أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا فاضل فيضي - سلوك العنف تجاه الزوجة.. سادية ام رد فعل لواقع حال؟















المزيد.....

سلوك العنف تجاه الزوجة.. سادية ام رد فعل لواقع حال؟


دنيا فاضل فيضي

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سلوك العنف تجاه الزوجة .. سادية ام رد فعل لواقع حال؟ (ترجمة واعداد)
تتعرض النساء بصورة عامة الى العنف وسوء المعاملة نتيجة لعوامل بيئية مختلفة ولعل التقارير التي تصدرها المنظمات الانسانية النسائية خير شاهد على ذلك بل واصبحت احداثا يومية مندمجة مع الحياة اليومية.. ولكن ازديادها في الفترة الاخيرة جاء اضطراديا مع ازدياد التوتر في الوضع السياسي والاجتماعي والظروف التي يمر بها البلد. وعلى الرغم من شمولية الموضوع الا انه يجدر بنا ان نلقي الضوء على معاناة الزوجات من هذه الحالة لكونها ناحية اجتماعية مهمة جدا ذلك ان الزوجة هي مسؤولة عن اسرة وعن اطفال وبالتالي وجود طرف ثاني كضحية بالاضافة الى الزوجة وهم الاطفال بعد الزوجة. ولعل ابسط صور التحليل تكمن في حاجة الرجل للسيطرة على المرأة وان العنف يقبع في اعماق النفس البشرية وفي مكنوناتها هو نوع من السلوك يستخدمه شخص للسيطرة على الشخص الاخر باستخدام التخويف ويتضمن: سوء المعاملة النفسية، والجنسية والعاطفية والروحية. ونتوقف هنا عند "النفسية" ونشرح معناها، فالاساءة لا تتوقف عند حدود الضرب فقط بل انها تشمل الاساءة النفسية ايضا والتي تعاني منها الزوجات ولعشرات السنين مما يجعلهن في وضع نفسي صعب. وتشمل الاساءة النفسية الازعاجات المستمرة، الاهانة، وحرمان الزوجة من النوم. ويعد كتاب "المشاكل التي واجهتها" – "What Troubles I Have Seen" بمثابة المرجع لدى باحثي مشاكل العنف تجاه النساء للكاتب الكبير ديفيد بيترسون دلمار والمعروف بـ"دلمار" – DAVID PETERSON DEL MAR ويتناول تاريخ العنف ضد الزوجات وهو دراسة حية ورائعة للعنف وبمثابة بحث متكامل والذي بدوره يولجونا الى داخل الحياة الزوجية والنزاعات ليرسم لنا صورة للمجتمع وتاريخه بشكل حذر يقودنا الى اقدم العصور التي تتناول هذه الحالة واختلافها مع اختلاف الأزمان وفي كل فترة تتشكل بصورة جديدة باختلاف الايدلوجيات و والبيئة والظروف السياسية... ومما يجدر ذكره ان اي شخص يمكن ان يكون عرضة للعنف والاغتصاب بغض النظر عن العمر او الظروف ولكن تبقى المرأة هي الضحية الأساسية رغم كون الرجل في بعض الاحيان معرضا لسوء المعاملة والعنف ايضا. واتساءل هنا ترى هل من كتاب يحكي معاناة "الزوجة العراقية" وهي تخوض هذه التجربة المريرة من الاستقلال المجتمعي قبل ان يكون استقلالا ذاتيا؟ هل من مؤلف يكتب او باحث اجتماعي يكتب عن تلك الزوجة التي وقفت عشرات من السنين وهي تصارع وتنازع القهر والذل وتحفر في الصخر كي تبقي على اسرتها مترابطة ومتراصة؟ نقرأ كثيرا في الصحف والمجلات وحتى نرى في التلفاز صور من اصرار المرأة العراقية ولكن للاسف ليس هناك من وسائل اعلامية تلقي الضوء على معاناة "الزوجة العراقية" من عنف بعض الرجال وسلوكهم السيئ تجاهها وكثيرا ما تلقي مثل هذه المواضيع تحفظا من كلا الطرفين، تخوفا من عدم تقبل عامة الناس لمثل هكذا مواضيع خاصة جدا تحكي عن سوء معاملة لزوجة بالاضافة الى حرج الخروج علنا والتكلم عن ذلك امام الناس، كما وليس هناك باحثات او باحثين اجتماعيين من خريجي علم النفس لتولي حل مشاكل الخلافات والصراعات الزوجية والتي غالبا ما تؤخذ الظروف البيئية المحيطة بنظر الاعتبار لمعالجتها بالشكل السليم. ولكن الذي يحدث الان ان الخجل والخوف بات مناقضا ووضع الجيل الجديد من الشباب، الجيل الحالي والذي يفضل التصريح العلني والحوار بسبب تصاعد حدة التوتر في السنين الاخيرة وبلورة افكاره واختصاره المراحل الروتينية في التفكير... فقبل عشرة سنوات لم تكن الفتاة تجرؤ على الحديث عن مشاكلها الزوجية علنا، اما الان فالزوجة الشابة ليست لديها هذه المخاوف فهي تنتمي الى هذا الجيل الجديد الذي هو بمثابة املنا في المستقبل انه ببساطة لا يخاف ويفضل النقاشات الصريحة بل و.. يرفض الخنوع .. تزف العروس وسط اهازيج الاهل وافراح الاقارب وتحاط باهتمام الكل وفي غمرة التأملات المثالية بخلقها عش زوجية ملؤه الامل والبهجة.. نصائح وارشادات وتوصيات لكل من العروس والعريس وشايف خير ومستاهلمه وحفظتكما السلامة.. وكأي مادة نص لقصة او فيلم يحدث وان تصدم العروس بتصرفات الزوج العنيفة والسلوك المتعجرف والتذمر لابسط الاخطاء "ان وجدت" او استحداث غيرها ان "لم توجد". إنها حالة تتكرر في زيجات هذه الايام وكثيرا ما نسمع عن عدم توافق وانسجام بين الزوجين. تعود الى بيت الاهل للشكوى وطلب العون ولكن عوضا عن المصارحة يحاول اهل العروس تهدئة الموقف لان مثل هذه الامور غير مقبولة اجتماعيا كون ان العروس في اول ايام حياتها الزوجية وليس من اللائق ان تحكي عن سوء معاملة زوجها له ناهيك عن التبريرات من قبل الاهل بضرورة ان تتحمل وان تستمر كي تدوم الحياة الزوجية و"العشرة" وان لا تحكي قصص عن العنف والتي عادة ما تكون متنوعة فمنهم من يستخدم الضرب وفي اول ليلية ومنهم من يكتفي بالسب والشتم والصراخ ومنهم من يكون ذكيا بما فيه الكفاية ليستخدم اساليب نفسية تدمي كيانها هذه الزوجة التي تكون متلهفة لبدء حياة زوجية سعيدة. ان اسباب العنف الأساسية تتلخص بعوامل اجتماعية وثقافية وارتباطها بحالات اجتماعية اخرى مثل المخدرات، والإختلال العقلي والفقر والطبقة الاجتماعية والبطالة. ولعل مخلفات الحروب خير مناخ لمثل هذه العوامل فتنشأ الصراعات والخلافات الزوجية لابسط الاسباب وتزداد الحالة سوءا لعدم مقدرة كلا الطرفين على تحمل المزيد.. في هذه النقطة يجب ان نفصل ما بين حالة العنف الآنية والوقتية والتي تأتي وليدة اللحظة ومن قبل شخصية سوية ليس لها ماض في العنف وما بين الشخصية العنيفة اصلا، رغم ان الموقف بالنسبة لباحثي علم العلاقات الزوجية هو "عنف" بحد ذاته. ولكن لماذا توجه اصابع الاتهام الى الزوجة فقط وضرورة تحملها لحالة الزوج ومسامحته فهو يمر "بظرف صعب" وماذا عنها؟ هل هي ادنى مستوى منه؟ هل هي من يجب ان يتحمل فقط؟ ان هذا المفهوم خاطئ جدا وان من يتحمل يجب ان يكون كلا الطرفين والمسامحة تأتي من كلا الطرفين، ولكن ماذا لوكانت الحالة حالة عنف متعمدة ولها جذور وليست وليدة وقتية أو حالة آنية من شد عصبي او امر نفسي طارئ؟ هنا يجب ان تقوم الزوجة بالتصريح عنها ومناشدة من هو مسؤول سواء اكان معنيا بالحالات النفسية او القانونية والمطالبة بحقها بمعاملة حسنة ملؤها الإحترام والتفاهم والا ستجد نفسها تسير في اتجاه معاكس تماما لحياة زوجية طبيعية.
ومن العبث ان نعتبر ان هذه العوامل هي الاساب حقا ونتجاهل تاريخ المجتمع والزواج والعائلة وعدم مساواة المرأة بالرجل والقوانين التي تمت صياغتها فسوف ننظر من منظار ضيق وهنا يجب ان نعترف بعدم جدوى فصل موقع المرأة اجتماعيا واعتباره سببب ثانوي في الحياة الطبيعية حين نبحث عن الاسباب، فموقع المرأة من الناحية الاجتماعية مهم جدا وهو الذي يحدد كيانها في المجتمع ان كانت مغلوب على امرها ام ان لها استقلالها الذاتي وقانون يحميها. في عام 1878 تم وضع قانون "الزواج" في المملكة المتحدة وهنا اعطيت المرأة والطفل بعض من حقوق الحماية وفقا له وفقط في عام 1991 اصبحت جريمة الاغتصاب ضمن العلاقة الزوجية اي ارغام الزوجة واغتصابها، جريمة يعاقب عليها القانون حيث لم يكن الاغتصاب يعرف بغير انه اغتصاب المرأة من شخص آخر دون زوجها. ومع اختلاف وجهات النظر للنساء منذ العصور القديمة الى وقتنا الحالي نلمس التغيير واضحا جدا وخاصة في البلدان التي تمر في حالة حروب ونزاعات. فالمرأة بعد التجارب المريرة تميل الى الحرية والاستقلال وعدم مس كرامتها وهذه الحالة بمثابة الصورة الجديدة او الحلة التي تخرج بها المرأة لتعيد رسم مخطط لحياتها وتبدأ من جديد. ويبقى الامر مرتبطا مع ثقافة المرأة بشكل عام واطلاعها على كافة الامور الحياتية ومشاركتها في كافة المجالات والنواحي، ذلك ان الثقافة هي السبيل الامثل لنيل الاستقلال "الفكري" وبالتالي الخروج بشخصية سوية ممكن ان تتفاعل مع المجتمع بشكل ايجابي وان تحلل كافة الأمور والمعضلات التي يمر بها حتى وان كانت مريرة.. ومع تطور بلورة القوانين والدستور عادة ما تقاتل النساء والزوجات في سبيل الحصول على حقوقهن ومعاقبة الأزواج الذين يسيئون اليهن رغم طول الدرب.. وصعوبة النيل، وغالبا ماتقف وسائل الإعلام الموقف المساند ضد ظاهرة العنف تجاه الزوجات وهي حالة طبيعية في مجتمع يتطلع الى نيل السيادة والحرية والعيش بكرامة وممارسة ابسط حقوقه الانسانية.



#دنيا_فاضل_فيضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا فاضل فيضي - سلوك العنف تجاه الزوجة.. سادية ام رد فعل لواقع حال؟