كانت الاتفاقات تبرم من أجل تحقيق مصالح متبادلة للطرفين.. فأين التوازن والندية أن تقف مصر وحدها أمام كل هذه الجماعات والدول الأوروبية؟؟ هذا غير أن إسرائيل اشتركت في ذات الاتفاقية عام 2004!!!!! وإذا علمنا أيضا أن الإتحاد الأوروبي يدرس حاليا تطبيق عقوبات رادعة لمن لا يطبق قانون الشراكة لعرفنا أي منزلق حدر نحن متوجهون فهذه المادة المشؤمة (96) من قانون الشراكة تفرض على مصر توطين أبناء الدولة "الثالثة" أي الذين هم ليسو مصريين ولا أوروبيين أي لاجئ لفظته دولته والدولة التي استضافته لتحتضنه مصر مفروض عليها أن تمنحه حقوق أبنائها من تعليم وتوفير لقمة العيش والمحافظة على حياته الثقافية بكل أبعادها...فلا يسمح لها أن تميز أبناءها عن اللاجئ... إذن نحن أمام مجرمين سابقين وافقوا على هذا الانبطاح المهين غير المبرر وأمام مجرمين لاحقين أقروا على إهانة مصر وعدم احترامها وتعريض سيادتها للخطر حيث أن مصر تستعد لتفتح بوابتها الشرقية كإحدى دول كتلة المشرق لكل من هب ودب ولا خيار لنا في استضافته ... فدولة بقامة وهامة مصر وبتاريخها العظيم لايليق بها أن تقع فريسة سهلة هكذا لاحتلال أخر.... مصر ليست مستودعا للنفايات البشرية...
** أما المادة (36) من ذات الاتفاقية وبعد "خمس سنوات" من دخولها حيز التنفيذ أي عام 2018 تحظر على مصر امتلاك أي شيء بما فيها قناة السويس والمدارس والجامعات والمستشفيات بل والأدهى والأمر أنها ستتعرض للعقوبة من قبل الاتحاد الأوروبي لو حاولت الاحتفاظ بهذه التجارة الخدمية ولا عزاء للفقراء الذين لا يقوون على مصروفات المستشفيات الخاصة والمدارس الخاصة والجامعات الخاصة...أما عن قناة السويس فقد بدأ بالفعل ومن الآن الاستعداد لمارثوان سباق الفائز بتأجير قناة سويس مصر هذا الممر العالمي الذي سيادته من سيادة مصر ....فكيف يرفع علم أخر غير علم مصر على مبني هيئة قناة السويس؟؟!!
**المادتان (29 -30) وهما تمكنان لهيمنة الإمبراطورية العولمية القائمة كما توضحان لماذا وقف الفيلسوف اللغوي الفرنسي" جاك دريدا" عام 2001ينادي في محاضرته بالمجلس الأعلى للثقافة : " بأهمية قيام الجامعات بتفتيت المؤسسات القائمة على الثقافة والاقتصاد " حيث تتكلم المادتان عن تحرير ( خصخصة ) التعليم والصحة والمواصلات والاتصالات والبنوك أي تصبح سلعا تباع وتشترى ولا يخفى على أحد خطورة هذا بعد أن تعجز الدولة عن المشاركة فيه... ويؤكد هذه الأيدلوجية صدور قانون 67 لعام 2010 بتنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية والخدمات والمرافق كما قام أحمد أبو الغيط بالفعل بتوقيع اتفاقية منفصلة عام 2009 يؤكد فيها على رفع الدعم عن الطاقة وتخصيصها (دون أن تطرف له عين)..وقد حذرت الدكتورة مجد قطب : "من ضياع أرض الدلتا والصعيد حيث أن بنك التنمية والائتمان الزراعي الذي يقرض الفلاح بضمان الأرض حينما يباع سيأتي المشتري الذي سيطرد الفلاح من الأرض لتصبح الدلتا والصعيد في حوزته ...وشددت على أن حدوث هذا الأمر قريبا جدا وذكرت كيف أن الهند احتلت دون طلقة رصاصة واحدة ودون جندي واحد حينما اشترت انجلترا الشركة التي كانت تقرض الفلاح الذي عجز عن السداد فاستولت على الهند وأرضها "...
**الوقت يداهمنا وأبناء مصر يقتلون بعضهم البعض.. تزكي نارهم فئة ضالة ترتدي ثياب الدين وتبرر كل مشين ومخجل ولا يندي جبينها خجلا ...وحكومة لاهية ترى في استمرار هذا التصادم والاعتداء خير وسيلة لتمرير دستورها الفاسد الذي لايعبر إلا عن فيصل واحد سخر مواده لحمايته وحماية مصالحه بالدرجة الأولى ...ورئيس انتهى دوره وانتهت صلاحيته وسقطت هيبته ولم يعد خافيا على أحد من يدير مصر الآن ...ولم يبق لها إلا شرفاؤها الذين يناشدون الشعب المصري بالالتفات إلى هذه الجريمة النكراء والهوة السحيقة التي نساق إليها بأسرع مما نتخيل فمن السهل الانسحاب من المواد الآنفة الذكر من الاتفاقية الصادرة برقم 335 لسنة 2002قبل دخولها حيز التنفيذ.



#دينا_قدري (هاشتاغ)       Dina_Kadry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاوز الظالمون المدى
- الحديث الشريف آداب أم إرهاب
- عيد المتنبي يعاود مصر
- دستور مصر ....كفن المصريين
- -زواج ومفاخذة الصغيرة -
- التحرش بالنساء...وثقافة الغاب
- محاكمة القرنين
- من وحي الفيس بوك
- رسالة من بطل
- قبل أن تقع الفأس في الرأس
- ليلة أخرى سوداء في تاريخ نيرون
- إلى ضمير العالم
- العدل المتأخر ظلم بين..وله حسابه
- أين حمرة الخجل؟!
- لماذا لايرحل حسني مبارك؟؟!!
- كيف أعاودك وهذا أثر فأسك
- الجمعة اليتيمة
- الثمن الغالي
- شوف يابني
- قصة طلاق


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - دينا قدري - مصر هوتيل السعادة