أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - خيار الانفصال ليس جنوبيا















المزيد.....

خيار الانفصال ليس جنوبيا


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 19:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيخ الثعالبي هو زعيم تونسي سياسي وديني. من القليلين الذين زاوجوا بين السياسي والديني، وبين المحلي والإقليمي والعالمي في عملهم؛ للتخلص من الاستعمار وظلمه والرفعة بالمجتمع والرقي به في الوقت ذاته , وقد زار اليمن في أغسطس من عام 1924م ومن خلال زيارته للمناطق الجنوبية أولاً، ثم المناطق الشمالية ثانياً اكتشف أن هناك إمكانية حقيقية لإقامة الوحدة على أسس أهمها تحقيق الهدف العظيم وهو إجلاء المستعمرين والنهوض باليمن الواحد المتحرر. حيث قام بمحاولات جاده بين حاكم الجزء الشمالي من البلاد وهو الإمام يحيى حميد الدين وسلاطين المحميات الخاضعين للاحتلال المباشر , وتؤكد الوثائق نجاح الزعيم التونسي في إعادة اللحمة بين اليمنيين ووضعهم جميعاً إزاء خيار واحد لا بديل له وهو خيار الوحدة.
ان الانفتاح الذي كان في عدن وبين سلاطين حضرموت والحج وأبين الذين أتيحت لهم الفرصة لزيارة الهند وأوروبا والاطلاع على التغيرات التي طرأت على مجتمعات تلك البلدان جعلت من هولاء للتوجه بعرض للدعوة إلى مؤتمر يمني عام, وقد نقل الثعالبي تلك الدعوة إلى الإمام يحيى , حيث كانت رغبة السلاطين واضحه في تحقيق الدعوه للوحده على اسس مدنيه , وقد اشترطوا على الإمام بأن ينشئ هيئات من أجل الدخول في مفاوضات حتى يتمكنوا من تكوين دولة مدنية.
و تشير الوثيقه التي تضمنها كتاب "الرحلة اليمنية" للثعالبي إلى بداية تشكل كيان مدني جامع, وذلك لأنها أظهرت البعد و الاتجاه نحو تكوين الكيان المدني , واذا كانت جهوده المخلصة في إقامة الوحدة اليمنية في ذلك الوقت المبكر قد باءت بالفشل لأسباب عديدة وأهمها كما ذكر في رسالة إلى صديقه الأمير شكيب أرسلان «أثر الحكم الفردي في تلك البلاد المضحكة»، وهو تعبير يكشف عن عن خيبة امل من موقف النظام الإمامي في صنعاء ورفضه لقائمة مطالب السلاطين في الجنوب بالاصلاحات التي ستسبق الوحدة، ومنها تأليف وزارة تتألف من رئيس وزراء، ووزير للخارجية، ووزير للداخلية، ووزير للمالية، ووزير للمعارف، ووزير للأشغال العامة، ووزير للحربية والبحرية، ووزير للزراعة والتجارة، ووزير للبريد، لاعتقاد الإمام أن ذلك يضعف من صلاحياته ومن ادعائه بأنه يقوم بمهام هذه الوزارات بمفرده دونما حاجة إلى هذه الشكليات التي من شأنها أن تكلف ميزانية الدولة واضاف انه يريد دولة اتحادية بشرط أن تدفع له الجبايات وسيترك السلاطين يحكموا مقاطعاتهم ويشكلوا حكومات محلية في كل سلطنة.
رغبه السلاطين حكام الجنوب في تلك الفتره بالوحده وماتلتها من محاولات حتى ٢٢مايو ١٩٩٠ وتنازل القيادات الجنوبيه على بعض الشروط في سبيل تحقيق الوحده اليمنيه يعكس النضال الحقيقي وصدق نواياهم من هذا الهدف النبيل المتمثل بوحده الارض والشعب ولكن التاريخ دائما مايكشف خفايا الحكام في الشمال منذ عهد الامامه وحتى حرب ١٩٩٤ على الرغبه المبطنه في فرض الوحده على مقاساتهم وبما يناسب عقلياتهم وافق استراتيجياتهم القبليه والاسريه للبقاء في السلطه والتوريث للحكم والتحكم بثروات اليمن وكان لهم ذلك بعد حرب صيف ١٩٩٤ وبغطاء زائف اسمه فرض الشرعيه حيث لم تدرك النخب ورجال القبائل والدين والذين دعموا المخلوع صالح في تلك الحرب العسكريه وماتلتها من حرب اقتصاديه وسياسيه ضد الجنوب بأنهم شاركوا في الغاء مفهومية الدوله المدنيه الموحده وعملوا على تقوية حكم العائله والقبيله و مارسوا مع المخلوع وعائلته سياسة الاقصاء لشريك الوحده السياسي والاساسي الحزب الاشتراكي اليمني وقواعده وشعبه والقوى العامله وانتهاء بتقسيم اراضي الشريك الجنوبي في الوحده كغنيمة.
لم يكن شعب الجنوب انفصاليا انما فرض عليه الانفصال نتيجة لغياب دولة القانون والذي ادى بدوره الى اختفى من قاموس حياتهم الامن والامان وارضهم اصبحت مرتعا لعصابات الاسره و القبيله وسوق للسلاح والمخدرات والتهريب وترانزيت لتجارة البشر والبضائع المزوره ومدارس التعليم اصبحت مأوي لضحايا الحروب الداخليه والهاربين من صراعات الجماعات الدينيه المتطرفه مع الدوله وارتفاع نسبة البطاله وصور الشهداء من الشباب ممن قتلوا في المظاهرات وتحت التعذيب تملئ شوارعهم وزجاجات سيارتهم وهناك اسباب كثيره اخرى تجعل الكثير منهم اليوم يعيدون التفكير في مسائلة الوحده.
فالوحده ليست شئي مقدس يجب عدم الحديث عنه وانما هي عباره عن حدث جمع بين شعبين دخلوا تجربه الاندماج وهي قابله للفشل او النجاح ولايجب نكران ان الجنوب كان دوله وارض وشعب وله الحق في التواجد على الجغرافيا التي كان عليها قبل الوحده لانه سئم دولة القبيله والفساد والحروب وله الحق في تقرير مصيره اذا كان شعبه يريد ذلك كما تقره الحقوق الانسانيه والقوانين الدوليه ,وهم الان يرفضون وبااغلبيه كل محاولات رآب الصدع بين الشعبين وحتى بين ممثلي بعض الاحزاب السياسيه من الطرفين وتأكيد على ذلك هو ماقالته الناشطة في حزب التجمع اليمني للإصلاح والحاصلة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان" أن أحزاب اللقاء المشترك باعوا الوهم "يوم وقعوا على المبادرة" , وكتبت "كرمان" في حوار مع نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن أحزاب المشترك "لم يمتلكوا الشجاعة ليعلنوا مسؤوليتهم عن الفشل اليوم, هؤلاء أقل بكثير مما قيل عنهم" , وأضافت "في ظل هذا العجز يعد الانفصال خيار أوحد" في إشارة إلى انفصال الجنوب عن الشمال, وتابعت "مع بقاء علي محسن وأحمد والبيوت القبلية ومراكز النفوذ وتجار السلاح وكل شيء لا علاقة له في الدولة في الشمال يعد الانفصال خيار عادل وتعد مساندته واجب إنساني ووطني وقومي" وفي حوارها كرمان اعادت نفس ما طالب به الجنوبيين منذ بداية الوحده حيث قالت اما دولة ومواطنة متساوية او كل واحد يروح لحال سبيله", واضافت "إما تفكيك مراكز النفوذ أو تفكيك الجغرافيا" , وهذه العباره الاخيره تحمل دلالات عميقه عما وصلت اليه جذور الانقسامات والتمزق على مستوى اليمن فالطبقه المثقفه والحواريه والعقلانيه في اليمن اصبحت تدرك ان اصواتها لم تعد تٌسمع خارج مكاتبها وان الجنوبيون اصبحوا على قاب قوسين او ادنى من مطلبهم الرئيسي الا وهو الانفصال رغم وجود تيارات أخرى في الجنوب تؤكد حرصها على الوحدة وهي قليله وتشترط وحده في إطار دستوري يتخذ الشكل الفدرالي، فالتحشيد الشعبي باتجاه الانفصال يؤرق بعض القاده الجنوبيين ويقلقهم،خاصه و أنه قد يدفع بعض السياسيين المعتدلين إلى التطرف لمواكبة الشارع , و البعض يعتقد ان قرارت الرئيس عبد ربه منصور هادي الخاصة بهيكلة الجيش هي الطريق المؤدي إلى القضية الجنوب وامتصاص احتقان الشارع هناك قبل بدء مؤتمر الحوار، إلا أن التحشيد الشعبي القائم في الجنوب ، توحي بأن دعاة الانفصال غير مبالين بهذه التطورات، وانها قضيه تخص الشمال ولاعلاقه لهم بها , فقد الشارع الجنوبي الثقة في الثورة والوحدة، ولذلك الان هو يطالب بإرجاع الحقوق واولها الانفصال ومظاهرة ٣٠ من نوفمبر كانت رساله قويه الى الداخل والخارج على ان قواعد اللعبه في اليمن وفي الجنوب خاصه قد تغيرت وعلى المجتمع الدولي ان يسمع الى مطالب الجنوبيين قبل ان يفرضها .



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثه اسمها اليمن
- وحيده في الذاكره
- ايتها الساحره
- اجمل قدر
- الايام ونُخب من الماضي
- الوراثه السياسيه في السعيده
- اليمن تحديات قديمه وجديده
- دنيا جديده
- القات والضعف الجنسي والاقتصادي
- الدبلوماسيه اليمنيه ازمة ثقه وهيبه
- حاله خاصه جدا
- كناري في بستاني
- مجنون وافتخر
- نقاط غير عاديه
- بسمة الخاطر
- مجردسؤال
- الصيام و اللقاء
- شريكة الحياة العصريه
- دعيني اعتذر
- كوني الزهره والسهره


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - خيار الانفصال ليس جنوبيا