أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مات الملك ...عاش الملك















المزيد.....

مات الملك ...عاش الملك


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 18:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هذا العنوان معروف في ادبيات السياسة ..عبر التاريخ للامم والممالك وليس بجديد ...وعادة يقال عند تغير الملوك ويعبر عن ان الملك او الرئاسة او الزعامة ليست دائمة لاحد ...وهذه من الحقائق المسلم بها ...وحقيقة الموت تنطبق على كافة الكائنات الحية ...فليس هناك مخلوق يعيش ابد الدهر ...فالخلود لله الواحد الاحد ...وهذه ايضا حقيقة يعترف بها كل اتباع الكتب السماوية والوضعية ...
المقصود اليوم بالملك في العراق هو الاستاذ جلال الطالباني الذي يشغل منصب رئاسة الجمهورية العراقية حاليا ...
فمنذ البارحة بدات الاخبار تتناقلها وكالات الانباء ...بين انسان فرحان لسماع الخبر ...وبين انسان حزين لسماع الخبر ...وهناك الاغلبية الشعبية اللامبالية ...ان مات حنون او عاش حنون ..
فبعض السياسيين نشروا الخبر ...وكما يتمنون في قرارة نفوسهم ... مات الطالباني ...واخرون نشروا الخبركما يعجبهم ...اصيب الطالباني بجلطة دماغية ...وهو في حالة موت سريري ...اما المجموعة الاخرى فقد نشروا الخبر كما يريدون ...اصيب الطالباني بجلطة دماغية وهو بحالة صحية حرجة ...اما من يحبون الطالباني ...فقد تمنوا وتفاءلوا ...عندما اعلنوا ...ان الطالباني قد اصيب بجلطة دماغية ...وحالته الصحية جيدة ويتمائل للشفاء ...اي كل فئة وكعادة العراقيين تناولوا الخبر على مزاجهم وهواهم الخاص ..
المواطن العراقي اليائس والمحبط منكل العملية السياسية ...فقد ضاع كالعادة بين تضارب هذه الاخبار ...بين لا ابالي وبين قلق ...وبين مترقب للاحداث ...وبين مشكك فيما يدور من حقائق الواقع الصحي للاستاذ الطالباني ...لان العراقي بطبيعته طيب وبسيط ولا يصدق الا ما يريد تصديقه ...
وكمثل على بساطة العراقيين ...عندما نفذ حكم الاعدام بالشهيد المرحوم عبد الكريم قاسم ...وبثت الصور على شاشة تلفزيون بغداد ...رفض محبي الزعيم تصديق عيونهم ...واشاعوا ان صورته ظهرت على القمر وهويحيهم بيده كعادته ...وان احدى الدجاجات باضت بيضة مطبوع عليها صورة الزعيم بملابسه العسكرية وهو يبتسم ...
وليس ببعيد عنا ... فعندما القي القبض على الرئيس الراحل صدام حسين ...نشر محبيه بين الناس ان من القي عليه القبض هو شبيه صدام وليس صدام نفسه ...وتكررت الاشاعات بعد تنفيذ حكم الاعدام به ...والكثير من العراقيين يعتقدون ويصدقون ..انه لازال حيا يرزق ...وانه يقود المقاومة ... هذه جزء من طبيعة العراقيين وربما علماء المجتمع العراقي وعلم النفس الاجتماعي باستطاعتهم تسليط الضوء بشكل علمي على هذه الظاهرة والامثلة كثيرة ولا تعد ولا تحصى وليس بالضرورة ان تقتصر هذه الظاهرة على القادة والرؤساء والملوك ...وانما تعمم على العامة والظاهر الخارقة للعقل والتي يتقبلها العقل العراقي ببساطة وسهولة وليس ببعيد عنا ما يبث هذه الايام في الفضائيات تحت اسماء عديدة اصبحت اشهر من نار على علم وحتى اشهرمن ناظم الغزالي وكاظم الساهر وهيفاء وهبي ..كالشيباني والالوسي والعرعور والقرضاوي ومفتي الجيكليت والحامض حلوا وغيرهم العديد ...من اصحاب الخرز وفتاحي الفال ومحضري الارواح وباعثي الاموات من القبور ...
ومن طيبة العراقيين والمعروفة عنهم ...ان الجميع يتمنون للمريض الشفاء العاجل ( حتى لو كان عدوهم ) والترحم عليه عندما يموت حتى لو كان قاتل ابيهم ..هذه هي صفات العراقيين الشرفاء الاصلاء الذين التقيت بهم في حياتي الطويلة ...
ولو انني اجد في شخص الطالباني (شفاه الله )...رجل استفاد ماديا وماليا هو وعائلته واصحابه المقربين والبعيدين وبشكل لايصدقه العقل وكما ينشر ونقرأ في الاعلام يوميا ...
اما الشعب العراقي وللحق والانصاف وبصراحة اقولها لم يستفد من الطالباني شيء ملموس على مستوى الامن او الخدمات ...فانه لايهش ولاينش ... قضاها كابن بطوطة ينتقل من دولة الى اخرى او يرجع للسليمانية .. وطيلة سنوات الاحتلال الماضية وهذا رأي شخصي بحت ...فانا لااكرهه ولا احبه ...
ولا اخفي عليك أخي القاريء ...انني قد صدمت عندما قرأت ان الرجل قدم كتاب استقالته من رئاسة الجمهورية لرئيس اقليم كردستان السيد مسعود البرزاني ...وكأنه هو المسؤول عن الشعب العراقي وليس مجلس النواب ...بربكم ؟؟؟ فاي عراقي يحترم نفسه وعراقيته والدستور الفاشل والقانون الغائب والشرعية الانتخابية المزورة ...يقبل بهذا التصرف من قبل السيد الطالباني ؟؟؟
ومع هذا اتمنى وبصفتي عراقي بسيط واتصف بطيبة العراقيين ...اتمنى وبصدق ومن كل قلبي التعبان ايضا ..اتمنى له الشفاء العاجل ...لانه اولا عراقي وثانيا انسان مريض ...وكبير بالسن مثلي ..وان مات فساترحم عليه كما اترحم على كل الذين سبقوه او سيلحقوه وانا وانتم منهم ...
الطالباني وكما يقر كل المتابعين يشغل منصب شرفي كما اثبتت الوقائع على الارض كمن سبقه في زمن صدام (المرحوم محي الدين معروف ..الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية ) ...
وعين الطالباني عن طريق مجلس النواب وليس منتخب بشكل مباشر عن طريق الشعب ...وكان كجزء من صفقة شاملة من خطة المحاصصة والتوافق بين القادة العشرة المسيطرة ...وكان واحدا منهم بصفته هو زعيم فريق كردي مهم ومنافس للفريق الثاني الذي يرأسه مسعود البرزاني ... اضافة الى كونه (ولو بشكل غير ظاهر مدعوم ومقبول ايرانيا ويؤيده الاكراد الفيلية والايرانية في محافظة السليمانية ...ويمثل ثقل التوازن للكفة الكردية الممثلة بالبرزاني المسنود تركيا واكراد اربيل وعشائرها التقليدية ..) من هنا نجد اهمية الرجل الشخصية للقضية العراقية ...وبالرغم من تقلص تاثيره في الانتخابات الكردية الاخيرة بصعود نجم خصمه انوشروان مصطفى وكتلة التغيير ...التي اضعفت دوره التاريخي امام خصمه التقليدي والتاريخي مسعود البرزاني ...
لايخفى عليكم الصراع المتعاظم بين البرزاني والمالكي او بين حكومة المركز والاقليم ..بل الوقوف على حافة الحرب بين العرب والاكراد من خلال البيشمركة الكردية التابعة للبرزاني والجيش العراقي النظامي والممثل لكل مكونات الشعب العراقي ...واخرها ماحدث البارحة من اطلاق الصواريخ على طائرة استطلاع عراقية كانت تستطلع ضمن حدود محافظة كركوك ...في الوقت الذي تخرس وتسكت هذه القوات عن صد الطائرات التركية التي تقتل اهلنا الفقراء الكرد في شمال الوطن وكل يوم ...
هذه الحالة ستتأزم اكثر وستتعقد اكثر في حالة غياب الكردي الرجل المسن والعاقل الهاديء والحكيم الخبير بالشأن العراقي والاقليمي جلال الطالباني ...فبالرغم من كل ما اسجله ضده يبقى هو ( كعراقي كردي ...افضل من غيره بمليون مرة ) فهو عنصر سلام لا حرب كغيره ..وهذا ما يحتاجه شعبنا العراقي في اخطر مرحلة من مراحل تاريخه السياسي الحديث والمهدد بالتقسيم ...
سواء رضينا ام ابينا ...الرجل عندما يصاب بجلطة دماغية ..يعتبر قد توفي ان لم يكن سريريا ...فقد توفي سياسيا ...وانا (واعوذ بالله من كلمة انا ) ..اعتقد ان غياب الرجل في هذه الايام سيقوي نفوذ وسيطرة السيد مسعود البرزاني المتعصب قوميا والمندفع نحو التقسيم .. اكثر مما هو بالاساس قوي حاليا ...وهذه ستعتبر ضربة قاصمة وبالقاضية للفريق المنافس والمدافع عن وحدة العراق المتمثل بفريق المالكي من الكرد والعرب والتركمان ...
من هنا تبرز الحاجة الماسة والمستعجلة الى ايجاد البديل للطالباني بحيث يؤمن بوحدة العراق وترابه ...ومن انصار السلام بين العرب والاكراد .. ولديه القدرة والامكانية بالوقوف بوجه الاندفاع الحماسي لمسعود البارزاني ...ومقبول داخليا ( كرد وتركمان وعرب سنة وعرب شيعة ) ومقبول من دول الجوار ( تركيا وايران والسعودية ) ومقبول من حبيبة الكل ( اسرائيل ) ومسنود امريكيا وبريطانيا ...
وهنا تسكب العبرات ...هذا الانسان النادر وين راح يلقاه المالكي ؟؟؟ ومن اين سنأتي به ؟؟؟ ونصيحة من مواطن عراقي بسيط وهو انا للمالكي ومستشاريه الاشاوس وبالذات لقادة العرب من السنة ...اذا لم تجدوا مثل هذا الشخص وبهذه المواصفات بين اهلنا الاكراد او التركمان ...ستجدونه بين اهلنا العرب السنة ...ففيهم الخير والبركة ...مثل الدكتور ( أ.ك ) او الدكتور ( ر.م ) او السفير السابق ( س. ش ) على سبيل المثال لا الحصر... والحذر الحذر الحذر ...من افتعال ازمة جديدة ومطمطة جديدة على طريقة ( خذ عليك ورد عليي ) كعادتكم وتبقون الاستاذ خضير الخزاعي ليقوم مقام رئيس الجمهورية ...وعلى اساس الخيط الرفيع الشيعي اللي بالايد واللي تعرفه احسن وافضل من عشرة خيوط في لندن او عمان ما تعرفهم ...
رفقا بفقراء ومساكين العراق من الكرد والتركمان والعرب ..مسلمين او مسيحيين ...وكفاية وشبعنا من مناوشات لاتسمن ولا تغني عن جوع ...اعملوا الصح ...
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ..



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع التماسيح الامريكية على قتل الاطفال
- شعبنا من يصنع الطغاة
- استعراض العضلات لاتؤكل خبزا
- لتصبح سياسيا ناجحا ...اتقن الكذب والنصب والدجل
- ياناس ... صار واحدنا مثل بلاع الموس
- خيمة صفوان وخيمة بغداد – الجزء الثاني
- خيمة صفوان هي بداية الضعف و الذل والهوان – الجزء الاول
- الحزم والحسم مطلوبان يا ناس ...
- يا مالكي ...تعلم من الرئيس بوتن
- ذكريات اب وأنسان عراقي
- الضحكة التي اشبعت الفقراء لحما
- ما الحل يا ناس ؟؟؟ وصل للذيل الخياس؟؟؟
- هلهولة لطحين الغصة التموينية
- شدوا راسكم يا كرعين من اول قنبلة انتحابية
- وفاز اوباما بالرئاسة ...فهل سيكون عادلا؟؟؟
- لنرفع ايدينا بالدعاء لفوز اوباما
- وبدأ موسم الاكاذيب من جديد
- بعرور شفنا بس الخروف ما شفناه
- هذا ما جناه علي ابي وجنيته على ابنائي
- اللعب بالاعضاء الجنسية بين الزوجين حرام


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مات الملك ...عاش الملك