أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية بحاجة إلى عملية إصلاح واقعية عميقة ومسؤولة؟ الحلقة الأولى














المزيد.....

هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية بحاجة إلى عملية إصلاح واقعية عميقة ومسؤولة؟ الحلقة الأولى


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 11:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الثوابت الجديدة في الحياة الفكرية والسياسية العراقية وعلى الصعيد العالمي, التي لم نعتد عليها, هي إن ليست هناك محرمات في مجال مناقشة المسائل التي كانت يوماً ما لا يمكن الاقتراب منها أو مسها بشكل من الأشكال في إطار حركة اليسار العالمية وبالتحديد في الحركات الماركسية, ومنها الحركة الشيوعية, علماً بأن المنهج الماركسي العلمي كان وسيبقى يرفض الجمود والاستقرار, بل هو في حركة دائبة وتطور مستمر تماماً كما هي حركة الحياة وتطور الإنسان والمجتمع. ولا شك في أن المخزون الفكري والسياسي والتجربة المتراكمة على مدى عقود طويلة لهذه الحركة والحركات المجاورة والمتصارعة معها على الصعد المختلفة يساعد القوى السياسية الديمقراطية اليسارية على التحري المستمر عن الجديد والمتغير في كل زمان ومكان لتأمين الرؤية المعمقة للأحداث الجارية في ضوء علاقتها بالماضي والمستقبل. والحركات الديمقراطية, ومنها اليسارية, لا يمكنها الاعتماد على تراثها وماضيها النضالي وتضحياتها السابقة فقط, إذ أن أجيالاً جديدة نمت وترعرعت ولا تعرف ذلك تماماً وبعضها لا يهمه ذلك, بل يفترض فيها أن تشارك بفعالية كبيرة في صنع الحاضر والمستقبل والتحدث مع الشباب. وهذا يتطلب منها البحث المستمر عن الأسباب والعوامل التي تعيق طريق تطورها وحركتها الانسيابية نحو الأمام وفي وسط المجتمع والتفاعل معه من جهة, وعن السبل والأساليب والأدوات النضالية التي تساعدها على الخروج من الأوضاع المعوقة والانطلاق نحو الأمام من جهة أخرى. وهذه العملية ليست كمالية ولا نزعة آنية, بل ضرورة ملحة كضرورة العناصر الأربعة لحياة الإنسان, وخاصة الهواء والماء.
المنهج العلمي الذي تمتلكه قوى اليسار الديمقراطي العراقية وكل القوى الديمقراطية العراقية, مع الفهم الضروري والاستفادة القصوى من إيجابيات بقية المناهج البحثية والتقنيات العلمية الحديثة, يمنحها القدرة الفعلية على إجراء التغيير لا في المجالات التنظيمية والعلاقات اليومية مع الآخرين, بل وفي المجالات الفكرية والسياسية ووعي الماضي والحاضر واستشراف المستقبل واستخلاص الدروس والاستنتاجات المناسبة لنشاطها الراهن. إلا أن الاستفادة من هذا المنهج العلمي يستوجب إدراك كنهه والتعمق في فهم مختلف عناصره والتفاعل معه لتطوير استخدامه في الظروف الملموسة التي يعيش فيها هذا المجتمع أو ذاك وفي هذه المرحلة أو تلك. فإذا كانت الأسس النظرية للمنهج العلمي عامة وشاملة, إلا أن استخدامه العملي يتطلب ملموسة الواقع القائم في زمن ومكان معينين ومتغيرين. ومن هنا تنبثق ليس أهمية المنهج فحسب, بل استناده إلى تراكم التراث الإنساني على مدى القرون المنصرمة في مجال البحث والتجسيد والتدقيق والصياغات النظرية المرحلية المتأثرة بالواقع والقوانين الاجتماعية والاقتصادية الموضوعية الفاعلة في المجتمع وفي حركة الناس بوعي أو دون وعي منهم.
لم تظهر الحاجة إلى البحث والتمحيص عن العوامل الكامنة وراء ضرورات إجراء عملية التغيير والتجديد في حركة اليسار الديمقراطي العراقية حالياً, بل ظهرت منذ عدة عقود, ولكن لم يتم الانتباه إليها ولم يجر التعامل معها بوعي كاف ومسؤولية عالية, وبالتالي كلف ذلك الحركة غالياً. ولم تدفع الحركة اليسارية الديمقراطية العراقية وحدها هذا الثمن, بل دفعته كل الحركات اليسارية والديمقراطية على الصعيد العالمي. وقد كانت التنبيهات والملاحظات الجادة والمسؤولة التي طرحت من قبل الكثير من المفكرين والسياسيين على امتداد سنوات القرن العشرين, وخاصة النصف الثاني منه, ذات أهمية فائقة لم يجر الانتباه إليها أو أخذها بنظر الاعتبار أو حتى الاستفادة الجزئية منها.
واليوم تواجه الحركة اليسارية الديمقراطية ومجمل الحركة الديمقراطية المدنية العراقية منعطفا جديداً في الحياة السياسية العراقية يفرض على قوى القوى الديمقراطية التعاون في ما بينها للبحث في الجديد واكتشافه والتعامل الواعي معه وإجراء ما هو ضروري من تغييرات فكرية وسياسية وتنظيمية وفي الممارسة العملية ليمكنها مواكبة الأحداث الجديدة الجارية على الصعد العراقية والعربية والإقليمية والعالمية. لقد اتخذت بعض الإجراءات والتغييرات, إلا أنها لم تكن جذرية, بل في الغالب الأعم ترقيعية وكلما استدعت الحاجة هنا أو هناك, في حين تستدعي الحاجة إجراء تغييرات جذرية ومدروسة وممنهجة بحيث تدفع العمل بالاتجاه الصحيح والمواقع المطلوبة.
أثق بقدرة القوى الديمقراطية العراقية, ومنها حركة اليسار الديمقراطي العراقي بكل أطيافها, على تحقيق هذا التغيير المنشود, إذ أن التأخر عنه سيضعها على هامش الحياة والأحداث, شاءت ذلك أم أبت, ولن يكون في مقدورها التأثير في التحولات الديمقراطية المنشودة للعراق الراهن والمستقبلي. لا أدعي بأن الآخرين لا يدركون الحاجة إلى التغيير, أو أنهم لا يفكرون به ولا يريدونه, بل أدعي وجود تباين في وجهات النظر بشأن ضرورات واتجاهات وعمق التغيير المنشود في الحركة الديمقراطية العراقية عموماً وفي حركة اليسار الديمقراطي خصوصاً. ولهذا لا أدعي الصواب التام في ما أطرحه, بل هي وجهة نظر يفترض أن تدرس وتناقش من جانب كل القوى الديمقراطية التي يهمها حاضر ومستقبل الديمقراطية في العراق من أجل أن تصل إلى رؤية مشتركة عن هذه الضرورة وعن الوجهة والعمق والشمولية والتغيير والتحديث المنشودة.
فما هي ضرورات ووجهة وعمق وشمولية التغيير أو التحديث المنشود لمواكبة التطورات الجارية في العراق والعالم؟ هذا هو موضوع الحلقة الثانية من هذه السلسلة من المقالات.
برلين في 4/3/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تشكل الوحدة الوطنية القاعدة المادية لدحر الإرهاب والضمانة ...
- هل الكف عن التدخل في الشئون السياسية للدولة العراقية حماية ف ...
- الأرضية الراسخة والصلدة التي تقف عليها حركة اليسار الديمقراط ...
- هل تجسد سياسات أغلب النظم والقوى القومية العربية في أعقاب حر ...
- مرة أخرى مع قناة الفيحاء!
- نتائج الانتخابات الانتقالية والنظام السياسي الديمقراطي المنش ...
- ما هي المهمة المركزية أمام القوى الديمقراطية في العراق؟
- من أجل خوض حوار عقلاني صريح وعلني مع قوى الإسلام السياسي الم ...
- هل سيسمح السيد السيستاني في التمادي باستخدام اسمه دون وجه حق ...
- ما هي شروط ومستلزمات نجاح مؤتمر مكافحة الإرهاب في الرياض؟
- رسالة ودية مفتوحة إلى قناة الفيحاء الشعبية
- كيف نمكن أن تقرأ القوى الديمقراطية العراقية تجربة الانتخابات ...
- !السيد عبد العزيز الحكيم والنصر الساحق
- من أجل تبقى ذكرى جرائم الأنفال وجلب?ة ضد الإنسانية في عام 19 ...
- -حوار مع السيد الدكتور منصف المرزوقي حول مقاله الموسوم -الان ...
- ما هو الدور الذي يمارسه الإسلام السياسي الكويتي في الخليج وا ...
- قراءة في الواقع السياسي الراهن في العراق
- هل من جناح عسكري لهيئة علماء المسلمين في العراق؟
- رسالة مفتوحة إلى هيئة تحرير الحوار المتمدن
- حوار مع السيد نزار رهك حول تعقيبه على مقالي إيران وعروبة الع ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية بحاجة إلى عملية إصلاح واقعية عميقة ومسؤولة؟ الحلقة الأولى