أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دنيا فاضل فيضي - ما بعد الطلاق.. وكيفية ايجاد سبل تجنب الضغائن














المزيد.....

ما بعد الطلاق.. وكيفية ايجاد سبل تجنب الضغائن


دنيا فاضل فيضي

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 09:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلنا نعلم ان الطلاق ابغض ما عند الله سبحانه وتعالى وابغض ما يكون الى قلب المجتمعات البشرية وخاصة الشرقية بل والاسلامية منها. ولكن يحدث وان تصبح الحياة مستحيلة بين الزوجين بوجود او عدم وجود الاطفال وتصبح عملية الاستمرار غير مجدية من جميع النواحي سواء اكانت نفسية او اقتصادية او اجتماعية او جسدية. تحدث النزاعات الاسرية وتصل الى حد فقدان الشعور بالامان وفقدان الثقة بل وفقدان الاحترام بين الطرفين والذي هو اهم عنصر من عناصر استمرار الحياة الزوجية وتصل عملية الوفاق الى طريق مسدود ويتخذ القرار بدءا من نطق الكلمة حتى موعد المكحمة وانفصال الطرفين لتبدأ رحلة جديدة لكلا الطرفين بعد ان ظنوا ان المسألة قد انتهت!!
ان الزواج هو التزام اخلاقي قبل ان يكون ديني، وهذا للاسف ما يغيب عن خاطر المجتمعات الشرقية. فمسؤولية الأسرة وخاصة الابناء لا يمكن ان تنتهي لاحد الطرفين بمجرد ان ينفصلا دينيا وقانونيا. هناك التزامات سواء اكانت للاب او للام يجب ان يلتزم كلا الطرفين بها وهناك مسؤوليات يتحتم ان يشترك بها الطرفان حتى بعد الطلاق فهم من كون هذه الاسرة واصبحت جزءا من مجتمع بل ومن وطن بأكمله.. وبالتالي تكون عملية تجاهلها امرا غير منطقيا بل وغير اخلاقي على الاطلاق.. ولكن هناك مسألة سايكولوجية مهمة وهي الشعور بالاحباط والكآبة المطلقة ما بعد الطلاق وهو امر طبيعي ولكن حتما يؤثر على سير العلاقة الطبيعية، فالمشرفون الاجتماعيون والمختصون بحالات الطلاق يؤكدون على ضرورة تجاوز الأحقاد والضغائن والالتفات الى المشاركة في المسؤوليات عوضا عن المحاربة النفسية المستمرة. فليس هناك ضير ان اتفق الطليقان على نظام معين لمواصلة حياتهما بشكل طبيعي، وان تقاسم المسؤوليات في حالة وجود ابناء يعكس ارقى صور التقدم المجتمعي ولكن المسالة لا تعتمد على الطليقين فقط بل على الظروف الاجتماعية المحيطة وخاصة اهليهما.
إن مشاكل ما بعد الطلاق يمكن ان تتخلص بالسلوك العدائي من قبل احد الطرفين تجاه الاخر. وفي مقالات نشرت في مجلة البلاغ الخليجية نرى تضمينا كافيا عن ذلك السلوك حيث تشير الأبحاث الى ان الرجال هم اكثر نسبة من النساء في سلك هذا السلوك ونقرأ "تبدأ رحلة السلوك العدائي لدى الزوج لاسباب اجتماعية عديدة ومن الوحشية ان يعطي الرجل لنفسه الحق بالنظر الى عقد الزواج على انه صك شراء او قيد يضعه حول عنق زوجته مدى الحياة طالما ان الطلاق معناه اللغوي اصلا هو اعطاء الحرية الكاملة لكلا الطرفين والطلاق في الاسلام وكافة الاديان له شروط وتبعات وآداب وتترتب عليه التزامات كثيرة لابما لا تقل اهمية عن التزامات عقد الزواج". ان مسألة تملك الزوج لزوجته سببها نزعة الذكورة ولهذا يشعر الزوج بان هناك عيب في تكوينه الاجتماعي وبالتالي يشعر بالسخط امام مطلقته. ويمكن ان نقرأ وان نسمع عن الكثير من قصص التعنت المتعمد من قبل الزوج وفي رفضه للطلاق والتهديد باخذ الابناء خاصة وان تزوجت الطليقة بآخر وحتى بالقتل.. الخ.
وقد عنت الدول الغربية والاوربية بشتى ارجاءها في العالم بالاهتمام بهذه المسألة واعطاء مسألة الطلاق وما بعده إهتماما واسعا استنادا على ان الإستمرار في حياة مستحيلة تسبب تراكمات نفسية تؤثر على سير نمو الاطفال وشخصيتهم مستقبلا فهناك الدراسات والابحاث حول رد فعل الأزواج والأطفال الى حالات الطلاق وما بعده وكيفية التكيف معه وكيفية حل المشاكل النفسية الناجمة عنه فمؤسسة اميركان النفسية وفي القسم 42 من قانون الممارسة النفسية تعطي تفصيلا كاملا عن حالات الاكتئاب والقهر النفسي الذي تتعرض له العائلة باجعها وخاصة الاطفال والتي تعقب الطلاق وتعطي حلول ودراسة نفسية لهذه الظاهرة، وقد حضيت المجتمعات العربية بالاهتمام بهذه الظاهرة وخاصة دولة قطر الشقيقة حيث استحدث وقبل عدة سنوات مكتب مكتب الاستشارات الأسرية بالعدل برئاسة السيدة منى الصقر والتي تعنى بالمشاكل الزوجية وايجاد حلول لها سواء بالوفاق او.. الطلاق وتقديم خدمة الإرشاد الطلاقى للمطلقين فى مرحلة ما بعد الانفصال لتوعية الأطراف بحقوقهم وواجباتهم تجاه البعض وتجاه أبنائهم أيضاً وذلك حتى يكون الطلاق حلاً لعدم اتفاقهم وليس سبباً فى حدوث سلسلة لا متناهية من المشاكل الجديدة وبتطبيق ما يسمي أيضاً بالإرشاد الزواجى للمتزوجين حديثاً لمساعدتهم على تفادى كل ما من شأنه تعكير صفو حياتهم الزوجية وبالذات خلال الخمس سنوات الأولى التى تعتبر أخطر مرحلة يمر بها الزوجان فى بداية حياتهم الزوجية. وفي العراق اهتمت المنظمات الحكومية وغير الحكومية النسائية بالمطلقات والأرملات ايضا وبتوفير فرص عمل ورعاية لهن وتسعى هذه المنظمات بالاضافة الى الجمعيات الى الاستمرار في التواصل مع المنظمات العالمية من اجل تطوير سبل تحسين وضع المطلقة اجتماعيا. ولكن يبقى الالتماس ويا حبذا لو كانت هناك مكاتب اسرية استشارية لحل النزاعات الزوجية والاهتمام بما بعد الطلاق وايجاد سبل للتوفيق بين الطرفين المطلقين وتقريب اواصر التفاهم بينهما في مجتمعنا العراقي الذي يسعى دوما الى التطور والنهوض فكريا ومجتمعيا.



#دنيا_فاضل_فيضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك العنف تجاه الزوجة.. سادية ام رد فعل لواقع حال؟


المزيد.....




- -إفريقيا قارة المستقبل- – إثيوبيا
- المبادرة المصرية تطالب وزارة الداخلية بتمكين محمد عادل من حق ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- مقاتلات هندية تنسحب من أجواء كشمير بعد تحرك باكستاني فوري
- -فضيحة تجسس- جديدة... برلين تتهم وبكين تنفي!
- الاتحاد الإفريقي يرفع العقوبات عن الغابون بعد انتهاء المرحلة ...
- شويغو: إقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم ...
- بيسكوف يعلق على إمكانية الاتصال المباشر بين بوتين وترامب
- دبلوماسي أمريكي يرجح إعلان واشنطن عن اتفاق المعادن مع أوكران ...
- -رويترز-: الأردن نجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دنيا فاضل فيضي - ما بعد الطلاق.. وكيفية ايجاد سبل تجنب الضغائن