أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التراث والمعاصرة في إبداعات سيدة المقام العراقي والفرقة الموسيقية المبدعة














المزيد.....

التراث والمعاصرة في إبداعات سيدة المقام العراقي والفرقة الموسيقية المبدعة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 19:15
المحور: الادب والفن
    


في أمسية فريدة واحتفالية من طراز خاص صدحت فيها سيدة المقام العراقي الأولى الفنانة فريدة بجديدها مع فرقة موسيقية تميزت بدقة الأداء وحرفيته العالية وبالسلطنة التي تناوب عليها مبدعو الآلات الموسيقية النادرة، بإدارة وقيادة مبدعة للفنان المميز عازف الجوزة الأول الفنان محمد حسين كمر.
اغتنت تلك الليلة الغناسيقية بمقامات عديدة مثلما استمعنا فيه للبيات والدشت والهمايون وغيرها من تلك التي أثارت الشجن العميق وتعاملت ببلسمها مع الأحاسيس الدفينة الغائرة في عروق محبي الموسيقا الشرقية وتحديدا هنا التراثية المقامية. وجديد الفرقة التي عودتنا على تقديم المقام العراقي بأصوله المعروفة؛ أنها قدمت هذه المرة موسيقا معاصرة بنكهة تراثية لامست في بعض مناحيها رومانسية الستينات بل جمعت بين المقام بتاريخيته وطبيعته التراثية المعروفة وعراقته من جهة وبين الأداء الغناسيقي المعاصر الأمر الذي استدعى توزيعا موسيقيا جديدا وإعادة بناء الجمل الموسيقية بطريقة امتاحت أصول الأغنية العراقية وموسيقاها طوال العقود الخمسة الأخيرة وبطريقة تجذب الجيل الذي بات تحت تأثيرات متنوعة لزمن السرعة والأداء الغناسيقي المختلف؛ فكسبته باستحقاق جمالي مذهل...
ونجحت الإبداعات الجميلة في أغنيات خاصة بالسيدة فريدة وأخرى تراثية بتقاسيم الفرقة المتألقة..يمكن للمتخصص أن يتحدث بإسهاب عن التكتيك الأدائي من وقفات وانطلاقات ومن أدوات تحكم وتفاعل مع الجمهور والفنانة فريدة في بعض تلك الأغنيات بجملها اللحنية الطويلة كانت تعرف بخبرة مكينة كيف تلوّن كي تعطي الأثر المنشود عند جمهور الأغنية السريعة وتعيده للأغنية الطربية بوسائلها الفنية وبتجديدها أيضا.
ولعل من معالم النجاح ذاك التفاعل الذي انطلق من قاعة ضمت مئات المستمتعين بهذا اللون المعاصر وبنكهته التراثية من مختلف منابت جمهور تركَّب من العراقيين والسوريين ومن الجنسيات العربية والشرق أوسطية ومن الهولنديين الذين اعتدنا اللقاء بهم في مثل هذه الاحتفاليات النادرة، وبحضور نخبة من متذوقي الفن والمتخصصين فيه أيضا.. وبين الفينة والأخرى كانت تتسامى الإيقاعات وتشنّف الأسماع إصغاء لسلطنة مقامية نادرا ما نجدها ولكنها مع السيدة فريدة وأبرز العازفين تتكرر بروعة التألق في لمحات مهمة ممتعة.
هذا الفن ليس من ذاك الذي تلتئم فيه التجارة مع بعزقة المشاعر وتناثرها في هياج ينحط بالذائقة.. هذا الفن الذي نلتقيه إبداع جمالي مميز ينطلق أولا من احترام الذائقة والقيم ومن استدعاء أغنى تفاعلات المشاعر الإنسانية ومن الانتماء لهوية تراثية بعيدة؛ فضلا عن التجديد وعن تقديم الإضافات التي لا تقف عند إسار التقليدي بل تنقله إلى معايشة متغيرات العصر والحداثة بطريقة ملائمة.
كم تمنيت أن أجد فسحة من الوقت لأسجل تلك اللمحات التي سجلت جديد الإبداع الغناسيقي للتلحين والتوزيع الجديدين للفنان محمد كمر ولتلك الالتماعات التي تقول: إن الفنانة فريدة ما زالت ثرّة في عطائها وأن جديدها مازال حيا بعنفوان الإبداع بخاصة في أغنياتها التي تقدم لأول مرة في تلك القاعة الكبيرة بوسط هولندا.. إلى جانب المفردات الأدائية التي لوّنت الصوت ليصل المسامع بجديد أطرب ورقّصَ وأطلق عنان الاستمتاع بحق.
إن هذه الفرقة وقائدها الموسيقي وعلامتها المهمة الكبيرة سيدة المقام تبقى عنوان هوية يلزم الاحتفاء بها واستقطابها لأبرز احتفاليات الفن الغنائي في مختلف بلدان منطقتنا وفي مختلف المهاجر القصية وجالياتنا الناطقة بلغات الأغنية عربية وكوردية وتركية وفارسية وبلغة الموسيقا التي تجسد اللغة الموحِّدة للشعوب ولثقافاتها..
تبقون محط الاعتزاز والفخر وشكرا لرائع الأداء والعطاء ولمميز الإبداع ومن تألق لآخر لكم كل الموفقية
وإن هي إلا ((عيدية)) من غني الروح البغدادي المغناج تمحو آثار الألم وغبار بعض الأماكن التي تعصف غضبا متطلعة لمنتظر جماليات إبداعات فنانينا ومبارك لكم تلك الأماسي التي هي أكبر من مهرجان وأروع من أنشطة مؤسسات ووزارات نعرف أين حل بها السبات وطال بها المنام فيما المبدعات والمبدعون يمضون في تألق حيث ضفاف القمر يتألق في ليالي زمننا من أجل الأسماع تهدأ مصغية للجمال بديلا عن هدير الوحشية التي تندلع بغضبها هنا أو هناك

وسنبقى مع الجمال في أعز وأغلى اللحظات ومجددا ودائما تبريكاتنا لهذا التألق والإبداع



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 نوفمبر تشرين الثاني من كل عام، يوم للثقافة والمثقف العراق ...
- فشل برامج الحكومة الاتحادية تجاوزَ توصيف التخبط السياسي.. قض ...
- واقع حال مرضي.. لن ينتهي إلا بصوت هادر للشعب
- تذكرة جديدة بمناسبة غزوات ليلية مكرورة على المنتديات الاجتما ...
- مهاجمة سوق الكتب بالبلدوزرات والجرافات، جريمة ضد الفقراء ومح ...
- إدانة الممارسات القمعية للحريات العامة والخاصة وشجب محاولات ...
- التجربة الشخصية السليمة في الشأن العام تبقى متطلعة لدور الآخ ...
- نارهم تاكل حطبهم.. شعلينة لازم!
- مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟
- مصداقية التحالفات السياسية بين مطرقة التهجمات وسندان التبرير
- الدولة المدنية ديموقراطية ترعى الديني والدولة الدينية ثيوقرا ...
- لماذا نوقّع حملة المطالبة بتطبيق القانون والمساءلة القضائية ...
- الحوار وقبول الآخر والتغيير.. تداعيات في الخيار الديموقراطي ...
- إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد
- مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟
- تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للش ...
- إدخال فقه الدولة الدينية في آلية عمل المحكمة الاتحادية لدولة ...
- أولويات البديل الديموقراطي في العراق
- الموقف الرسمي من اللاجئين الواقعين تحت مقاصل النظام السوري
- مناشدة المجتمعين المحلي والدولي لدعم الثورة السورية بشكل است ...


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التراث والمعاصرة في إبداعات سيدة المقام العراقي والفرقة الموسيقية المبدعة