أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - جديد الفنان سلمان راضي والقراءات المتعددة في منحوتاته















المزيد.....

جديد الفنان سلمان راضي والقراءات المتعددة في منحوتاته


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


جديد الفنان سلمان راضي
والقراءات المتعددة في منحوتاته


التقاه وحاوره: محمد الكحط
رغم معاناته مع الغربة يواصل الفنان سلمان راضي نتاجه الإبداعي، مجددا في أساليبه الفنية، فهو لم يترك الرسم ولا النحت، بل يسير بهما معا، رغم كونه نحاتا بالدرجة الأولى، واليوم يواصل تجربته التي بدأها منذ عشر سنوات ويضيف فلسفة جديدة، حيث يقول أن فن النحت كما هو معروف فن مكاني يرتبط بالمكان، وموضوعته واحدة ضمن نفس المكان، لكنني أعتقد اليوم انه لم يعد فنا مكانيا بالمعنى المتعارف عليه، حيث أنني استطعت تطويعه.
حول هذا الطرح كان حوارنا مع الفنان سلمان الراضي، في البدء عرفنا فن النحت أنه من الفنون التشكيلية المتميزة عن باقي الفنون الأخرى، فهو فن الحضارات على مر الدهور والأزمان، وهو لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير أو الرسم، بل يتعامل مع الأشكال المجسمة، لذا فهو أقدر على نقل الحس الفني من خلال اللمس، والذي ينقل الينا الإحساس بواقعية الشكل المنحوت، وتختلف الخامات المستخدمة في النحت، منها الرخام المصقول، أو الخشب أو الطين أو البرونز أو الحديد...ألخ.
وعرفنا النحت أنه فن مكاني يرتبط بمكان معين وبموضوع معين، وأستخدم عبر التاريخ لعدة أغراض، منها كفن من أجل شيء تذكاري لحدث معين أو تخليد شخصية ما وتم الأستفادة من المنحوتات القديمة كأرشيف تعرفت البشرية من خلاله على بعض الأحداث والعادات السائدة في تلك الحقب التاريخية.
وكما هو معروف فالنحت عمل فني ثلاثي الأبعاد، ينفذ عن طريق الحفر أو السبك الصب أو التركيب، ليتحول الى شكل أبداعي، ولحجم التمثال تأثير على المتلقي، وموضوعتنا تتناول معنى النحت وعلاقته بين ما ينتجه التركيب والتشكيل بطرق مختلفة من حيث علاقة الكتلة بالفراغ والمكان والموضوع.


كما أن أنواع النحت عديدة منها النحت المباشر، وينفذ على خامات مختلفة في درجة صلابتها. والنحت غير المباشر، كاللصب، أو التشكيل والتركيب النحتي.
ومن خلال الكتلة والفضاء والمكان والسطح تبرز عناصر الحركة وقوة العمل وشكله، هكذا عرفنا النحت أما فناننا سلمان راضي وخلال حوارنا معه، فله رأيٌ آخر نحاوره عليه.
يقول: يتفق أغلب الباحثين في تاريخ الفن وعلم الجمال على تقسيم الفنون الى فنون زمانية ومكانية، والزمانية مادتها هي الكلمة كالأدب بأنواعه من شعر ورواية ومقالة ومسرحية، وفن الموسيقى والرقص الذي يعتبر أول الفنون منذ نشوء التجمعات البشرية حسب رأي الفيلسوفة والباحثة في تاريخ الفنون وعلم الجمال "سوزان لانجر 1895"، هذه الفنون الزمانية "السمعية والمرئية" مرتبطة بالحقب الزمانية التي توثق تلك التجارب البشرية.
والمتلقي لهذه الفنون يحتاج الى زمن لمتابعتها، كقراءة رواية أو سماع قصيدة أو موسيقى أو مشاهدة مسرحية.



أما الفنون المكانية فهي الفنون التشكيلية بأنواعها، كالرسم والنحت والعمارة والسيراميك...الخ. هذه الفنون مرتبطة إرتباطا وثيقا بالمكان، وهي تتضمن مواضيع فكرية وثقافية وعقائدية، حالها حال الفنون الزمانية، إلا أنها تحتاج الى المكان الذي تلتصق به، ويعتقد البعض أنها تفتقد الى الوقت أي الزمان الطويل لمتابعة تفاصيلها، كما هو الحال في الفنون الزمانية.

وهنا يستدرك سلمان راضي قائلا: أنا أعتقد أن هذا الكلام غير دقيق، وإن كان صادرا من كبار الفلاسفة والمفكرين، فمثلما يحتاج المتلقي لفهم وإدراك مضمون الرواية إلى زمن لقراءتها، كذلك لربما يحتاج إلى زمن أطول ليتسنى له فهم مضمون تلك اللوحة أو ذلك العمل النحتي، هم قالوا، ولم أقل أنا بأن الفنون المكانية لا تحتاج إلى زمن، فمنذ اللحظة الأولى، يمكن أن يدرك المتلقي معنى تلك اللوحة، أو التمثال، وهذا الكلام غير صحيح، فلدينا أمثلة كثيرة عبر التاريخ، فعندما تم عرض أعمال بعض الفنانين الكبار، معظم الحضور لم يفهموا معنى تلك الأعمال إلا بعد فترات طويلة من الزمن، هل أدركوا معنى الجمال الساحر والابتسامة الدفينة في لوحة "الموناليزا" أي "الجيوكندا" للرسام الايطالي دافنشي، هل أدركوا لوحة "عباد الشمس" للفنان الهولندي فان كوخ، فهذه اللوحة لم تكن تعني شيئا في بادئ الأمر، وبيعت بثمن بخس، وبعد مرور أكثر من مئة عام وصل سعرها إلى آلاف الدولارات، وبعد تأملات هذه اللوحة مرارا وتكرارا من قبل المختصين، وصل سعرها إلى مئتي مليون دولار، والأمثلة كثيرة، وكذلك في فن النحت فـ "اللبوة الجريحة" في النحت البارز السومري الموجودة حاليا في متحف اللوفر بباريس، وبعد التدقيق والتعرف على قوة تعبيرية النحات السومري العراقي، ترى هل تقدر بثمن...؟، وقيمتها ليس فقط على قدمها، وإنما على قوة الإبداع الذي توصل له النحات السومري.

الأوضاع المختلفة والقراءات المتعددة
لنفس العمل النحتي للفنان سلمان راضي

ويواصل: أود أن أشير إلى كون جميع التماثيل تقرأ أحادية الموضوع، نعم هذا الكلام صحيح بالنسبة للتمثال ذو الهيئة الواحدة في المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الواقعية، ولكن هذا الكلام لا ينطبق على المدرسة الحديثة في الفن، فتمثال "الحكيم" للنحات سلمان الراضي، الذي يخصص للمكان المناسب له، يمكن إعادة تركيبه ليقرأ تمثال "الحاكم المستبد أو الدكتاتور"، وبذلك لا يمكن أن يكون المكان الأول مناسبا له بعد أن تغيرت هيئة التمثال، ويمكن تغيير هيئته من جديد ليتحول الى "العاشق" وهكذا يمكن أن نعيد قراءته من جديد، ونعيد تركيبه مرة أخرى ليقرأ لنا قراءة أخرى وهي "رجل الدين أو بوذا العصر الجديد" وهكذا نجد عدة قراءات لنفس التمثال لكن بهيئات مختلفة وتركيبات مختلفة، صمم مسبقا على ضوئها، تتيح لنا إعادة تركيبه ليتغير موضوعه، وبالضرورة يحتاج إلى مكان آخر مناسب له، فجميع النصب والتماثيل تحتاج الى المكان المناسب لها.


بعد هذا الحوار مع الفنان سلمان راضي لنستطلع بعد آراء النقاد بخصوصه، يقول الدكتور الناقد التشكيلي عباس جاور بعد حواره مع سلمان الراضي في كاليري بغداد سنة 1996م: لقد حاول الرسامون جعل لوحاتهم تقرأ بقراءتين، متغايرتين، بعد أن يتم عرض اللوحة للقراءة الأولى، ومن ثم يقوم الرسام بقلب اللوحة رأسا على عقب، وهي القراءة الثانية، منهم من وفق في ذلك ومنهم أخفق، وهذا سهل ويسير في فن الرسم "اللوحة" ذات البعدين، ولكن يكون ذلك صعبا جدا عندما غامر به النحات سلمان الراضي في منحوتته التي تقرأ بعدة قراءات، كون المتعارف عليه في فن النحت، أنه كتلة متماسكة متحدة أحادية الموضوع.
وفي حوار آخر مع الفنان سلمان راضي أجراه معه الناقد التشكيلي صلاح عباس بعد أن تم عرض بعض الأعمال التشخيصية له من حجر المرمر، وهي أعمال تركيبية صرح قائلا: بأن فن النحت ما عاد فنا مكانيا يحمل قراءة واحدة أي أحادي الموضوع ويهيمن عليه المكان.
هذه الإشكالية في الفنون الزمانية والمكانية أثارت جدلاً في الفترة الأخيرة بين أوساط المثقفين والباحثين في الفنون التشكيلية.
ولكننا في نهاية الحوار نتساءل، في حالة تغيير هيئة العمل النحتي "التمثال" مثلا ليقرأ موضوعا جديدا، ويوضع في مكان جديد يلاءم مضمونه الجديد، وفي فضاء جديد، ألم يعد ذلك بأننا انتقلنا من عمل معين إلى عمل آخر تماما...؟ وكلاهما يرتبط بمكان معين ويقرأ موضوعا معينا، أم أن للفنان سلمان الراضي وللنقاد والمختصين والفنانين في مجال الفن التشكيلي رأيا آخر.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح ماذا....؟
- مبدعون في الغربة: ستار الساعدي اول فنان عراقي وعربي في هولند ...
- المركز الثقافي العراقي في السويد يبتدأ برنامجه الثقافي معرض ...
- مركز أور الثقافي في بلجيكا نشاطات متميزة وسط الجالية العراقي ...
- الفنانة أشنا أحمد دولت لا تعرف اليأس وليس لطموحاتها حدود
- مبدعون في الغربة رجل من بلادي الطائر المحلق دوما الكابتن فري ...
- “قطار الموت”... من جرائم البعث التي لا تنسى
- إفتتاح المركز الثقافي العراقي في الدول الاسكندنافية
- ربع قرن على الجريمة التي مهدت الى مأساة حلبجة
- معرض -حوار اللون- إضافة جديدة لفناني المهجر
- الوطنية والديمقراطية هما الحل...!
- أشرعة جنوبية أبحرت نحو الشمال مليئة برياحٍ دافئة
- مبدعون في الغربة الفنان فائز ميناس
- الجمعية المندائية في ستوكهولم
- خطوة الى الخلف، خطوتان الى الوراء...!!!
- في ذكرى سنوية الرفيق أحمد كريم غفور (أبو صباح) اللقاء الذي ل ...
- هناء أدور أمرأة من بلادي
- عبير السهلاني الشابة العراقية الأصل: بخطوات سريعة وواثقة تسي ...
- ربيع الشعوب العربية أم خريف الأنظمة الإستبدادية
- يوسف أبو الفوز في روايته الجديدة كوابيس هلسنكي ما الجديد وما ...


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - جديد الفنان سلمان راضي والقراءات المتعددة في منحوتاته