أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - فلسطين في خضم الصراعات















المزيد.....

فلسطين في خضم الصراعات


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كتبت العديد من المقالات حول الوضع العربي وكانت فلسطين جزء من هذه المقالات، لكن اليوم ومع احتدام الصراع كان لابد لي من تخصيص فلسطين بمقال موسع أشرح فيه أين وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه.
في البداية يجب إلقاء نظرة سريعة على الظروف المحيطة بنا والمؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على القضية الفلسطينية، هناك متغيرات كثيرة حصلت على المنطقة والعالم في الآونة الأخيرة يجب أخذها بالحسبان ليكون تحليلنا شامل ومتكامل.
أول هذه المتغيرات هو التحول الجاري على التوازن الدولي حيث بدئت أحادية القطبية بالاختفاء لصالح نظام سياسي دولي متعدد الأقطاب، فبعد انتهاء الحرب الباردة والانقلاب على الشيوعية في الاتحاد السوفيتي، ظهر نظام عالمي يعتمد على الأحادية القطبية برئاسة الولايات المتحدة مستخدمةً أذرعها في العالم وعلى رأسها حلف الناتو، التي بسطت هيمنتها على العالم من خلال الحروب المتنقلة ودعم الحركات الانفصالية الطائفية، تحت شعار تطبيق مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، أي مشروع بيرس لحل التناقضات في المنطقة.
في منطقتنا كان هذا بارزاً بتقسيم السودان، تقسيم العراق، تقسيم أراضي السلطة الفلسطينية واليوم محاولة تقسيم سورية .
في الجهة المقابلة تشكل في العالم في الآونة الأخيرة جبهة معادية لأحادية القطبية مكونة من مجموعة دول البركس التي رأت بأن مصالح الطبقة الحاكمة فيها تتعارض بشكل استراتيجي مع مصالح الدول الامبريالية، بالذات السيطرة على منابع الطاقة في القوقاز والمنابع الجديدة في محيط البحر الأبيض المتوسط.
من خلال التحالف وحول التكتل الجديد اجتمعت قوى إقليمية مثل إيران، حركات المقاومة وعلى رأسها أللبنانية وسورية. وبعد النصر الكبير لهذه القوى في حرب تموز في لبنان، غيرت الامبريالية من أسلوب هجومها فمن الهجوم المباشر إلى الغير مباشر مستخدمةً التحولات الجارية في المنطقة وتحويل الربيع العربي إلى ربيع إسلامي مرتبط بالمخططات الامبريالية.
في فلسطين بدء المخطط منذ الخروج وبالطريقة التي تم بها من بيروت بعد الاجتياح عام 1982 ومنذ الزيارة المشهورة للسيد ياسر عرفات لصديقه فرانسوا متران حيث بدئت مسيرة التراجع وصولاً إلى أوسلو وملحقاته.
في أوسلو تمت أول التراجعات عن الثوابت باعتراف المنظمة بحق إسرائيل بالوجود كدولة مستقلة على تراب فلسطين مقابل اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير، أي اعتراف منقوص حيث لم يكن اعتراف بدولة مقابل دولة بل اعتراف بدولة مقابل مؤسسة كانت تحظى بالاعتراف الدولي.
رغم هذه المهزلة قبل الشعب الفلسطيني بأوسلو على أساس انه ألبوابه للتخلص من الاحتلال، لكن مجريات الأحداث أثبتت صحة موقف حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني بأنه إما وهم وغياب البعد الإستراتيجي لدى القيادة الفلسطينية أو التصرف المدروس، وفي كلا الحالتين يدفع شعبنا اليوم ثمن هذا الاتفاق.
السير في ركب المخططات الأمريكية و تحويل القضية من نزاع دولي إلى نزاع محلي بتسليم كل الملفات للراعي الأمريكي والرباعية التي فقدت مفهومها الدولي بتعين بلير ممثلاً لها، أدى إلى الوصول الانقسام حيث اشترطت الرباعية شكل ولون الحكومة من خلال توقيف الدعم المالي. هذا الدعم كان شرط من شروط أوسلو.
التراجعات لم تقف هنا فمن خلال البرتوكولات والاتفاقيات المعقودة مع إسرائيل مثل برتوكول القاهرة، باريس والاتفاقيات الأمنية جرد أوسلو من أي إيجابية وأصبح ثقل كبير على كاهل هذا الشعب.
إن السياسة الاقتصادية التي قضت على الإنتاج لصالح الخدمات، كما حولت الجزء الأكبر من أبناء شعبنا من عمال إلى موظفين جعلت من هذه السلطة المنقوصة رهينة للدول المانحة، كذلك إن إغداق الأموال من خلال تسهيل القروض الاستهلاكية ربط الشعب بالبنوك فأصبح الشعب يلهث وراء لقمة العيش تاركاً السبب الرئيسي لما هو عليه اليوم ألا وهو الاحتلال وممثليه من رجالات السلطة.
وصلنا إلى الأفق المسدود فلا حل سياسي مشرف ولا حل للأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر فيها هذا الشعب، بل على العكس أوصلتنا هذه التنازلات إلى الحضيض فكان التنازل الواضح لأبو مازن عن حق العودة خاتمة التنازلات الهادفة إلى تصفية القضية.
الخطوة القادمة هي باتجاهين غزة والضفة، الأمور في غزة بدئت تأخذ مجراها، حكومة مستقلة ترتبط بمصر بفدرالية أو كفدرالية و الضفة تسلم إدارة شؤون المواطنين إلى الأردن تحت مسمى يرضي أصحاب المخطط وعلى رأسهم إسرائيل.


بنيت وجهة نظري هذه على الأسس التالية:
أولاً: تسليم إدارة مصر للإخوان المسلمين كان نتيجة المصالحة بين الإمبريالية والإسلام السياسي، وبما أن حركة حماس هي الجناح الفلسطيني للإخوان فإن عملية تسليم غزة لا تجد من يقاومها.
دخول قطر الإخوان كممثل للامبريالية في اللعبة يهدف إلى شراء الضمائر في القطاع وما الحديث عن سنغافورة البحر المتوسط إلا دليل على ما أقول.
ثانياً: هذا الموقف المتذبذب لقيادة حماس فيما يتعلق بالوضع السوري يؤشر فيما يؤشر إلى أن حركة حماس تقدم أوراق اعتمادها للإمبريالية، وأنها قد قررت السير في ركب مخططها، ولولا وجود قوى مسلحة مقاومة على الأرض لشاهدنا الهرولة باتجاه تنفيذ المخططات الامبريالية.
ثالثاً: إن ارتماء حماس في أحضان الامبريالية واضح من خلال 1) رحيل قادة الحركة من دمشق إلى قطر. 2) الموقف الغير حاسم فيما يتعلق بالهجوم الخليجي على إيران و حزب الله.
إن اتخاذ موقف المتفرج فيما يتعلق بالأمرين يصب بالأساس في مصلحة خلق صراع مذهبي سني شيعي الهادف إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية تمشياً مع مخطط الشرق الأوسط الكبير.كذلك يمكن في هذا الإطار وضع مسألة إعطاء جزء من صحراء سيناء للفلسطينيين كخطوة أولية من أجل استيعاب اللاجئين فيها كوطن بديل يتصل بغزة.
ثالثاً: حكومة الضفة تصر وبشكل مثير للشبهات على لجم الصراع بين الاحتلال والشعب الفلسطيني ،مستخدمةً القوى الأمنية، إما بطرح سلمية النضال أو بالتنازلات التي قدمها ويقدمها رجالات السلطة للاحتلال والتي كان آخرها تصريح أبو مازن حول حق العودة.
رابعاً : إن اللقاءات التي تتم بين رجالات الاقتصاد فلسطينيين والأردن كالذي حصل بين الأمير حسن ورجالات نابلس والذي تطرق فيه الأمير حسن إلى الخطأ التاريخي حسب رأيه بفصل الضفة عن الأردن و باعتراف مؤتمر القمة العربية بـ م.ت.ف يجب إصلاحه. كذلك فإن اللقاءات بين قيادات أردنية ورجال أعمال إسرائيليين مع البرجوازية المرتبطة بالمخططات الامبريالية والإسرائيلية أمثال منيب المصري، تؤشر بأنه هناك اتفاق يجري ترتيبه للوضع في الضفة تلعب فيه الأردن دوراً أساسياً حيت يتم تسليم أدارة شؤون المواطنين في الضفة للأردن و ترك الأرض و الأمن بيد إسرائيل.
كما نرى فإن المخطط المرسوم أصبح واضح المعالم غزة تديرها مصر وما تبقى من الضفة يديرها الأردن تحت شكل فدرالي أو كفدرالي تتم بموجبه تصفية القضية الفلسطينية، وصحراء سيناء لحل مشكلة اللاجئين.
نحن الشيوعيين نعتقد بأن فشل هذه المؤامرة يعتمد وبشكل مباشر على مدى وعي شعبنا لها ومدى استعداده لمقاومتها.
نحن نؤمن بأن الحل العادل لقضيتنا سيأتي من خلال النضال كافة أشكال النضال من أجل استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، نقول كافة أشكال النضال ولا نبعد أي شكل شريطة أن تسمح به الظروف، ونرفض طرح أبو مازن باشتراطه المقاومة السلمية كطريق وحيد لأن الشعب هو من يقرر شكل المقاومة وحدتها، ومن الواجب ان يتذكر أبوا مازن بأنه عاد تحت مظلة حجار الانتفاضة التي قام أوسلو بتدميرها.

فرج



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة تأمل
- ماذا يجري اليوم في مصر؟
- ما هي السلطة التي نريدها ؟
- كيفية اختيار العدو
- حل الدولة أم الدولتين
- التوازن الدولي الجديد في عالم اليوم
- بعض اليسار ألمتمركس و موقفه من ألأحداث في سورية
- ألوضع الاقتصادي في فلسطين، تخفيض العجز و السياسة الضريبية
- دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي
- العلاقة بين ألإسلام السياسي و الإمبريالية
- ربيع هذا أم خريف
- رداً على تعليق - حول مقالي: سورية بين الحقائق و المؤامرة
- سورية بين الحقائق و المؤامرة
- بلا عنوان يا عربان الهم والغم النفطية
- ألشيوعية ما زالت تقض مضاجع العملاء.لماذا؟
- الاتفاق السوري مع جامعة الدول العربية
- ثقافة الدبسة في مؤخرة الشعوب
- السادس من أكتوبر النصر التاريخي لشعوب أمتنا العربية
- خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، ماذا بعد؟
- الموقف في الوضع السوري من بعض اليسار تأملات في موقف الرفيق ه ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - فلسطين في خضم الصراعات