أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - لا شتاء بعد الربيع














المزيد.....

لا شتاء بعد الربيع


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 23:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لا شتاء بعد الربيع!! زيرفان سليمان البرواري

ان التغيير السياسي في البلدان العربية ليست عاصفة موسمية ولا رياح خريفي كما يعتقده البعض بل هو عبارة عن تغيير جوهري قائم على اساس رغبة الشعوب وارادة التغيير والتحدي لدى الشباب، فالثورات العربية كانت نتيجة حتمية لما وصلت اليها الاوضاع في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الوطن العربي، فالبطالة وصلت الى 14 مليون نسمة، وازددت الهوة بين الطبقات الاجتماعية نتيجة لسوء توزيع الدخل فالقلة اخذت الكثرة وبالعكس، فالدولة فقدت هيبتها في البعدين المحلي والدولي، وانصهرت المؤسسات في القبيلة والعشيرة وما الى ذلك من الامور التي تعيق التطور الثقافي والمدني في المجتمعات العربية، جاءت الربيع ردا على الشتاء القارص الذي دمرت آمال اجيال وتسببت في نشر التخلف والفقر والطغيان، ان الاحداث التي تجري في بلدان الثورات العربية تعد امور طبيعية في المجتمعات التي تتحول من حالة الاستبداد الى الديمقراطية، لان ليس من المنطق ان نطلب تغيير جذري في كافة المجالات في سنة او اثنين فالانظمة التي ساهمت في تغيير البنية الفكرية والعقلية للافراد ونشر ثقافة تهميش الاخر تتطلب جهود مؤسساتية في إعادة بناء الثقافة السياسية في المجتمعات التي حكمتها تلك الانظمة.
والسؤال الذي يفرض نفسه في الشارع العربي هل اننا بصدد ثورة ضد ثورة؟ ام ان ما يحدث عبارة عن لعبة سياسية تستخدمه القوى السياسية ضد بعضها البعض خوفا من التهميش في المرحلة القادمة؟
ان ما يحدث من عواصف في بلدان الربيع العربي ترتبط بعوامل عديدة متعلقة بطبيعة الحالة السياسية في المرحلة التي سبقت الثورات ومرحلة ما بعد الثورات العربية ، ففي المرحلة الماضية ارتبطت الممارسة السياسية بحالة الحاكم الفرد الذي احتكر كل القرارات لنفسة لذا لم يكن صعبا على الحاكم ان يقر تشريعات او يجمد قوانين حسب المصلحة الفردية او لاستعاب غضب الشارع مما افرز حالة اللاوعي لدى الافراد حول الطريقة الطبيعية لاصدار القرارات وكيف ان الحاكم تحول الى ضرورة والملهم والخارق في العقل الباطني للافراد ورسم في سيكولوجية الافراد انواع من الامراض المتعلقة بقوة الشخصية والثقة والرغبة في التغيير.
ان الاحداث والتطورات السياسية في بلدان الربيع العربي عبارة عن اللعبة والتنافس السياسي على المصالح في المرحلة القادمة، فضلا عن وجود حالة من الخوف وسيطرة الايدولوجيات على الشارع العربي مما يفرز حالة اللاثقة بين الاطراف، وتتجه تلك الاطراف الى استخدام وسائل غير مدنية للتعبير عن التخوف والقلق السياسي وهو شيئ طبيعي في ظل التغيير والطفرة السياسية الشاملة التي حصلت في المنطقة اي ان التغيير والانتقال من حالة معينة الى اخرى تتطلب وجود استراتيجية تدير تلك التغيير على اسس ومقايس علمية تراعي المصالح العامة والاستقرار السياسي، الا ان الانتقال تفرض على الافراد والجماعات نوع من التفكير والتفاعل قد يشوبها الارتباك والانفعال والتسرع في الحكم والاتهامات وهو ما يحدث في الوقت الراهن من الناحية المحلية للمشهد السياسي، اما الواقع الاقليمي والدولي والتدخل الخارجي فذاك شي اخر على قدر كبير من الاهمية ولابد من الوقوف عنده وتحليله بصورة علمية وموضوعية لوضع النقاط على الحروف ولكي تكتمل المشهد السياسي للمشاهد في الشارع العربي، فالربيع العربي حدث بصورة مفاجئة اربكت صناع القرار في اروقة البيوت الابيض والاحمر والاخضر، بل ورن ناقوس الخطر على عروش الاستبداد وحراس المصالح الاجنية مما خلق انواع من الاعداء للثورة ولرغبات الشعوب في التحرر من بؤس النخبة الفاسدة والانتهازية، فالرموز التي تتدعي التحرر والديمقراطية والاضراب في الشوارع كانت بالامس اعمدة الانظمة الدكتاتورية ولهم تاريخ اسود في حفظ مصالحهم على حساب خبز الفقراء, ولكن لابد من القول ان الشتاء تاتي بعد الخريف وان لا شتاء بعد الربيع العربي وربيع الحرية والكرامة. وفي ظل التطور والمعطيات السياسية واستمرار حالة الثورة المسلحة في سوريا وانتظار الشعوب الاخرى لاعلان ثورتهم ضد الطغاة تفرض الحالة السياسية على الاطراف السياسية ان يحتكموا الى العقل وان لا يستمروا في استخدام مطالب الشعب وانجازات الثورة اوراق في اللعبة السياسية لان ذلك قد تؤدي الى حالة الفوضى والحرب الاهلية وهو ما لا يتحملة التغيير الجديد، فالشرعية تتطلب اعطاء المجال للطرف الرابح في الانتخابات وممارسة العمل السياسي كمعارضة على اساس مدني وعقلاني بعيد عن اقصاء الاخر واستخدام الاطراف الخارجية لمحاربة الشرعية التي يفتخر به الشعوب في بلدان الربيع العربي، ان الحل النهائي لمأساة الشعوب في المنطقة تكمن في خضوع الاحزاب لإرادة الديمقراطية واختيارات الشعوب، لان الحزب هو الرقم الاساسي في المعادلة السياسية وكذلك المحرك الجوهري في توعية وتعبئة الشعب والتأثير على الراي العام، لذا اقول ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الاحزاب في حماية الثورات من الانزلاق نحو مطبات العنف والصراعات المسلحة بين الايدولوجيات المختلفة.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليات دجلة .. والدعاية الرخيصة !
- حكومة الاغلبية .. والاجندة الخفية
- النظام السوري ... والحرب بالوكالة!
- بغداد.. والفشل الدبلوماسي
- النخبة العراقية .. وعقلية العسكرة !!
- تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
- السياسة الدولية .. وغياب الانسانية
- أنقرة والاقليم .. تعاون طارئ
- بلاد بلا رؤية
- أدلجة العنف
- الارهاب الفكري ..وخفايا الشر
- الفيتو... وصناعة الرعب
- الاستقلال بين الحلم والواقع
- انقرة وصناعة العنف
- الربيع العربي والعواصف المتوقعة
- الرقم التركي في الربيع العربي
- طهران وتصدير الفوضى
- تركيا من الطرف الى المحور -1-
- جمهورية البطش العربية
- الانتحار السياسي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - لا شتاء بعد الربيع