أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان















المزيد.....


ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«الحمار» صديق الفلاح ويحتل مركزاً متقدماً في قاموس الشتائم في مختلف المجتمعات، ومن أبطال النكتة للكناية عن البلاهة وبلادة الفهم !!!...ورغم أنه ينتمي إلى جنس الحصان، لكنه لا يحظى في الوعي الجمعي بما تحظى به الخيل من مكانة!!..الحمار وجد أول ما وجد قبل 12 ألف سنة في الصومال ويطلق عليه الحمار النوبي أو الأفريقي!!!.. وفيما بعد انتشر في الشرق الأوسط إلى درجة أن دمشق وصفت بأنها «مدينة الحمير»، في الكتابات المسمارية.... لقد كان «الحمار» ملهما لعشرات الأدباء على مر العصور وأقدم الروايات «الحمار الذهبي» للوكيوس أبوليوس حيث يحكي الحمار تجاربه مع البشر، حين يصف مزاجهم ورغبتهم في تغيير غيرهم بالقوة والعنف، بدل التسامح الذي يميزه.... وعربياً هناك «حمار الحكيم» حيث يروي توفيق الحكيم، صداقته له، مع أحاديثه التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر.... الحمار غنى له سعد الصغير «بحبك يا حمار» وجسده بالصوت إيدي ميرفي في فيلم «شريك» !!!..وللسياسة نصيبها في «الحمار» فآخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد اشتهر في التراث باسم «مروان الحمار».... وإذا كان الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر.. لذلك عندما أراد نائب في برلمان الشطر التركي من قبرص، الاحتجاج على رفع أسعار الوقود وقرار الحكومة الأخير بشراء سيارات جديدة.... وصل إلى مبنى البرلمان على ظهر «حمار»، تلتف حول عنقه لوحة سيارة وذلك أمام عدسات وسائل الإعلام....كما أطلق اتحاد الزراعيين الإيطاليين مبادرة «تاكسي الحمير» ضد ارتفاع «أسعار الوقود» وبُغية «مكافحة تلوث البيئة الناتج من العادم»...وفي ساحة فونتانيزي تم توفير حمارين لخدمة المتسوقين الذين يريدون نقل بضائعهم إلى المنزل....لكن أشهر موقف لـ «الحمار» هذا العام عندما هاجم النائب السابق في البرلمان المصري زياد العليمي القبض على مسؤولي الأمن في محافظة بورسعيد إثر مجزرة الستاد، ودون محاسبة «المشير» نفسه بصفته رئيس المجلس العسكري، واستخدم العليمي المثل الدارج «حنسيب الحمار ونمسك في البردعة»... الحمار شعار الحزب الديمقراطى الامريكى كناية عن الصبر ..ولكن الحمار عندنا كناية عن بلادة الفهم وهذا هو حال حمير الاخوان !! ... انهم لايفقهون قولا الا قول المرشد ومكتب افساد الجماعة !!! .. لذلك لا ارد عليهم فى تعليقاتهم التى تنم عن خبث طوية وبلادة فهم يحسدون عليها !!! ....

إن هدف التعليم الجماعى أساسه حرية التفكير والنقد على وجه الاستقلال لا الحفظ والتصديق لكل ما يقال !!!...الى جانب أن وقوع اللخطبة بالنسبة لعفة النساء لا يأتى من كشفهن أو سترهن بل ينشأ من التربية الجيدة أو التربية الخسيسة !!!..بلادنا لابد وأن تتغير أحوالها ويتجدد ما فيها من المعارف ما ليس فيها !!..هل هى مصادفة أنْ يتزامن مع ثورة شعبنا عام 1919 مشاركة المرأة للرجل فى المظاهرات وهى سافرة؟ معنى السفور هنا له دلالة عميقة، إذْ أنّ الشعور القومى ضد المحتل فلسف الموقف (عفوياً) بأنه لا يمكن تحرير الوطن...إلاّ إذا امتلك المواطن حريته بكسر السلاسل المقيّدة للحرية، لذلك التحم مغزى خلع الحجاب من على وجه المرأة، بـ(خلع) المستعمر من على أرض الوطن.... لابد ان تحيا مصر حياة فكرية صحيحة وتنشىء لنفسها ثقافة تُقيم عليها أساس دولتها..... وإنْ كان يربطها بالأزهر ذلك الماضى الذى خرجت منه مقيدة، فليس معنى ذلك أنْ تنقطع عن موجة الفكر الإنسانى وروح العصر.... ولابد للتعليم أنْ يقوم على أساس علمانى لجميع طبقات الشعب ... اننى ارى فى الشرق بوجه عام وفى مصر بوجه خاص استسلامًا محضًا للغيب، وفى الغرب نضالا محضًا مع قوى الغيب، وبين منطق الغرب وروح الشرق تسير البشرية فى قافلة الحياة !!!...إنّ الأصوات التى ترتفع من حين إلى حين بالاستنكار كلما ظفرتْ المرأة بحقوقها، هذه الأصوات الرجعية هى أصوات الفاشيين الذين يُريدون عودة المرأة إلى البيت !!!.. مما لاشك فيه أنّ الإسلام ليس لمسلم بوطن، فوحدة الاعتقاد الدينى ليست كافية لإقامة وحدة التضامن الوطنى !!..لانه من المحقق أنّ تطور الحياة الإنسانية قضى منذ عهد بعيد بأنّ وحدة الدين ووحدة اللغة لا تصلحان للوحدة السياسية ولا قوامًا لتكوين الدولة !!!...

الجدير بالذكر انه فى الثلاثينات وقف النائب فكرى أباظة فى البرلمان وطالب بإلغاء خانة الديانة من جواز السفر وقال: ألا تكفى مصريتنا كى تدل على هويتنا؟ فمصر قبل الأديان.... فلماذا التفرقة وما ضرورة هذا التمييز الدينى؟... أما محمود عزمى فأقام دعوى قضائية ضد الحكومة طلب فيها إلغاء كلمة الديانة من كل المحررات الرسمية....لأنّ تحرير الوطن من كافة اشكال الاستعمار العسكرى والفكرى والثقافى والاجتماعى ارتبط بتحرر المواطن وأنّ هذا التحرر لن يتحقق إلاّ بآليات الليبرالية المؤسسة على أنّ الدين شىء ذاتى بينما (الموضوع) هو الوطن !!!... حيث وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين.... وكل ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف !!.. لذلك عندما تولى طه حسين وزارة المعارف سنة 1950 كان أهم أعماله توحيد المرحلة الأولى فى التعليم، فلم يعد هناك تعليم دينى وآخر مدنى، وإنما أصبح التعليم واحدًا، يضمن الوحدة الفكرية بين مواطنى الوطن الواحد !!!..كما ارتبط ذلك الوعى بين تحرير الوطن وحرية الإنسان، بالهجوم الذى شنّه الليبراليون المصريون على واضعى دستور سنة 23 بسبب المادة رقم 149 التى نصّتْ على أنّ الإسلام دين الدولة..... فكتب عميد الثقافة المصرية (طه حسين) مقالا فى مجلة (الحديث - فبراير 1927) قال فيه: لستُ أرضى عن هذا الدستور الرضا كله..... ففيه نقص وفيه تشويه وفيه نصوص لابد من تغييرها... وذكر أنّ النص فى الدستور على أنّ الإسلام دين الدولة - مصدر فرقة، لا نقول بين المسلمين وغير المسلمين فقط - من أهل مصر، وإنما نقول إنه كان مصدر فرقة بين المسلمين أنفسهم، فهم لم يفهموه على وجه واحد.... وأنّ النص على دين للدولة يتناقض مع حرية الاعتقاد... لم ينفرد طه حسين بهذا الهجوم على المادة 149 من دستور23 وإنما شاركه عدد كبير من المثقفين المصريين من بينهم كمثال( محمود عزمى ) الذى كتب أنّ دستور 23 جاء هجينًا: يجمع بين الشىء ونقيضه.... فالأمة مصدر السلطات (ومع ذلك) الملك له الحق مع المجلس النيابى فى التشريع، ويُوازن بين سلطة الملك وسلطة الأمة ذات المضمون الديموقراطى... وينص على أنّ حرية الاعتقاد مطلقة، وفى نفس الوقت ينص على أنّ الإسلام هو الدين الرسمى للبلاد.... وهكذا أصبحتْ البلاد فى مفترق الطرق وأصبح الدستور ثوبًا فضفاضًا ويسهل تأويله على أوجه عدة...

لذلك انتقد الدستور الجديد وهو مجرد مشروع لإنّ النص المقرر للدولة دينًا رسميًا سيجر على البلاد ارتباكًا قد ينقلب إلى شر مستطير.... نحن نُلفت النظر وسنستمر على لفت النظر إلى الخطر المحدق الذى سيجيىء عن طريق ذلك النص... لذاعندما نادى الأصوليون بضرورة تدريس الدين فى الجامعة وكذلك تدريس القرآن للمسيحيين، تصديت لهم عبر مقالاتى مناديا إلى منع التعليم الدينى فى جميع مدارس التعليم العام لإنّ تعليم الدين فى المدارس غير موحدة لابناء الوطن الواحد ، وفيه أخطرعوامل التنافر كما نعرف ذلك بالتجربة... والفضائل الأدبية التى يجب أنْ تُدرّس فى المدارس يجب أنْ تقوم على السيكولوجيا الحديثة وعلى فلسفة علم الاجتماع بحيث يشعر كل طالب بشخصية ضميره كوازع ومرشد فى نور العلم الصحيح لما فيه من خيره وخير وطنه وخير الإنسانية..... أما شئون العبادات لمن يؤمن بها فلا شأن لها بالمدرسة ولا بأى مظهر من مظاهر الحكم ولا يجوز أنْ تتسرب إلى المعاملات ولا ينبغى أنْ تُفرّق بين أبناء الوطن الواحد.... نحن ممن يدينون بضرورة جعل التعليم العام قائمًا على فكرة (المدنية) غير ذات الصبغة الدينية.... وأنّ التعليم الذى يُصرف عليه من خزينة الدولة، يجب أنْ يكون غير خاضع لغير اعتبار القومية.... وليس له نزعة دينية خاصة... ليس من مصلحة الدين حشره فى كل شىء وتعريضه لأنْ يتصادم من وقت لآخر مع الأنظمة والأحوال العادية فى حياة الأمة !!!..هذه الجديلة التى نسجها الليبراليون المصريون، ومزجوا فيها بين النضال ضد الإحتلال الإنجليزى، والنضال ضد التخلف وضد الغيبيات، جعلت د. لطيفة الزيات أنْ تصف لحظة وداع عميد الثقافة المصرية (طه حسين) بهذه الكلمات: وأنا أشيّع جنازة طه حسين، شعرتُ أننى أشيّع عصرًا لارجلا، عصر العلمانيين الذين جرؤوا على مساءلة كل شىء..... عصر المفكرين الذين عاشوا ما يقولون وأملوا إرادة الإنسان حرة على إرادة كل ألوان القهر....

مما لاشك فيه اننى كلما أرى الدجالين والمشعوذين يتنبأون بمستقبل مصر فى ظل رئاسة مرسي تنتابني حالة ضحك هستيرية، والسبب يكمن في تمتع الشعب المصري بروح الفكاهة من أكبر إلى أصغر فرد، وتكفي مجرد مشاهدة وجه الرئيس البيضاوي المكتسي بلحية بيضاء لتعرف بقية حلقات المسلسل الكوميدي القصير الذي ستجري أحداثه في مصر، فتجد في الحلقة الأولى قادة أوروبا يتمتمون بعبارات ماذا عسانا أن نفعل فهذا اختيار الشعب المصري، وعندما يتم استضافة الرئيس المصري على مأدبة عشاء في قصر الإليزيه بباريس سنجد الرئيس الفرنسي صاحب الوجه المستدير هو الآخر يتحدث معه عن علاقة الصداقة القديمة التى تجمع الدولتين، وسيذكر له طعم طبق الفول الشهي الذي تناوله في مصر وسيرد عليه مرسي: "بالطبع ليس هناك مثل الفول المصري"....ونجد في حلقة قديمة من هذا المسلسل الهزلي البرلمان المصري الذي تسيطر عليه الأحزاب الإسلامية يسن قانون يحظر بيع المشروبات الكحولية أو شربها علناً، ومنع تربية الخنازير أو بيع لحومها، وإقامة الحد على المثليين فإذا بالعالم المتمدن يستشيط غضباً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وتثور ثائرة السفراء الأوروبيين فيدعوهم مرسي إلى مأدبة طعام تضم الفول المصري فيستطعمه السفراء ويقولون له وهم يربتون على بطونهم ما أجمل هذا الفول....لن يفهم أحد شيئاً ما لم ير بعينه كيف يُطبخ الفول المصري الذي يتم تسويته طوال الليل في قدور توضع وسط أكوام القمامة المشتعلة في مقالب القمامة بالقاهرة ويسوى على نار هادئة حتى بزوغ الفجر ليتم توزيعه على محلات بيع الفول في عربات تجرها الحمير. والسؤال الآن: ماذا يأكل آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير؟... أليس هو الفول الذي يطبخ كل ليلة في مقالب القمامة، هو الذي يكسبهما القوة للهتاف والقفز والتظاهر لتخور قواهم في آخر اليوم، ويذهبون في سبات عميق، ثم يأتي صباح اليوم التالي ويعودون لأكل الفول ليكسبهم القوة للتظاهر، وهكذا دواليك، فكل ذلك بفضل الفول المصري....وهنا لا يسعني سوى الضحك عندما أسمع المحللين السياسيين يتحدثون بفخر عن مستقبل مصر. فمستقبلها مثل حاضرها مثل ماضيها ينحصر في طبق الفول، فالمظاهرات التى اندلعت، والتى سوف تندلع سيظل الطابع الكوميدي يغلفها طالما تتوق بطون المتظاهرين إلى الفول، ولا يهم أحد منهم بعد تناوله من هو رئيس البلاد وما هي هيئته....

(يا ولدي الحنيف استمع لنصحي، فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها تستطاب لك الالوان وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوٌّ، وغنيّهم مدعوّ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه) هذه النصيجة جزء من رسالة أمير المؤمنين على إلى عثمان بن حنيف الأنصاري مولاه على البصرة، وكأنها تنطبق على الأوضاع الراهنة في مجتمعنا وعلى اسراف مرسى ....ورغم أن مبارك كان حاكما مستبدا.... فإن مرسى الذى جاء بانتخابات رئاسية وبعد ثورة عظيمة أطاحت بمبارك.... إلا أنه على حافظ أجهزة أمن الرئاسة باستبدادها وفسادها.. ونظرتها إلى المواطنين بأنهم يريدون اغتيال الرئيس....
فلا يعقل أبدا أن يستخدم الرئيس المنتخب وبعد ثورة ضد رئيس مستبد نفس الإجراءات الأمنية التى كان يتبعها الرئيس السابق.... بل بزيادة عندما يذهب إلى صلاة الجمعة فى مساجد معروفة، فيمنع المصلين ويتم تفتيشهم على الأبواب...ومع كل صلاة تزداد الحراسات الخاصة والمواكب المرافقة والقناصة على الأسطح.... وتزيد التكلفة تباعا !!...ما يحدث فى مواكب الرئيس وتحركاته يخالف تماما ما وعد به مرسى فى خطابه فى ميدان التحرير فى يوم إعلان نتيجة فوزه بالرئاسة.... واعتبر يومها فى خطابه أنه فى حماية الشعب..... وأصر على فتح صدره، مشيرا إلى أنه لن يرتدى قميصا واقيا من الرصاص !!...فمن يدفع مصاريف وتكلفة حراسة تلك المواكب؟ وفقا لأقل التقديرات فإنها تصل إلى أكثر من 20 مليون جنيه فى المرة الواحدة !!.. اليوم 12/102012 وسط إجراءات أمنية مشددة ، منعت قوات الأمن المرافقة للرئيس محمد مرسى فى الإسكندرية، دخول الأهالى مسجد سيدي جابر الذى يصلى فيه الرئيس، وكذلك تم منع دخول الصحفيين المرافقين للرئيس من دخول المسجد، فيما عدا محرري الحرية والعدالة فقط !!!...الجدير بالذكر انه سادت حالة من الغضب وسط الأهالى الذين تم منعهم ، حيث دخلوا فى مشادات كلامية مع رجال الأمن ...وقال الأهالى ، إن منعهم من دخول المسجد لأداء الصلاة أمر غير مقبول وإذا استمر هذا الوضع فنحن لا نريد حضور الرئيس الى الإسكندرية مرة أخرى !!.. وعلى جانب آخر انتشرت سيارات الأمن فى الشوارع الجانبية والموازية لمسجد سيدي جابر ، حيث أن اليوم الجمعة يشهد تظاهرة كبيرة دعت لها معظم القوى الوطنية والسياسية لإعادة محاكمة متهمى موقعة الجمل وأطلقوا عليها "دستور لكل المصريين"....

إلا أن الأوضاع الراهنة والتي تجعل المجتمع يحترق تحت نار الغلاء والإسراف الكبير بلاشك، وإقامة أجهز الدولة للموائد الدسمة أمراً غير مقبول وغير مشروع.... ذلك أن الغلاء الذي قضى على شعور الناس بالأمن ويدفعهم إلى حذف أجزاء من ضروريات حياتهم يومياً، والحقيقة أن الأوضاع الاقتصادية أصابت الناس بانعدام الأخلاق والقساواة.... وباتت مشاعر الرحمة والمحبة تجاه الآخر، ترزح تحت عجلة العنف "الفقر والأزمات".... ونما عفريت الفقر، واتشحت الوجوه بالسواد الناجم عن الفقر.... في ظل هذه الأوضاع، من المنتظر أن يشعر المسئولون وعلى رأسهم مرسى على الأقل بالمواطن، لأن مشاركة الناس مشاعرهم قد يمثل كريم على جرح الغلاء ويزيد من قدرة الشعب على التحمل....ولا شك أن مشاركة الإحساس إنما ينبع عن فهم مشترك.... ذلك أن حفلات التشريف والتجمل التي يقيمها المسئولون وأسرهم تفصلهم عن مشاركة الشعب في المشاعر والأحاسيس..... فالمواطن يستشعر الظلم في ظل أوضاع الغلاء الحالية، وينفى أي شرعية عن هذه الأوضاع..... فالشعب يري أنه لا يستحق العيش تحت هذه الضغوط، لكن ما إن يرون المساواة فسوف تقل مشاعرهم بالجزع بل سوف يتعايشون مع الوضع..... فالإحساس المشترك يقضي على الشعور بالفقريا سى مرسى .... وهناك حقيقة قائمة في مصر، وهي أن المجتمع المصرى اليوم يتظاهر بإحساس الفقر أكثر من واقع الفقر.... لأن الإحساس بالفقر أخطر من الفقر نفسه..... وهذا الشعور منشأه الإحساس بانعدام العدالة.... وقد يزيد منهج وسلوك المسئولين مع الشعب من الإحساس بالفقر أو يحد منه.... ذلك أن مظاهر التجمل والسلوكيات الارستنقراطية يهيئ المجال للاحساس بالفقر.... فالهوة الطبقية حاضن للإحساس بالفقر كما يحدث أحياناً حين يشعر المرء أن الظروف المحيطة أكثر غلاءً من حقيقة ميزانيته المالية، وأحياناً يشعر الكثير من الأغنياء (رغم ممتلكاتهم) بالفقر والعجز....

ولا يستحب شيوع الفقر في مجتمع ما، لكن المصيبة في دوران المجتمع في فلك الإحساس بالفقر... لذا يتعين على المسئولين الانتباه، والحيولة دون ظهور علامات الإحساس بالفقر، لأنه إذا حدث فسوف يكون حالهم أقرب إلى رجل إطفاء انهار عليه البناء.... ويقع على عاتق الإذاعة والتليفزيون دور مهم في هذا الشأن.... وكذلك يلعب مسئولي المجتمع دوراً مهماً.... واستعراض الثروة والتباهي بها في الشوارع عبر السيارات الفخمة اللوكس أو في المحافل والمجالس، سوف يصحبه كسر لقلوب الناس بشدة..... لأنهم محرومون من هذه الحياة بل قد يصل الأمر إلى العجز عن تأمين احتياجات الأسرة من الخبز..... ومن اللائق يامرسى افندى النظر حولك بقليل من الإنسانية والأخلاق، والتمسك في التعامل مع الآخر بالواجبات والمحاذير الإنسانية والدينية..... ليس مهماً تحمل الجوع والعطش، الأهم إدراك الوظيفة الإنسانية والأخلاقية الكامنة في اللحظة، لأنه ومع الإسف فإن متابعة الأخلاق العامة توضح أن الاستذكاء ليس له ما يبرره في هذا المجال... لو أن مرسى قد احتاج إلى تذكر ما ينتظره منه شعب مصر من تحقيق مطالبه بعيدة المدى، يكفى أن يلقى نظرة من نافذة قصر رئاسة الجمهورية على المشهد خارج القصر...

الناس الذين كانوا يطلبون العمل أو إطلاق سراح أقاربهم المسجونين من السجن تجمعوا أمام بوابات قصر رئاسة الجمهورية وهذا يدل على أن الأمل فى حكومة متجاوبة ومسئولة بين عامة شعب مصر قد ازداد مقارنة بعصر مبارك ازديادا ملحوظا....فى الفترة التى سبقت سقوط حسنى مبارك فى أعقاب ثورة مصر العام المنصرم لم يكن لدى عامة الناس الحق فى مجرد الاقتراب من القصر.... لقد أعلن مرسى الذى يسعى حثيثا لكى يتعامل مع الشعب بطريقة مختلفة عن طريقة الديكتاتور أنه لن يعرض أبدا عن مواطنيه وأنه يسعى لتحقيق العدالة لكل المصريين ومن بينهم جرحى الثورة وشهدائها....مبارك أيضا مثل مرسى كان له جذور ريفية، ولكن مبارك كان ضابطا فى القوات الجوية المصرية وقد فقد خلال حكمه الذى استمر لثلاثة عقود صلته بشعب مصر الفقير.... فى عصر مبارك لم يكن من الممكن تقريبا إبداء المعارضات السياسية وكانت الحشود من قوات الشرطة على أهبة الاستعداد دوما للقبض على من تسول له نفسه بأن يتجرأ بالقيام بمثل هذا العمل...
حينما كان مبارك يريد الخروج فى موكبه كانت صفوف طويلة من المادحين والمهللين تقف فى مسارات عبوره ومروره، وكانت كل الشوارع المحيطة بمسارات موكبه تغلق تماما، وتنشأ زحمة مرورية إلى أن ينتهى عبور موكبه.... وحين سيطر مبارك على قصر رئاسة الجمهورية الواقع فى قلب القاهرة ازدادت الإجراءات الأمنية شدة وتم اتخاذ تدابير أمنية غير مسبوقة....وقد سعت قوات الأمن والقيادات الأمنية الحكومية، مؤخرا، بكل هدوء للالتقاء بالجموع الذين تجمعوا أمام القصر واقترحوا عليهم أن يكتبوا رغباتهم فى عرائض حتى يتم توصيلها ليد رئيس الجمهورية...إن نحو 40% من المصريين يعيشون بأقل من "دولار" يوميا..... كانت ثورة العام الماضى ناشئة عن هذا الشعور الذى يتمثل فى أنه لا يوجد وضع أسوأ من هذا، ولكن الحالة بالنسبة للكثيرين قد صارت أسوأ. الوضع الاقتصادى وخيم للغاية، وعدم الاستقرار السياسى أيضا طال الاستثمار والسياحة وأدى إلى زيادة البطالة.... المصادر المالية للدولية قلت وتناقصت، بما يعني أن الأزمة الاقتصادية تمثل اختبار جدي لمحمد مرسي...

الى حمير الاخوان ومرسيهم ومرشدهم ومكتب افسادهم كأحد ثوار ثورة 25 يناير واصبت فيها اقول : منذ 25 يناير 2011 لم يتغير المشهد … هناك دائما من يثير الشباب المغيب بدعاوى مختلفة .... مرة من اجل الحرية .... ومرة من اجل الديموقراطية .... ومرة من اجل تطبيق الشريعة .... ومرة من اجل الثأر للشهداء .... ومرة من اجل حقوق المصابين .... ومرة من اجل القضاء على الفلول ..... ومرة …. ومرة …. ومرة ………مرات كثيرة ودعاوى مختلفة ولكن دائما الهدف واحد والفاعل المستتر واحد !!!..وعقب كل مرة من المرات يكسب الفاعل المستتر موقعا جديدا ويحصل على جائزة جديدة مكافأة له على غدره وخسته … وما يثير الحيرة انه دائما يخرج ليطالب بعقاب الفاعل مع اننا نعلم جميعا انه الفاعل وهو يعلم اننا نعلم انه الفاعل ولكنه يرتكن لحقيقة ان المغفلين فى هذا الوطن هم الأغلبية وأن العقلاء المدركين لخطره لا يرغبون فى المواجهة !!!.. لقد اقتربت ساعة حسابكم !! انتم من قتل الثوار عن طريق بعض عناصر حماس !! كفاكم اللعب على طريقة القط والفأر !!! الثوار يعرفونكم جيدا !!!

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مريم المقدسة
- صرخة فى وجه الحسبة
- ائتلاف شباب الثورة ورقة التوت الاخيرة التى فضحت الجميع
- لا حذاء للديمقراطية يامرشد الاخوان
- عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان
- الماسة والاحجار
- ما المانع اذا ايها القدر!!!!!
- يامرسى اللى اختشوا ماتوا
- ما احوج اقباط مصر لمناضل يخلصهم من ظلم الاضطهاد!!!
- هل يستطيع الشعب السعودى الثورة على هذا النظام الموالى لاسرائ ...
- احبك يا بحر الرقة والحنان
- فض الاشتباك بين اشكالية اسلام النص واسلام التاريخ
- الاسبرطية والشيوعية والتحريضية الاخوانية الكفاحية هى المشروع ...
- البلوتوث الانسانى(التخاطر عن بعد)
- لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى
- الأخضر الإبراهيمي هو القنطرة لاستعادة تركيا مجدها السياسى فى ...
- افيقوا الفيلم المسىء للرسول طعم لتغذية الفتنة الطائفية وتقسي ...
- كل ما بداخلى مات
- الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية ...
- موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - ثقافة طبق الفول وحمير الاخوان