أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد الحميد مصطفى - الابداع الانساني بين الاناركية....والماركسية















المزيد.....

الابداع الانساني بين الاناركية....والماركسية


محمد عبد الحميد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 18:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الابداع الانساني بين القيم الاناركية و...الماركسية

"اهلا بزمن العبودية.. يحررنا الله من سبع سموات بدين الحرية ويستعبدنا شيوخ العبودية بدين الحرية ايضا"..دي تويتة قريتها بظروفها لكن وجب التنويه لانها فتحت عندي باب كبير من تداعي الافكار وخلتني أركز مع الناس اللي بتتجه الى الالحاد لنزع السلطة الدينية على الحياة الاجتماعية او/و الى الاناركية لنزع التسلط الديني على السياسة..وفي طبعا -لان البشر كتير- اللي بيعيش ويتعايش ويتوائم حسب اتجاه لقمة عيشه بدون رأي او اتجاه وده مش محل نقاشنا..ومش موضوعنا بردو المقاومة العقدية والاجتماعية لمفهوم سلطة الخالق او حتى وجوده ومقدرته..وده من الافضل نتكلم فيه لما تتحسن ظروف الناس المعيشية شوية..

-ماركسيين حكام
سألتني اشمعنى ذكرت الحركة الاناركية وانها مصّرة على الموضوع ده؟ في تيارات تانية بتناهض الحكم الديني زي الماركسية مثلا!!..اقولك ان التطبيق العملي للماركسية في التاريخ اغفل الجانب النفس اجتماعي - sociopsycological - للجماهير المستهدفة من التجربة الاشتراكية..يعني مشغولين بالحسابات والعلوم بشكل اهدر الجانب الحضاري والنفسي للمجتمع..ماعرفش رأي ماركس بصراحة..لكن ليا اصدقاء ماركسيين لاحظت فيهم وفهمت منهم هذا المعنى حتى ولو على سبيل الاستنتاج بدون تصريح مباشر منهم..اديكم مثال..المناضل الرفيق ابو العز الحريري..اللي في رأيي لا اشك في نزاهته واهتمامه لأمر الفقراء لكن اجتماعيا بعيد عن الاضواء فهو يتميز بقليل من الجمود الاجتماعي..والمعاملة الجافة العملية..واكاد اجزم انه لو فعلا وصل للاموال المنهوبة والارقام الضخمة المتعددة التي يحفظها عن ظهر قلب لغنائم الفساد والفاسدين من ثروة مصر فسيوزعها بالجنيه على الفقراء -وهذه رؤية تمتد على كافة الاخوان الماركسيين-..وبيصرح صراحة ان هدفه من الترشح للرئاسة هو للقضاء على المد السياسي الاسلامي في مصر "حرفياً".. وان كنت ارى انه تصريح يتطلب جرأة ومراجعة اذا كان ينوي به ان يحصل على اصوات من جماهير تنتمي لـ *شعب متدين بطبعه*..
ولكن التجربة العملية الماركسية تاريخيا افرزت دولاً لا تقل سطوة وخنقا للابداع عن الانظمة الهيراركية او الثيوقراطية اليمينية..فتجمدت عند مراحل بعينها من المشروع الاشتراكي ولم تراوحها..مراحل مثل ديكتاتورية العمال او ديموقراطية الحزب الواحد..اظن ان الانحرافات التي تعرضت لها الانظمة الماركسية عن الروح اليسارية والتي كانت محصلتها الانهيار تلك الاخفاقات لم تكن بسبب شذوذ في الفكرة الاشتراكية و ايضا لا يراودنا ادنى شك في صدق نوايا واهداف النظرية الماركسية..اذا لماذا انهارت تلك الانظمة عمليا وخبت جذوة الروح اليسارية المتقدة؟!..تحملوني قليلا وانا اسرد هذا التسلسل التخيلي -وشاركوني تخيله- لزمرة من الثوار الماركسيين الذين يتوجون نضالاتهم المتتالية بالاطاحة بنظام حكم هيراركي وراثي متعفن مدفوعين بطاقة هائلة من جماهير العمال والفلاحين وصغار الموظفين..الان الثوار في موقع قيادة.. اول مايتبادر الى اذهانهم هو ارساء دعائم دولة قوية تسد احتياجات الجماهير من متطلبات الحياة العادية..ومايتبع ذلك من تأميم وسائل الانتاج وعدالة توزيع الثروة..لا يرى الناظر أي بأس فيما تحقق وجرى تنفيذه عمليا وحسابيا بشكل عام ولا حتى أنا ..

-سيكولوجية (التملق) في المجتمع.
عند نزع ستار الارقام والحاسبات الالية ومخرجات ومدخلات الميزانية والدخل القومي عن الاعين الواعية والعقول النبيهة..سيتكشف لنا الجانب النفسي -سالف الذكر- للحالة الراهنة وستكون منقسمة على طرفين الاول هو "الجماهير" -واود في بحثنا ان اتجاهل الفروق الثقافية- والطرف الثاني هو زمرة الثوار التي وصلت للحكم "القيادات" بدعم ومساندة الجماهير..
بدايةً ستظهر كما جرت العادة تاريخيا منذ الاف السنين لدى الجماهير الميل الفطري للثناء على القائد المحرر واظهار الشكر والعرفان على قراراته الحكيمة وتفانيه قبل الثورة وبعد صعوده الى سدة الحكم في اعلاء المصلحة العامة وتضحياته بحياته الشخصية وراحته في سبيل ارضاء الجماهير..وهو مايدغدغ احساس القيادة ومن دافع القوة والسلطة المستحوذ عليها يُقبل القادة على ترفيع وتقريب الاديب المثقف الذي وعى مبكرا لما مر به القائد من عذابات .."مثال: معلش اتفرجوا على المنظر البديع للقاء الزغزغة العالمي بين الشاعر عباس جيجان والقائد الملهم صدام حسين قائد حزب البعث العربي الاشتراكي ولو مش فاهم اللهجة شوف التفاعل الجماهيري و ابتسامة القائد المظفر اشعلت حماس الشاعر جيجان لدرجة انه كان بيلقي صدر البيت تحت المنصة وعجز البيت عند المايك"..
ولأن التيار الثقافي الادبي عبارة عن اعداد وليست شخصا فان التنافس يحتدم بين هؤلاء المثقفين لاظهار مدى الاحترافية في التعبير عن الامتنان للقيادة الحكيمة..ويزداد الفساد الثقافي والاضمحلال الادبي كلما زادت حدة المنافسة والثناء من المجتمع مقابل ايماءة او ابتسامة فقط من الاخ الرفيق القائد وتنعكس تدريجيا موازين القيم الاجتماعية فيصبح جندي النظام خير مثال للمواطن الصالح حتى يفعل ابواه المستحيل ماديا لادخاله في السلك العسكري والامني فيصبح اقل المواطنين انتاجيا هو اعلاهم طبقيا..حينئذ تتفاعل تلك القيم لهدم المجتمع واعدامه حضاريا.."ليس كما يدعي بعض انصاف العقول ان الاناركية هدامة..ان كان هناك من هدم فهو هدم للقيم المشوهة و مثل تنظيف سور من الاعشاب الطفيلية لاظهار قيمة الحديقة الحقيقية والجمالية..فيظن قريب النظر محدود الفهم ان هناك تخريب وانما هو تنظيف -"for society sake" يعني "لوجه الله"- لترى ماغاب عن رؤيتك لزمن طويل جدا تصل لبضع الاف من السنين من العيش بدون حرية حقيقية وتحت قمع اجتماعي وفكري من افراد شكلوا ما يدعى بالحكومات والمؤسسات الدينية بدعم وتعاضد مع الاثرياء ادى الى تنازع على منابع الثروة على مدى التاريخ في شكل حروب مغلفة بغلاف ديني او سياسي "ثريسوم" كوني مدمر اهلك الحرث والنسل ومن تبقى عاش في مزارع التسمين البشرية "دول" ليس فيها للعقل والارادة الحرة مكان..
في غضون هذه المرحلة الحاسمة من تطور دولة الثورة الوليدة ..يصبح كل قمع مبرر وكل بطش له غاية..وتصبح النوايا الحسنة محل طعن وتشكيك..وتنشا مؤسسات خاصة للرقابة على الرأي والفكر..وتصبح الافكار المستقاة من صميم المنابع الاشتراكية خيانة اذا خالفت هوى القائد حارس الثورة الحمراء ومنظرها وخير مطبقٍ لها..هنا تحتضر روح الابداع الادبي وعلى الصعيد الاقتصادي والعلمي فكل المشاريع تبدأ بفكرة ولماذا افكر في الاختراع والاكتشاف وكيف افكر وقد وضعتني الدولة ترساً بدون هوية في احدى ماكينات الانتاج الوطنية "مثل الموظفين الذين يملئون المصالح لحكومية وهم الماركسيين الطيبين الحد الادنى والحد الاعلى لوظيفة مالهاش اي قيمة او داعي سوى الحفاظ على هيكل الدولة التي ساعد على زحف ونمو السلطة الخبيثة..هنا قتلت بذور الابداع والتجديد الناشئة دوما بحكم الطبيعة بحرصها المفتعل على تطبيق المانيفستو والتعاليم الماركسية بحذافيرها..
عند هذه النقطة تحديدا ما الفرق بين الدولة الثيوقراطية الهيراركية الرأسمالية التي تؤله الحاكم نتيجة نصوص سماوية مقدسة وبين الانظمة التقدمية التي تمجد القائد والجندي نتيجة نفسية المجتمع التي تندفع طوعا وكرها لصناعة البطل والمخلص؟..لا يوجد فرق كبير اعزائي وانما يوجد قاسم مشترك وهو كيان "الدولة" وفكرة "السلطة" ذاتها واينما وجدت السلطة فاعلموا انها شر مستطير..

-الخلاصة .
فبعد مرحلة الدولة الوليدة من رحم الثورة اتت مرحلة تمجيد القيادات الحاكمة حاليا الثورية سابقا..ثم تأتي مرحلة الاستقرار ليعيد النظام الماركسي عند بنائه الدولة لنفس الخطأ وهو تجاهل العامل النفسي ولكن هذه المرة للفرد واغفال الطموح الفردي والرغبة في التميز عن الاقران و طبيعة التمرد الكامنة في أغلب البشر..وتصبح كل حالات الابداع تحت سيطرة البيروقراطية المتجمدة..ومن ضمن النقاط الهامة للعامل النفسي هو الاكراه بدافع المصلحة العامة على اداء عمل معين وفق اسلوب معين ضمن وظائف محددة سلفا ولها تراتبية وتسلسل قيادي ومطالبة العامل بافضل نتائج لمجهوده واغفال مفهوم "التطوع والتعاون" "وده مثال عليه المراهق اللي بيمتعض وهو بيغسل صحنه في البيت لأن ابوه قال له كده..بينما ممكن يتفانى عند الجيران لو طلبوا مساعدته في حملة نضافة على عموم المنزل".
والمفهوم التطوعي التعاوني الذي تحتفي به الحركة الاناركية كأهم وسيلة للتقدم الحقيقي وتطور المجتمعات بناء على وعي الاناركيين باهمية العامل النفسي والارادة الحرة وبضرورة الاهتمام بها والتنظير لها بل ومن وجهة نظري المحدود الشخصية اتمنى ان يصل الاهتمام الاناركي بالعامل النفسي للفرد الى درجة ايجاد وابتكار وسائل لتربيته وتهذيبه منذ سن الطفولة فتكون تنشئة تصنع انسان حقيقي صادق نفسيا ومتحرر اجتماعيا ونشط عمليا وذهنيا يستطيع ان يؤدي دوره البّناء في مجتمعه برؤية مجتمعه وليست حسب رؤية الدولة والنظام في خلال 10سنوات من تخرجه من رياض الاطفال..نعم من رياض الاطفال ولا تندهش فغير الاناركيين من السلطويين مثل بعض المنتمين للماركسية ادخلوا الاطفال في برامج تنشئة تجعلهم يحملون السلاح قبل سن الرشد ليقاتل من اجل ماذا؟ لا اعلم حقيقة.. وشيوخ البرلمانات زوجوهم لتسع..
وهنا تسقط الدولة ايا كان لونها السياسي وطعمها الديني سقطت الدول الاسلامية السابقة التي ظن أُدبائها أنهم يحيون في ظل الله وسقطت الدول الاشتراكية التي ظن الرفاق انهم يحيون ازهى عصور الانسانية والتحرر وستسقط كل ماتبقى من دول حتى وان كانت بلا لون او طعم بفعل الشيخوخة والجمود وبفعل افراد يعرفون معنى الحرية الشاملة ويرون الصورة الكاملة..لا يغفلون تطهير الواقع في رحلة بحثهم عن الحقيقة..



#محمد_عبد_الحميد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الحوار في موقع الحوار المتمدن
- اليمين واليسار وجهين لعملة واحدة
- فضائية علمانية وليست يسارية
- السجون المغربية: الإنسان أرخص من أعقاب السجائر
- المنهج
- تساؤلات حول المسلمات
- قبل المطالبه بحزب سياسي شرعي - هل يعتذر الأخوان عن -أخطاء- ا ...
- الأعجاز العلمي في القران بين التلفيق و التدقيق 1
- نحو تحرير العقل المسلم
- هل آن للرجل أن يتنحي
- أزمة العلم في العالم العربي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد الحميد مصطفى - الابداع الانساني بين الاناركية....والماركسية