أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر السوداني - ازهار بلون فجيعتي














المزيد.....

ازهار بلون فجيعتي


جابر السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


مقدمة المجموعة الشعرية أزهار بلون فجيعتي للشاعر جابر السوداني
بقلم يحيى الحميداوي

من بين ركام الحزن وذكرياته تولد الكلمة، تتمخضها الحروف وجعا شفيفا ينحت منه الشاعر جابر السوداني بأزميل فجيعته الخلاق قصائدِا مخضبة بروحية عاشق عاش غربة الذات على ارض الواقع ، وشَفـّتْ روحه كذرة ماس نقي وهو ينأى بها عن هذا الواقع المحسوس في رحلة عذاب مع الليل والقمر الغارب للعتمة ، فتنبعث من زوايا روحه صرخات هائمة تعلو في سماء العشق وتستجدي الغيم مطرا يغسل هذا الوجع ويحيل هذه الأماني إلى حقيقة سعيدة ، هائم يعاني وحشة الأرصفة ويغني مع الراحلين أنين الانتظار في غبش المحطات الموحشة تجره حقائبه المتخمة بالألم فتحلق روحه فوق أدران الخليقة طائرا لا ينثني للريح أو لأفول نجمهِ العصي بعد خمسين انطوت هدرا ، يحترق كل ليلة ثم يولد مع الفجر مرة أخرى من رماد حرائقه وتولد معه قصائده الحزينة تتعلق برتاج أبواب أغلقها هو بنفسه وفر منها هاربا لوجه امرأة أخرى غير (أديبة) التي نعرفها ، امرأة أخرى نحسها بين السطور فاتنة كما وصفها لكنه لم يبوح باسمها ولم يصرح به كما صرح من قبل باسم ( أديبة ) الشاعر جابر السوداني الذي يعيش الحقيقة كأنها الوهم وينحت الوهم كأنه حقيقة تندلق كؤوس اللذة من بين حروفه وتنثال بدفء عجيب لتراقص أمانيه وذكرياته وتحرك نصوصه بدرامية متقنه وجميلة تحيل النص إلى حكاية مروية بلغة سهلة سلسة لا تعقيد فيها حتى أن تكاد تكون نصوصه قصصا قصيرة مكتوبة بأسلوب شعري جميل تعتمد صوره الشعرية على الإيحاء والإيماء وتبتعد عن الشرح والتعقيد والرمزية الغارقة بضبابية مبهمة فهي بلغتها المستخدمة تحاكي الواقع وتستهدف أقصى نقطة في عمق الفهم الاجتماعي البسيط والصورة الشعرية عند جابر السوداني تخلق عالما متحركا يولد من تضافر عوالم متعددة نسميها المؤثرات الحسيًة يجذب القارئ نحو النص ويجعله يتماهي فيه ويتفاعل مع صياغاته بمتعه تمكنه من تذوق جمالية النص الشعري بدون عناء ويحس نشوة طاغية تلقي بظلالها على مخيلته بهدوء وبدون إقحام مفاجئ يتخطى حدود التسلسل المنطقي المحسوب حتى لكأن المتلقي يشعر بمأساة مميتة يطوقها الأمل واسع ويرسمها الشاعر بحبكة ومعرفة مسبقة بالانفعال الإنساني فرغم السوداوية إلا إن هناك في نهاية الطريق أعواد البخور وأصوات الجن وشموع خضر الياس تخترق تلك الانفعالات الحزينة وتبعث فيها روحا مغايرة من التفاؤل ، إن التزام الشاعر جابر السوداني بموسيقى الحرف وقواعده الإيقاعية واعتماده على النص ألتفعيلي يعطي القارئ متعه أخرى لا تتوفر له في النصوص النثرية ، والخوض في النص بدون سأم أو ملل فالضربة الغنائية التي تكونُ مشهد النص تعطي جمالية حسية حين تفاعلها مع الصورة التي تستدرك النغم المتأتي من إيحاءات الخلق الصوري المتدفق لتكون انفعالا مدهشا يرسم لوحة خلاًبة تأخذك بمتعتها برغم الحزن ,والبنية التصويرية العميقة والنغم الموسيقي يعطي مدلولاته الرائعة ليتشبع المتلقي بروحية النص ، إنً الصياغة اللغوية والصورية والإيقاع العروض هي سمة المجموعة الشعرية للشاعر جابر السوداني فحين الاطلاع عليها نرى أن الشاعر تعمًد القصصية والمباشرة في نصوصه لغاية معلنه فمن خلال تتبع النصوص التي أراد لها الوصول لكافة شرائح المجتمع بدون تعقيد واعتماده على الذاكرة السبعينية الممتلئة بالشجن والنقاء والتي يعيشها الشاعر بتفاصيلها وإحداثها التي تخترق ذاكرته كرصاصة لتشعره بمتعة الألم الخلاق وكذلك اعتماده على اللغة الموسيقية من خلال القواعد العروضية التي يلتزم بها التزاما كليًا ولا يفلت من قبضتها برغم إرادته التقيته في عباءة الشيفون ودموع أديبة ومازلت أسيرا لتلك العباءة مغتسلا من الحزن بتلك الدموع البريئة.
يحيى الحميداوي



#جابر_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن العصور
- جفوة
- دعوة كاذبة
- صنو الفجيعة
- خاتم الكهرمان
- مقامة الغيظ
- قصة واقعية
- خيبة
- حالة مريضة
- سراب
- الحتمية التأريخية
- وقفة مع حسين مردان
- حرب الحريات تتواصل في بغداد
- غياب
- تحدي
- مقامة النفي
- سيدة الذاكرة
- مدفع الامام المهدي
- بالروح بالدم نفديك يا فاروق
- شريعة قرقوش


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر السوداني - ازهار بلون فجيعتي