أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - خوش لعبه...!!!














المزيد.....

خوش لعبه...!!!


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خوش لعبه...!!!
الفبركة المفتعلة في إلغاء البطاقة التموينية ,لعبة مدروسة ومحبوكة ومخطط لها بإتقان, وربما اُعد لها منذ زمن بعيد, لكي تتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات , وهي تندرج ضمن جدول الأزمات المتسلسل والمفتعل للسنوات التي خلت من عمر العراق الجديد في خطى حثيثة متواصلة , يراد منها ألتغطيه والتعتيم الكلي على الأخطاء والفشل الذريع الذي منيت بها سياسة الحكومة في تطبيق برامجها الخدمية والعمرانية, أو في قضائها على الإرهاب التي تضري آلته الهمجية قتلا وإراقة لدماء الأبرياء, أو بتفشي ظاهرة الاغتيال اليومي المنظم بكواتم الصوت, والفساد المستشري بمختلف تلاوينه وفنونه ومن اعلى المستويات مع الأسف.
,وهي بالتالي محاولة للتستر على عدم قدرة وشجاعة الفرقاء السياسيين وأحزابهم من تجاوز الواقع المأزوم, والمناخ السياسي المشحون بالتناحر والاحتراب على المناصب والمراكز القيادية في السلطة والدولة وما ينعكس عليها وعلى جيوب منتسبيها من مردودات وغنائم وامتيازات.
فإلغاء البطاقة التموينية( والتي تدخل في صلب معيشة المواطن وقوت أبنائه ولأكثر من عشرين عاما), شكل جديد ومبتدع من اشكال الدعاية االانتخابيه ,غير الدعاية التقليدية التي سئمها الجمهور لكثرة أنواعها وصنوفها الشرعية والمظللة والكاذبة.
فالإبداع والابتكار هنا يأتي من خلق الألم والوجع و قطع الأنفاس, بأساليب وطرق خشنه وقاسيه, وذلك من خلال افتعال حاله من الارتباك والفوضى والسخط والترويج ,لعدو وهمي شرس سينقط على الرمق المتبقي من عيشة المواطن ومصدر قوته, والتي لم تستطع كل الحكومات وحتى في زمن الحصار الدولي الجائر الذي تعرض إليه العراق في زمن النظام البائد( ان يفكر أي حاكم أو مسئول من ان يمس تخصيص البطاقه التموينية) لكن كل ماتبتغيه هذه السياسة إشعال فتيل أزمة جديدة خانقه جوهرها ووقودها الشعب نفسه وليس القوى المتصارعة.
حيث سينصب حديث الناس باللغط والهمس والهرج والمرج عن الهم الجديد المرتقب والذي يحمل في طياته كدرا مرعبا مخيفا سينقط بثقله وجسامته على بطون الجياع وأفواههم اللآكله, يصاحب كل ذلك الإعصار زوابع وضجيجا إعلاميا مكتظا بالمناقشات والحوارات وما تسفر عنها من تحليلات وتنظير قد تصل في بعضها إلى ولوج البلاد على شفى نهاية مزرية ومروعه ستغرقها بحرب دامية تأكل الأخضر واليابس وتقضي على الحرث والنسل.
هنا ستندفع الناس تقودهم الجياع باكين مولولين متضرعين مستغيثين إلى الله بهاديتهم لتلمس طريق الحق نحو المنقذ المخُلَص الذي ينتشلهم من هذه الكارثة الوخيمة المحدقة بهم ويعيد الأمور إلى نصابها ويخلَص البلاد من البلاء و القدر المشئوم الذي بات قريبا على الأبواب.
والمخرج والمنتج لهذه المسرحية, يتفرج من خلف الكواليس على حركة البيادق والرموز وهي في خورها وتيهانها, بانتظار الفرج وظهور المنقذ الذي أضحت تستهويه وتطربه نشوة النصر على شعب يتلوى من خصاصة الجوع المنتظر.
لكنه مسترخ غير آبه لعويل الناس واستغاثتهم يريد المزيد من ردود الأفعال على ان تكون أكثر صخبا ودويا حتى تحقق نتائج ناجزه وموفقه للعبته التي ابتكرها, وفي وسط اللجة من التزاحم والهيجان وعلى أعتاب الانتخابات القادمة, سيخرج المارد مستلا سيفه من غمده شاهرا إياه بوجوه من تمادوا بغيهم من أعداء هذا الشعب المنكوب بالمصائب والمحن .
ويقرر على حين غره قرارا تاريخيا يفضي إلى إلغاء القرار الجائر الذي ارتكبته هذه الطغمه الناكرة لجميل الشعب والجاحدة لعطاياه ويعيد البطاقة التموينية( حتى على افتقارها لكثير من المواد ألتي كانت تزهو بها أيام النظام المقبور).
وفي غمرة الفرح والسرور الغامر وتعالي الهتافات والاحتفالات المنشدة للقائد الرءوف الرحيم لهذا السخاء والكرم الذي أجزله على شعبه وأحاطه بعطفه ومودته, وفي خضم الأهازيج والكرنفالات الصاخبة يتناسى الشعب ويمتص الألم كعادته عن المسبب لأصل اتخاذ القرار المجحف ومن يقف ورائه ومنفذه, وسيذهب مغلوبا خائرا إلى صناديق الاقتراع ليعطي صوته إلى من منحهم الحياة من جديد وأعاد إلى شفاههم البسمة والحبور.
ولكن من السذاجة ان تنطلي على المدركين الواعين من أبناء هذا الشعب حركات وفبركات هذه الألاعيب المختلقة والتي خبرها وحفظها عن ظهر قلب من أيام قائده المقبور حيث كانت اغلب حروبه المدمرة سواء كانت على شعبه أو على جيرانه تنسج خيوطها في خياله المريض المتعطش للدم والخراب فيصدرها للجمهور على انها حقائق وثوابت لاتقبل الطعن والشكوك في صدقيتها غير عابئ أو مكترث لفداحة عما يتمخض عن قراراته الهوجاء من نتائج وخيمة مهلكه ألحقت الدمار والخراب في بنا الشعب والوطن واستنزفت دمائه وكل قواه المنتجة.
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوساخة من الايمان
- رسالة اعتذار الى حزب البعث وازلامه الامنيين
- درجة الامتياز ...في زمن التزوير
- التخبط السياسي واستبعاد الكفاءات...سنان الشبيبي مثلا
- مسعود البرزاني ...من وجهة نظر خاصه
- اعيانا القرف من اصطوانتكم المشروخه
- زنزبه تبيع الاكلينكس بالشوارع...!!!
- الف مبروك انتصرنا
- مجرد رأي
- الفدراليه...هاجسنا المرعب..!!!
- لقد هزُلتْ...!!!
- هل يستقيم الظل والعود اعوج...؟؟؟
- صاحوا بالوطن فرهود...وذبوله الوطنيه
- لماذا التغطيه والسكوت على فضيحة ماليه من العيار الثقيل...؟؟؟
- الاسلاميون وبدعة الحركه التصحيحيه
- العراقيون كانو هنا
- الي بحزته طلي يمعمع..!!
- احتمالات مؤتمر السأم والغثيان...!!!
- مجلس النواب....الحلقه الاضعف في مؤسسات الدوله العراقيه
- ان لم تستحي ...افعل ما تشاء


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - خوش لعبه...!!!