أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - واقع حال مرضي.. لن ينتهي إلا بصوت هادر للشعب















المزيد.....

واقع حال مرضي.. لن ينتهي إلا بصوت هادر للشعب


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مبدئيا تحاول الأصوات التي تسترشد بالحكمة وبرجاحة العقل أن تمنح خطابها أكبر قدر من قيم التسامح في العلاقات البينية وأن تعزز التعايش السلمي واللجوء لآليات الديموقراطية التي تشيع احترام الرأي الآخر من جهة وألا يمثل اختلافها في المعالجة أي معطى عدائي. ونحن نعرف أن سقوط حكومات وتشكيل أخرى في الدول المتقدمة، يتم بروح سلمي وبآليات بعيدة عن الهفوات العنفية والاستعداء والتقاتل أو التناحر السلبي.. وفي الشأن العام يكون الحكم، في استمرار شخصية بمسؤوليتها من عدمه، مرهونا بنجاحها المرصود كميا كيفيا لا المتظاهر بمزاعم تضليلية لتمرير فرص البقاء بالكرسي..
لكننا كما يبدو لم نصل إلى هذه المرحلة عراقيا بل أننا نجابه كثيرا من الهزات السياسية القائمة على خطاب التقاطع والتخوين وافتعال الاتهامات ومحاولات الإيقاع بالآخر والتصيد في المياه العكرة وأعمال التكيل والتسقيط السياسي والأخلاقي، وكل ذلك في استبدال الحوار الموضوعي الهادئ بالسجالات الإعلامية وأبواقها المرضية. حتى وصلت الأطراف المتحكمة بالمشهد إلى مرحلة، ما عادت تمتلك ثقتها بعضها ببعض والأخطر والأهم أن جمهور الناخبين العراقي نفسه فقد الثقة بالمسؤولين وبات في شك من طبيعة التحول باتجاه آليات الديموقراطية وبناء الدولة المدنية..
ولكن، ماذا لو أنّ المسؤولين والقادة في الطبقة السياسية الجديدة ولا أقول النخبة السياسية، ماذا لو نظروا إلى أنفسهم على أنهم مواطنون كما غيرهم من أبناء الشعب؟ يتساوون معهم في الواجبات والحقوق وأنهم في مهامهم الوظيفية؛ تم اختيارهم لها لمرحلة محكومة ببرامج وبأسقف زمنية وبمعايير في الأداء والإنجاز؟ أليس هذا هو منطلق الموقف من مناصب الرئاسات والوزارات والإدارات العليا ديموقراطيا؟
لماذا إذن يكرر علينا بعض قادة الكتل والطبقة السياسية اليوم خطاب الطغيان والدكتاتورية؟ ولماذا يمعنون في تغذية إعلامهم بذات السياسات التي سقطت رموزها في العام 2003 فيما يستعيدون أو بدقة يجترون آلياتها ونظامها اليوم بممارساتهم؟!
ها هي بعض الأصوات تتخندق خلف رئيس [مجلس] وزراء أو زعيم كتلة وكأن القضية قضية زعيم أو قائد وأنها قضية معارك من أجل بقائه في كرسيه بصيغة أما الحياة أو الموت!! أما لماذا تخاض تلك المعارك المفتعلة؟ فلا يراجع امرؤ نفسه من المتخندقين من وقود تلك المعارك، ولا يريد أن يدخل حوارا مع من يتوهم أنه عدوه المفترض المغرض الذي إن لم يتغد بذاك العدو المفترض سيتعشى ذاك العدو به!!؟
هذا الخطاب التحريضي الاستعدائي وعمليات التخندق على الطريقة الطغموية يزوِّق له إعلام تضليلي مدعوم بفتاوى تتلبس بأردية التديّن وهي لا تزيد عن فتوى بردائها السياسي المتدني الذي لا يرقى لمستوى فهم مدخل ابتدائي ساذج في علم السياسة! لأن من يدير (المعركة) ليس سوى دخيل على إدارة الشأن العام لم يقرأ فيه علما ولم يكتسب خبرة ولكنه شخص وضعته ظروف انهيار مؤسسات الدولة وطبيعة التغيير في تلك المسؤولية بالاستناد لحصة هيكل اسمه حركة سياسية تدعي تمثيل مصالح فئة أو اخرى..
الكارثة أن هذه السطحية وتلك السذاجة تُغلَّف ببعض حملة شهادات آخر زمان وأندر منهم ممن يمشِّي الأمور فعليا فيما جيش التبطل من الجهلة يقبعون على موارد المؤسسات بلا أي إنتاج.. حتى أن الحكومات المتعاقبة صرفت مئات المليارات وجعجعة بلا طحن..! هذا إذا فهم منهم أحد قولنا هذا حقا...
والآن لنأخذ مثالا على ما يجري من طرف القوة التي باتت تتحكم بالأمور. فهي تظهر بين الأسبوع والآخر على شاشات التلفزة لتفجر لنا قنبلة الأسبوع. وبدل خطاب الجمهورية الفديرالي الذي نتوقع ظهوره لتقديم الحساب الأسبوعي للجهد الوطني وثماره. نسمع ونرى خطابا يتفجر غيضا وافتعالا للصراعات التي صارت اليوم سمة الوضع العام وهو أمر جد طبيعي نتيجة مستوى الأداء وطبيعة من يتحكم بالإدارة العليا للبلاد..
وعادة ما تكون بروباغندا الأسبوع موجهة ضد أطراف يشخصها خطاب الحاكم وإعلامه بأنها قوى الإرهاب ويمنحها الوسام المعلى في سبب عرقلة أداء مهامه البنائية؛ فيما يوجه اتهاماته للحلفاء والشركاء الذين ليس بيدهم لا ناقة ولا جمل في اتخاذ قرار أو صرف إيصال بدولارات معدودة بأنهم يقفون بوجهه ضد محاولات البناء وإعادة الإعمار؟ ولكن هذا الخطاب لا يقدم لنا تفسيرا عن اختفاء مئات المليارات طالما كان الحلفاء الأعداء يقفون بالمرصاد ويمنعون العمل وأن العمل الفعلي متوقف بسؤال آخر لماذا وإلى اين تذهب الأموال ولا عمل ولا إنتاج..؟ ونحن سنوافق على هذا التوصيف تجاه الآخرين من حلفاء وشركاء للحاكم المتفرد؛ لكننا نسأل إذا كنتَ لا تستطيع العمل فالمفروض أن تحتفظ على أقل تقدير بأمانة الشعب لديك أي بالأموال لحين الشروع بالعمل لا أن تختفي تلك الأموال الطائلة سنويا بلا إنتاج ولا إنجاز!!!؟
ثم نسأل عن لعبة التضليل وخطاب الاتهامات التي يعتقد الحاكم وسدنته أنها تعمي العيون وربما الأفئدة؛ ونقول: هل هذا هو أساس الحوار الوطني المكلف به المسؤول؟ هل هذا هو أساس الحوار الوطني الذي ينتظر من قوة سياسية يفترض أنها تعبر عن فئة من فئات المجتمع، إن لم نقل عن المجتمع برمته؟ أم أن هذا هو الإفلاس بعينه واستبدال الحوار بالسجال وبخطاب التهجم المرضي الذي بتنا نسمعه لا أسبوعيا بل يوميا حيث أصبحت التصريحات على ألسنة ناطقين باسم الحاكم الذي ما عاد يطل علينا إلا بعد أن تصدح مزيقة الطبالين وتستوي صناعة التهمة أو إعداد القنبلة للتفجير ويأتي هو ليفجرها...

سيقول بعضهم أن لغة هذه المقالة تتحدث عدائيا وهو ما يشرعن لهم أن يتحدثوا عن التخندق والاستعداء.. ولكن القضية ما عادت بهذه السذاجة فلقد استطاع المواطن اليوم بعد أن اكتوى بنيران الخراب والفقر والحاجات غير الملباة والنواقص والجريمة من فساد وإرهاب أن يرى بأمّ عينه كيف يتم استلابه ومصادرته ونسيانه وإغفاله والانصراف لمافيا السرقة والنهب والتقتيل بكواتم وبمفرقعات ترعد وتزبد يوميا..
عليه لم يبق من كلام يقال ولكن ما تبقى هو أن يعلو صوت الناس صوت العباد ليهدر بمطلب الحرية والانعتاق ليعودوا مواطنين بكامل الحقوق البشرية. وليبدأ العمل لإصلاح واقع خرب من دمار له أول ولكن لا يبدو له من آخر إلا بأن يستعيد الناس قرارهم ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكرة جديدة بمناسبة غزوات ليلية مكرورة على المنتديات الاجتما ...
- مهاجمة سوق الكتب بالبلدوزرات والجرافات، جريمة ضد الفقراء ومح ...
- إدانة الممارسات القمعية للحريات العامة والخاصة وشجب محاولات ...
- التجربة الشخصية السليمة في الشأن العام تبقى متطلعة لدور الآخ ...
- نارهم تاكل حطبهم.. شعلينة لازم!
- مجددا مع اللاجئ العراقي وحالة الإعادة القسرية!؟
- مصداقية التحالفات السياسية بين مطرقة التهجمات وسندان التبرير
- الدولة المدنية ديموقراطية ترعى الديني والدولة الدينية ثيوقرا ...
- لماذا نوقّع حملة المطالبة بتطبيق القانون والمساءلة القضائية ...
- الحوار وقبول الآخر والتغيير.. تداعيات في الخيار الديموقراطي ...
- إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد
- مصر في طريق الأخونة والتفكيك!؟
- تداعيات مضمنة في رسالة إلى شبيبة العراق في اليوم العالمي للش ...
- إدخال فقه الدولة الدينية في آلية عمل المحكمة الاتحادية لدولة ...
- أولويات البديل الديموقراطي في العراق
- الموقف الرسمي من اللاجئين الواقعين تحت مقاصل النظام السوري
- مناشدة المجتمعين المحلي والدولي لدعم الثورة السورية بشكل است ...
- رمضانيات 2012: تهنئة بشهر رمضان الفضيل ودعوة لحملات المصافحة ...
- الشعب سحب الثقة من المالكي بتظاهرات التحرير.. فمتى يستجيب ال ...
- مستويات نقد الممارسات الطائفية وفكرها الظلامي؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - واقع حال مرضي.. لن ينتهي إلا بصوت هادر للشعب