أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدى زكريا - المتطوعون وهم يعملون (2)














المزيد.....

المتطوعون وهم يعملون (2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3883 - 2012 / 10 / 17 - 16:40
المحور: المجتمع المدني
    


بعد ظهر كل يوم جمعة تحول سيرلى, معلمة فى اواسط عمرها فى البرازيل, غرفة الجلوس فى بيتها الى غرفة صف. وعند الساعة الثانية تقريبا, تصل تلميذة تدعى اميليا. انها لا تفوت درسا, وقد صارت قراءتها افضل من قراءة العديد من الاحداث فى المدرسة الثانوية. واميليا هى فى 82 من العمر.
تحذو اميليا حذو اكثر من 60 مسنا تخرجوا من صفوف تعليم القراءة والكتابة المجانية التى تديرها سيرلى فى مسقط رأسها. وقد تحدثت الصحيفة البرازيلية دجورنال دو سودوئستى مؤخر باسهاب عن عمل سيرلى التطوعى. فبعدما ذكرت مقالة فى الصحيفة ان " سيرلى افادت كثيرا المجتمع حولها ". قالت ان طريقتها فى تعليم المسنين فعالة جدا بحيث انهم " يتمكنون من كتابة الرسائل, قراءة الصحف, اجراء العمليات الحسابية الاساسية, والقيام بمهام يومية اخرى بعد 120 ساعة تعليم فقط.
ثمة تلميذة اخرى لسيرلى هى السيدة لوزبيا البالغة من العمر 68 سنة. تخبر لوزبيا انها كانت تخجل من التحدث الى الاخرين قبل ان تتعلم القراءة والكتابة. حتى التسوق كان تحديا بالنسبة اليها. تقول مبتسمة : " انا الان اكتب رسائل لأقربائى فى البلدات الاخرى. وأتولى انا بنفسى المسائل المالية. فلا يمكن ان يغشنى احد بعد الان ".
وتتذكر ماريا البالغة ايضا 68 من العمر كيف كانت تشعر بالحرج وهى تبصم عند قبض معاشها. تقول " كنت اشعر وكأنى معوقة ". لكن بفضل صفوف تعليم القراءة والكتابة, توقع ماريا الان بامضائها الخاص وهى مسرورة.
ولشدة ما اثنى التلامذة والمتخرجون على برنامج سيرلى المجانى, صار شعبيا جدا الى حد ان غرفة جلوسها تكتظ بالراغبين فى التعلم. وقريبا سينتقل الصف الى مكان اوسع.
عالم التطوع المتغير
فيما تجوب جولى الارض فى رحلات عمل, تنجح فى حشر بعض الاعمال التطوعية فى برنامجها الملئ - مستغلة يوما من هنا وبعض الساعات من هنا. ومؤخرا عندما كانت فى اميركا الجنوبية, قضت بعد ظهر احد الايام تساعد فى ميتم قرب سنتياغو فى تشيلى. وهى تقول ان السفر يفتح امامها فرصا عظيمة للتطوع.
مثل جولى, يقدم عدد متزايد من المتطوعين من وقتهم - لكن بمقدار ضئيل. تقول سارة ملينديسو رئيسة فريق ابحاث يجمع الاحصاءات عن العمل التطوعى : " انها نزعة جديدة. صحيح ان الناس يتطوعون ولكنهم يقومون بذلك بين الحين والاخراو فترات قصيرة ". ونتيجة لذلك, يشعر المنظمون بالنقص فى المتطوعيت ويسعون لملء هذا النقص فى سبيل تنفيذ تجاربهم.
يعزو بعض المنظمين هذه النزعة الجديدة, اى تخصيص وقت اقل للعمل التطوعىو الى تغيير فى موقف المتطوعين. تقول سوزان اليس. مستشارة لمجموعات تطوعية : " لم نعد نسمع المتطوعين يقولون : " انا هنا مادمتم بحاجة الى ". وتضيف : " الناس لا يأخذون على انفسهم الالتزامات ". وتثنى الصحافية ايلين داسبن على ذلك, فبعد اجراء مقابلات مع عدة مديرين لمجموعات من المتطوعين بشأن موضوع النقص فى المتطوعين, اختتمت قائلة ان " العمل التطوعى يمر فى ازمة كبيرة, هى رهاب الالتزام ".
لكن مديرة جمعية " نيويورك تهتم ط. كاثلين بيرنز المذكورة انفا , تشعر ان الذين يتطوعون من حين لاخر يقومون بذلك, لا بسبب نقص فى الشعور بالالتزام بل بسبب ضيق وقتهم. فالاىشخاص الذين يحاولون التوفيق بين عمل يستغرق اكثر من 50 ساعة فى الاسبوع من جهة والاهتمام بأولادهم او بوالدين مسنين من جهة اخلرى لا يستطيعون ببساطة التطوع بشكل قانونى. ان مجرد تخصيص هؤلاء الناس رغم مشاغلهم الوقت من اجل خدمة المجتمع يظهر ان شعورهم بالالتزام هو ف ى الحقيقة قوى جدا ".
وتقول بيينز ان " التطوع المرن ". هو الحل للذين يفتقرون الى الوقت. ولدى العديد من المنظمات التطوعية اليوم مشاريع مدتها يوم واحد فقط. " وذلك يسمح للمتطوعين ان ينجزوا عملا بناء ويكون لديهم فى الوقت نفسه برنامج مرن ليقوموا بذلك بشكل شبه قانونى ".
بالاضافة الى ذلك, يتطوع عدد متزايد من الناس وهم جالسون امام شاشات الكمبيوتر فى منازلهم فيدخلون البيانات ويقومون بالابحاث. تذكر صحيفة ذا وولستريت جورنال : " فى ما صار يدعى بالتطوع المرن, ربما يكون التطوع بالجلوس امام شاشة الكمبيوتر اكثر الانواع غرابة, وعلى حد قول البعض, اكثر الانواع التى ينتظرها مستقبل واعد ".
يقول مثل اسيوى " اذا كنتم تخططون لسنة فازرعوا بذورا. واذا كنتم تخططون لعشر سنوات فازرعوا اشجارا. اما اذا كنتم تخططون لمئة سنة فعلموا الناس ". بالفعل, من اجل حلول طويلة الامد, لابد من التعليم لانه يطور قدرة المرء على اتخاذ القرارات التى تحسن حياته. وعندما يتعلم الناس عن مبادئ الكتاب المقدس, وفهم واتباع مشورته العملية, يصبحون مجهزين بشكل افضل لمعالجة مشاكل الحياة, وتجنب فخاخها الكثيرة, ويكتسبون القوة الادبية اللازمة للتغلب على العادات المؤذية.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتطوعون - هل يفيد وجودهم ؟ (1)
- هل يعقل ان تحدث العجائب ؟
- حياة ذات معنى - كيف نجدها الان ؟ (2)
- ما السبيل الى حياة ذات معنى حقيقى ؟ (1)
- موت احد الاولاد
- كيف تجعل زواجك ناجحا ؟ (2)
- زيجات على شفير الانهيار (1)
- المذكرات - صديق جدير بالثقة
- الأرض هبة الله لنا
- احترزوا من التفاخر
- التطور ليس واقعا
- سنو المراهقة المقلقة تلك (4)
- تعليم الجنس للاطفال - حيوى ان يكون باكرا (3)
- تعليم الجنس للاطفال - متى ؟ وكم ؟ (2)
- اطفالنا - من يعلمهم عن الجنس ؟ (1)
- السر وراء الفقاقيع - الشمبانيا
- الانتحار - كيف يمكنكم ايجاد العون (3)
- لماذا ييأس لبناس من الحياة (2)
- لماذا ييأس الناس من الحياة (2)
- الانتحار - مشكلة عالمية (1)


المزيد.....




- الغضب يجتاح مدينة تونسية بسبب تدفق المهاجرين الأفارقة الراغب ...
- يونيسف: 600 ألف طفل في رفح الفلسطينية مهددون بكارثة وشيكة
- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة
- تونس.. أزمة المهاجرين بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإنسان ...
- -الأونروا- تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة -المواصي- ...
- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدى زكريا - المتطوعون وهم يعملون (2)