|
كبوة فخري كريم
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 09:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقلا عن ام المثل ان احداهن سألت فرعون مصر : من فرعنك ؟ أجاب : لم اجد من يردني . هل ينطبق هذا المثل على اوضاعنا في العراق الآن ؟ هل الوضع القائم الآن سيؤدي الى خلق فرعون جديد ؟ هل الفرعون القادم يُدرك انه قاب قوسين من ان يكون فرعونا ؟ وماذا عن شركائه في الحكم والمنفعة ؟ لوحة الوضع السياسي في العراق قاتمة الألوان ، قد تتحول الى لون الدم اذا ما استمرت الازمات السياسية المتتالية ، واذا ما اختار القائد العام لغة السلاح بديلا عن لغة الحوار بعد ان يستمع الى أصوات بقايا الدكتاتورية السابقة التي انتعشت في الاجهزة العسكرية والامنية ، ولكن دون تحقيق الآمن للمواطن ، رغم تكرار تصريحات القائد العام انه تم القضاء على الارهاب ، فيكون جواب الارهاب عمليات جديدة في طول العراق وعرضه في يوم وتوقيت واحد . الكل يعلم ان الفرعون المقبل وصل الى كرسي الفرعنة بعد اتفاقات اربيل ، ولازالت تفاصيل اجواء ابرام هذه الاتفاقات في حكم الاسرار ، ومع ذلك انقلب الفرعون القادم على من اتفق معهم عندما جلس على كرسي الفرعونية من جديد ، وهاهي البلاد من أزمة الى ازمة بعد خروج القوات الامريكية ، وبعد ان استقر للفرعون الجديد والقائد العام للعسكر على تشكيلات واسعة من الجيش واعاد الى الخدمة قادة الوحدات في الجيش السابق ذا التاريخ المشؤوم في محاربة ابناء العراق . من سمح للفرعون القادم بالتفرعن ؟ ساسة العراق جميعهم ، بدون استثناء ، الشيعة منهم الذين شكلوا التحالف الوطني بعد نتائج الانتخابات في مواجهة السنة المنضوين تحت القائمة العراقية . وكذلك السنة منهم والكورد لانهم رتبوا اتفاقات اربيل خارج الدستور . وغيرهم ممن لم يدخل البرلمان لم يكن له صوتا عاليا ضد المحاصصة ونتائجها بل تقبلوها وتعاملوا معها على انها امر واقع . هل هناك من حاول ان يرد الفرعون القادم عن فرعنته ؟ نعم انها مؤسسة المدى التي اطلقت حملة الحريات اولا . ونعم ايضا لتظاهرات 25 شباط في ساحة التحرير وبعدها . وكيف هو الأمر الآن ؟ لقد توقفت التظاهرات بفعل القمع الوحشي من قبل الاجهزة الامنية ، ولكن المدى واصلت حملتها الاعلامية في الرد على الفرعنة الجديدة ، في الوقت الذي صمت فيه احزاب ومنظمات سياسية مختلفة ، قسم منهم مشارك في الحكومة ، وآخرين من خارج الحكومة لم تكن اصواتهم مرتفعة بالشكل المطلوب . في عدد جريدة المدى لهذا اليوم كتب "الشيوعي المتقاعد" رئيس التحرير فخري كريم بان تمرير دورة ثانية للماكي كبوة لن يغفرها لنفسه . انها المرة الاولى التي اقرأ فيها ان سياسي عراقي مهما كبر أو صغر شأنه اعترف ان له كبوة ، ولن يسامح نفسه عليها . انتقادات رئيس تحرير المدى للاداء الحكومي ليس بجديد ، والجريدة في اعدادها اليومية تحوي مجالا واسعا لانتقاد الجوانب السلبية في السياسات الحكومية وفي سبل تنفيذها لا تجاريه الصحف الاخرى . ولكن في عدد اليوم قيل الكلام الأكثر وضوحا مختتما القول : ومن المستور مايفيض ، وعسى ان تنفع الذكرى . كم من سياسي العراق يعترف بكبواته ؟؟؟ مبادرة الاعتراف بالكبوة هي ممارسة لايعرفها ساسة العراق ، وفي الحقيقة لايعرفها المواطن العراقي عموما ، ولكني كما تقول ام المثل " أرفع قبعتي " " الى الرفيق المتقاعد " فخري كريم وادعو الساسة الاخرين الى التحلي بنفس روح الصراحة الايجابية سواء من المشاركين في الحكومة أو خارجها . كيف سيرد الفرعون القادم على ماكُتب في المدى اليوم ؟ ربما سيبادر عضو مجلس النواب ياسين مجيد أو يتم تكليفه للادلاء بتصريحات تصعيدية جديدة تتناول المدى وصاحبها والعاملين فيها ، او يجرى تشكيل لجنة في دولة القانون تضم عناصر امنية لبحث كيفية اسكات المدى ، ولكني اعتقد ان المدى لن تسكت طالما بقيت على قيد الحياة . مرة اخرى " ارفع قبعتي " وعسى ان يحذوا الآخرين لكشف المستور ، والمسير بسفينة العراق الى شاطئ النجاة .
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 17
-
نوري إنضّرب بوري
-
وفاة جلال الطالباني
-
يوميات دنماركية 16
-
القزو
-
رسالة تواصل ديمقراطية
-
الخال ابا ذكرى وداعا
-
الشيوعي العراقي يرفض !!!
-
نصيحة ديمقراطية
-
المالكي والمتنبي
-
تيار الديمقراطيين بعد عام 2
-
هل ضحك المالكي ؟
-
تيار الديمقراطيين بعد عام
-
ثقافة الاعتذار
-
يوميات دنماركية 15
-
شجاعة وزيرة شؤون المرأة
-
حول تشكيل التيار الديمقراطي في الدنمارك 3
-
الحب في جريدة طريق الشعب
-
- جنطة - إبتهال كاصد
-
ثقافة الاجتماعات
المزيد.....
-
اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض
...
-
غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
-
السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك
...
-
صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره
...
-
الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
-
الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة
...
-
وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن
...
-
أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو
...
-
مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|