أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - كسوف القصيدة














المزيد.....

كسوف القصيدة


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر " علي الشباني "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كسوف القصيدة
ثامرالحاج امين
من الصعب على النسيان ، أن يطوي تجربة شعرية ونضالية وانسانية مثل التي كانت عليه تجربة الشاعر الراحل " علي الشباني " ، ذلك انهـا تجربة مضيئة ، حافلة بالعطاء والتضحيات والألم ، فمع تباشيرفجر الشباب وعنفوانه ، وجد الشباني نفسه مبهورا بألق الشعر واشراقة الوعي الوطني اليساري الذي تبلور عنده ، وهذا ما دفعه مبكراً للانتماء بصدق لهذا المشهد الحياتي الشامل :
بچة ابدمي العراق وترس بّي الليل
سكت بّيه الضمير ودنڰت وحشه..
وهظيمة الخيل
ورغم الكتابات التي قيلت في تجربة هذا الشاعر ، الا انها تجربة تبقى تحتمل وتستحق المزيد من الدراسة والاهتمام ، لما فيها من خصوصية فنية وفكرية اشتملت على مقومات ابداعية تمكنت ان تفرض حضورها المميز في الساحة الشعرية في الوقت الذي كانت التجارب الشعرية الكبيرة تقف عائقاً في طريق انتشار العديد من المحاولات الشابة . ولكن قصيدة الشباني استطاعت ان تتخطى هذا التابو وان تنفرد بهويتها الخاصة وتقف بثبات وثقة الى جانب الكبار ، حيث جاءت تجربة حقيقية لاهثة بالصدق والضوء ومجد الوطن ، فقد كتب للانسان وحريته وكان مخلصا لقناعاته فلم يخضع للاغراءات المذلة ولم ينحن يوما الاّ سلطة القلب :
أموتن من تصل بيه المذلة ...
وما أصيحن لا
يقول في أحد الحوارات ( حكموا عليّ بالموت رمياً بالرصاص الأسود ، مازلت أذكر ذلك في قفص المجلس العرفي العراقي الأول عام 1964 ثم أجلوا الحكم لصغر السن .. يالرحمتهم )
فأمام هذا الرعب ، الذي فرضته السلطات الفاشية على الوطنيين التقدميين ، الاعتقال ، التهديد بالموت ، مصادرة الحرية ، في محاولة للنيل من ارادة الشاعر ، الاّ انه واجه هذا بكل عزيمة و صلابة وايمان :
يمه والعباس ماينزع ولد عندڇ الغيره
يوگف الطاري المراجل بيرغ ابيض
روحه ديره
سنة مرتّ على رحيل صاحب ملحمة الريادة والابداع ( خسارة ) القصيدة التي عدّها الشاعر الكبير يوسف الصائغ مساراً جديداً ومختلفاً من الانشاءات الشعرية المتواجدة انذاك ، وماتزال ذكراه عطرة في قلوب من عرفوه عن قرب .
سنة مرت ّ على رحيل صاحب ملحمة ( آلة الطابعة ) ، المغامرة الجريئة والشجاعة لصبي لم يتعد السادسة عشر من عمره يسطو على مطبعة المدرسة ويقوم بكتابة وطبع وتوزيع بيانات تندد بفاشية سلطة 1963 ، هي بلا شك بطولة اسطورية تحتاج الى ارادة وطنية عالية ، عامرة بالصدق والايمان الراسخ بقيم الوطنية والتحرر ، وهذا ماكان عليه الراحل " علي الشباني " .
سنة مرت ّ على رحيل أصغر سجين سياسي عرفته معتقلات السلطة البعثية في ستينيات القرن الماضي حيث زج بها وهو ابن السادسة عشر من عمره فكان يسخر من جلاديه :
احنه ويه الحزب مثل العشب والماي
ننحر كل جرف من يهدر الطوفان
سنة مرتّ على رحيل صاحب المواقف النبيلة التي جسد فيها اجمل صور الوفاء لأقرانه الشعراء ، على الأقل فيما عرفته عنه وشهدته في اربعينة الشاعر " لطيف حسين " عام 1971حين تكفل الشباني ـ وسط ظروف امنية بالغة الخطورة ـ بدعوة كبار الشعراء الى الديوانية من أجل احياء اربعينية صديقه ، وقرأ في ذلك التأبين قصيدته الجريئة " تاريخك عشب محروك " متحدياً رجالات الأمن الذين انتشروا في قاعة الحفل :
هذا ورد الڱاع الاحمر....
دم أهلنه الماتوا بكل دهر مهظومين
جبنا الصبح لبيوت القهر ...
والنايمه اعله الجوع وتفرهد
وكذلك ماحدث لأربعينة الشاعر " طارق ياسين " عام 1975يوم تنكرت جهات عديدة من تبنيها بينما هو أصر على احيائها والاعداد لها حيث تكفل بدعوة الشعراء والأدباء الى بيت " طارق " فكانت بحق تظاهرة ثقافية كبيرة حضرتها اسماء مهمة في الثقافة العراقية . وكان عريف الحفل التأبيني الشاعر والناقد " عبد الرحمن طهمازي "
اننا عندما نستذكر هذه المواقف الانسانية الكبيرة لهذه القامة الابداعية نأسف ونحزن لما لحق بها من حيف وانتكاسات بسبب المرض اللعين وخيبات الزمن الرديء الذي حاول تشويه جمال هذه الفسيفساء ، ولكن من عرف الشباني يجد فيه حق قوله :
وآهيس مامش ابدنياي .. بس الملح والطيبات
والسكته التشب بالليل حنيه
عيب اتطيح يابيرغ نصب بالروح صارية
بعد هذا السفر الطويل المكتنز بالعطاء والابداع للشاعر الراحل " علي الشباني " أجد في رحيله كسوف القصيدة وخسارة حقيقية للثقافة عموما ً .

ـــــــــــــــ



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة القاص - زعيم الطائي- في اتحاد أدباء الديوانية
- عند ضريح الشاعر الايراني - بابا طاهر -
- السخرية في الأدب العامي المصري
- صلاح جاهين امير شعراء العامية
- الكاتب والباحث القاضي - زهير كاظم عبود - بين أهله
- طقوس في الشعر والصداقة
- علي الشباني ..في خسارته الاخيرة
- - حسين علي الحاج حسن - الباحث الذي سار على خطى - المجنون -
- - سوق الديوانية الكبير - ... ذاكرة المدينة التي شاخت
- كزار حنتوش ... شكراً
- الشعر في ثورة العشرين ... صور رائعة من البذل والفداء
- أشعار تؤرخ بشاعة الحصار
- شاكر السماوي في (نعم ... أنا يساري) : رحلة تأكيد الهوية
- ضمير معطل
- -ترابك هذاالمر ... حبيبي- قصائد مشتعلة بالاحتجاج والغضب
- عصر الثورات الحضارية
- حوار مع الشاعر والكاتب العراقي المغترب - كريم عبد - ماينقصنا ...
- نخبك ياظلام
- قراءة في كتاب - الشعر فاعلا اٍرهابياً -
- ثمة نور خلف ... - أبواب الليل -


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - كسوف القصيدة