أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليمان سمير غانم - انعكاسات مرايا الشرق














المزيد.....

انعكاسات مرايا الشرق


سليمان سمير غانم

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 21:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يسمى الشرق، و مع أنه يحمل في مدلولاته الأضواء و الأنوار، الا أنك لا تجد فيه الآن سوى الظلمات !

يسمى الشرق، و يراد منه أن يكون دليلا على البداية، لكننا لانعرف أين نحن، و لا الى أين نتجه في حالة من ضياع وجودي يهدد كل شئ من العائلة الى الفرد !

لا يهم ان كان اسمه الشرق أم لا، فأنت عندما تكون في القاع لا تهتم للجهات !

مخلوقات القاع لا يهمها ما يحدث تحت ضوء الشمس و الهواء العليل، لأن مخلوقات القاع لا تعيش الا على العفن و الظلمة، و من يغلق عينيه كثيرا و لزمن طويل يزعجه الضوء !

رجل هذا الشرق، نصب نفسه آدما جديدا و دوما حسب قصة التفاحة الدينية، و بالرغم من ضعف حجة هذه القصة و سذاجتها، الا أن الجميع في الشرق يصدقها، و حتى من لا يصدقها من الرجال نراه يطبقها معاملا المرأة كتابع خانع و مصدر من مصادر الشر و الغواية و النجاسة !

رجل هذا الشرق، لا يعرف شيئا من الانسانية الا عن طريق أمه أو زوجته، لكنه لا يريد لنظام العائلة البطريركية أن ينهار، يريد احتكار حياة المرأة بكل انعطافتها من العفة الى الحسن الى الفجور !

في الشرق، رجال يريدون معاكسة مشيئة الله و اخفاء أجساد و وجوه النساء الجميلة اللتي خلقها الله، يريدون بذلك قتل الحياة و الألوان !

المرأة في كل تحولاتها الشرقية هي ملك للرجل الشرقي، فمؤسسة الزواج بشكلها التقليدي وجدت من أجله، و من أجل اسعاده حتى أنها مفتوحة على موضوع تعدد الزوجات ، لكن فقط له فهو محرم على الأنثى !

في الشرق، حتى مؤسسة الدعارة، مؤسسة أوجدها الرجل لكي تقضي على الملل في علاقاته الزوجية و اخراجه من حالة الملل التي تصيبه من البقاء في علاقة مع أنثى واحدة لفترة طويلة !

رجل الشرق، خسر كل معاركه الوجودية في هذه الحياة، من االأرض الى الكرامة و الاقتصاد، فخر مهزوما، لكنه عندما نهض لم يجد بقربه الا الأنثى فقام باستعبادها و تهميشها، ليشعر نفسه بأنه حقق نصرا على أحد ما في هذه الحياة !

في الشرق، لا يجد الرجل الشرقي سببا منطقيا أو علميا لفوقيته على المرأة، لذلك تراه يستند في قمعها و تخويفها و تهويل الأمور عليها على المنظومة الدينية و نصوصها المقدسة و عبر التقاليد و العادات الاجتماعية البالية التي تمنعها من المطالبة بحقوقها في المساواة !

رجل الشرق المتدين، لا يعرف الأسباب الحقيقة للحرمات الموجودة في كتبه الدينية، و عندما تسأله لا يستطيع ايجاد سبب علمي و منطقي و لكنه لا يهتم بالأمر و يستمر في متابعة تحريمه من دون سبب، لكن عندما تحدثه عن نظرية الانفجار العظيم مثلا تراه يجيبك بأن لا شئ يحدث من دون سبب !

في الشرق، امرأة جميلة تراها تعاني الكبت و الحرمان بسبب طبيعة المجتمع الذكوري المتسلط، حتى في ليلة الزواج تراها تتعرض لما يشبه الاغتصاب في ظل غياب تجارب جنسية سابقة، مع ذلك تراها متزنة انسانيا أكثر من الرجل !

ظروف المرأة الشرقية و المضايقات التي تتعرض لها لا يمكن لعاقل أن يتحملها، لكن مع ذلك ترى نماذجا من النساء في مجتمعاتنا تجعلك تشعر بالفخر لأنك تنتمي لنفس المجتمع !

هل يحق لشرق يتعامل مع نصفه أو أكثر بهذه الطريقة أن يطالب بحياة أفضل ؟ و أن يعيش ظروفا أفضل ؟!

في الشرق، هناك طفل يجلس في أحضان جدته ، و بالرغم من الفارق الزمني الكبير بين الطفولة و الهرم الا أنه لا يشعر بالخوف، بل بأمان فظيع لا يمكن أن يشعر به في أي مكان آخر !

في الشرق، أم حنونة يمكن تشبيهها ببساطة بأية آلهة من آلهة العطاء و الحنان، أم لا يمكن تخيل الوجود من دونها !

في الشرق، أم بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، تعد طفلها الصغير بأن تشتري له آلة موسيقية !

في الشرق، أخت تحمل أعباء منزل كامل من دون تذمر، تراها في نفس الوقت تملك من الحب و الحنان ما يكفي للجميع !
في الشرق، زوجة تقف مع زوجها الوافد الجديد الى عالمها بكل حب و اخلاص و اتزان !

المرأة الشرقية، كتلة عطاء متقدة و جميلة لا يجب أن تندثر أو تحارب، بل يجب أن ترتقي و تعود الينا، لأننا بعودتها سنعود !

المرأة الشرقية، مرآة ضوء جميلة يجب توجيهها الى عيون مخلوقات الظلام و العتمة التي اعتادت القاع !



#سليمان_سمير_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الله المتهم البرئ.
- الإله المتناقض في الإسلام (الله)
- حكم المرتد بين وحشية المسلمين وهشاشة و تناقض عقيدتهم
- معيار الأخلاق بين الثابت و المتحول (الدين و المجتمع)
- يحصل في الشرق
- المنتصر في التاريخ هو المقدس ( بيزنطة مثلا)
- أبو لهب، أبو جهل، أصوات العقل في قريش و المصير المأساوي للأم ...
- ملاحظات بسيطة على العلمانية في العالم العربي
- ميثرا و طقوس العبادة الميثرائية في الإمبراطورية الرومانية
- بين اقرأ واسأل يوجد قبر الأمة الفكري
- عندما يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب (من نحن،عرب أم مسلمون ...
- حنين إلى عقل القرن الثاني و الثالث الهجري (المعتزلة)
- أدلجة المجتمع و عبثية الاسلام السياسي
- الإله المتجسد بين الوسط الاغريقي الهيليني و الديانة المسيحية
- الشرق الأدنى من عبادة المرأة الى استعبادها


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سليمان سمير غانم - انعكاسات مرايا الشرق