أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - دنيا فاضل فيضي - العولمة، سايكولوجيا...















المزيد.....

العولمة، سايكولوجيا...


دنيا فاضل فيضي

الحوار المتمدن-العدد: 3887 - 2012 / 10 / 21 - 02:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العولمة: سايكولوجيا....

التأثيرات السايكولوجية للعولمة على عمل الأفراد
ترجمة واعداد: دنيا فاضل فيضي

بيرنهارد ويلبيرت – Bernhard Wilpert
دراسة اجرتها جامعة برلين للتكنولوجيا – برلين – المانيا


يعد البروفسور بيرنهارد ويلبيرتز (1936-2007)، من اكبر علماء اوربا شهرة في علوم الاجتماع، وهو من عرف باستضافاته لاكبر منظمات علوم الاجتماع الدولية، اغلبها كان هو من اسسها ونسقها بما يشمل ذلك مؤسسة اوربا للعمل ومنظمة السايكولوجيا، ومؤسسة العمل والتقنيات الجديدة Network . اما اقرب مؤسسات الانترنت الى قلبه فكانت المؤسسة الدولية لتطبيقات السايكولوجيا حيث خدم فيها كرئيس لبرنامج الهيئة، وكمحرر لجريدتها تطبيقات السايكولوجيا – نظرة دولية، وكرئيس لها في الاعوام من 1994 – 1998.


دراسته الاخيرة، مشيّقة حقا، تبحث في كيفية التعايش مع الاتجاهات الفلسفية الحديثة وتاثيراتها السايكولوجية على عامة النّاس وانعكاساتها العملية، وطرق التخلص من التقلص الانتاجي وتاثير فلسفة العولمة على طبيعة العمل. وفي مستهل ومقدمة الدراسة، ملخص لا يقل اهمية عن الدراسة برمّتها من حيث البحث في تاثر التعايش بالمفاهيم الفلسفية العالمية.

تبدأ الدراسة بتحليل وتشخيص الفهم العام للعولمة، وهذه المساهمة العلمية هي محاولة لتعريف تلك العوامل المتعلقة بها وعملياتها والتي يظهر انها تؤثر وبصورة قوية على فئات العمل المختلفة (مثل: الادارية منها، والانتاجية والفكرية). ويتم في هذه الدراسة تحليل العمل والتبعات النفسية للعولمة ومن خلال منظورين الاول هو التغييرات الملحوظة على اماكن العمل (مثل نمو العقلية العملية، وتوسيع القطاع التوظيفي للخدمات والتقلص الحاصل باستجابة العمل الانتاجي، والتغييرات في ساعات العمل، والبطالة والعلاقات الانتاجية)، والمنظور الثاني هو وسائل مواجهة التغييرات النفسية التي تطرأ على الافراد في القوى العاملة (مثل: المرونة، والتعايش مع التنوع وتغيرات المنافسة وتغير قيمة او معنى العمل). الفصل الاول يبحث في نواحي العولمة المتباينة، والفصل الثالث يتناول التبعات التي تمس العمال واماكن العمل.
الدراسة تستنتج اعتبارات اعادة توجيه السياسات المطلوبة نحو العمل في عالم عولمي. ويعد فصل الدراسة الرابع هو من اكثر الفصول تشويقا وواقعية من حيث اقترابه لاكثر نواحي الحياة العملية اهمية الا وهي العمل؛ وبالتالي تاثير تلك الظاهرة نفسياً، على الموظفين والتنوع الثقافي والعكس. الدراسة نشرت من قبل شركة نشر السيـفيير المعروفة.
أما التاثيرات السايكولوجية للعوملة، فقد عنونت حرفيا: الاستجابات النفسية والسلوكية للموظفين والعمال: التاقلم وعدم التأقلم للتغييرات. والمواضيع التي يبحث بها تتطرق الى مجاميع الانتماءات المختلفة وفي هذا الفصل نقرأ:

يرى العالم ارنيست ان تاثير العولمة يكون بشكل اساسي على الاداء السايكولوجي اي "ان التبعات النفسية للعولمة تكمن في انها تؤدي الى انتقال هوية الفرد" حيث يفترض انه بسبب "درجة كثافة الاتصالات بين ثقافات مختلفة واقاليم دولية مختلفة تتسرع بشكل دراماتيكي بسبب تقدم تكنولوجيا الاتصالات والتسارع المتزايد في الاستقلالية الاقتصادية والمالية في العالم".
وعلى ضوء هذا الترابط والذي يشير اليه العلماء على انه عامل مؤثر، ينتج مفهوم العالمية و "كوعي للعالم على انه واحد" ، وهذا الترابط الجديد يتفرع الى اربعة نواحي للتعريف: ثنائية الثقافة، والثقافة المنتقاة ذاتيا ومرحلة بلوغ منبثقة .
والثنائية الثقافية هي ملغم الهوية العالمية والمحلية ويمكن ان تؤدي الى "هوية متعددة او هوية هجينة بصورة معقدة" وهذه كلها تصب في اشكال التكيّف.
حين يصيب الارباك هوية الفرد، ينتج عنه شعور بعدم الانتماء الى اي بقعة ثقافية، ويصبح معزول او مهمّش. وبالتالي فإن عملية اختيار الهوية ستولد اختلافات اجتماعية وفرديّة "الحاق ثقافة ذاتية منتقاة لفردٍ منشق" في محتوى التجانس العالمي. مثل هذا الارباك مرحلة البلوغ التي يشهدها العالم برمّته رغم كونها مؤجلة وفي طريقها للانتقال، وهذا هو سبب عدم استقرار المفهوم في الوقت الحالي.

ومن الملفت للنظر ان اول من اشار الى مصطلح العولمة من الناحية السايكولوجية هوالباحث الامريكي ارنست في مقالة له وعد العولمة فرضية مثيرة للاهتمام واشار الى التبعات النفسية لها ثم تبعه سنيه في عام 1998 وذهب الى ابعد من ذلك حيث اشار الى ان "عدم الاستقرار" اصبح حالة طبيعية : "ربما يكون تصدّأ الشئ، شرٌ لا بدّ منه".

ويقول ارنست: "يشعر الناس بنقص وتقلص في تقبّل العلاقات الاجتماعية وحتى اغراض التحمّل، وكره الروتين يصبح عاملا قويا في تكسير عقارب الزمن. أما اخلاقيات العمل فتصبح عمقاً للخبرة في أوج اشكالها من حيث التحدي هذه الايام".
أمّا مسألة الاعتماد على الذات فهي تتطلب الانفتاح المستمر للأفراد لتقبّل العلم الجديد (وعلى مدى طويل) ومن جهة اخرى جمّة مؤهلات عامة وفردية مثل التنافس والقدرة على التعلم ذاتها، على طول خط الحياة بشكل عام. ومع ذلك، سؤال يطرح نفسه: من هم الذين يحملون هذه المؤهلات؟
إن تبعات سياسة التأنيث في العمل هو توسيع رقعة عمل العنصر النسوي، ونشبه الامر بتوسيع حوض يعج بالايدي العاملة من الفئة النسوية، على حساب توظيف الايدي العاملة من الرجال" ومن هنا ينتج وتبعا لذلك سياسة التسويق الايدي العاملة من النساء، ناهيك عن متاعب الهجرة، فالنساء اللوات يهاجرن هن من يتحملن تبعات استلام اجورهن في بلدان غربية عنهن، مثل المربيات وعاملات النظافة ويتم ابعادهن من بلدهن الاصل وعوائلهن واطفالهن.
وفي مواجهة التحديات للاحباطات الحاصلة في التأقللم، هناك وجه من اوجه النظرة العامّة الايجابية. وهي ان كل حالات عدم الاستقرار تزيد من اهمية اعتماد الفرد على ذاته. ومن اجل التعامل مع التنافس العولمي، تصبح عملية مسايرة ومواكبة العلوم والمعرفة الجديدة امراً محتما. وهنا تبرز اهمية الاعتماد على المؤهلات الفردية والعلوم من اجل مواكبة السباق، ان لم يكن البقاء حياً في ظل ظروف التغيير وعدم الاستقرار.
إن قيمة الثقافة العالمية تعتمد على الفرديّة، واقتصاديات السوق الحر والديمقراطية التي تضمن حرية الاختيار وحقوق الفرد والانفتاح نحو التغيير والتسامح في أمور الاختلافات.



#دنيا_فاضل_فيضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوم النفس
- انذار باليقظة!
- ليس سوى، ذكاء مستعار!
- بلا رتوش...
- مواقع التواصل الاجتماعية... من وجهة نظر نفسية
- الانطباع الاولي وتاثير التنوع العرقي على المتقدمين بالوظيفة
- الشفافية الاعلامية
- كيف تبقي المرأة سعيدة؟ كيف تبقي الرجل سعيدا؟
- رسالة عام 2006 ، من تحت الماء
- ما بعد الطلاق.. وكيفية ايجاد سبل تجنب الضغائن
- سلوك العنف تجاه الزوجة.. سادية ام رد فعل لواقع حال؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - دنيا فاضل فيضي - العولمة، سايكولوجيا...